بيان صادر من (نهضة وطن) في اللقاء التأسيس الأول


عبد الحسين سلمان
الحوار المتمدن - العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 11:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق     

العراق

إستلهاماً من انتفاضة تشرين وإيماناً بضرورة النضال بضراوة بكل التعبيرات السياسية التي تستنير بها وتنهل من سلميتها المقرونة بجرأتها وشجاعتها وإقدامها على تقويض قلاع الفاسدين وسلطتهم . تلك الثورة التي ضمت طيفا واسعا من ابناء الشعب العراقي المطالب بحقوقه، وتأكيدا على ان جهود هذه الثورة وتضحياتها لن تذهب سدى وانها ممتدة في صميم وجود الشعب العراقي وتاريخه المليء بالتضحيات والثورات المطالبة بترسيخ بناء دولة قائمة على نظام سياسي يحترم الهوية الوطنية ويحفظ حقوق المواطنين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويصون كرامة أبنائه دون تمييز على أسس طائفية او قومية... خصوصا ان المشهد السياسي الحالي وصل الى مرحلة النفوق والتي تنبئ بحتمية سقوط هذا النظام المحاصصي المنفعي الذي عبث بمقدرات وثروات الشعب وإستهان بكرامته، ما تطلب بروز قوى وطنية تحمل على عاتقها شرف ومسؤولية الأخذ بأيدي أبناء البلد نحو بناء نظام سياسي يعالج التحديات ويصحح المسارات الخاطئة وصولا الى ايجاد مخارج جديدة للتغيير والبناء والنهوض. لكل ذلك ارتأينا نحن جمع من العراقيين تأسيس حزب ( نهضة وطن).

كانت الرؤية ان يحمل الحزب الجديد اسم (نهضة وطن) تنطلق مما يمثله تاريخ هذا البلد العريق وما يصبو اليه من مستقبل يليق به وبأبنائه الذين يستحقون حياة حرة كريمة مرفهة.

وجاء اختيار توقيت الاعلان عن انشاء (نهضة وطن)؛ والذي يتزامن مع انتهاء انتخابات العاشر من تشرين الاول 2021 والاعلان عن نتائجها، بمثابة التأكيد أن الحزب ومؤسسيه وأعضاءه ومؤيديه لا تحركهم الدوافع الشخصية المنفعية المباشرة والضيقة رغبة في الوصول الى مراكز السلطة والاعتياش على ريعها غير المشروع، بل لايمانهم بضرورة التأسيس الواعي للمرحلة القادمة التي لا بد ان يقودها ابناؤها المخلصون الذين تحركهم دوافع وطنية قوامها المدنية والديمقراطية الجادة الساعية الى سيادة القانون والعدالة الاجتماعية والبناء والنهوض، لا سيما مع تعزز قناعات بان النظام الحالي وصل الى أعمق صراعاته والتي تشهدها الساحة السياسية في اللحظة الراهنة والمتمثلة بمحاولات الانقلاب على مسرحية الانتخابات والقفز على ما انتجته من نتائج تعني في النهاية فقط القوى المتنفدة والمسلحة، كل ذلك تعزيزاً لفرض الهيمنة بأساليب لا شرعية خارجة عن سلطة الدولة، ما يمثل اعلانا عن إنغلاق روافد النظام الديمقراطي الناشئ ووصوله الى مرحلة إنهياره.

ان الحزب لا يمثل أية عقيدة أو أيديولوجيا بل أنه يؤمن بالانفتاح على كافة ابنائه الوطنيين بعيداً عن الانتماءات الفرعية والعصبيات المسبقة، ويعمل على إعادة الروح والاعتبار للنشاط السياسي الجاد والمسؤول الذي ينطلق من مبدأ الايثار بعيداً عن المغانم والمصالح الشخصية والفئوية.

ان المطلوب في المرحلة القادمة الانفتاح على الجمهور الذي يمثل القاعدة والدعامة الرئيسة للحزب، وإستكمال الخطوات التأسيسية له وتأمين مصادر إستمراره، بما يتضمنه من إشراك الشباب والمرأة والشخصيات التي يمكن أن تغني التجربة الحزبية وتعزز فرص نجاحها، تمهيداً للاعلان التأسيسي الرسمي للحزب وبرامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مؤتمره العلني الاول.

07.11.2021