الكادر الطبى فى ازمه كورونا


رائد مهنا
الحوار المتمدن - العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 00:59
المحور: الطب , والعلوم     

مما لا شك فيه أن جانحة كورونا وما تمر به فلسطين وباقي دول العالم يُعد أزمة حقيقة، ومن البديهي أن حكومة أي ‏دولة يكون لها الدور الريادي في حل هذه الأزمة (جانحة كورونا)، ويعتمد هذا الدور على إدارة الازمات بشكل إيجابي ‏وفعال، وتعد أزمة كورونا من الازمات الداخلية والخارجية معاً، حيثُ لا يتوقف خطر هذه الجانحة داخلياً وحسب بل من ‏الخارج أيضاً، مما يتطلب تعاوناً دولياً في إدارة هذه الأزمة (جانحة كورونا).‏
وتعد الكوادر البشرية من أهم عناصر إدارة الازمات، وبما أننا نتحدث عن جانحة كورونا فإننا نعني بالكوادر البشرية هنا ‏الأطباء والممرضين والمهندسين والعاملون في قطاع الخدمات الصحية، وفي اعتقادي ان الكوادر الطبية هي أهم عنصر ‏لإدارة ازمة جانحة كورونا، وينتابنا العديد من الأسئلة عن طبيعة وعدد هذا الكادر وهل بإمكانه إدارة هذه الأزمة باقتدار ‏أم لا، كذلك من المهم التعرف على إمكانيات المرافق الحكومية وغير الحكومية من حيثُ عدد الأسرة التي يمكنها استقبال ‏المرضى وكذلك عدد الأجهزة التي تستخدم لإدارة أزمة كورونا.‏
فيما يلي بعض الاحصائيات الهامة التي توضح عدد ونوع الكادر الطبي في فلسطين وكذلك عدد الأسرة (صادر من ‏وزارة الصحة الفلسطينية):‏
‏- عدد سكان فلسطين (5,052 مليون).‏
‏- عدد الأطباء في الضفة (8177) وفي غزة (6253) والمجموع (14430).‏
‏- عدد الأطباء العامون (1482).‏
‏- عدد الأطباء الاختصاصيون (885)‏
‏- الممرضون (3911).‏
‏- عدد الاسرة المتوفرة في فلسطين (3837) تشمل جميع المرافق الحكومية والغير حكومية والأهلية.‏
‏- عدد الأسرة في المرافق الحكومية (1668).‏
‏- لا يمكن الحصول على عدد دقيق للأجهزة الطبية الخاصة بقسم العناية المركزة لتسهيل اجراء عملية التنفس للمرضى ‏المصابين بفيروس كورونا.‏
من خلال الاحصائيات السابقة يتضح لنا أن عدد الأطباء والممرضون غير كافي لإدارة أزمة كورونا في حالة لا قدر الله ‏تفشي الفيروس في شرائح واسعة من المواطنين، وهذا يلزم زيادة في اعداد الكوادر الطبية والأجهزة الخاصة بعمليات ‏الإنعاش والأجهزة الأخرى التي من شأنها عناية المرضى والوصول بهم إلى الشفاء، وهذا يتطلب تدعيم القطاع الصحي ‏وزيادة ميزانيته وشراء الأجهزة الطبية لغرف العمليات وزيادة عدد الأسرة بشكل عاجل، وعلى وزارة الصحة كذلك الرقي ‏بكوادرها الطبية علمياً ومهنياً وحتى نفسياً لمواكبة التطور الكبير في المجال الصحي في العالم مما يجعلهم يديرون الازمة ‏باقتدار، وهنا لا ندخل في التشاؤم ولكن لتكون إدارتنا للازمة فعالة وإيجابية ونخرج بأقل الخسائر الممكنة. ‏
وبالرغم ان النظام الصحي الفلسطيني لا يعد قوياً في الحالات الطبيعية مقارنةً بباقي الدول ويمر بظروف استثنائية ‏اقتصادية واجتماعية وتقنية إلا انه حتى الأن تقود الحكومة الفلسطينية بإجراءاتها وإدارتها الحكيمة للأزمة في الحد من ‏انتشار الفايروس على الرغم من النقص في الكوادر الطبية والأجهزة الطبية، وما قامت به لم تستطع دول كبيرة أن تقوم ‏به.‏
ولإعطاء كل ذي حق حقه فإننا نشكر الكوادر الطبية المتواجدة في ساحة الميدان كجنود يدافعون عن الوطن وينالهم من ‏الخطر ما ينالهم فعلى الرغم من ازماتهم من نقص في الموارد واعدادهم القليلة إلا انهم اثبتوا انهم على قدر عال من ‏المسؤولية، كما ويتوجب علينا كمواطنين ان نشد على اياديهم ونساعدهم في تحقيق مبتغاهم بتطبيق سياسة الحكومة ‏الفلسطينية ووزارتها الصحية في الإجراءات التي اتخذتها للحد من انتشار الفايروس.‏
خليك في البيت.‏