أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - المجتمعات الغربية مجتمعات مسيحية، هل في ذلك شك!؟














المزيد.....

المجتمعات الغربية مجتمعات مسيحية، هل في ذلك شك!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألني سائل: ماذا تقصد بأن المجتمعات والبلدان والدول الغربية بأنها بلدان (مسيحية)!؟
فكان جوابي: أولًا ليس هذا قولي إنما هو قول الكثير من الغربيين أنفسهم!، بل هذا ما أكده رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (ديفيد كاميرون) عام 2011 في خطاب ألقاه في كنيسة "كرايست تشرش" في مدينة "اكسفورد"، جاء فيه "على الشعب البريطاني إحياء القيم المسيحية لمقاومة انهيار القيم البريطانية"، وأكد كاميرون على أنه من المدافعين عن دور الدين في السياسة!، مشيراً إلى أهمية الإنجيل بالنسبة للقيم البريطانية، وقال: "نحن دولة مسيحية ويجب علينا أن لا نخشى أن نقول هذا"....... وهكذا فكون الدول الغربية دول مسيحية هو حقيقة واقعية وتاريخية لا شك فيها، واستغرب موقف من يُنكر هذه الحقيقة بحجة أن هذه البلدان والدول هي دول وبلدان علمانية وديموقراطية وليبرالية كما لو أن هذه الدول والبلدان لا هوية ثقافية لها مرتبطة بالمسيحية!.. وهذا انكار للواقع المحسوس والملموس تمامًا كمن يُنكر أن مصر أو تونس أو ليبيا أو المغرب دول وبلدان مسلمة أو (اسلامية)(*)!، هو انكار لواقع محسوس وعميق لا يمكن تجاوزه مهما حاول بعض اللادينيين ممن يتسربلون بثوب العلمانية أو الحداثة انكاره وتجاوزه، فستتحطم أمانيهم على صخور هذا الواقع العميق!... إلا أن المسيحية - كما في اعتقاد أهلها خصوصًا في الغرب - هي عقيدة وعبادة روحانية بدون شريعة!، لهذا ليس لها أثر على القوانين والنظام الاجتماعي العام،... ولكنني شخصيًا حينما أصف المجتمعات والأقطار الغربية بأنها مجتمعات أو أقطار (مسيحية) لا أقصد بأنها مجتمعات متدينة بالضرورة في سلوكها العام أو أن عدد المتدينين فيها كثير وظاهر!، فالواقع أن الغالب عليها أنها مجتمعات ليست متدينة خصوصًا في بريطانيا بل متحررة ربما أكثر من اللازم (!) أي أنها تعاني من (غلو ليبرالي) أو (تخمة ليبرالية مُفرطة) بخلاف مجتمعاتنا العربية والمسلمة التي تعاني من فقر (دم ليبرالي) يجعل الكيان العربي لا يملك القدرة على مقاومة التوجهات الشمولية والشعبوية، فوجود الليبرالية المتعلقة بحفظ إنسانية وفردانية وكرامة الانسان وتقديس حقوقه الشخصية (حريته وملكيته وخصوصيته) أساس ضروري لسلامة أي نظام ديموقراطي وإلا انزلق هذا النظام بسهولة نحو الديموقراطية الشعبية الشعبوية كخطوة نحو أنظمة شمولية (توليتارية).. فالغربيون ينزلقون نحو المزيد من الليبرالية والفردانية إلى حد الغلو والافراط وحد الانحلال ومسايرة الاباحية، ونحن عندنا تفريط في الليبرالية لحد الإذلال وتوطيد الشعبوية!... وكلا الأمرين (الافراط والتفريط) في الحرية الفردانية والشخصية يؤديان لنفس النتيجة وهي (الحط من قدر وكرامة وآدمية الانسان)!.. لكن وبالرغم من أن هذه المجتمعات الغربية ضعيفة التدين بالقياس للمجتمعات الشرقية ومنها العربية، فإنها في الوقت ذاته تنظر للمسيحية على أنها هو دينها الوطني والقومي الموروث أي أن المسيحية جزء أصيل وأساسي في ثقافتها الوطنية وهويتها القومية، فالمسيحية (**) هي ديانتها الوطنية القومية حتى لو لم يلتزم بها الافراد لكنها تظل جزءًا لا يتجزأ من شخصيتها القومية وهويتها الوطنية التي تدافع عنها وتعمل على استمرارها وتوريثها للأجيال جيلًا عبر جيل!.. ولهذا مع تزايد عدد المسلمين المهاجرين وتزايد عدد المساجد ودخول بعض المواطنين الغربيين الأصليين في الاسلام فإن القوى المحافظة أصبحت تشعر بالخوف من الاسلام!.. ولا شك أن العمليات الارهابية ساهمت في زيادة هذا الخوف والذي أخذت هذه القوى المحافظة الخائفة من الاسلام تغذيه فكريًا واعلاميًا لتحوله إلى موجة من الكراهية العنصرية ضد المسلمين!.. وهناك مقاومة من الليبراليين واليسارين في الغرب لهذا التيار المحافظ المعادي للمسلمين والرافض لوجود الاسلام في الغرب ولكن للحقيقة فإن الليبراليين واليساريين في هذا الزمان قطعًا ليسوا في احسن أحوالهم!، فهم يمرون بمرحلة افلاس فكري وسياسي واضح!، وهو ما جعل التيار اليميني المحافظ يتقدم حاليًا خطوة فخطوة نحو الأمام!.. ويقترب أكثر فأكثر من صناعة القرار!.
***************
سليم نصر الرقعي
(*) بدأتُ أميل في مصطلحاتي الخاصة للتميز الموضوعي والواقعي بين مفهوم (دولة مسلمة) ومفهوم (دولة اسلامية)!، فالدولة المسلمة هي هذه الدولة المسلمة الحالية بغض النظر عن نظامها السياسي مثل ليبيا والسعودية والعراق ومصر وباكستان وماليزيا ... الخ.. فكل هذه البلدان والدول بلدان ودول مسلمة باعتراف كافة دول العالم، وأما عبارة (اسلامية) فقد ارتبطت في هذا العصر بمشروعات الاسلاميين الايديولوجية والسياسية!.. ولكن البعض للتفريق بين هذا وذاك اختار مصطلح (اسلاماوي) لبيان أن المقصود هو فهم ايديولوجي وسياسي يستند للدين الاسلامي، وعندها قد يصح أن نصف مشروع دولة الدواعش بأنها (دولة اسلاماوية) ولا نقول (اسلامية) فالدولة الاسلامية موجودة وهي كل دولة مسلمة تعلن أن دينها الاسلام أو حتى يكون الغالب على سكانها وحكامها أنهم مسلمون!.
(**) سأتحدث في مقالة قادمة عن فرضية صحة نبوءة اليمين القومي والوطني الغربي المسيحي الأبيض المتطرف في أن الإسلام – إذا استمرت هجرة المسلمين للغرب – سيكون هو الدين الأول في عدة بلدان غربية مع مطلع عام 2050 وهي فرضية مستبعدة عندي، ولكنني سأعالج هذه القضية على فرضية أن هذا الأمر (الاستبدال الكبير!) سيحدث بصورة من الصور في احدى بلدان غرب أوروبا!، فكيف سيكون شكل ونوع هذا الإسلام؟ هل سيكون كإسلام العرب والفرس والهنود والباكستان وغيرهم من الاسيويين والافارقة أم سيكون اسلامًا أوروبيًا!؟؟؟.









#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة وجود المسلمين في الغرب والسيناريوهات المخيفة!؟
- ملاحظات حول الجريمة الارهابية في (نيوزلاند)!!؟
- ماذا سيحدث في الجزائر غدًا !؟؟
- قادة اشتراكيون ثوار تركوا بلدانهم في فوضى وانهيار!؟
- الديموقراطية دفعة واحدة أم على مراحل تنموية متدرجة!؟(2)
- الديموقراطية دفعة واحدة أم على مراحل تنموية متدرجة (1)!؟
- الفرق بين الاسلاميين العرب والاسلاميين الاتراك!؟
- السِّجْنُ باقٍ!؟(خاطرة شعرية)
- القذافي والغرب و(الجرذان) !!؟؟
- العداءُ للصهيونية ليس عداءً لليهود والسامية!؟
- العقلانية والواقعية السياسية لا العلمانية ولا الأصولية الدين ...
- بو تفليقه تابوت سياسي بعجلات!؟
- من هو عباس العقاد؟ وماذا يعني لي!؟
- الإصلاح الهادئ العميق لا الثورات المُدمِّرة !؟
- أنظمة الملكيات الدستورية هي الخيار الأفضل للعرب!؟
- دقَّ الربيعُ على باب داري! (خاطرة شعرية)
- الشبح الحزين!! (خاطرة شعرية)
- المسلمون والمسيحيون العرب واليهود العرب!؟
- عن الفرق الجوهري بين الليبرالية والاباحية!؟
- هل هناك أمل في دمقرطة العرب؟ أم (مافيش فايده)!؟


المزيد.....




- بحافلات مهجورة على طريق سريع.. العثور على قرابة 400 مهاجر في ...
- -بمزاعم دعم إسرائيل-.. خارجية إيران تعلن فرض عقوبات على 8 أف ...
- بريتني سبيرز وسام أصغري يتوصلان إلى تسوية للطلاق بعد زواج دا ...
- تشمل 14 دولة.. فعالية -نار الذاكرة- تنطلق في قلب موسكو
- حوالي 80% من الأسلحة الموجودة في منطقة العملية العسكرية تصنع ...
- الصحفيون.. أرواحهم ثمن للخبر
- السويد ترفض فكرة الصين للتحقيق في تفجيرات -السيل الشمالي-
- مسار -يصل إلى 5 سنوات.. -نيويورك تايمز- تتحدث عن شروط السعود ...
- الأمن الروسي: القضاء على عميل للمخابرات العسكرية الأوكرانية ...
- الاستخبارات الكورية الجنوبية تتهم كوريا الشمالية بـ-التخطيط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - المجتمعات الغربية مجتمعات مسيحية، هل في ذلك شك!؟