أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبداللطيف هسوف - تاريخ الأمازيغ المنسي: أول الخوارج بالمغرب: ميسرة (Maysar) المطغري المكناسي الملقب ب السقاء.














المزيد.....

تاريخ الأمازيغ المنسي: أول الخوارج بالمغرب: ميسرة (Maysar) المطغري المكناسي الملقب ب السقاء.


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 06:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ميسرة المطغري (أو المدغري) بطل أمازيغي رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير والخفير والفقير والسقاء. ولربما ترجع هذه الألقاب إلى كون ميسرة ينحدر من عائلة فقيرة وأن أباه أو هو كان سقاء يبيع الماء في الأسواق (E. Lévi-Provençal). وقد أجمع أكثر المؤرخين (العرب طبعا) على تلقيب ميسرة بالحقير. وفي حياته لم يكن بالحقير، فقد كان كما يقول ابن خلدون شيخ قبيلته والمقدم فيها. ويعد ميسرة من خوارج المغرب الصفرية، من مدغرة أو (مطغرة)، بطن من قبيلة مكناسة إحدى بطون زناتة. والصفرية أتباع المهلب بن أبى صفرة (والصحيح أنهم أتباع زياد بن أبى صفرة) وقد خرجوا على الحجاج، فهزمهم وأبادهم. ويقول أحمد بن حنبل أن عكرمة كان يرى رأي الخوارج الصفرية، وأنه لم يدع موضعاً إلا خرج إليه فى خرسان والشام واليمن ومصر وشمال أفريقيا.
لما تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة عين لولاية المغرب اسماعيل بن عبدالله ابن أبي المهاجر دينار الذي تفانى في نشر الإسلام وتعليم البربر مبادئ الدين الحنيف. ولما توفى عمر بن عبدالعزيز تولى بعده اليزيد بن عبدالملك الذي قام بتعين يزيد ابن أبي مسلمة على المغرب وسار بالبربر بسيرة جائرة فقتله البربر، وقاموا بتعين محمد ابن يزيد القرشي. ثم عين الخليفة الأموي اليزيد بن عبدالملك بشر بن صفوان الكلبي، ثم عبيده بن عبدالرحمن السلمي. كان عبيده السلمي ظالماً هو وعماله. وفي عهد هشام بن عبدالملك عزله وولى بدلاً منه عبيد الله ابن الحبحاب السلمي الذي كان جائراً هو الآخر مع البربر مما أدى إلى قيام الثورات والفتن في المغرب وظهور فرقة الخوارج. وأرسل البربر ميسرة المطغري على رأس وفد إلى الشام لمقابلة الخليفة. كان وزير هشام بن عبدالملك هو الأبرش الكلابي متكبرا وطاغية، فمنعهم من مقابلة الخليفة. غضب الوفد الذي كان يقوده ميسرة وعادوا إلى أفريقيا وأعلنوا الثورة وقتلوا عامل هشام بن عبدالملك وظهرت دعوة الخوارج الصفرية وتولى أمرهم ميسرة .
ويقول ابن خلدون في قبيلة مطغرة وابنها المدافع عنها ميسرة المطغري: كان جمهورهم بالمغرب منذ عهد الإسلام ونوبة الفتح وشؤون الردة وحروبها وكان لهم فيها مقامات‏.‏ ولما استوثق الإسلام في البربر أجازوا إلى فتح الأندلس وأجازت منهم أمم واستقروا هنالك‏.‏ ولما سرى دين الخارجية في البربر، أخذ مطغرة هؤلاء برأي الصفرية‏.‏ وكان شيخهم ميسرة..‏.‏ ولما ولي عبيد الله بن الحبحاب على إفريقية من قبل هشام بن عبد الملك وأمره أن يمضي إليها من مصر فقدمها سنة 114 هـ واستعمل عمر بن عبد الله المرادي على طنجة والمغرب الأقصى وابنه إسماعيل على السوس وما وراءه‏.‏ واتصل أمر ولايتهم وساءت سيرتهم في البربر ونقموا عليهم أحوالهم وما كانوا يطالبونهم به من الوصائف البربريات والأفرية العسلية الألوان وأنواع طرف المغرب فكانوا يتغالبون في جمعهم ذلك وانتحاله‏.‏ حتى كانت الصرمة من الغنم تستهلك بالذبح لاتخاذ الجلود العسلية من سخالها ولا يوجد فيها مع ذلك إلا الواحد وما قرب منه‏.‏ فكثر عيثهم بذلك في أموال البربر وجورهم عليهم امتعض لذلك ميسرة الحفيد زعيم مطغرة وحمل البربر على الفتك بعمر بن عبد الله عامل طنجة فقتلوه سنة خمس وعشرين‏.‏
وولى ميسرة مكانه عبد الأعلى بن خدع الإفريقي الرومي الأصل كان من موالي العرب وأهل خارجيتهم وكان يرى رأي الصفرية فولاه ميسرة على طنجة وتقدم إلى السوس فقتل عامله إسماعيل بن عبد الله واضطرم المغرب ناراً‏.‏ وانتقض أمره على خلفاء المشرق فلم يراجع طاعتهم بعد‏.‏ وزحف ابن الحبحاب إليه من القيروان في العساكر وعلى مقدمته خالد بن أبي حبيب الفهري، فلقيهم ميسرة في جموع البرابرة فهزم المقدمة واستلحمهم وقتل خالد‏.‏ وتسامع البربر بالأندلس بهذا الخبر فثاروا بعاملهم عقبة بن الحجاج السلولي وعزلوه وولوا عبد الملك بن قطن الفهري وبلغ الخبر بذلك إلى هشام بن عبد الملك فسرح كلثوم بن عياض في اثني عشر ألفاً من جنود الشام وولاه على إفريقية وأدال به من عبيد الله بن الحبحاب‏.‏ وزحف كلثوم إلى البرابرة سنة 123 هـ حتى انتهت مقدمته إلى وادي سبو من أعمال طنجة فلقيه البرابرة هنالك مع ميسرة وقد فحصوا عن أوساط رؤوسهم ونادوا بشعار وكان كيدهم في لقائهم إياه أن ملؤوا الشنان بالحجارة وربطوها بأذناب الخيل تنادي بها فتقعقع الحجارة في شنانها ومرت بمصاف العساكر من العرب فنفرت خيولهم واختل مصافهم وانجرت عليهم الهزيمة فافترقوا وذهب بلج مع الطلائع من أهل الشام إلى سبتة... ورجع إلى القيروان أهل مصر وإفريقية وظهرت الخوارج في كل جهة واقتطع المغرب عن طاعة الخلفاء ‏.‏ (تاريخ ابن خلدون).
وبايع ميسرة لنفسه بالخلافة داعياً إلى نحلته من الخارجية على مذهب الصفرية، ثم ساءت سيرته، فنقم عليه البربر بسبب ما جاء به، فقتلوه وقدموا على أنفسهم خالد بن حميد الزناتي.



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الأمازيغ المنسي: أول الخوارج بالمغرب: ميسرة (Maysar) ا ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: سعدى الزناتية الأمازيغية: عندما تكون ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: دهيا الأمازيغية: رفضت الخضوع لأطماع ا ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: دهيا الأمازيغية: سموها حارقة البيوت و ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: كسيلة البربري: مقاوم الغزو العربي لبل ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: تينهينان الفيلالية: ملكة الطوارق، ناص ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: سبتيميوس سفيروس: الأمازيغي الذي حكم ر ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: جوبا الثاني ملك الموريين المفكر العال ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: بوكوس الأول: حاكم موريتانيا الطنجية
- تاريخ الأمازيغ المنسي: سيفاكس الثائر: الماسولي حاكم المغرب ا ...
- إهداء لرئيس عنصري حاقد يتجاهل تاريخ بلاده - تاريخ الأمازيغ ا ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: أكليد يوغرتا (هانيبعل الأمازيغ): روما ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: أكليد يوغرتا (هنيبعل الأمازيغ): روما، ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: الملك مسينيسا النوميدي: أفريقيا للأفر ...
- مكانة الأمازيغ باعتبار النص الديني: صحيحا كان أم مزعوما؟
- لوكيوس أبوليوس ... مثقف أمازيغي... قراءة في رواية الحمار الذ ...
- لوكيوس أبوليوس ... حياة وأعمال مثقف أمازيغي لفترة ما قبل الإ ...
- نعرات الانفصال في العالم العربي الإسلامي: تقرير المصير داخل ...
- دانييل شرويتر يكتب عن اليهود والأمازيغ المغاربة: اليهود ببلا ...
- دانييل شرويتر يكتب عن اليهود والأمازيغ المغاربة: يهود تمزغوا ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبداللطيف هسوف - تاريخ الأمازيغ المنسي: أول الخوارج بالمغرب: ميسرة (Maysar) المطغري المكناسي الملقب ب السقاء.