أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حسينيون..ضد الحسين والموسيقى














المزيد.....

حسينيون..ضد الحسين والموسيقى


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انشغلت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بما حصل في افتتاح بطولة غرب آسيا بملعب كربلاء الرياضي(1 آب 2019)،بعزف النشيد الوطني العراقي بآلة كمان من قبل فتاة ترتدي ملابس محتشمة مصحوبا بعرض راقص جميل وفعاليات مسرحية. وكان ابرز المنتقدين امين عام حزب الدعوة السيد نوري المالكي مطالبا بفتح تحقيق لمحاسبة المقصرين،الذي لم يطالب بمحاسبة كبار من سرق المليارت يوم كانت امور البلاد والعباد بيده لثمان سنوت! وسكت عنهم قائلا(لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها)..فيما اعترض ديوان الوقف الشيعي المرتبط بمجلس الوزراء على الاحتفالية كونها لا تنسجم مع قدسية المدينة، ورفع دعوى قضائية ضد اتحاد الكرة العراقي باعتبارها (مخالفة لضوابط وخصوصية المدن المقدسة والاخلاق والاداب العامة) مع علمهم بأن (القدسية)تكون للذات الآلهية فقط.

وما حصل ان هذه الحادثة شغلت اذهان الناس بمسألة جزئية هي ان عزف الموسيقى في كربلاء (حرام) او لا يجوز،مع انها لم تعزف بداخلها او في شوارعها القريبة من ضريح الأمام الحسين ..وتطورت لتشكل حالة تحد بين محبي الموسيقى وعدد من رجال الدين في حكومة كربلاء واحزاب الاسلام السياسي الشيعي في السلطة.

والمغالطة انهم يعرفون بأنه لا يوجد نص في القرآن يحرم الموسيقى ،ولا يوجد اتفاق بين علماء المسلمين على تحريمها او تكفيرها،بل ان كبار علماء المسلمين دعى الى اشاعتها للترويح عن النفس، بينهم ابن حزم وابي حامد الغزالي وصولا الى الأمام محمد متولي الشعرواي..ولك ان تقرأ «كتاب الموسيقى الكبير» للفارابي الذي ناقش في إحدى مقالاته مفهوم العلاج بالموسيقى والآثار الشفائية للموسيقى على الروح وسبق بذلك علماء النفس المعاصرين الذين اعتمدوا العلاج بالموسيقى للمصابين بالاكتئاب وحالات العصاب.


وواقع الحال اننا لدينا (حسينان) يظهران بتناقض حاد،(حسين) الحكومة..غني مترف تمد له صحون (ابو العراوي) و(المفطح) و(القوزي) والقيمة المطعمة بنومي بصرة وهيل ودارسين وبهارات قيمة..يتفقدها معمم حكومي او ملتحي من احفاده يلطم صدره بخفه و(نزاكه)،خرج من قصره في (الخضراء ) بحمايات وهمرات ورباعيات وسيارات مضلله،يصحبه وزير او نائبه وكبار المسؤولين في الوزارة التي تعود لعائلته!..وحسين الناس..فقير..مظاوم..يقطعون المسافات قاصدينه مشيا على الاقدام،يباتون الليل في العراء..ويكتفون بلفة فلافل..ينوحون ويلطمون ويبكون..ويشكون له ضياع عمر وبؤس حياة وقسوة ضيم ما شهدوه من يوم استشهاده.

والمخجل أن إساءة السطة للإمام الحسين وصلت إلى الخارج. فبدل أن نقدم الحسين رمزا إنسانيا لعالم أفسدت أخلاقه السياسة، فإن السلطة ارتكبت إساءة بالغة بحقه أمام الأجانب. ففي مقالة لكاتب بريطاني اسمه دافيد كوكبورن نشرها قبل ست سنوات في صحيفة الاندبندنت بعنوان “كيف تحولت بغداد إلى مدينة للفساد” جاء فيه: أحسست بألم وأنا أرى شعارا مكتوبا على لافتات سوداء بساحة الفردوس “الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن”. عشر سنوات منهج حسيني، والنتيجة حكومة حرامية. عشر سنوات في الحكم بميزانية تقارب تريليون دولار، أي ما يقارب حاصل جمع ميزانيات العراق خلال 80 عاما، والنتيجة أن زخة مطر تُغرق عاصمة الثقافة العربية. عشر سنوات من الفساد المالي والسياسي وضع البلد على حافة الانهيار، وكل ما تملكه حكومة الحرامية شعار “الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن".
والذي حصل ان الجماهير التي كانت قيمها راكدة،مستكينة لغاية 2015..اخذت تقارن بين قيم حسين الناس وقيم (حسين)السياسيين،اوصلتهم الى اكتشاف انهم كانوا مخدوعين وعلى (نياتهم)،وكانت هي المرة الأولى بعد 2005 التي يشعر فيها حكّام الشيعة بالخوف من حسين الناس بعد ان كانوا يعيشون الزهو والتباهي بأنهم حسينيون.

والمفرح أن قانون التطور الاجتماعي ارسل لنا الآن اشارة بان هذه المرحلة الاجتماعية بدأ يتصاعد دخانها وانها في طريقها الى ان تحترق..يشهد على ذلك ما فعله اهل كربلاء وشبابهم بعزفهم الموسيقى في تحد اقوى لمن دعى بمنعها وغلق ملعب كربلاء ..وتغريدات في الفيسبوك نلتقط منها:
• يشعرون بالخجل من عزف الموسيقى ولا يشعرون به من سرقة المال العام.
• الفسق والفجور ليس في عزف فتاة للنشيد الوطني بل في خذلانكم للناس بتوفير ابسط الخدمات.
• يكفّرون الموسيقى فيما يوجد في كربلاء مسؤولون فاسدون.
• القيثارة السومرية اقدم آلة موسيقية موثقة عراقيا، فالماضي كان اجمل ولا يريدون لنا حاضرا جميلا ،يردون لنا روحا خاوية..كفى!
• الموسيقى خلق الله بدليل انه خلق اجمل اصوات الطيور، وان الله جميل يحب الجمال فلماذا يجلبون قبحهم باسمه.
• من يحرّم الموسيقى بحاجة الى مصحة عقلية!.

وثمة معلومات علمية نهديها لمن يحرّم او يكفّر او يكره الموسيقى،واحترامنا للمرجعية ورجال دين ابتعدوا عن هذا الحدث.
اثبتت الدراسات ان الابقار التي يسمعونها موسيقى تدر كميات وفيرة من الحليب وتمتاز بقيمة غذائية عالية الجودة، وان حقول البطاطس المزودة باجهزة لموسيقى كلاسيكية اعطت محصولا اكثر جودة من نظيرتها التي نمت بدون موسيقى، وان الام الحامل والجنين يتاثران تاثيرا منعشا بالموسيقى الهادئة ذات الايقاع الجميل، وان سماع الاطفال للموسيقى الهادئة يؤدي الى رفع الذكاء والابداع لديهم.
ونزيد من عندنا: ان سماعكم للموسيقى يهذّب النفوس، ويجعلكم اكثر احساسا بمعاناة خمسة ملايين عراقي صاروا في زمنكم تحت خط الفقر،وان الموسيقى ستدفعكم الى ان تكونوا قريبين من الناس الذين اوصلتهم اعمالكم الى قناعة بأنكم ستخيرون الحسين بين أمرين: اما القتال او الرجوع من حيث اتى..ان ظهر الان مطالبا باصلاح حال امته ومحبيه.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نلسون مانديلا..وحكّام العراق (مقاربات)
- نلسون مانديلا-تحليل شخصية (القسم الثاني)
- نلسون مانديلا ليس سهلا الطريق الى الحرية- قراءة تحليل مقاربة
- عبد الكريم قاسم وحكام اليوم.بين من وضع العراق في قلبه ومن وض ...
- عبد الكريم قاسم وحكّام الخضراء - مقاربة أخلاقية
- في العراق..المجتمع يتعاطى المخدرات والدولة تتعاطى السرقات
- التحرش الجنسي..بنسخته العراقية!
- ناناجي عطا الله في مجلس النواب-فانتازيا باعادة عرض حلقة بهجت ...
- الأغتراب الثقافي في العراق..والمنجز الأبداعي
- ا(الفندق)..بين الدراما وعلم النفس
- حكّام العراق..ماذا لو خرج الأمام علي الان؟!
- المرجعية الموقرة ثانية.الأستماع للناس وذوي الأختصاص..واجب وف ...
- hالمرأة التي تتزوج عشرة..وتنوي المزيد - تحليل سيكولوجي
- hالمرجعية الموقرة مع التحية - ما هكذا تحلل وتعالج مصائب النا ...
- العراقيون..وسيكولوجيا الأعتذار والخلاف مع الآخر- مداخلة هيفا ...
- الصوم..من منظور سيكولوجي
- اانتحار الشباب- مهداة لمن يفكر ببناء اسيجة على جسور بغداد
- انه المتنبي ياوزارة الثقافة
- التدين في العراق واصنافه
- 9 نيسان.من جموهورية الخوف لجمهورية الفواجع


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حسينيون..ضد الحسين والموسيقى