|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: حميد طولست |
لا تيأس ، فالحياة مزيج من الدموع والابتسامات. !
من يستقرئ الحياة ، يجد أنها لا تكف عن الجريان ، وأن أفلاكها دوّارة ، وحوادثها لا تتوقف عن التوالد ، وأن أناسها تجري عليهم سنن الله ومقاديره ، التي هي في كل زمان ومكان ، مزيج من النجاح والفشل ، الانتصارات والانكسارات، التي يتبادلون فيها الأدوار التي تجري على كل البشر والأمم - بغض النظر عن الإيمان والكف - مصداقا لقوله سبحانه وتعالى :"وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" حيث ينقلب الأسياد إلى أدلاء ، والأغنياء إلى فقراءً ، ويتحول المعوزون إلى أثرياء ، والضعفاء إلى أقوياء ، والمغلوبون إلى غالبين ، ويبقى أفضلهم -شرعا وعرفا وقانونا - أولئك الذين تدل مظاهرهم وهيآتهم وسماتهم على الدين الحق ، وتوجز سلوكياتهم تعاليمه وقيمه ومبادئه الرفيعة ، في المحافل والمجامع -الأعراس والمواسم والمهرجانات والأسواق والشوارع وملاعب كرة القدم- الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خياركم الذين إذا رُؤوا ذُكر الله" بكل ما يوحيه قوله صلى الله عليه وسلم بأنها سنة كونية غير جزافية وغير خاصة بفريق دون آخر ، وإنما هي عامة ومطردة بين البشر ، الذين لا يفوز فيها من الأفراد والجماعات والدول ، إلا من عرف منهم أسبابها ورعاها حق رعايتها ، وعمل على أن يكون بينه وبين نفس ، صالحا في كل شيء ، خارج المساجد أو الكنائس أو البيع، والتي من الصعوبة بمكان أن تُستشف فيها الملامح المخالفة كليا للتعابير التي تكسوا الوجوه بحضور الناس ، ولا تنضح بما يعتمل من أفكار بداخل نفوس أصحابها ، الذين يحتفظون بنفس ملامح الحيدة وعدم التأثر ، وتبقى سماة الوجوه الخارجية هي نفسها مهما اختلفت الظروف وتبدلت الأحوال بين الأفراح والأتراح التي قُضي أمر"تداولها بين البشر" كسنة كونية موجبة للأخذ بالأسباب الموصلة للكمال الإنساني والمحققة للاستقامة المطلوبة ،أصل الطبيعة البشرية العاشقة لنشوة السعادة والسرور بالنجاحات، والكارهة لمحن الانكسارات والهزائم المتعددة الأبعاد.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |