أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله تاغي - بين يدي مولاي الوطن..














المزيد.....

بين يدي مولاي الوطن..


عبدالله تاغي

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


عندما كانت الباخرة تشارف الميناء،كنا نستمتع بمشهد البحر وبطنجة الفاتنة...
وكان عدد هائل من الناس قد تجمهروا أمامنا، بين بنايات الجمارك وفوق المصاعد وأحد السطوح
وبعض الشباب والصبيان يطوفون بالشاحنات ويقفزون بين العربات..قال شاب لصديقه : إنهم الحرّاكة...
التفت سائح أجنبي يبدو أنه ممن ألفوا زيارة المغرب فتعلموا بعضا من اللهجة المغربية ولكنهم يأخذون بظاهر الكلمات...
التفت إلى مرافقه وقال : إنهم يريدون حرق شيء ما ، ونظر إلي وقال : مالذي يريدون حرقه..؟ أجبت : لا شيء ،إنهم ناس اشتعل في مؤخراتهم فتيل الهجرة فخرجوا يبحثون عن شاحنة يتشبثون بعجلاتها أو قارب مطاطي يحاولون عبره العبور إلى الضفة الأخرى...ابتسم واتجه كل منا نحو سيارته لأن الباخرة كانت قد أكملت الرسو...غادرنا على متن سياراتنا ثم ترجلنا نحو مكان لختم الجوازات...كنا فرحين مبتهجبن بالوصول وقد حسبنا الأمر لايتجاوز
بضع دقائق لكن مرت الساعات ونحن لانرواح المكان حتى أعيانا الوقوف وأشعة الشمس التي كانت قد مالت فوق جماجمنا...
كنت وأنا على عتبات الوطن قد انتابني شعور رهيب وجاشت بداخلي أحاسيس كثيرة سافرت عبرها بعيدا استعرض شريط الذكريات....الأهل والأحباب والأصدقاء..
أيام الدراسة ...ترهات الصبا وشقاوة الطفولة...بين الفينة والأخرى كانت تنتشلني مني أصوات مشاداة كلامية وشجارات بين جمركيين ومهاجرين ملوا الانتظار..
.لكن سرعان ماترتخي أوداجي وتنتعش أطرافي وأحس بما يشبه النوم واقفا بين يدي مولاي الوطن...
آه...آه ... انت مول الموطورياك...أنت اللي خصك اتعشر على الموطور..؟
نظرت وقد اختلطت في رئتي رائحة البحر بالتبغ بالجعة بالنبيذ بالخمر...فوجدت جمركيا يبدو أنه خارج للتو من ليلة ليلاء بإحد كهوف طنجة الكثيرة
أجبت : لاواه الطيارة ماشي الموطور..
ثم طاف بذهني ما أسمعه عن الجمارك وتلفيق التهم ..فأعدت صياغة الكلام :
لا أخويا ماعندي لاموطور ولا... والو...
التفت وقال : هادا هو مول الموطور
أجابه أحدهم دون أن ينظر إلي : لا ياصاحبي ماشي هاداك...
وكانت فتاة تلتحم بجسم عشيقها وتهمس له بكلام...نظرا إلي وابتسما بادلتهما الابتسامة وتذكرت الاغنية القديمة التي مطلعها : أنت وانا فالديوانة...
ضحكت وتساءلت كيف للعشق أن يكون في هذا المكان...
وأمام جماركنا
انتظرنا سنينا
كما انتظر محمود درويش...
في مطار أثينا...
بعض الأجانب انتابهم القلق واليأس وربما الندم فكانوا يلتفتون وراءهم فيجدون البحر وينظرون أمامهم فيجدون جمركيا متعجرفا يجحظ فيك عينيه
وينظرفي جوازك ثم في وجهك ثم في جوازك...قبل أن يختمه ويضربه على الطاولة ثلاث أو أربع مرات بحركة خفيفة اعتاد عليها رجال الجمارك
وينظر إليك قائلا : خــــذ..!!
ابتسمت في وجه بعضهم تشجيعا ومواساة ولسان حالي كان يقول : لا تخافوا فهنالك بعد هؤلاء الغلاظ الشداد يوجد شعب عريق عظيم مضياف يفتح
صدره للزائر ويوثره على النفس..هو وحده من يخدم بفطرته وطيبوبته وانفتاحه السياحة في هذه البلاد وهو وحده من يجعل العديدين يفكرون في العودة
وليس إهدار المال في دعايات غير مدروسة تنفر السائح عوض استقطابه أوكلام السيد الوزير...
شحرورالشاشة المغربية وهو يطل علينا كل مساء بأغنيته الشهيرة :
عشرة ملاييين
عشرة ملايين
ويــن ويــن
ويـــن ويــن



#عبدالله_تاغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شطحات على حبال المتصوفة
- حي على الحب..!!
- سلطان الطرب..!!
- قصيدة سيكتبها المؤرخ،بعد ثلاثين سنة..!!
- إن هو إلا وحي لو يوحى إلي..!؟
- لو حدث هذا في بلد عربي..!!
- هل يستحم الإنسان في الحب مرتين..!!؟؟
- لما ضاق الناس ذرعا بالقصيدة...
- عندما يتوقف الشيخ..في شرم الشيخ


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله تاغي - بين يدي مولاي الوطن..