متلازمة الشخصية الرئيسية
بكر محي طه
الحوار المتمدن
-
العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 17:14
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
تُعتبر هذه المتلازمة جزءاً من أكبر الاضطرابات النفسية والسلوكية، وقد تُؤثر على حياة الشخص بشكل كبير فهي مصطلح نفسي يشير إلى مجموعة من السلوكيات والسمات التي قد تظهر لدى الأفراد في سياقات معينة تتضمن صفات مثل التحكم الزائد، الحاجة إلى السيطرة، والميل إلى التفكير بشكل نمطي ويكون لدى الأفراد الذين يعانون من هذه المتلازمة مشاكل في التعامل مع المشاعر والتواصل الفعّال مع الآخرين.
كما يمكن تحديد بعض من الأعراض الشائعة لمتلازمة الشخصية الرئيسية وهي:
1- التفكير النقدي المفرط في كل شيء بشكل سلبي أو النقد الذاتي.
2- صعوبة في التكيف مع التغييرات أو الضغوط.
3- التحكم المفرط والحاجة إلى السيطرة على المواقف والأشخاص من حولهم.
4- العزلة الاجتماعية والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية بسبب الخوف من الفشل أو الانتقادات.
اما عن الاسباب المحتملة المُسببة لمتلازمة الشخصية الرئيسية فقد تكون عوامل وراثية حيث تلعب الجينات دوراً في تطوير هذه السمات، او تجارب الحياة المبكرة (التجارب الطفولية) مثل النقد المفرط أو عدم الدعم العاطفي، او الضغوط البيئية والظروف المحيطة، مثل الضغوط في العمل أو العلاقات، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
ولو تم تطبيق مفهوم متلازمة الشخصية الرئيسية على الفرد العراقي بناءاً على المعطيات والعوامل الحالية سنلاحظ مايأتي:
1- البيئة الثقافية والاجتماعية / يعاني العديد من الأفراد في العراق من ضغوط نفسية نتيجة الظروف الاجتماعية والسياسية المتقلبة وهذه الضغوط يمكن أن تؤدي إلى سمات مشابهة لمتلازمة الشخصية الرئيسية، مثل التحكم الزائد أو صعوبة التكيف.
2- التجارب التاريخية / التأثيرات التاريخية للصراعات والحروب قد أدت إلى تشكيل شخصية الفرد العراقي فقد يشعر البعض بالحاجة إلى السيطرة على حياتهم بسبب تجربتهم مع عدم الاستقرار الداخلي.
3- العلاقات الاجتماعية / العلاقات الأسرية والعشائرية تلعب دوراً كبيراً في حياة الفرد العراقي فالضغوط الاجتماعية يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات التحكم، حيث يسعى الفرد إلى الحفاظ على سمعته أو مكانته.
لذلك فان تطبيق مفهوم متلازمة الشخصية الرئيسية على الفرد العراقي يتطلب فهماً عميقاً للظروف الاجتماعية والثقافية لتقديم الدعم والمساعدة في تعزيز الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة للأفراد في المجتمع العراقي.
كما ان هناك أنواع من العلاج النفسي الأكثر فعالية في السياق العراقي وعلى النحو التالي:
1- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)/ ويُعتبر من أكثر الأنواع شيوعاً وفعالية حيث يساعد الأفراد على التعرف على أنماط التفكير السلبية وتغييرها، مما يؤثر إيجابيًا على سلوكياتهم.
2- العلاج النفسي الديناميكي / يركز على فهم الصراعات الداخلية والعلاقات الشخصية ويكون مفيداً للأفراد الذين يعانون من مشاعر معقدة نتيجة لتجاربهم الحياتية.
3- العلاج الاسري / يُعتبر العلاج الأسري مهمًا في السياق العراقي، حيث تلعب الأسرة دورًا محوريًا. يساعد هذا النوع من العلاج على تحسين التفاعلات والعلاقات داخل الأسرة.
4- العلاج بالمحادثة (Talk Therapy) / يُمكن أن يكون مفيداً للأفراد الذين يحتاجون إلى مساحة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم حيث يوفر الدعم العاطفي ويساعد على استكشاف المشاعر.
5- العلاج الجماعي / يُعتبر خياراً جيداً للأفراد الذين يشعرون بالوحدة من خلال مشاركة التجارب مع الآخرين يمكن تعزيز الدعم الاجتماعي وتقليل الشعور بالعزلة.
6- العلاج الفن والموسيقى / يُعتبر خياراً جيداً للتعبير عن المشاعر بطريقة غير لفظية فيمكن أن يكون مفيداً للأفراد الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم بالكلمات.
7- العلاج بالتعريض / يُستخدم بشكل خاص لعلاج القلق PTSD ويساعد الأفراد على مواجهة المخاوف بشكل تدريجي ويعزز القدرة على التعامل مع الذكريات المؤلمة.
والجدير بالذكر فأن هناك فوارق مابين الرجال والنساء في مدى فعالية العلاجات النفسية والاستجابة لها من قبلهم وكما يلي:
1- الثقافة السائدة / في بعض الثقافات قد يشعر الرجال بمزيد من الضغوط الاجتماعية لعدم إظهار الضعف، مما قد يؤثر على تقبلهم للعلاج عكس النساء.
2- أنماط التعبير عن المشاعر / النساء عموماً قد يكن أكثر انفتاحاً على التعبير عن مشاعرهن وطلب المساعدة، مما قد يجعلهن يستفدن بشكل أكبر من العلاج بالمحادثة أو العلاج الجماعي، اما الرجال قد يميلون إلى استخدام استراتيجيات مواجهة أكثر تحفظاً، مما قد يؤثر على فعالية العلاجات التي تعتمد على التفاعل العاطفي.
3- الاضطرابات النفسية الشائعة / بعض الاضطرابات النفسية قد تكون أكثر شيوعاً بين النساء (مثل الاكتئاب والقلق)، مما قد يجعل بعض العلاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي أكثر فعالية للنساء، في المقابل قد يواجه الرجال تحديات في علاج اضطرابات مثل القلق أو PTSD، مما يتطلب أساليب علاجية مختلفة.
4- تأثير الدعم الاجتماعي / النساء غالباً ما يمتلكن شبكات دعم اجتماعي أكبر، مما يمكن أن يعزز فعالية العلاج النفسي بينما قد يواجه الرجال تحديات في الحصول على نفس المستوى من الدعم.
5- الاستجابة للعلاج / الدراسات تشير إلى أن النساء قد يتمتعن باستجابة أفضل للعلاج السلوكي المعرفي، بينما الرجال قد يستفيدون أكثر من العلاجات التي تركز على السلوكيات العملية.
وعليه تختلف فعالية أنواع العلاج النفسي بناءً على الاحتياجات الفردية والسياق الثقافي، لذلك من المهم أن يأخذ المُعالجون في الاعتبار هذه الفروق عند تصميم خطط العلاج لتقديمه بطريقة تناسب الثقافة العراقية وتلبي احتياجات الأفراد بشكل فعّال لضمان تحقيق أفضل النتائج لكل من الرجال والنساء في المجتمع.