لا تيأس ، فالحياة مزيج من الدموع والابتسامات. !


حميد طولست
الحوار المتمدن - العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 00:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

من يستقرئ الحياة ، يجد أنها لا تكف عن الجريان ، وأن أفلاكها دوّارة ، وحوادثها لا تتوقف عن التوالد ، وأن أناسها تجري عليهم سنن الله ومقاديره ، التي هي في كل زمان ومكان ، مزيج من النجاح والفشل ، الانتصارات والانكسارات، التي يتبادلون فيها الأدوار التي تجري على كل البشر والأمم - بغض النظر عن الإيمان والكف - مصداقا لقوله سبحانه وتعالى :"وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" حيث ينقلب الأسياد إلى أدلاء ، والأغنياء إلى فقراءً ، ويتحول المعوزون إلى أثرياء ، والضعفاء إلى أقوياء ، والمغلوبون إلى غالبين ، ويبقى أفضلهم -شرعا وعرفا وقانونا - أولئك الذين تدل مظاهرهم وهيآتهم وسماتهم على الدين الحق ، وتوجز سلوكياتهم تعاليمه وقيمه ومبادئه الرفيعة ، في المحافل والمجامع -الأعراس والمواسم والمهرجانات والأسواق والشوارع وملاعب كرة القدم- الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خياركم الذين إذا رُؤوا ذُكر الله" بكل ما يوحيه قوله صلى الله عليه وسلم بأنها سنة كونية غير جزافية وغير خاصة بفريق دون آخر ، وإنما هي عامة ومطردة بين البشر ، الذين لا يفوز فيها من الأفراد والجماعات والدول ، إلا من عرف منهم أسبابها ورعاها حق رعايتها ، وعمل على أن يكون بينه وبين نفس ، صالحا في كل شيء ، خارج المساجد أو الكنائس أو البيع، والتي من الصعوبة بمكان أن تُستشف فيها الملامح المخالفة كليا للتعابير التي تكسوا الوجوه بحضور الناس ، ولا تنضح بما يعتمل من أفكار بداخل نفوس أصحابها ، الذين يحتفظون بنفس ملامح الحيدة وعدم التأثر ، وتبقى سماة الوجوه الخارجية هي نفسها مهما اختلفت الظروف وتبدلت الأحوال بين الأفراح والأتراح التي قُضي أمر"تداولها بين البشر" كسنة كونية موجبة للأخذ بالأسباب الموصلة للكمال الإنساني والمحققة للاستقامة المطلوبة ،أصل الطبيعة البشرية العاشقة لنشوة السعادة والسرور بالنجاحات، والكارهة لمحن الانكسارات والهزائم المتعددة الأبعاد.
لهذا وغيره كثير ، لا تسبوا الدهر والزمان ، ولا تسخطوا على الحياة ، ولا تتهموها بالجور والظلم ، فما هي إلا ظروف زمان لما يقدر من المقادير ، وما يجري من حوادث وبلايا ، ليس لها دخل فيها ولا تأثير في تدبير أو تصريف شيء منها ، ولا تندموا على شيءٍ مهما كان صغيرا أو كبيرا، وأجعلوا من الأمل رفيقا لكم في كلّ الأحوال ، وافتحوا قلوبكم للمحبّة والعفو والتسامح ، وأعطوا ما استطعتم لكل محتاج ، ولا تنتظروا مقابلا عطائكم ، وأصدقوا مع نفسكم قبل أن تطلبوا الصدق من غيركم، وارضوا بتدبير ربكم ، وسلمهوه تصريف أموركم ، ولا تيأسوا مهما عظمت الشدائد ، واستمروا في تقبل الحياة ، وارفضوا التراجع والاستسلام ، فما راحة المرء إلا في الاستمرار ، الذي هو أعظم مكتسب يستحق التجريب لتحسين أمور الحياة ..
[email protected]حميدطولست
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان