الافلاس والتمني

عبدعلي حسين الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:32
المحور: كتابات ساخرة
    

يقال ان (التمني راس مال المفلس) وبما اني كغيري اخذتنا الاحلام واغرقاتنا في بحور الاماني بعد 9-4-2003 بل واحالتنا الى حلم يغرق في ظلمة لا فكاك لها ولا ترويح عنها .. لذا فاني اعلنت نفسي مفلسا .. مستميحكم العذر على ما ساطلقه من عنان لتمنياتي التي لا اسعى للتجرد عن الشخصي منها معتقدا او مفوضا نفسي في التعبير عن الغالبية .
 اتمنى ان تتعفف الالسن الرسمية بالشخوص والاحزاب والصحف والاذاعات عن ترديد نغمة السنة والشيعة , وان لا تسعى الى تغذية هذه الافة بقصد او بدونه .. فالموضوع ليس بجديد ,وليس اكتشافا برعت فيه الحكومة او الجمعية او الاحزاب .. فبلدنا والحمدلله (مزهرية) متنوعة الورد (سنة وشيعة- عرب -اكراد – مسيحيين – صابئة – يزيديين – كلدواشوريين ) نظمها اجداد شبه اميين ويحاول العبث بازهارها احفاد متعلمين ..!
 اتمنى ان تنتهي (الرمادية ) في ديمقراطيتنا , اما ابيض او اسود والا ما معنى ان نجهد انفسنا في تنظيم انتخابات يتعرض فيها الناس لمخاطر الموت وتتقاصى الخصومات ,وتتعالى الاتهامات ويستنزف المال – ثم نعود محاصصة (هذا لك وهذه لي).. اهي ديمقراطية ام (قسمة فنيخ ) .. ام اننا في ديمقراطيتنا لا نبعد عن طباعنا .. فالخطورة ان نؤسس لنواميس تترجم الديمقراطية بمفهومها العالمي الانساني الى محاصصة عراقية , تصل حد العشائرية والمذهبية والفئوية الضيقة .
 اتمنى ان تمتد يد العناية الربانية الى (مخلوق) اسمه الكهرباء .. اما بموته ابدية , تعيدنا الى قناعة العودة الى عصر (الحطب والكصمول والمهفة والحِب والكوز ) وفيث حينها سنؤبن المفغفور لها (الكهرباء) تابينا يليق بمريض ملة ذويه .. وامات باحياء لها والله قادر على ان (يحيي العظام وهي رميم) وسنعلن الافراح مبتهلين اليه تعالى شاكرين .. بعد ان اعيتنا (كوادرنا الهندسية ) .
 اتمنى ان ارى العراقيين , مواطنين من دولة نفطية , زراعية تاريخية , حضارية ينعمون ولو بجزا يسير من ثروات بلدهم لا ان يفترسهم الفقر وتشردهم الفاقة وان تخلو الساحة الهاشمية والساحات الاخرى من (السحنات) التي تبدو عليها صفرة الجوع والانكسار , وذهول التشرد وخبايا الاحساس بالغبن وشعور (المنهوب) في وضح النهار .
 اتمنى لمن اختيروا لتعديل صياغة الدستور وهو شرعة دائمة لتنظيم حياتنا , ان يكون هدفهم . وطن موحد , ومواطن سعيد حر ,بعمومية تضمن مصالح الاطياف ولا تغمط خصوصية الخاصة , في حرية مبرمجة وعيش بكرامة تليق بشعب مستحق .
 اتمنى وضع قانون يحمي الموظف من تجاوزات وشتائم (السوبر مراجع ) الذي لبس (حرية اخر زمن ) والذي لا يحمل هويته الشخصية بل هوية حزبه او فئته .
 اتمنى ان اكف عن الاستمرار في استطراد الاماني لانها ستجرني حتما للخوض في المحذور .. وانا اعرف ان قدرتي في المواجهة (احد من المحدودة ) .
والله من وارء قصد

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات