أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بَارَنْد بِيْرَاني - الاعتماد على الغير أساس الفشل














المزيد.....

الاعتماد على الغير أساس الفشل


بَارَنْد بِيْرَاني

الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعاني الشعوب التي لا تمتلك كيانًا سياسيًا مستقلاً، مثل الشعب الكردي، من معضلات متعددة في مسيرتها نحو تقرير المصير وتحقيق طموحاتها القومية. من أبرز هذه المعضلات: الاعتماد المفرط على قوى خارجية. ويطرح هذا البحث تساؤلات جوهرية حول مخاطر هذه التبعية السياسية والاستراتيجية، وأثرها على حرية القرار، والسيادة، والثقة بالنفس، مقارنة بما يمكن تحقيقه عند بناء القوة الذاتية والاعتماد على النفس.
أولاً: مساوئ الاعتماد على الغير – الحالة الكردية نموذجاً
1. التحول إلى فريسة لداعمه
عند اعتماد الكيان الكردي أو أي فصيل كردي على قوة خارجية، يتحول مع الوقت إلى أداة بيد تلك القوة، تُستخدم حسب مصالحها لا حسب مصلحة الشعب الكردي. فالداعم، سواء كان دولة أو منظمة، لا يمنح دعمه بدافع الإيثار، بل بدافع استراتيجي يخدم مصالحه الخاصة. وعند تغير المصالح أو تبدل السياسات، يُترك الحليف الضعيف وحيداً في مواجهة خصومه، كما حدث مراراً مع الكرد في العراق وتركيا.
2. فقدان الحرية السياسية والقرار المستقل
الدعم الخارجي عادة ما يكون مشروطًا، وغالبًا ما يُفرَض على الطرف الأضعف التزامات سياسية أو أمنية لا تصب في مصلحته على المدى الطويل. يفقد القيادي الكردي في هذه الحالة حريته في اتخاذ القرار المستقل، ويضطر إلى التنسيق المستمر مع الجهة الداعمة، بل وحتى إلى تعديل سياساته الداخلية والخارجية لتتوافق مع أجندة الخارج.
3. التحول إلى تابع لا فاعل
بدلاً من أن يكون فاعلاً إقليميًا له مشروعه الواضح، يتحول الفصيل الكردي إلى تابع في مشروع الغير. فلا يتحرك إلا بموافقة من داعمه، ويصبح نشاطه السياسي مرهونًا برضا تلك الجهة. هذه التبعية تفرغ الحركة الكردية من مضمونها الثوري والتحرري، وتفقدها المصداقية أمام الغير.
4. التصرف الدائم بدافع الخوف
عندما يعتمد الكيان على قوة خارجية، يصبح القلق من فقدان هذا الدعم هاجسًا دائمًا. يؤدي ذلك إلى سلوك سياسي حذر ومكبّل، لا يجرؤ على اتخاذ مواقف حاسمة، أو التعبير عن مطالب جذرية، خوفًا من "إغضاب" الداعم. ومع مرور الوقت، يفقد الفصيل القدرة على المبادرة، ويتحول إلى كيان خانع يكرر خطاب الداعم ويخشى مخالفة تعليماته.
الخاتمة
يُظهر التاريخ الكردي الحديث أن الاعتماد على الغير، رغم ما قد يوفره من دعم آني، غالبًا ما يتحول إلى عبء استراتيجي، ويعرقل تطور المشروع القومي الكردي. في المقابل، أثبتت تجارب الشعوب أن الاعتماد على النفس هو السبيل الأنجع نحو الحرية الحقيقية. على الكرد أن يتجهوا إلى بناء الذات، واستثمار الطاقات المحلية، وتوحيد الصفوف، لأن من لا يمتلك قوته الذاتية، لا يمتلك قراره، ولا يمكنه أن يحقق طموحاته في وطن حر كريم.
---------------------------------------------






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد بين وهم الطمأنينة وحقيقة الأزمة الذاتية


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بَارَنْد بِيْرَاني - الاعتماد على الغير أساس الفشل