أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - لماذا يقتل ويهجر الشعب المسيحي















المزيد.....

لماذا يقتل ويهجر الشعب المسيحي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثير من الأسئلة،تبقى حائرة وتطوف في الأفاق ،وتجوب الأثير،ولا من مجيب،ولو أردنا امتحان قيادتنا السياسية بمختلف أطيافها وتوجهاتها،ووضعنا لهم مئات الأسئلة،وأردنا الإجابة على عشر منها،لعجزوا عن الجواب وحصلوا على"زيروا" باستحقاق،ولو كنت قادرا على التغيير لما تركت أحد منهم في مكانه،فالكثيرون لا يحسنون أدارة ما عهد إليهم،وكل الكوارث والمآسي التي ينوء بحملها العراقيون ليست بذات بال،ولم يكلف أحدهم نفسه بإيجاد الحلول لها،فأسباب انقطاع الكهرباء،عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها بسبب عجز وزارة النفط،والمشتقات النفطية لا تتوفر بسبب عدم وجود الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها،وكثرة المولدات التي تستهلك الكثير من الوقود،رغم وجود الإدارة الكفوءة القادرة على توفير كل شيء،لوجود اختصاصات فريدة لا تتوفر في دول العالم المتقدمة،والجميع يعملون ليل نهار حتى يؤمنوا ما يكفي لأبنائهم وأحفادهم إلى يوم يبعثون،فلا يشتكون عوزا،ولا يخشون فاقة،ووزارة التجارة حفظها الله دائبة على ابتكار أي الطرق أكثر إيذاء للمواطنين،ووزارة المالية المقدسة،تنبش في المطامير لتبحث عما يؤذي الناس ويفقر الفقراء،ويغني الأغنياء،والفقراء ينشدون لأسيادهم من عباد الله الصالحين:
تبارك الله رب العلمين فقد أغنى اللصوص بما حازوا وما سرقوا
نساءل الله من ألطاف نعمته فيزدرينا وهـــــــــم من فضله رزقوا
ووزارة البلديات وما أدراك ما وزارة البلديات(فعليه العين عمية)فهي صاحبة الماضي العريق بالشفط واللفط والبلع والسرط،والرشوة والفساد،وقد زادها الله فسادا على فساد بفضل القوامين عليها من بقايا العهود السحيقة،الذين يعرفون كل ما ينفعهم،ويملأ جيوبهم،أما وزارة الصحة فهي الصاعقة الماحقة،والنازلة الطارقة،فمذاخرها تحوي آلاف ألأطنان من الأدوية الفاسدة،من أنتاج سوق مريدي،ذي السمعة العالية في أسواق التجارة العالمية،وهي (من أيد الطبيب للزبالة) ومنتسبيها يسهرون الليالي في طلب المعالي،لاهيين عابثين مع الحور العين والولدان المخلدين،ووزارة الزراعة وما أدراك ما وزارة الزراعة، زرع الله لها القرون،بعد أن جعلت العراقيين يستوردون حتى (الفسنجون) والفلاح العراقي لا يزرع لأننا نستورد من دول الجوار،بفضل سياستها الرشيدة في مكافحة الآفات الزراعية،وتوفير الأسمدة الكيماوية،والتجهيزات الزراعية،والبذور الأجنبية،حتى أصبح الفلاح العراقي ينافس أعظم الفلاحين في القرون الحجرية،بابتكار الطرق الفنية ،في الزراعة السيحية والديمية.
أما وزارة العدل،فما أدراك ما العدل ،فقد عم الجميع عدلها،وتساوى الرفيع والوضيع بفضلها،وأصبح الجميع في خانة واحدة،والكل يرتجف أمام سطوة المحاكم العراقية وقضائها النزيه،بعد أن ارتفعت العمولة من مئات الآلاف إلى الملايين،بل أصبحوا لا يتعاملون بالدينار العراقي،بل بالعملة الصعبة،لسهولة حملها،وخفة وزنها،وصغر حجمها،وآخر العنقود وزارة حقوق الإنسان،التي سوف أضعها في الميزان،لأنها وزارة علمانية،وتطالب بالحقوق الإنسانية،ومن حصة القائمة الوطنية،فأنها تحارب بقرون من طين،ولا من يسمع ندائها،أو يأسوا لحالها،فقد وضعوا في( أذن طين وأخرى عجين) فحقوق الإنسان أصبحت في خبر كان،وما كتب في الدستور،صار بحكم المقبور،و(أمورها تمشي على أربعة وعشرين حباية) فإذا مسنا الضيم،فهي تأتي بالمجرم حتى إذا أختبئ في الغيم،لذلك ترى العراق اليوم،يضاهي أعرق الدول الغربية في حقوق الإنسان،فالنساء كاشفات الشعور،ناهدات الصدور،بارزات النحور،من الصباح حتى السحور،يجبن الملاعب والمتنزهات ويمرحن في الحدائق المونقات،ويركبن الماطورات والسيارات،ولهن الحرية الكاملة في لبس الحجاب،أو نزع الثياب،فالقانون هو سيد الأحكام في هذا الزمان،ولكن لا أدري لماذا يتمتع البعض بالحقوق،ويعامل غيرهم بالعقوق،ولعل القارئ يعجب من كثرة الاستطرادات،وكيل الاتهامات،إلى كل الوزارات،وعنوان الموضوع عن المسيحيين،ولكني أستدرك وأقول،أننا معشر المسلمين نحارب من أجل رفعة مذاهبنا،وكل منا يحاول(يحوز النار الكرصته)ويتمنى أن يسود على الجميع،وأخوتنا المسيحيين لا علاقة لهم بالمذاهب،لهم دينهم ولنا ديننا،ولم أسمع أو أقرء - على كثرة ما سمعت و قرأت – أن مسيحيا فجر نفسه،أو أشهر سلاحه أو قتل جاره،ولو راجعنا سجلات القضاء لوجدنا لهم الصحائف النظيفة،والمعلومات الشريفة،فلا ضباط قاموا بانقلاب،أو جنود حملوا الحراب،وليس لهم مليشيات،ولا لديهم مافيات،وطيلة تاريخهم المجيد يعيشون بين ظهرانينا،لم نجد منهم إلا العمل الكريم،والقلب السليم،يعيشون لأنفسهم،ويسعون لبناء وطنهم،لم نعرف عنهم الخيانة أو قلة الأمانة،بل كانوا مثالا يحتذي لصدق التعامل،وصيانة العهود،ودينهم دين المساواة والرحمة والتسامحية،،لذلك تراهم يختلفون عن مجتمعاتنا بحياتهم الخاصة البعيدة عن العنعنات والتعقيدات.
ولعلنا نحن أشياع آل محمد من أكثر الناس إشادة بمواقفهم عبر التاريخ،حيث نصر أحدهم وهو(وهب النصراني) الأمام الحسين في موقعة ألطف،وحملت أمه العمود لتقاتل الجيوش الإسلامية المحاربة للحسين،وقام أحد الرهبان بعمل رأس يماثل رأس الحسين،يقال أنه الأساس للرسوم الحالية المتداولة بيننا،بل أن أحدهم قاوم الخليفة الأموي ودافع عن الحسين في مجلسه،أما مدعي سنة الرسول فقد كان لتعاون رجال الدين المسيحي،وأفراد الدين المسيحي معهم ما لا يحتاج إلى دليل،فلماذا تنقلب الأمور رأسا على عقب بعد سقوط صدام،فتهاجم العوائل المسيحية الآمنة،،نعم قد يقال أنهم يحاربون أسوة بالمسلمين،فأقول أن المسلمين يتصارعون بينهم من أجل السلطة،وهؤلاء لا يريدون سلطة أو ولاية،بل يريدون العيش بسلام،فلماذا لا ندعهم يعيشون حياتهم الرائعة،لقد شنت حملة طالت عشرات الكنائس المسيحية،وقتل العديد من رجال الدين الأبرياء،واغتصبت الكثير من النساء،بفتاوى فقهاء الإرهاب وأئمة السوء،بإباحة الزنا بغير المسلم،في تطوير جديد للشريعة الإسلامية،وهجر عشرات الألوف من الأسر المسيحية المسالمة،وسرقت أموالهم وهتكت أعراضهم،وفرضت عليهم الإتاوات باسم الجزية،وأجبر المسيحيات على ارتداء الحجاب،واعتناق الإسلام،وخطف جماعة ما يسمى بدولة العراق الإسلامية ،هذه الدولة التي تحاول أعادتنا إلى القرون الخالية،والعهود الماضية،فنركب الجمل ونهجر الطائرة،ونرسل الرسائل بواسطة الحمام الزاجل ونترك الانترنيت،ونأكل الجربوع،ونعاف الدجاج،فأي أسلام تريدون أيها الأغراب عن كل ما هو مسلم.
لقد هجرت آلاف العوائل إلى المنافي الخارجية،واستقبلت كردستان آلاف منها،ولا زال مسلسل التهجير والقتل ساريا للقضاء على البقية الباقية ممن لم تسعفهم ظروفهم المادية ترك بلدهم والرحيل على جواد أسود،فقد أوردت الإحصائيات،أن عدد المسيحيين في العراق كان بحدود المليوني نسمة،والآن لا يزيد عدد الباقين على ربع هذا العدد،وهؤلاء سيرحلون عاجلا أم أجلا،إذا أستمر هذا المسلسل الخطير،فلمصلحة من هذا الأجرام،وهل سماحة الإسلام الذي هو دين الرحمة والمساواة ،تدعوا من تسربل بلباسه إلى هذه الأعمال الإجرامية،أنظروا إلى المسلمين الذين في البلدان المسيحية وكيف يعيشون،أنظروا كيف تساوي تلك الدول بين الجميع بدون استثناء،وكيف أن المسلم يمارس حياته ودينه بالطريقة التي يريد دون أن يجبره أحد على أي شيء آخر،ولا يتمنى العودة إلى وطنه رغم حنينه له،وشوقه إليه.
أن حكومة الدكتور المالكي مدعوة لنصرة هؤلاء الأشقاء،وأصحاب البلاد الأصليين،ومن عشنا معهم لآلاف السنين على أحسن ما يكون الإخاء،وأن تمد لهم يد العون والمساعدة ،وتوفر لهم الملاذ الآمن،لإنقاذهم من هذه المأساة،فهؤلاء سيدي رئيس الوزراء من نصروا أمامك الحسين يوم نادى في العاشر من المحرم،هل من مجير ؟هل من معين؟هل من ناصر،في الوقت الذي تخلى عنه أهل الكوفة وأوباشها،فهل من مدكر؟؟؟وأنا أناديك بما نادى سيدك ومولاك أن تجير هؤلاء،وتفعل ما تستطيع لرفع الظلم عنهم،حتى نستطيع أن نقول أن العراق يسير على انهج الإسلامي والشريعة الإسلامية السمحاء الداعية للخير والمحبة والسلام.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (قانون الاستثمار النفطي..مشروع لسرقة النفط العراقي)
- أجتثاث البعث
- بيوت الصفيح للفقراء،والقصور الفخمة للزعماء
- ما لم يقله سكرتير الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - لماذا يقتل ويهجر الشعب المسيحي