بتول قاسم ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 21:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
القانون المطلق ..
15- لماذا خلق الله العالم ..
قلنا ان الله تعالى هو الوجود الأول السابق على وجود (العلاقة) اي وجود العالم والإنسان لأن الإنسان ومادة العالم هي علاقة تناقض . ولقد قلنا ان الوجود الأول وهو الله سبحانه علة فاعلة ولقد اراد ان يتجلى بصفاته وهو سبحانه لا ضد له يظهر صفاته ونحن نعرف ان الأشياء تتمايز بأضدادها لذا شاء أن يخلق التناقض او (العلاقة) او الإنسان والعالم ففي العلاقة يوجد( الوجود) وهو يمثله سبحانه ويوجد ضد الوجود (العدم) بعد ايجاده . وكانت العلاقة قبل خلقها تتمثل بحالة وجودية سميناها (أصل العلاقة ) وهي تضم الوجود الخالص والعدم الخالص . لقد قلنا عن الوجود فيها انه خالص ذلك لأن نقيضه كان عدما لم يوجد بعد لكي يكون (الوجود) وجودا متعينا وظاهرا فالضد يظهر صفة ضده . ولأجل أن يخلق التناقض خلق الله العالم والانسان لأنهما علاقة بأن حول (أصل العلاقة ) الى (العلاقة) بأن أظهر ضد الوجود فأصبح الوجود وضده ظاهران ، أصبح جانب الوجود أو الجانب الالهي ومقابله جانب العدم اوالجانب الشيطاني ضدين ظاهرين في العلاقة او في العالم او في الانسان وتجلت صفات كلا الضدين .
لقد شاء الله ان يتجلى بصفاته في مخلوقاته ، وهذا يقتضي خلق النقيض ،يخلقه في هذه الحالة الوجودية التي هي (العلاقة ) . ان الله لا يخلق نقيضا له لأنه (لم يكن له كفوا أحد) انما يخلقه في العلاقة وفيها يتقابل الضدان :الوجود الذي يمثل الله والشيطان الذي يمثل العدم بعد وجوده . أن وجود ( العلاقة ) يظهر الضدين في داخلها وبهذا تظهر صفات كل منهما ، فأذا كانت صفة الوجود انه حياة فنقيضه موت واذا كانت صفة الوجود انه الخير مثلا فأن نقيضه هو الخلو من الخير هو الشر . واذا كانت صفة الوجود انه قادر فنقيضه مقدور عليه واذا كانت صفة الوجود انه خالق فنقيضه مخلوق ..وهكذا ظهرت هذه الصفات التي كانت كامنة . الوجود الأول كان يتحلى بصفة الخالق مثلا ولكن هذه الصفة لم تتجل إلا بعملية الخلق أي خلق العدم او أيجاده ، والوجود كان يتحلى بصفة ناف فظهرت هذه الصفة التي تمكن الوجود من نفي العدم الذي ظهر وأصبح موجودا مما يمكن الوجود من الصراع معه واخراجه من وحدة العلاقة التي تجمعه به وبهذا يتم له النصر عليه ..
أن هذا يذكرنا بما خاضه المتكلمون قديما من موضوع ( الذات والصفات ) لله تعالى وهل ان الذات تقترن بالصفات قديما ام انها حادثة وأنها ظهرت بعملية الخلق ..وبالنسبة لبحثنا فأننا نقول : ان صفات الوجود الأول الذي هو الله تعالى قديمة ولكنها كامنة وان الذي يظهرها هو التناقض ، فبخلق التناقض ظهرت صفات كلا النقيضين ولقد قيل : بضدها تتمايز الأشياء . ان غاية التجلي اذن هي سبب خلق العالم وهذا رأي المتصوفة اي سبب خلق التناقض وقد قلنا ان العالم مخلوق من التناقض . ..
#بتول_قاسم_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
