أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عبد الرحيم التوراني - جمهور الكرة لا يقرأ جورج أوريول بل يشرب -الروم- ولا يقرب الأدرينالين!!














المزيد.....

جمهور الكرة لا يقرأ جورج أوريول بل يشرب -الروم- ولا يقرب الأدرينالين!!


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 17:10
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


في فيديو على موبايل، سئل عدد كبير من الشباب من جمهور الرجاء الرياضي البيضاوي (المغرب) عن معنى التيفو الذي رفعوه في مباراة الديربي الأخير، يوم أمس (السبت 23 نوفمبر 2019)، بين فريقهم والوداد الرياضي البيضاوي، فلم يهتدوا إلى الجواب الصحيح، ولا إلى القصد والهدف من تلك العبارة المكتوبة باللغة الانجليزية (room101) . وجاءت الإجابات تبعث على الضحك، منها أن العبارة تدل على شراب الروم، أو أنها تعني ابتعد ورُم.
فقط واحد اقترب قليلا من الموضوع، حين أجاب: لعله عنوان فيلم أمريكي ضد الظلم والفساد.
ثم طرح عليهم سؤال آخر:
- من هو جورج أورويل؟
وأيضا جاءت الأجوبة مضحكة، معظمها وقفت عند إنه لاعب كرة إنجليزي وهداف قديم.

الأغلبية العظمى من جمهور الكرة كما نشاهد، هم شباب صغار في سن المراهقة، أو تخطوها بسنة أو سنتين، وجلهم من الطبقات الفقيرة الدنيا، من ضحايا السياسة التعليمية اللاشعبية المنتهجة في بلادنا منذ عقود، ضحايا الهدر المدرسي ممن لم يتمكنوا من استكمال دراستهم إلى ما بعد المرحلة الإعدادية، وبالتالي فلا يمكن هنا الحديث عن ارتفاع المستوى الثقافي لهؤلاء.
ذاك ما يعبر عنه شعارهم الذي يرددونه في الطريق إلى الملعب ومن فوق المدرجات: (ما بْغيتونا نَقْراوْ.. ما بغيتونا نَوْعاوْ). أي: لم تريدوا لنا أن ندرس ولا أن نكتسب الوعي.

لكن الشباب اكتسب الوعي تلقائيا، أو بالفطرة والضرورة إذا شئت، وعبر عن إحساس جارف بالظلم والقهر والاحتقار، وأدان سياسة نهب ثروات الشعب وخنق صوته والتمادي في تجهيله وقمعه. هذا ما تترجمه كلمات الأهازيج التي سمعناها في أكثر من ملعب كرة في الدار البيضاء وطنجة والرباط وفاس ووجدة وأغادير وتطوان وأسفي وغيرها من مدن البلاد. وقد اشتهرت منها وذاعت أهزوجة: "في بلادي ظلموني" ذات الكلمات البسيطة والمباشرة، والتي لم يحتج من كتب سطورها لمستوى ثقافي أو سياسي، فالجراح نافرة ونازفة تعبر عن ذاتها وألمها الخاص بيسر وسهولة.

واضح أن جمعيات الأولتراس الكروية تستمد أفكارها من توجيهات بعض الشباب المسيس، غير المتحزب، الحاصل على مستوى دراسي لا بأس به. بعد فشل أجهزة المخابرات في استقطابها والمحافظة على تدجينها وضبطها وتهذيبها.
وها نحن بعد تراجع الأحزاب واصفرار صحافتها و"بيعها للماتش"، حيث صارت أحزابا بلا برامج، كل زعمائها يرددون نفس العبارة الانتهازية الوصولية: "نحن نتبع برنامج الملك!". ومنها أحزاب لها تاريخ نضالي مجيد، كالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يقوده موظف من "خدام الدولة" المناضل! إدريس لشكر. نشهد اليوم الشارع يأخذ المبادرة، ويحول الملاعب إلى منابر للتعبير السياسي ومنصات للاحتجاج.

إن الأولتراس تقرع أجراس إنذار لتنبيه الغافلين من أصحاب السلطة وأحزابها، وغير وارد أنهم سينتبهون للرسائل التي توجهها الأولتراس والتي تعكس حقيقة الواقع المعاش والاحتقان الذي يتفاعل على الأرض.
إن ما يحدث في محيطنا العربي، في الجزائر والعراق ولبنان والسودان لا يحدث في المجرات البعيدة غير المكتشفة بعد، أو أن شباب المغرب المقهور من فصيلة بشرية نادرة، فصيلة خالية من هرمون الأدرينالين، والصراع من أجل البقاء ليس من أفعالها وذنوبها.



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد زفزاف السينمائي الذي جاور هوليوود ..!
- انتخابات تونس: قيس سعيّد الرئيس الخامس للجمهورية التونسية!!!
- انتخابات تونس: مرشحون على الجدران والشارع في همومه وأشباح بن ...
- رائحة شحم في الساطور
- أغنية الصّباغ الذي هوى الآن
- التمرغ في تراب التكريم!
- أقصوصة: سبب عدم وصول صاحب التاكسي
- حلويات بن لادن
- الموت يغيب المناضل الأممي باتريس بارا ... نهاية رجل شجاع
- مقابلة مع المناضل الأممي ضد العولمة باتريس بارا Patrice BARR ...
- غياب: رحيل الصحفي المغربي عمر الأنواري.. نجم آخر ينطفئ بعيدا ...
- الصحافة المغربية في حداد.. عبد القادر شبيه: نجم إعلامي ينطفئ ...
- غياب القطب الاستقلالي السياسي والأديب والمفكر: عبد الكريم غل ...
- عشرون سنة مرت على رحيله: الرفيق الحاج علي يعته.. ذكريات مع ا ...
- قصة قصيرة: كسّارة ضلوع
- حكاية الوزير بنكيران مع الكرافته وصلاة البلوكاج
- قصة قصيرة: سنوات الكلب والنباح
- دم بكل الألوان
- القمقوم
- رؤوف فلاح.. فارس يترجل ...


المزيد.....




- استمعوا الى تسجيل سري بين ترامب ومايكل كوهين عرض في المحكمة ...
- ضجة تصريح اتحاد القبائل -فصيل بالقوات المسلحة-.. مصطفى بكري ...
- من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى -العاصمة المقدسة- ب ...
- مصر.. مصير هاتك عرض الرضيعة السودانية قبل أن يقتلها وما عقوب ...
- قصف إسرائيلي على دير البلح يودي بحياة 5 أشخاص
- مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين
- ذكرى التوسع شرقا ـ وزن الاتحاد الأوروبي في جيوسياسية العالم ...
- كييف تكشف تعداد القوات الأوكرانية المتبقية على الجبهة
- تقرير إسرائيلي: قطر تتوقع طلبا أمريكيا بطرد قادة -حماس- وهي ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مستودعا للطائرات الأوكرانية ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عبد الرحيم التوراني - جمهور الكرة لا يقرأ جورج أوريول بل يشرب -الروم- ولا يقرب الأدرينالين!!