أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدعلي حسين الخليفة - الراتب المخذول














المزيد.....

الراتب المخذول


عبدعلي حسين الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:11
المحور: كتابات ساخرة
    


تعميم الفقر (واخته ) الفاقة . كان لمسة مميزة لسياسة دولة القائد الماسوف على (شياكته وحنكته ) والقاعدة التي لم يستثن منها شلل معروفه .. كان مشيها قفزا على صدورنا ومفردات لفظها استهانة وغطرسة انتظمت في مواكب الاناشيد والرقص والولائم والاستعراضات .. فتنوعت امتيازاتها على وفق خدمة الحزب والقائد .. المداحون من شعراء وادباء وكتاب حمل البعض منهم السيوف (سيف القادسية وسيف ام المعارك ) تدحجوا بها وتمنطقوا بامتيازاتها في ميادين ليس فيها ضرورة (لمگوار ) .. فطوعوا النحو والبلاغة و(الحسجة) لتطوف جميعا حول امجاده وانتصاراته في الارض والجو واعماق البحار و(البلاليع) . المطربون طغت على اصوات الكثير منهم (بحة) قريب من بحة اصوات (النواحات) اللواتي يمارسن المديح والبكاء الكاذب في مجالس عزاء (فواتح) موتى لم تعرف مسيرتهم الحياتية حسنة واحدة .. وليس بعيدا عن الطرب والمطربين كان من شملهم استثناء تعميم الفاقة (الغجر) كانوا ماثورين عند (الويلاد ) والعشيرة واولاد العم .. فـ(الكاولية) وساطة مميزة لدى من ادمنوا السهر والليالي الملاح و(الردح) على الارض التي اتخموا جوفها بالرؤوس والاجساد .. وبالتوازي مع هذه الاستثناءات القبيحة وبعكس واضح كانت عامة المواطنين مع خصوصية (خاصة) للموظفين الذين عصف بهم النظام بل سعى الى سحقهم ومسخ انسانيتهم وطمس اعتباراتهم ومواقعهم الوظيفية .. فاستاذ جامعة سائق تكسي او كاتب عرائض في الوقت المستقطع من الدوام والمعلم مروج شديد للسكائر وبائع نشط لاكياس النايلون (العلاگة) او عامل خجول في مساطر (العمٌالة) والحال لا يختلف مع بقية شريحة الدولة .. وتاسيسا على ذلك كانت هذه الشريحة هي المستبشرة الاولى في زوال غمة النظام فالتغيير الذي طرأ على الموظفين عموما وفي رواتبهم خصوصا كان واضحا فبدت عليهم (العافية ) ملبسا وماكلا واعادة تاثيث لبيوت خوت , فطافت بهم النشوة لتغوص في لجة الاماني العريضة والخيالات التي لا حدود لها .. قبل ان تبدأ الدولة خطواتها عن طريق (التمركز ) . اما بعد ذلك فقد بدأ العد التنازلي لاحلام اليقظة, حيث حوصر الراتب بحملة استنزاف منظمة تارة وعشوائية تارة اخرى ..باكورتها رفع غير متدرج للاستقطاعات التقاعدية , تلاها وليد هجين اسمه الضريبة , اقول هجينا لان الضريبة تقنن على مواطنين في دول توفر الخدمات اما هنا فما الذي وفر لنا لندفع الضريبة ؟! اما كان بالامكان التريث الى اجل نشم فيه رائحة الخدمات ونزيح بعض ما رزحنا تحت ثقله من حرمان وجوع ؟
جاءت بعد ذلك الاجور التي التهبت دون نار فاجور الحاضر الغائب الكهرباء ارتفعت رغم معرفة الجميع ان الكهرباء شبه متوفيه .. والماء هو الاخر اجوره لا تقل شراسة عن توأمه الكهرباء , رغم ان هذا الماء بلون وطعم ورائحة وتقطع شبه مستمر .. ثم المواد الغذائية التي اسقطت البطاقة (التمويهية) ضرورة الكثير من مفرداتها فتلاقفتها ايادي الذين تمرسوا طريقة العيش (المنغنغ ) على ارضية ازماتنا الدائمة .. اما الدواء والعلاج فطامة معلنة (دون استحياء ) المستشفيات (تلعي ) من شحة الادوية والاجهزة والصيدليات عامرة بما فيها وبما تضخه للدلالين وصيدليات الارصفة والاسعار فيها وبرفروعها (الرصيفية ) تضاعف المرض قبل ان تستجلب الشفاء ..
فهل بعد هذا من موقف للمبجل (الراتب ) بعد ان وضع في حومة يضج فيها هتاف مدوٍ (وين يروح المطلوب النا) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدن الارق
- الثالثة الغاثة
- المتقاعدون والمعارك الخاسرة


المزيد.....




- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدعلي حسين الخليفة - الراتب المخذول