أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - نضال نعيسة - إلى الأستاذ حسن م. يوسف: طوبى للمأزومين














المزيد.....

إلى الأستاذ حسن م. يوسف: طوبى للمأزومين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 23:26
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


بداية، أوجه تحية المحبة والاحترام للأستاذ حسن م. يوسف ولا أضع نفسي بموضع الخلاف أو الند المواجه له قدر ما هو محاولة لتحريك المستنقع الآسن في حياتنا العامة والثقافية والفكرية منها على وجه التحديد، ومن هنا أنا مدين له بشكر خاص لنقل الحوار إلى مستوى أعلى، أكثر رسمية من مواقع التواصل الاجتماعية، أي من مستوى شعبوي إلى آخر نخبوي رسمي، (جريدة الوطن السورية الخاصة) وهذا بحد ذاته إنجاز، يحتسب ويصب في ميزان حسنات الأستاذ يوسف الثقافية الجليلة والكبيرة والتي لا ننكرها عليه أبداً.

وأنا هنا لا أرد ولا "أتصدى" لأحد، وليست "شغلتي" التصدي لأحد، لكن ثمة ملاحظات عامة على المقال "التصدي" كما وصفه ولـ"الاستفزازات الفجة" مثل ما كتب عن الاستفتاء الذي جاء في مقدمة "التصدي": "بكل صراحة، هل تعتقد أن غزو واحتلال العرب والمسلمين الطويل لسورية لمدة 1400 سنة كان إيجابياً ومفيداً وبناءً أم كان سلبياً وضاراً ومدمراً؟" ، ومن أهم هذه الملاحظات:

-أشار لي الأستاذ المحترم حسن م. يوسف مرتين بمقاله، دون ذكر الاسم صراحة، الأولى باسم "أحد المثقفين" والثانية باسم "الرجل"، وطبعا هذا ما لم يفعله حين غازل صلاح الدين وعباس النوري حين قدّم له كل فروض التبجيل اللازمة، وهذه محاولة للتقليل من قدر هذه "المثقف" ولكنه بنفس الوقت كان يقلّل من قيمة المقال أكاديمياً وبحثياً بحيث يجب تقديم كل تفصيل للمتلقي ومنع حجب أي معلومة عنه لأي "سبب" مريب أو غيره، وطبعاً أتفهم، وتتفهمون، مثل هذه السياسات والضوابط الإعلامية التي ما تزال ترخي بثقلها وتضغط بقوة على كوابح الإعلام الخشبي الذي تجاوزه الزمن بقرون ضوئية.

-الاستفتاء، حقيقة، لا يبحث، ولا يقترب من أزمة الهوية، وغير معني، أو مهتم بها، ها هنا، ولذا لن أتطرق لموضوع الهوية أبداً لأنه بحث طويل وشائك ومعقد لاسيما في شقه السوري، والأهم أنها ليست أبداً موضوع الاستفتاء الذي كان يستمزج ويستقرئ آراء الشارع حول مسار وحدث تاريخي بارز هو غزو واحتلال الدواعش اليثاربة لحضارات الجوار وتدميرها عن بكرة أبيها وطمسها وإزالتها من الوجود، كلياً، لاسيما ونحن في خضم مخاض وطني وتجاذب مرير ما زلنا نعيش تداعياته لليوم بفعل ذاك العدوان العسكري والثقافي المزمن والمؤبد على الشعب السوري وبفعل مفاهيم خاطئة ومشوهة وطوباوية غوغائية تضليلية متداولة عن حراك وتحول تاريخي.

-يصف الأستاذ يوسف هذه الرؤية المادية للتاريخ، بالواقع المأزوم والنكتة المضحكة، وهي-أي الرؤية- حق شخصي مقدس لي في أن أقرأ التاريخ، كما أشاء، قراءة مادية فردية، لا قراءة روحية غيبية جمعية وجماعية، كما يقرؤون، كما لي الحق المطلق أن أفارق الجماعة، حتى لو كان مصيري الموت ميتة جاهلية كابدتها على عدة مستويات.

-يستطرد الأستاذ يوسف بالقول: "ومن النكات المضحكة لواقعنا المأزوم أن يتساءل عربي باللغة العربية عما إذا كان أجداده غزاة لوطنه!"

وهنا لب وجوهر الموضوع، و"هون حطنا الجمـّال كما يقولون"، وهنا أتوجه بالسؤال التالي للأستاذ حسن وهو:

حسب الرواية المتداولة، وبغض النظر عن أي بعد غيبي أو روحي وقدسي للموضوع، مادياً احتل "الصهاينة" ما تسمى فلسطين في العام 1948، كما احتل العرب المسلمون سوريا في العام 635م، ولنفترض أنه بعد 200 أو 500 أو حتى عشر سنوات من هذا الاحتلال جاء "رجل" أو "أحد المثقفين" أو المتفذلكين من ابن أحد أحفاد المحتلين أو حتى المؤسسين الصهياينة هرتزل أو جابوتسنكي أو بن غوريون ودايان ومائير (غولدا)، وشيمون بيريز بطل سلسلة مجازر عناقيد الغضب و"غزوات" أمطار الصيف وسواها من المجازر المهولة، وقام هذا "الرجل" بوصف أجداده هؤلاء وهو يكتب بلغتهم العبرية بأنهم "الغزاة المحتلين"، حسب الروايات الرسمية المتداولة عن الصهاينة، وطلب تصحيح رؤية لمفهوم ومسار تاريخي، فهل سيكون عندها يروي نكتة مضحكة، أو يصنف نفسه كنكتة مضحكة من أحد كبار المثقفين في ذلك الزمن المستقبلي، وسيكون، عندها" من المأزومين؟
إذن، طوبى للمأزومين.

-أكرر كل التحية والمحبة والاحترام للأستاذ الكبير حسن م. يوسف

*طبعاً لا يتسنى لنا، ولا يتاح النشر على صفحات جريدة الوطن، فكان "التصدي" ها هنا بالفضاء الافتراضي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الجدوى من عودة العرب للشام؟
- في الرد على شبه التكفيري ابن بوداييه الذي يتقمص دور ربه البد ...
- بوداي وأدونيس كمجرمي حرب كبار
- العروبة والصهيونية وجهان لعملة الاحتلال والاستعمار
- هل السوريون عرب؟ هل أنت عربي؟ المنطقة بين العرب والمستعربين
- سوريا: أم الهزائم وخرافة الانتصارات؟
- هلا بالخميس: كيف أصبحتم أقل من العبيد؟
- سوريا: الفاشية والعنصرية والتمييز الأغرب بالتاريخ
- سوريا: الدولة، الحكومة النظام
- لماذا المقاومة ملعونة ومذمونة ومحرّمة وحرام؟
- كأنك يا بو زيد ما غزيت: لماذا لا يتغيّر النظام؟
- الدور المشبوه للإسلام السياسي السني والشيعي (1)
- إيران السيناريو الأسوأ: وداعاً للحروب التقليدية
- كيف نقضي على الفساد بسوريا بكبسة زر؟
- باب الحارة: اضحكوا مع عبقرية جماعة البكالوريا أدبي شحط
- سوريا: استراتيجية التيتي تيتي*
- قه البداوة: مبادئ أساسية في علم البداوة والاستعراب
- التعليم الديني: أهم أدوات الماسونية العالمية
- لماذا شطبت الأمم المتحدة سوريا من كل المؤشرات وباتت خارج الت ...
- بلاغ إلى السيد وزير الداخلية السوري المحترم


المزيد.....




- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...
- ما الرسالة التي وجهتها نعمت شفيق إلى شرطة نيويورك بشأن الاحت ...
- شرطة نيويورك لـCNN: تم إخلاء مباني جامعة كولومبيا
- الشرطة تخلي جامعة كولومبيا وتعتقل محتجين مؤيدين للفلسطينيين ...
- ?? مباشر: شرطة نيويورك تدخل حرم جامعة كولومبيا وسط احتجاجات ...
- الاحتلال يواصل اقتحام الضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة قرب الخلي ...
- أول تعليق من إدارة جامعة كولومبيا على استدعاء الشرطة
- إسرائيل تهدد بـ-احتلال مناطق واسعة- في جنوب لبنان
- الشرطة تدخل جامعة كولومبيا وتعتقل محتجين مؤيدين للفلسطينيين ...
- مقتل ثلاثة أشخاص في قصف روسي على أوديسا في جنوب غرب أوكرانيا ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - نضال نعيسة - إلى الأستاذ حسن م. يوسف: طوبى للمأزومين