|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: حميد زناز |
الجزائر بلد مريض على فوهة بركان
في لقاء مع أسبوعية ماريان الفرنسية (عدد من 21 إلى 27 فبراير 2014) وصف الكاتب الجزائري ياسمينة خضرة الأوضاع في الجزائر بالكئيبة جدا و انتقد بشدة نظام الحكم الذي أوصل الجزائر إلى الهاوية. و يتساءل عن أسباب الفشل الذريع و الجزائر تملك كل المقدرات المادية و البشرية الضرورية لتكون بلدا مستقرا ومزدهرا وطموحا. و أمام هذا الوضع الكارثي لا يجب على الكاتب أن يبقى مكتوف الأيدي فهو قبل كل شيء إنسان و مواطن. بلد بدون ثقافة يقول الكاتب هو بلد آيل إلى الحيوانية و من المنطقي إذن أن أدخل المعركة كمثقف من أجل علاجه. و لئن هزمت الاصولية عسكريا في الجزائر ، فتبدو أنها كسبت المعركة مجتمعيا و سلوكيا ، فكيف يمكن إلحاق هزيمة حاسمة بهذا العدو الذي يسمى الظلامية و الذي حاربه الكاتب في الميدان مدة 7سنوات حيث كان ضابطا في الجيش الجزائري؟ يرى صاحب محاولة اغتيال أن أصل الانحراف يعود إلى عوامل كثيرة من بينها إهمال الشباب و اغتيال كل أحلامهم و انعدام مشروع مجتمعي حقيقي. و إذا أردنا أن نقضي على الاصوليين علينا بإعادة الامل إلى الجزائريين و البرهنة لهم أن الجنة هي بين يدي الإنسان في دنياه و ليس في نهاية حياته. و يرسم ياسمينة خضرة لوحة داكنة عن بلده : أنا عائد من رحلة طويلة في ربوع الجزائر قطعت فيها 10.000 كلم ، و قد رأيت إهمالا و عدم اكتراث لا يخطران على بال. وجدت الجزائر مريضة و الناس فيها مصدومين منخورين. و من المفارقات أن تجد علامات ذلك الانسحاب بادية أكثر على وجوه المثقفين ووجهاء القوم. أما الطبقات الشعبية فلا تزال تنتظر شيئا ما و لكن لا تعرف كنهه! في كل مكان، في و هران و تيزي وزو و بشار و باتنة و سطيف و قسطنطينية ، من شرق البلاد إلى غربها، هناك مناطق منكوبة تماما. قرى مغبرة لا حياة فيها و أناس هائمون على وجوههم. كل شيء مهمل مهجور . لنأخذ الطريق السيار شرق غرب الذي أسال كثيرا من الحبر: الجزء الشرقي منه كارثي ، كدت أن أجد فيه حتفي. في مكان ما موضع كان الجدار العازل بين الاتجاهين مخربا و لم يكن هناك أدنى إشارة و اختلط الحابل بالنابل و لا أحد بات يعرف طريق الغرب و لا الشرق فكادت شاحنة سريعة أن تجعل من السيارة التي كنت على متنها حطاما. و يبقى هذا الطريق من أهم الفضائح المالية التي عرفها البلد في السنوات القليلة الماضية. هذا البلد محتاج إلى مشاريع ملموسة و دائمة عكس تلك المشاريع المتعملقة الموجودة في في كل مكان و التي سرعان ما تتحول إلى خراب بعد تدشينها . يجب تجاوز تدشين المستشفيات غير المجهزة . لقد شاهدت بأم عيني انعدام الروح الانسانية الصارخ: استقبال مقزز، ندرة أدوية حيوية تتسبب في وفيات يومية. أما الجامعات فلا تكوّن إطارات الغد حسب الكاتب المترشح كما يرى أن المدرسة منكوبة تماما . و يلاحظ أن الشباب الجزائري يتهالك و هو يتكئ على الجدران. و بشكل عام يشعر الجزائري أنه يعيش في أرض ليست أرضه إذ لا يجد لا الأذن الصاغية و لا القلب الرحيم .
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |