|
التحنيط عند المصريين القدماء
عضيد جواد الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 18:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
إن الفصل الذي ذكره هيرودوت في كتابه " تاريخ الدفن في مصر القديمة " (الكتاب الثاني، ص 85-90) هو وصف دقيق للتحنيط المصري ، لكنه تجاهل عمداً الأهمية الروحية له بما يتماشى مع التزامه في الامتناع عن مناقشة المعتقدات الدينية للثقافات الأخرى . ومع ذلك، فقد كان الجانب الروحي للتحنيط ذا أهمية كبيرة في هذه الممارسة، وهيرودوت قد أشار إليه بصورة غير مباشرة . ولكن هذا لا يعني أن روايته عن التحنيط خاطئة؛ بل قد تبدو غير مكتملة؛ لأنه شرح بوضوح كيف كانت ممارسة التحنيط خلال الفترة المتأخرة من مصر القديمة (عام 525-323 قبل الميلاد)، مع عدم ذكر السبب لما وراء ذلك . كان التحنيط مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالدين المصري ، والذي يبدو أن هيرودوت (عام 484-425/413 قبل الميلاد) قد تجنّب الحديث عنه لأسباب خاصة به. ومع ذلك فإنه قد أبدى رأيه بشأن الطروحات الدينية بشكل واضح، حيث في كتابه الثاني أخذ يتعامل مع الجانب المقدّس للحيوانات في مصر، كما جاء في المقطع أدناه : "إن جميع الحيوانات في مصر تعتبر مقدسة. بعضها مستأنس وبعضها الآخر ليس كذلك، ولكن إذا ما أردت أن أشرح لماذا يُسمح لبعض الحيوانات في التجول بحرية باعتبارها مخلوقات مقدسة؛ فإن روايتي سوف تكون ملزمة بمناقشة قضايا تتعلق بالآلهة، وأنا أبذل قصارى جهدي لتجنب سرد مثل هذه الأمور. فأنا لا أتطرق إلى هذه الأمور إلا عندما لا يكون أمامي خيار آخر." (65.2)
في الواقع، لقد تطرّق هيرودوت الى القضايا الدينية بشكل متكرر في جميع كتاباته كما في حالة "كروسوس" (I.47-91)، و"كورش" (I.124-126)، و "التقاليد الدينية الفارسية" (I.131)، و"خطاب ثيميستوكليس" إلى الأثينيين" (VIII.109)، وغيرها من المواضيع . وعندما زعم أنه يتجنب القضايا الدينية، فإن ما يعنيه هو أنه سيناقش الممارسات والأحداث المتعلقة بالآلهة ؛ لكنه لن يعلّق على أهميتها الروحية، على الرغم من أنه ينزلق أحياناً ويجد نفسه في وسط ذلك المضمار. يرى البعض وبكل بساطة، أن هيرودوت لم يكن يفهم الأهمية الدينية للتحنيط بالنسبة للمصريين، لكنه ربما أغفل التعليق لأسباب عدة بما في ذلك الطبيعة الخاصة للمعتقد الديني ، واحتمال أن مناقشة المعتقدات المصرية قد تؤثر على كيفية تلّقي جمهوره لتلك الثقافة . كما أن كتابته عن الدفن المصري كانت تتوافق مع ميله إلى التأكيد على الجوانب الإيجابية لثقافة يريدها لجمهوره اليوناني؛ وذلك إما للإعجاب بها (المصرية) ، أو لفهمها بشكل أفضل (الفارسية) ؛ بنفس الطريقة التي قدّم بها روايات سلبية عن أولئك الذين لا يبدو أنه مهتم بهم ، والمقصود هنا (الليديون) . في كتابته عن الدفن في مصر؛ كان هيرودوت قريباً من الممارسة الفعلية؛ بغية إطلاع القرّاء على مراسيم و طقوس الجنائز بحيثياتها. بيد أنه أغفل المعنى الأعمق لها ؛ ربما لأنه خشي طريقة فهم اليونانيين للموت والدفن وحياة الآخرة. ومع ذلك، فإن قراءة لما بين السطور لفصل الدفن في كتابه ؛ يُفهم على أنه كان يعرف الأهمية الروحية للتحنيط ؛ وأن إشارته إليه كانت غير مباشرة .
الأهمية الروحية للتحنيط كان فهم المصريين للروح أكثر تعقيداً من فهم اليونانيين لها. فقد فسّر المصريون على أن الروح تتكون من تسعة مظاهر، وهي : ـ خات Khat : الجسد المادي . ـ كا Ka : الشكل المزدوج للشخص . ـ با Ba : طائر برأس إنسان، يمكنه التنقل بسرعة بين الأرض والسماء . ـ شوييت Shuyet : ظل الروح . ـ آخ Akh : الروح الخالدة المتحولة. ـ ساهو Sahu و سيكيم Sechem : مظهران آخران من آخ . ـ أب Ab : القلب، ومصدر الخير والشر . ـ رين Ren : الاسم السرّي للشخص .
بعد الموت، كان لابد أن يكون كلاً من (كا ، با) قادرَين في التعرّف على الـ (خات) كي يتمكنا الرحيل من العالم الآخر إلى القبر لتلقي تراتيل الصلوات والزّاد، حيث بواسطتهما يمكنهما الاستمرار بالمكوث والراحة في حياة الآخرة . وكان لابد أن يتذكر الأحياء موتاهم لكي يبقى (آخ) نابضاً بالحياة في فردوس "حقل القصب" . وكان لابد أيضاً من إظهار الاحترام اللائق للمتوفى عند رحيله عن الأرض لنفس السبب. وكان يُعتقد أن التحنيط والتابوت الحجري المُتقن على هيئة المتوفى يوفران الراحة للروح . كانت عملية التحنيط أيضاً بمثابة طقوساً للتطهير، حيث يطهّر التحنيط الجسد من خطايا الحياة استعداداً لرحلة الروح إلى "قاعة الحقيقة" لمقاضاتها أمام "أوزوريس" إله الموتى، والقضاة الاثنين والأربعين . ويوضّح البروفيسور "جان أسمان" الغاية من التحنيط : " إن الشعور بالذنب والاتهام والعداوة وما إلى ذلك يُعَد من أشكال النجاسة والفساد ـ كمواد غير ملموسة ولكنها ضارة ـ والتي لابد التخلص منها حتى يصبح المتوفى في حالة من النقاء الذي يمكنه مقاومة التعفن والانحلال؛ وكان التبرير هو التحنيط الأخلاقي . فعندما ينتهي عمل المحنط على الجثة، يتولى الكهنة الأمر ويوسعون نطاق عمل التطهير والحماية ليشمل كامل الشخص . والكلمة المصرية التي تعني (مومّي) تعني أيضاً (مؤهل ومرموق). وفي المرحلة الأخيرة من عملية التحنيط، يخضع المتوفى للمقاضاة بغية الحصول على المكانة المرموقة مع أتباع أوزوريس في العالم السفلي ." (چابمان،ص 81) إذا لم يتم التعامل مع جثة المتوفى بالطريقة المناسبة، فقد تعود الروح إلى الأرض لتطارد الأحياء، مسببة جميع أنواع المشاكل، إلى أن يُصحح هذا الخطأ. وترى البروفيسورة سارة لين چابمان كيف كان يُعتقد أن محاسبة الروح في حياة الآخرة تبدأ أثناء عملية التحنيط عندما تُزال ذنوب الصالحين مع أحشاء أجسادهم التي كانت ملوثة بها ، وبذلك يصبح قلب النفس الروحي أخف ومستعداً للمقاضاة . أمّا بالنسبة للأشرار، كانت عملية التحنيط بمثابة عذاب ؛حيث كان يُعتقد أنهم يتمسكون بذنوبهم ، وبالتالي كانت الإزالة تجربة مؤلمة.
مقاطع من النّص الذي كتبه هيرودوت في المقاطع التالية للنّص، يبدو أن هيرودوت قد اقتصر وصفه على ما رآه بنفسه (أو قيل له) لما يتعلق بالحزن والدفن دون التطرق بشكل صريح إلى الأهمية الأكبر . وفي المقطع (2ـ 86)، حيث يصف الطريقة المثلى (والأكثر تكلفة) للتحنيط : " [يعرض المحنطون] لأولئك الذين أحضروا [المتوفى] ؛ نماذج خشبية من الجثث المصنوعة كأنها حقيقية من خلال الرسم، وأفضل طرق التحنيط التي يقولون إنها خاصة بالشخص الذي أعتقد أنه من الكفر ذكر اسمه عند الحديث عن هكذا أمور." إن كلمة "الشخص" في العبارة تشير إلى أوزوريس الذي كان ملكاً للآلهة حتى خانه شقيقه "ست" وقتله وقطع أوصاله. ثم جُمعت أعضاء أوزوريس المختلفة، لتعيده زوجته (أخته) "إيزيس" وشقيقتها "نفثيس" إلى الحياة ، وطالما أنه كان غير مكتمل الجسد (حيث قضمت سمكة عضوه الذكري)، فقد نزل إلى العالم السفلي، حيث أصبح إله الموتى . وإن إحجام هيرودوت عن تسمية ذلك الإله ؛ يُفسّر على أنه كان ذلك يتوافق مع سياسته المعلنة سابقاً فيما يتعلق بالدين، وربما كان يتعلّق أيضاً في الحديث عن إله حياة الآخرة، الذي كان يحترمه ويخشاه المصريون في سياق غير ديني . يتبع هيرودوت نفس ذلك المعيار في الفصل الثاني من الباب التاسع عندما كتب عن أولئك الذين تقتلهم التماسيح أو يغرقون في نهر النيل . ويذكر كيف يجب تحنيط تلك الجثث سواء كانت مصرية أو أجنبية، وبغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها؛ ليتم تحنيطها "بأرقى الطرق" (أي الأكثر تكلفة) ودفنها في مكان مقدّس؛ حيث لا يستطيع سوى الكهنة التعامل مع الجثة، إلا أنه لم يذكر السبب أبداً . وقد عُرف هذا التقليد لأن التمساح كان له علاقة بالإله "سوبك"، كما كان نهر النيل . كان الإله سوبك مرتبطاً بأسطورة أوزوريس ؛ باعتباره الإله الذي (في بعض الروايات) ساعد الإلهتين إيزيس ونفثيس في شفاء الإله أوزوريس وإعادته إلى حالته الطبيعية بعد الموت، وبالتالي كان يُنظر إليه باعتباره إله الحماية. وكان يُبجّل بشكل خاص باعتباره الإله الذي يحمي الناس من تماسيح النيل والتيارات المائية القوية والمخاطر غير المرئية للنهر نفسه. وإذا قُتل شخص ما على يد تمساح أو غرق، كان يُعتقد أن الإله سوبك قد طالب به لأسباب خاصة ، وبالتالي كان لابد من معاملة جثته باحترام .
المقاطع التالية مُقتبسة من كتاب "تاريخ هيرودوت" الذي ترجمه المؤرخ جورج كامپل ماكولاي :
(2ـ 85) : " أما أساليبهم في الحداد والدفن فهي كالتالي: كلما فقد أي بيت رجلاً ذا شأن بينهم، تقوم جميع نساء ذلك البيت على الفور بتغطية رؤوسهن ووجوههن بالطين . ثم يتركن الجثة داخل البيت ويذهبن ذهاباً وإياباً في أنحاء المدينة ، ويضربن وجوههن ، وأرديتهن مرفوعة ومعقودة بحبال وصدورهن عارية ، ومعهن تذهب جميع النساء اللاتي لهن صلة بالرجل المتوفي . من جهة أخرى ؛ يلطم الرجال صدورهم ، و أرديتهم معقودة بحبال ؛ وهم يفعلون ذلك، عندما يقومون بنقل الجثة إلى التحنيط ".
(2ـ 86) : " في هذه المهنة يعمل بها بعض الأشخاص ويرثونها كحرفة. و [يعرض المحنطون] لأولئك الذين أحضروا [المتوفى] ؛ نماذج خشبية من الجثث المصنوعة كأنها حقيقية من خلال الرسم، وأفضل طرق التحنيط التي يقولون إنها خاصة بالشخص الذي أعتقد أنه من الكفر ذكر اسمه عند الحديث عن هكذا أمور. والثانية التي يظهرونها أقل جودة من تلك وأقل تكلفة أيضاً؛ والثالثة هي الأرخص من الجميع . بعد إخبارهم بذلك، يسألونهم عن الطريقة التي يرغبون في تهيئة الجثة التي تخصّهم . ثم ينصرفون بعد أن يتفقوا على سعر محدد . وتظل الجثّة في المكان لتُحنّط وفق أفضل هذه الطرق ، وعلى النحو التالي: أولاً باستخدام أداة حديدية ملتوية يستخرجون المخ من خلال فتحتي الأنف، و يستخرجون جزء منه بهذه الطريقة والجزء الآخر بحشو المواد العشبية. ثانياً ، وباستخدام حجر إثيوپيا الحاد (حجر صوان) ، يقومون بعمل شق على طول جانب الجثة ويخرجون أحشاء البطن بالكامل . وعندما يفرغون البطن؛ ينظفونها بشراب تمر النخيل، ويطهرّونها مرة أخرى بالاعشاب المطحونة، ثم يملأون البطن بنبات المّر النقي المطحون والقرفة والتوابل الأخرى باستثناء الفرانكيسينز(علكة زيتية صلبة )، ويخيطون البطن مرة أخرى . وبعد الانتهاء من ذلك، يحتفظون بالجثّة للتحنيط مغطاة بالنطرون ( معدن يتكون من مزيج لمركبات الصوديوم المتعددة) لمدة سبعين يوماً، ولكن لمدة أطول من ذلك لا يُسمح بتحنيطها. وعندما تمضي السبعون يوماً، يشطفون الجثة ويلفّونها بالكامل من الرأس حتى القدمين بقماش كتّان ناعم مقطّع إلى شرائط ، وينشرون أسفلها بالصمغ، الذي يستخدمه المصريون بشكل عام بدلاً من الغِراء. ثم يتسلمها الأقارب منهم ويصنعون تمثالاً خشبياً مجوفاً مطابقاً لهيئة الرجل، وعندما يصنعونه، يضعون الجثة بداخله ، ومن ثمّ يحتفظون به منتصباً على حائط في قبر على شكل حجرة " .
(2ـ 87) : "هكذا يتعاملون مع الجثث التي يتم إعدادها بأغلى الطرق . أما أولئك الذين يرغبون في الطريق الأوسط لتجنب التكلفة العالية؛ فإنهم يقومون بتحضير الجثة على النحو التالي : بعد أن يملأوا حِقَنهم بالزيت الذي يتم الحصول عليه من خشب الأرز؛ يملأون به بطن الجثة على الفور، ويفعلون ذلك دون تقطيعها أو إخراج أحشائها، بل يحقنون الزيت من فتحة المؤخرة. وبعد أن يمنعوا الفضلات من النفاذ، يحتفظون بها بعد ذلك بعدد الأيام المحددة للتحنيط. وفي آخر الأيام يتركون زيت الأرز يخرج من البطن الذي وضعوه من قبل؛ وله قوة تجعله تخرج معه جميع الأحشاء والأعضاء الداخلية للجسم وهي مذابة؛ كما يذيب النطرون اللحم، بحيث لا يتبقى من الجثة سوى الجلد والعظام. وعندما ينتهون من ذلك، يعيدون الجثة الى أصحابها على الفور وهي على تلك الحالة دون إجراء آخر " .
(2ـ 88) :"النوع الثالث من التحنيط الذي يتم به تحضير جثث أولئك الذين ليس لديهم أموال تكفي، وهو كما يلي: ينظفون البطن بالتطهير ، ثم يحتفظون بالجثة للتحنيط خلال السبعين يوماً، وبعد ذلك يعيدونها على الفور إلى الحمّالين ليأخذوها بعيداً" .
(2ـ89) : لا يتم تحنيط زوجات الرجال ذوي المكانة عند وفاتهن على الفور، ولا النساء الجميلات جداً أو الأكثر منزلة من غيرهن، ولكن في اليوم الثالث أو الرابع بعد وفاتهن (وليس قبل ذلك) يتم تسليمهن إلى المحنطين. يفعلون ذلك بشأن هذا الأمر حتى لا يسيء المحنطون إلى نسائهم، لأنهم يقولون إن أحدهم قد أساء ذات مرة لجثة امرأة ميتة للتّو، وأفاد زميله المحنّط بتلك الأخبار .
(2ـ90) : إذا عُثر على شخص ، سواء كان من المصريين أنفسهم أو من الغرباء، قد هاجمه تمساح أو جلبه النهر نفسه إلى الموت؛ يجب على سكان أي مدينة أن يحنطوه ويضعوه بأبهى طريقة ممكنة ويدفنوه في مكان دفن مقدّس، ولا يجوز لأي من عائلته أو أقاربه أو أصدقائه أن يلمسوه، لأن كهنة بلاد النيل هم أنفسهم مَن يتعامل مع الجثة ويدفنونها كما لو كانت جثة شخص أكثر من مجرّد إنسان. (( انتهى النّص))
بالرغم من بناء المقاطع التي كتبها هيرودوت عن التحنيط والدفن في مصر القديمة، واختياره للكلمات التي تتجنب فيها الدلالة الروحية للتحنيط، إلا أنها في الواقع قد عالجت هذا الموضوع ضمنياً ؛ حيث يبدو واضحاً منذ بداية المقطع (85) في الفصل الثاني حول مسألة الحداد، الذي يُعدّ ركناً أساسياً في طقوس الجنازة . حيث كان كل مصري وبغض النظر عن وضعه الاجتماعي؛ يُدفن بطريقة لائقة، وكان يُشجع على الحداد العام لإظهار الاحترام الشديد للموتى . وكنّ النوّاحات المحترفات المعروفات باسم " طيور نفثيس" تتبع موكب الجنازة للبكاء والنواح على فقدان المتوفى كتعبير على أهميته أثناء حياته ولفتة للذكرى .
تذكر لنا المقاطع (2 ـ 86 ،88 )الأنواع الثلاثة من التحنيط، التي تتعلق بالحفاظ على جسد المتوفى، وحيث كما ذكرنا، يتم القيام بها لكي تتمكن الروح من الراحة والاستقرار في حياة الآخرة، وهي علامة على احترام الأحياء للموتى الذين يُعتقد أنهم بذلك قد انتقلوا ببساطة من عالم الزمن إلى عالم الخلود . كما يتطرق المقطع (2ـ 89) إلى التقليد المتعلق بجثث النساء وكيفية الحفاظ عليها آمنة، وهو مؤشر آخر على احترام الموتى ، وتذكير بمن كانوا يحتلون هذا الجسد، ويختتم المقطع (2 ـ90) بالحديث عن أولئك الذين ينال منهم الإله سوبك ؛حيث يقوم بتكريمهم كما لو كانوا آلهة. ورغم إفصاح هيرودوت عن نيته الابتعاد عن القضايا الدينية، إلا أن ماكتبه كان يخصّ واحداً من أهم المعتقدات الدينية المصرية عن استمرار الحياة بعد الموت الجسدي واحترام جميع الكائنات الحية. ويمكننا أن نلاحظ نفس ذلك التوجّه في مقاطع أخرى له عن المصريين في مواضيع شتّى ، مما يشير إلى أن هيرودوت كان على دراية كاملة بالمعتقدات الدينية للثقافات المختلفة ؛ إلا أنه اختار الترميز لها بدلاً من محاولة شرحها بشكل مستفيض، باعتبارها من الأمور الشخصية للغاية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جورج كامپل ماكولاي ( المترجم) ـ هيرودوت: التاريخ ـ تيتان ريد للنشرـ 2015 . روبرت ستراسلر ( المترجم)ـ معلم هيرودوت ـ ڤنتج للنشر ـ 2009 . سارة لين چابمان ـ طقوس التحنيط في العصر المتأخر لمصر البطلمية ـ اطروحة مقدمة إلى جامعة برمنگهام لنيل شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 2016 . إيان شو ـ تاريخ مصر القديمة ـ طباعة جامعة أوكسفورد ـ 2003 .
#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مذكرات جندي أمريكي عن درب الدموع
-
من هم الأمورّيون ؟
-
هذا ما كتبه هيرودوت عن بابل القديمة
-
شخصية هرقل في الأساطير اليونانية والرومانية
-
بطل ملحمة گلگامش بين الحقيقة والأسطورة
-
نرگال (مسلامتيا) إله الموت والحرب والدمار
-
الكريسماس عبر التاريخ
-
قصة اكتشاف الأشعة السينية (X)
-
طقوس الشاي في الصين واليابان القديمتين
-
هنود السهول الأصليين في أمريكا
-
ليلة السكاكين الطويلة
-
ديانة المايا: النور الذي أتى من البحر
-
الموت وحياة الآخرة في بلاد فارس القديمة
-
الفينيقيون شعب أرجواني
-
عنخ رمز بلاد النيل
-
دعوى قضائية لعبد يهودي أمام محكمة بابلية
-
نينهورساگ الإلهة الأم في الأساطير السومرية
-
العقيدة البوذية في نشوئها وفلسفتها
-
نظام التعليم في بلاد الرافدين القديمة
-
الدفن في بلاد الرافدين القديمة
المزيد.....
-
علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة
...
-
حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه
...
-
مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب
...
-
بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
-
وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
-
السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر
-
شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا
...
-
بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي
...
-
فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
-
بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما
المزيد.....
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
المزيد.....
|