الغضب الشعبي يتنامى في مناطق النظام : الموجة الثورية الجديدة قادمة


غياث نعيسة
الحوار المتمدن - العدد: 6425 - 2019 / 12 / 1 - 02:53
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية     

لا يزال نظام الطغمة، رغم الخراب الذي اوصل البلاد اليها، أسيرا لنفس سياساته السابقة، فهو من جهة يكمم الأصوات المعارضة عبر سياسة القمع والاعتقالات والترهيب، وفي نفس الوقت يجيب بشكل مستهتر ومبتذل على التدهور، أن لم يكن الانهيار، لمستوى معيشة غالبية السوريين.
وفي محاولة منه لامتصاص الغضب الشعبي المتنامي، أعلن نظام الطغمة عن زيادة الاجور والرواتب ، ولكن اجراءه هذا لم يكن الا طباعة لأوراق لا قيمة فعلية لها. بل كان تأثيرها كارثيا لانها سببت مزيدا من التضخم وارتفاعا للأسعار وتدهورا أكبر للعملة السورية. واعلن ايضا تغييرا وزاريا، وهو إجراء شكلي تافه لم يعد يقنع الناس في مناطق سيطرته، التي تعي بأن سياسات النهب والفساد التي يقوم عليها النظام الحاكم لم ولن تتغير بهكذا ألاعيب.
ما لا شك فيه ان الجماهير في مناطق النظام، بدأت تتحرر من سيطرة النظام الأيديولوجية عليها، وأصبحت تصطف في مواجهته اقتصاديا واجتماعيا، ولن يطول الأمر الأمر قبل أن تصطف ضده وعلنا، سياسيا.
ثمة غضب شعبي يتسع في مناطق النظام ينذر بانتفاضة جديدة قادمة. ما يوشي بذلك ان هذا الغضب المتزايد ضد النظام أصبح يتسع حتى في الأوساط المحسوبة على الموالاة .
فكيف لا وقد امتهنت حياة غالبية السوريين،نحو ٩٥ بالمئة من السوريين في حالة عوز وفقر، بسبب سياسات النظام ، ولم يعد يجدي النظام نفعا أن يلعب على وتر " الخطر الوجودي" والخطر " الطائفي" أو أدعاء الدفاع عن " الوطن"
عندما يفتقر نحو ٩٥ بالمئة من السوريين المقومات الدنيا للحياة والكرامة الانسانية، وعندما تصبح الكهرباء امنية، والخبز حلم صعب المنال، والأجور لا تكفي لايام، ويتسول الأطفال والنساء "ربطة" الخبز، ويعمل حتى من يملك بيتا ليبيعه، بربع سعره، لأن الغالبية تريد بيع بيوتها لتعيش يومها أو تهاجر.
عندما تصبح الحياة في كنف سلطة النظام الحاكم جحيما يوميا لاتطاق، فإن الجماهير في ثورتها، القادمة، على نظام الطغمة لن تخسر شيئا سوى قيودها.