![]() |
غلق |
![]() |
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: حميد طولست |
ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر2
لم يتأكد بعد ما إذا كانت أنوف الكذابين تستطيل عند الكذب ، كما في قصة "بينوكيو" ، لكن الحقيقة المؤكدة هي أن البشر يكذبون كما يتنفسون - وقبل أن يسارع أحد المتخلفين إلى اتهامي بتعميم هذه الصفة ، أذكره بأنها صفة غالبة على الجميع لا يلاحظها المنغمسون فيها- ويعتقد أغلبهم أن كذبهم سلوك آني عابر أو عادة منهجية متأصِّل ، هو عندهم بعض من النفاق الاجتماعي الذي يجنبهم الكثير من مشاكل الحياة اليومية ، والذي يصطلحون على تسميته بـ "الكذب الأبيض" رغم أنه ليس هناك أدل على قبح سواده من أن أكذب الناس لا يرضى أن يُنسب إليه ، أو يتهم به ، أو يقبل أن يكون في مصاف ممن يحققون أهدافهم عن طريق فحشه، الذي يبقى ظاهرة عصية لا تستطيع كل قوانين الدنيا وتشريعاتها السماوية والوضعية إلغاءها كليا من سلوكيات الكائنات الكذابة التي تؤمن بالمثل العامّي "الكذب ملح الحياة" وتطبقه بحذافره ، الى أن أصبح لوناً من ألوانها ، وشرطا أساسيا من شروطها ، وربما من أهم متطلباتها التي لا يقدر إنسان العصر الحديث على الاستغناء عنه من أجل تسيير أموره بسلاسة ، وبنسبة أقل من المشاكل والصعوبات ، ما جعله مسألة حياة أو موت بالنسبة للسياسيين ، لارتباطه القوي بينه وبين السلطة التي كلما زادت سهل الكذب ، الحكمة التي بنى عليها "مكيافيلي" وصفه لهذا النوع من الكذب بــ"الكذب البديل" -كتابه "الأمير"- الذي دعا حكام عصره إلى استخدامه كمتطلب ضروري للعمل السياسي ، والذي بالغ في اقترافه دهاقنة السياسة ومنظريها وممارسيها في عصرنا الحاضر ، إلى درجة أن تصدر "دونالد ترامب" قائمة أكثر السياسيين كذبا ، حسب " واشنطن بوست " التي أحصت عليه أكثر من 8 آلاف كذبة خلال تولية رئاسة أمريكا ، و"فازت" المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بلقب "الكذاب الرئيسي لهذا العام" الذي اجرته الطبعة الألمانية " Alles Schall" للكشف عن أكثر السياسيين كذبا في العالم لسنة 2015 ، التي احتل فيها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" المركز الثاني ، والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" والمركز الثالث ، وحصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المركز الرابع ، واغلق الرئيس الأوكراني "بيترو بوروشينكو" لائحة أكثر 5 زعماء كذبًا لعام 2015 حسب الاستطلاع .
|
|
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |