استعمار الإمبريالية لعقول -شيوعيي!- العراق


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 6757 - 2020 / 12 / 10 - 20:49
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها     

كتبت تعليقا على مقالة توما حميد المطولة والمملة بعض الشيء, والاهم انها مجانبة للحقيقة والتاريخ فيما يخص المناضل الماركسي الثوري الكبير والطبيب النفسي فرانتز فانون Frantz Fanon, والمعنونة
-أهذا كل ما فهمته عن ماركس!؟-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?ecom=1&aid=701740#832276
وكان هذا هو نص تعليقي:
-فوكو وليس فانون!
عزيزي د. توما حميد المحترم
تقول في معرض الحديث عن -الجمهورية الاسلامية في ايران-
-هذا التيار كتابه ومثقفيه من امثال فرانس فانون-
فلا ادري ما هي علاقة الثوري الكبير الطبيب النفسي فانون بالجمهورية الاسلامية في ايران ! فهو قد توفى قبل تأسيس هذه الجمهورية بسنوات عدة, اي قي عام 1961 وذلك اثناء مشاركته في حرب التحرير الجزائرية ضد فرنسا.
واعتقد انك تقصد ميشيل فوكو المتوفي في عام 1984 الذي وقف الى حانب الخميني وجمهوريته الاسلامية (الفاشية بتقديري حالها حال العملية السياسية في العراق واسلامها السياسي).
مع كل المودة والاحترام-
-----------
فاجاب توما بالرد كالتالي:
-عزيزي طلال
-انا متفق معاك بان ميشيل فوكو هو مثال جيد على ما اردت قوله واتفق بان فرانز فانون ليس له علاقة مباشرة بالجمهورية الإسلامية. ولكن انا تحدثت عن المناخات الفكرية في الغرب واثارها على التيارات الفكرية والسياسية في بلدان التي تسمى بالنامية ولم اربط بين فانون ونظام الجمهورية الإسلامية. قام الكثير من البرجوازيين الصغار طبعا بدافع نبلهم ونتيجة الشعور بتانيب الضمير بسبب سياسات حكومات بلدانهم ضد سكان البلدان الفقيرة والمتخلفة بمساومة التيارات الرجعية من قومية ودينية وقبائلية في تلك البلدان وتمجيد افكارها وثقافاتها وممارساتها الرجعية والمتخلفة. وقد انتقلت هذه المناخات الفكرية الى دول مثل ايران وتم توظيفيها من قبل التيار الإسلامي. فرانز فانون شارك في إشاعة هذا المناخ الفكري والذي لايزال مستمر باشكال مثل سياسة التعددية الثقافية و مصطلحات مثل - الاسلاموفوبيا- والتضامن مع كل التيارات الرجعية -المعادية للسياسات الخارجية للدول الغربية- بما فيها المقاومة الإسلامية السنية ضد الاحتلال الأمريكي ابن احتلال العراق-
---------
ومقالتي هذه هي رد على تعليقه اعلاه.
عزيزي توما!
تقول كلاما غريبا وعجيبا:
"فرانز فانون شارك في إشاعة هذا المناخ الفكري والذي لايزال مستمر باشكال مثل سياسة التعددية الثقافية و مصطلحات مثل - الاسلاموفوبيا- والتضامن مع كل التيارات الرجعية -المعادية للسياسات الخارجية للدول الغربية- بما فيها المقاومة الإسلامية السنية ضد الاحتلال الأمريكي ابن احتلال العراق."

انه كلام غبر معقول ببساطة ولا علاقة بتاتا بتاريخ فانون الفكري والسياسي. فما علاقة فانون او افكاره بالاحتلال الامريكي والاسلام السياسي صنيعة الامبريالية او السنة والشيعة؟ هل قرأت كتبه وأعماله ام انك تخمن وتكتب ما يحلو لك دون أدنى اعتبار للحقائق؟ الشيوعية هي ليست تسمية. الشيوعية الحقة ينبغي ان تكون منسجمة مع الماركسية كنظرية علمية, وإلا انقلبت الى نقيضها وتفسخت الى أيديولوجية إمبريالية-رجعية!

ولا افهم سبب هجومك غير المبرر على ثوري كبير شارك في حرب تحرير الجزائر ضد الاختلال الفرنسي الذي كلف الجزائر مليون ضحية, وكان فانون الممثل الرسمي للثورة .علما انه كان من المارتينيك ولكنه كان انسانا أمميا ولذلك بذل كل جهد فكري وجسدي في محاربة الاستعمار الفرنسي لحين اصابته بالسرطان ووفاته في سن لا يتجاوز 35 عاما. واني استغرب انك ضد احتلال العراق, وهذا شيئ جيد بالطبع, ولكنك تستمع الى تخرصات الإمبريالية والرجعية بحق فانون كمنظر كبير للدراسات النيوكولونيالية والعنف الثوري.

وفانون كان من انصار العنف الثوري. فهل كان ممكن دحر الاستعمار الفرنسي برش قواته بماء الورد؟ وهل كان ممكنا دحر الفاشية في الحرب العالمية الثانية بتبادل رسائل الحب والغرام, أم انه تطلب التضحية بعشرات الملايين من البشر للتخلص من خطر هيمنة النازية والفاشية على العالم بأكمله, وكان الاتحاد السوفيتي هو القائد الفعلي للنضال ضد الفاشية؟

وهل تصدّق, بنفس المقاس, إن الاحتلال الأمريكي واتباعه ونظامه يمكن أزالته بالكلمات او بترديد شعار البرجوازية الصغيرة المهين -سلمية!- الذي هو احد اهم أسباب انتكاس الانتفاضة التشرينية؟ وهذه العقلية الاستسلامية تشارك في اعتنافها كل القوى السياسية, وبضمنها الشيوعية او من تدعيها في داخل السلطة او خارجها.

العنف الثوري ليس عنفا اعمى او عنفا من اجل العنف. ولكنه أيضأ ليس آخر الخيارات.

ان فشل قوى التغيير في العراق في فهم او استيعاب او اتباع مفاهيم فانون يدلل على ان مازوخية قوى التغيير هي الوجه الآخر لسادية السلطة, وكلاهما بمهدان الطريق نحو الفاشية او بكرسها. والحقيقة الامبريقية ماثلة امامنا وتصرخ في وجوهنا, وبدلالة توحش السلطة والصدر اكثر واكثر بعد انتكاس الانتفاضة, ولو مؤقتا كما نأمل.

الانتفاضة في العراق تُحدد فعاليتها من قبل المنتفضين بوجود الخيام او ازالتها. ولم بسأل احد السؤال البسيط: ما علاقة النضال الثوري بالمخيمات؟ وجود المخيمات اعاقة وتدمير للنضال, فهو يسهّل تشخيص الثوار وتصفيتهم ويحد من حركتهم ويخلق شرطا اصطناعيا لتعريف الثورة او نجاحها من عدمه من خلال وجود الخيام او عدمها. انه فتشية مناقضة للماركسية والنضال الثوري. ان الخيام والسلمية كلاهما أطروحتان نقيضتان لمفهوم العنف والثورة لدى فانون. وفانون يمثل الموقف الماركسي الحق وكما يثبت ذلك تاريخ الحركة الثورية الحقيقية, وليس اللفظية او الشعاراتية, عبر العصور في العالم كله, او عبر تاريخ العراق, وخصوصا بعد الاحتلال.

السلمية والخيام هي اعادة تدوير اطروحات الاسلام السياسي وكما عبرت عنه فتوى عراب العملية السياسية -السيستاني- بعدم مقاومة ومحاربة الاحتلال, وهذا يدلل على ان الامبربالية الجديدة, او ما يعد الكولونيالية بعرف فانون, قد استعمرت عقول "الشيوعيين", حالهم حال الاسلاميين وغيرهم في عراق الاحتلال. وهذه طامة كبرى.

-قلة من الأصوات الحديثة كان لها تأثير عميق على الهوية السوداء ونظرية العرق النقدي مثل فرانتز فانون، ويمثل (كتابه "الجلد الأسود والأقنعة البيضاء)" بعضًا من أهم أعماله.
لكتابه تأثير كبير على الحقوق المدنية، والحركات المناهضة للاستعمار والوعي الأسود في جميع أنحاء العالم، "الجلد الأسود ، والأقنعة البيضاء" هي الدراسة غير المسبوقة للنفسية السوداء في عالم أبيض. تم الترحيب بتحليله العلمي ونعمه الشعري عندما نُشر لأول مرة في عام 1952 ، ولا يزال الكتاب قوة حيوية اليوم من أحد أهم منظري النضال الثوري والاستعمار والاختلاف العنصري في التاريخ-
Black Skin, White Masks
Frantz Fanon
https://www.thalia.at/shop/home/artikeldetails/ID14071307.html?ProvID=11009504&msclkid=5329e6097bc6185cee34b9db35ce64a1

أرجو منك ذكر المصادر والاقتباسات من فانون نفسه بخصوص زعمك حول اعتناق فانون للتعددية الثقافية وكلامه المزعوم عن الاسلاموفوبيا الخ, وكما ورد في تعليقك. هذا, اكرر, كلام غير معقول. فانون كان مناضلا ثوريا أمميا ماركسيا حقيقيا ضد الاستعمار بكل أنواعه فعن أية تعددية ثقافية او اسلاموفوبيا او رجعية تتكلم!؟