لغز فيروس كورونا ومعدل الوفيات


رائد مهنا
الحوار المتمدن - العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 14:09
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية     

تلعب التركيبة العمرية لسكان إيطاليا دورا في معدل الوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي، ‏وهو ما تظهره الإحصائيات الرسمية باعتبار أن إيطاليا تعتبر نموذجا للدول ذات السكان ‏المسنين الأصحاء , وحسب إحصائيات سنة 2018 لوزارة الصحة الإيطالية شكل الأشخاص ‏فوق سن 65 عاما ما يقرب من 23% من سكان البلاد وتعتبر هذه النسبة العالية من كبار ‏السن في الهيكل العمرى للسكان من احد الأسباب التي تجعل معدل الوفيات في إيطاليا أعلى ‏من غيرها من الدول حيث يبلغ متوسط عمر المرضى الإيطاليين 62 عاما وكانت الغالبية ‏العظمى من ضحايا الفيروس من 60 عاما واكثر .‏

وعلى سبيل المثال في كوريا الجنوبية حيث السكان اصغر سنا فان الأشخاص الذين تزيد ‏أعمارهم عن 65 سنه لا يزيدون عن 14.4% من نسبة السكان لذلك فان فان ثلث حالات ‏الإصابة المؤكدة هي بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما .‏
أما في ألمانيا يلاحظ أن معظم المصابين تتراوح أعمارهم بين 15-59 سنه ونسبة الوفيات ‏منخفضة وهذا قد يرجع إلى حقيقة أن الاختبارات تجرى بنشاط فى البلاد ، حتى أن ‏الأشخاص الذين ماتوا بفحوصات وهم يحملون الفايروس كانوا سيموتون على أية حال بسبب ‏أمراض أخرى.‏
‏ ‏
وحسب ما قاله البروفسور نيل قيرغسون مدير المركز التحليل العالمي للأمراض المعدية في ‏كليه إمبريال كوليدج في لندن , في جلسه البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي انه لم يتضح ‏بعد سبب الوفيات الزائدة الناجمة عن الفيروس التاجي في المملكة المتحدة , ومع ذلك قال ان ‏نسبه ضحايا كوقيت 19 والذين كانوا سيموتون على أيه حال يمكن أن يكون نص أو ثلثين ‏المصابين وأضاف أنه في المملكة المتحدة يموت حوالي 150.000 شخص كل عام لأسباب ‏مختلفة والنسبة الأعلى من هذه الوفيات تكون في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة .‏
وهناك حقيقة مؤكدة أن معدل الوفيات يعتمد بشكل مباشر على قدره تحمل النظام والرعاية ‏الصحية في كل بلد ،، وهذا ما حدث في إيطاليا وأجزاء في الصين حيث لم يتلق المرضى ‏الرعاية الطبية اللازمة في المستشفيات لومباردية بسبب نقص المعدات الطبية حتى أن ‏الأطباء كانوا يضطرون لتوفير الأكسجين للمرضى من خلال عبوات الأكسجين والأقنعة ‏المستخدمة من قبل الغواصين . وحسب ما قاله مايك رايان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ ‏في منظمة الصحة العالمية انه بالنظر إلى عدد المرضى في وحده العناية المركزة في المنطقة ‏الموبوئة في إيطاليا فان حقيقة انقاد الأطباء للكثير من الأرواح يعتبر معجزه. ‏
‏ وأضاف الدكتور مايك ريان انه يوجد أربعه عوامل تؤثر على معدلات الوفيات وتختلف من ‏بلد إلى آخر وهي :‏
‏1-‏ من الذي أصيب بالفيروس التاجي بالضبط.‏
‏2-‏ كم وصل الوباء في البلد.‏
‏3-‏ عدد الفحوصات التي يجريها البلد.‏
‏4-‏ مدى نجاح الأنظمة الصحية المعتمدة. ‏

من المهم أيضًا معرفة عدد الضحايا الذين كانوا سيموتون لأسباب أخرى إذا لم يكن ‏هناك جائحة. فحسب الإحصائيات يموت حوالي 56 مليون شخص في العالم سنويًا