-أزهار الجليل- وعطرها


شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن - العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 15:54
المحور: الادب والفن     

وردتني رسالة من صديقة كوسوفية تقول فيها: "من المفيد لو تقوم جامعة الدول العربية بإلغاء إحدى قممها، وتخصص نفقات تلك القمة - التي تنتزعها من أفواه الجياع العرب - لطباعة كتاب "أزهار الجليل" بكافة لغات العالم المعتمدة في الأمم المتحدة، وتوزعه مجاناً على شعوب العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية – وبعد شرح وجهة نظرها، استطردت تقول – ومن المفيد لو تقوم السلطة الفلسطينية بترجمة هذا الكتاب إلى مختلف لغات العالم، وتقدم نسخة منه هدية لكل زائر إلى الأرض الفلسطينية، فضلاً عن طباعته باللغة العبرية، وإرساله هدية إلى أهالي الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، الذين يقتحمون القرى والبلدات الفلسطينية لعلّ بذرة وعي الحقيقة تنير عقولهم..."
أنصح كل مهتم بقراءة كتاب "إسرائيل شامير" - أزهار الجليل -ترجمة: ناصرة السعدون - الناشر: دار كنعان – دمشق 2007 – الذي عممته مشكورة وزارة الثقافة بدمشق على جميع مراكزها الثقافية (أي يمكن استعارته من تلك المراكز)
إسرائيل شامير كاتب شجاع أمثاله قلائل في المجتمع الإسرائيلي من الذين يرفضون ويدينون الممارسات الصهيونية، بل ويتصدى لأيديولوجيتها الظلامية التي تنشر الثقافة العنصرية، وقد أصبحت أحد مصادر الثقافة الأمريكية... يتساءل الكاتب كيف رفض الكثيرون ومنهم بعض اليهود حرب فيتنام، واستنكروا جرائم الصرب في البوسنة والهرسك وغيرها، بينما يعجبون حين يرون الجيش اليهودي يقوم بقتل المدنيين وهدم البيوت واقتلاع أشجار الزيتون، ومحاصرة القرى الفلسطينية؟ ويذهب إسرائيل شامير إلى أبعد من ذلك إلى القول "إنّ عنصرية بعض الإسرائيليين ليست أقل انتشاراً وأذى من عنصرية الألمان، لقد كنا ضد العنصرية عندما كان الآخرون يمارسونها، وكنا ضد القتل والقوات الخاصة عندما كانت تقوم بأعمال ضدنا... أما فرق القتل العائدة لنا فهي موضع إعجابنا..."
وإسرائيل شامير يدعو إلى الاعتراف بالآخر والاعتراف بكافة حقوقه بما فيها حق العودة...
لغة الكتاب لغة أدبية فنية جذابة تحبب القارئ بأرض فلسطين بسهولها ووديانها وجبالها وآثارها وينابيعها وأنهرها وزيتونها وبالشعب الفلسطيني الذي غرسها ويحميها ويرعاها... وترجمة الكتاب ترجمة سلسلة موفقة.
تحية لشجاعة الكاتب، ولمترجمة الكتاب الأديبة "ناصرة السعدون"، وللناشر: دار كنعان – دمشق 2007 – ولوزارة الثقافة بدمشق على تعميمها هذا الكتاب القيم والمهم، على جميع مراكزها الثقافية.