أين ستر الكعبة؟ -اسمها محمد 33-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 01:15
المحور: الادب والفن     

“شكراً لوجودك يا صديق، لقد ساهمت في تحقيق أحلامي..
ماذا تخسر لو أخبرت صديقك بهذا؟
هل فكرت يوماً أن عدم امتنانك يسقمك؟”

كتبت هذا في الافتراض وأنا أفكر في بداياتي في الولايات المتحدة ساعدني الكثيرون، أذكرهم واحداً واحداً ولهم في قلبي عزيز الشأن.
شاءت الأقدار و منحني الله فرصة رد المساعدة إلى كثيرين.. لكني ليس الجميع، أصلي لهم جميعاً كل يوم…
الامتنان أهم عنصر في صحة الأبدان، الحقد يأكل صحة الحاقد، ونكران المعروف يحيط صاحبه بكارما غريبة لا تجيد إلا المحاكمة الخاطئة للنوايا.


ورد عليّ:
-شكراً يا صديقة، لقد ساهمت في تحقيق أحلامي..
-شكراً علي كيف العراق؟
-منذ احتلها ناكروا المعروف والحال غير الحال…
-أتفق.. ناكر المعروف ليس لا يؤتمن فقط، بل هو يبصق في صحن ذكرياتك..و يتعس الأوطان.. ما نفعنا إن لم نكن في هذه الحياة رسائل في حيوات أخرى؟


فيما أحضر عشاء ذلك اليوم زارتني أمنية.. بيني وبين أمنية زيارات شرق المتوسط الحلوة المباغتة وغير المتكلفة…

من محاسن الحظ أنيّ تعثرت بحقائب ذكريات أمنية، ليس من النساء كأمنية، التي منذ طلاقها من عقلة أشرقت كشمس تشرين.. مشاريعها تتوالى وتزدهر لتجعل من هذه الفتاة السعوديّة الجميلة مثل في العمل والأخلاق لكثيرات في الغرب.. ولعل آكثر ما جعل من أمنية سيدة أعمال ناجحة هي قدرتها النبيلة على الامتنان!

لم أخدم أمنية أبداً أكثر مما خدمتني، ولكنها ما زالت بنبل غريب تمر كنسائم منعشة في قيظ عالم نرجسي…

-هذه لكِ…
-وما هذه؟
-ساعة (آبل) الجديدة..
ضحكتُ:
-تمزحين، ما المناسبة؟ تذكيري بالزمن الذي يمضي وأنا عانس…
-بمناسبة أنك أختي التي حمتني وملاذي في هذا العالم الغدار…
-حبيبتي أمنية، كلماتك هذه أهم عندي من أي ساعة..
-أعرف، لكني اليوم قادرة.. هل تذكرين عندما دققت بابك من سنوات لا أملك سوى ملابسي.. أتذكرين يا أختي رحلة طلاقي، ومحاولات عقلة تشويه سمعتي.. أذكرك كل دقيقة، وأريدك أن تتذكري كلما نظرت إلى هذه الساعة أنك قوية ونحن نقوى بك، عانس كلمة رائعة عندما تستخدمها امرأة مثلك لوصف نفسها…

حضنتُ أمنية وأنا أحمد الله على نعمة الأخت التي لم تلدها أمي.. حضنت أمنية وكان في أمان أختي ستر الكعبة…
************

-أنت تعيشين في دولة علمانية لذلك لا تهتمين بالدين…

-من قال أني لا أهتم بالدين؟

-ما معنى كلامك إذاً في كون دول الغرب متقدمة لكونها علمانية… ألست تقصدين البعد عن الدين؟

-بل على العكس يحكم الدين مفاصل حياة دول الغرب وعلاقاتها "الدبلوماسية".. لكنه ينفصل عن العلم بحاجز من المصالح المادية ل " اللوبي" الصهيوني وغيره..

فصل الدين عن دور العلم (العقل) وبالتالي عن القانون هو جوهر التقدم..

-كيف نفصل الدين عن العقل؟

- الدين حالة عاطفية أو كيان شعوري خاضع للعقل، وإن أصبح العقل تحت سلطة العاطفة يظهر الإرهاب أو يستشري الجهل.

-هذا كفر…

-لأنك تعودت ألّا تفكر، جرب فكر بها قليلاً ستجدني مؤمنة جداً وستجد نفسك ربما تقلد من عبد الأصنام في الماضي دون تفكير…

وقلت في نفسي:
-الكيان الشعوري الإسلامي في حاجة إلى سلطة عقول لا تعبد الأصنام.. في أماننا.. في عقولنا ستر الكعبة…


يتبع…


-الرواية تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري

الجزء الأول: علي السوري-الحب بالأزرق
الجزء الثاني: بغددة_سلالم_القُرَّاص
للتحميل المجانيّ: الحب بالأزرق: الجزء الأول من عليّ السوري عبر الرابط:
https://www.lamamuhammad.com