أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - من كتاب الاساطير(2)... من القصص القرآنية- اسطورة عصا سليمان الخشبية













المزيد.....

من كتاب الاساطير(2)... من القصص القرآنية- اسطورة عصا سليمان الخشبية


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 02:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنتأمل في الرواية القرآنية التالية عن موت سليمان:"فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ" – سبأ 14.
وهذا تفسير الجلالين لها:
"فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ" عَلَى سُلَيْمَان أَيْ مَاتَ وَمَكَثَ قَائِمًا عَلَى عَصَاهُ حَوْلًا مَيِّتًا وَالْجِنّ تَعْمَل تِلْكَ الْأَعْمَال الشَّاقَّة عَلَى عَادَتهَا لَا تَشْعُر بِمَوْتِهِ حَتَّى أَكَلَتْ الْأَرَضَة عَصَاهُ فَخَرَّ مَيِّتًا "مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْته إلَّا دَابَّة الْأَرْض" مَصْدَر أَرَضَتْ الْخَشَبَة بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَكَلَتْهَا الْأَرَضَة "تَأْكُل مِنْسَأَته" بِالْهَمْزِ وَتَرْكه بِأَلِفٍ عَصَاهُ لِأَنَّهَا يُنْسَأ يُطْرَد وَيُزْجَر بِهَا "فَلَمَّا خَرَّ" مَيِّتًا "تَبَيَّنَتْ الْجِنّ" انْكَشَفَ لَهُمْ "أَنْ" مُخَفَّفَة : أَيْ أَنَّهُمْ "لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْب" وَمِنْهُ مَا غَابَ عَنْهُمْ مِنْ مَوْت سُلَيْمَان "مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَاب الْمُهِين" الْعَمَل الشَّاقّ لَهُمْ لِظَنِّهِمْ حَيَاته خِلَاف ظَنّهمْ عِلْم الْغَيْب وَعِلْم كَوْنه سُنَّة بِحِسَابِ مَا أَكَلَتْهُ الْأَرَضَة مِنْ الْعَصَا بَعْد مَوْته يَوْمًا وَلَيْلَة مَثَلًا... انتهى!!
طبعاً الرواية الاسلامية فيها الكثير من الخرافة والأفكار التي تصلح فقط للأطفال دون العاشرة ليصدقوها... والحقيقة ولست متاكداً بأن مؤسسة "ديزني" من الممكن أن تقبل بها لتسلية حتى الأطفال... فهي أبعد من المنطق الذي اعتادوا عليه في روايتهم في افلام الكرتون!!!
ومن النقاط الدالة على خرافة قصة سليمان واسطوريتها:
1- لا شك بأن جثة ميتة لا تستطيع أن تستند إلى عكاز واحد فقط!!
2- لا يمكن أن تبقى الجثة بشكل جثة بعد مرور سنة كاملة...إنها تصبح مجرد عظام...وتلك العظام تتساقط على الأرض وخاصة انها بوضع قائم كما ذكر الجلالين!!
3- أين رائحتها، ألم يشمـّها أحد ليعرف بأن سليمان مات؟
4- مرت سنة ولا أحد يعرف بموت سليمان...ألم تفتقده رعيته... ونسائه الـ 999؟ ألم يفكروا بحاجته للطعام والشراب والنكاح و .. و .. الخ؟
5- وماذا عن الهدهد ناقل الأخبار المستحيلة حتى من اليمن إلى أورشليم، كيف عجز عن معرفة أخبار سيده؟
وطبعاً أسئلة كثيرة جداً يمكن أن تخطر بالبال مما يجعلنا نستغرب ونتعجب من تصديق المسلمين لتلك الرواية المسلية ويصرون على انها قصة مسلم بها... بالرغم من عدم ورودها في كتاب اصحاب الشأن... بالرغم من ان المفروض ان يتفاخروا بها لو كانت تمت الى الحقيقة بادنى مستوياتها... الا انه والحق يقال فانها وردت في كتب اساطير اليهود ليس الا... لكن ما علينا ولا نريد ان ندخل بالتفاصيل...لاننا وكعادة السادة المؤمنين سيدخلوننا تحت بند ان كل شيء ممكن من قبل رب العالمين والى اخر الجنجلوتية... فكل الذي أريد ان ابينه في هذه الاسطورة... هو قضية عكاز سليمان الذي أكلته دابة الأرض (حشرة العث على ما يبدو) مما أدى إلى سقوط الجثة على الأرض بعد مرور عام كامل على موت سليمان... وعلى ما يبدو أن كاتب القرآن ظن بأن سليمان كان يملك عكازاً خشبياً مثل عصا محمد التي كان يهش وينش بها الإبل... ونسي حضرة الكاتب بأن سليمان لم يكن حتى بحاجة إلى عكاز... فخدمه ونساؤه الألف وأولاده وحاشيته لم يتركوا له الحاجة إلى العكاز... وإن احتاج فعلاً... فقد كان يحمل عادة صولجاناً مصنوعاً من الذهب اسوة بالملوك والقياصرة... لكونه من أغنى ملوك الأرض آنذاك... فهل غفل كاتب القران عن تلك الحقيقة التي وردت في اسطر كتابه...واعتبر ان عكاز سليمان مجرد عصا خشبية بسيطة درويشة فقيرة كتلك التي كانت لمحمد في رعايته لإبله؟
وكعادة المؤمن في التدليس قد يقول لنا ... ان الانبياء مترفعون عن كل نقيصه وكل مظاهر الكبر والترف والخيلاء والبذخ... فعصى موسى كانت خشبيه وعصا ابراهيم رغم انه كان غنى وسيد قومه كانت خشبيه وليس من شانهم الذهب او الفضه... وعصى داود وسليمان يجب ان تكون خشبية ايضا... وهم يترفعون عن كل مظاهر التبذير والبذخ!!!
وهنا لا يسعنا الا ان نقول له...أنت تحلم يا صاحبي... فنحن هنا لا نتكلم عن إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا حتى نبيـّك... نحن هنا نتكلم عن ملك تاريخي بارز شـُهـِد عنه من عدة مصادر بأنه كان غنياً جداً... وكانت لديه كل وسائل الرفاهية والراحة ومظاهر الترف والغنى الفريدة... واليك الدليل من قرآنك ذاته:
" قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (النمل 44)
فهل بامكانك ان تتخيل نوعية القصر الذي بناه سليمان خصيصاً لاستقبال وإيواء ملكة سبأ... والذي قال عنه القران والاساطير اليهودية التلمودية الغير معترف بها من قبل اصحاب الشأن... بأنه "صرح ممرّد من قوارير"... يعني قصر مزخرف ومزيّن ومزوّد بكل ما أراد سليمان أن يبهرها به... إلا أنه اي القران تكلم أيضاً عن القوارير... وهذه إشارة إلى المادة الزجاجية التي كانت آنذاك تتوفر بشكل خاص عند الأغنياء أو المرتاحين مادياً... وليس كوقتنا الحاضر الآن والذي أصبحت فيه تلك المادة في كل بيت... وبما أن ملكة سبأ ظنت بأن تلك الأرضية الزجاجية "لجة"... يعني شفافة جداً بسبب نقاوتها... وهذا يعكس مدى مهارة الصناع وكلفة الصنع الباهظة التي تناظر في وقتنا ما يمكن أن نعتبره أرضية من الكريستال أو البلور الصافي... وتأتي بعد ذلك لتقول لي بأن الأنبياء في الماضي "يترفعون عن كل مظاهر التبذير والبذخ"؟!
من ناحية أخرى... كونك مؤمنا بما جاء بكتاب الهلاوس والاساطير لذلك فانك تظن بأن مفاهيم محمد يجب ان تكون هي المقياس لكل الأنبياء... وهنا فأنت مخطئ يا عزيزي... يعني أنت مخطئ إن ظننت بأن الأنبياء رفضوا القلائد والزينة والذهب ومظاهر الغنى... فالأنبياء كانت لديهم نظرة تختلف عما اختلقه محمد وفرضه على أتباعه هثناء هلوسات الصرع.... وان كنت تريد الدليل بأنه هو المخالف... وبأن نظرته لم تكن نظرتهم ومفاهيمهم... حسناً... اليك الدليل من قرآنك ذاته... فنحن نعلم بأن محمد منع الصور والتماثيل... فإذا اعتبرنا ما عمله محمد هو الدليل على أن الأنبياء ساروا على المفهوم ذاته... وهذا يعني بأنهم لم يصنعوا الصور والتماثيل... أليس كذلك... لكن لسوء حظك يا صاحبي... فاننا نجد ان سليمان ذاته زخرف قصوره وممتلكاته وما كان في حوزته بالصور والتماثيل... وهذا هو الدليل:
"يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ 13)
وعليه فإن كانت عصا أو عكاز محمد خشبية... فهذا ليس دليلاً على أن عكاز سليمان يجب ان تكون خشبية أيضاً... والسبب في ذلك... لان سليمان لم تكن لديه نفس مفاهيم محمد ونظرته للأمور...لا بل وبناء على الآيات المقتبـَسة أعلاه –يبدو ان سليمان كان يحب البذخ والزخرفة والزينة وإظهار علائم الغنى... ولذلك من المنطقي جدا أن يكون لديه عكازاً أو صولجاناً ذهبياً أو عاجياً أو حتى نحاسياً على الأقل... يعادل بزخرفته وقيمته بقية ما يحمله الملوك والقياصرة في عصره... إن لم نقل انه كان يتفوق عليهم بحسب القران نفسه الذي ادعى... ان سليمان ملك الدنيا اي انه كان ملك الملوك... وارجوا ان يكون ردنا هذا واضحا لكل المؤمنين الذين آمنوا ان الارضة اكلت عصى سليمان الخشبية!!!



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء الحقيقة... الحوريات في الجنة- لكن منذ متى؟
- صَرخَة حَوّاء... جَسَدَها قَلَمُ آدَم
- وراء الحقيقة... القران- كِتابٌ للهِدايَةِ أمْ للسِحرِ والشَع ...
- وراء الحقيقة - أركان الإسلام... بين القرآن وما قاله الامام
- وراء الحقيقة -الشعائر الدينية الاسلامية - هل فيها منطق ؟
- اذا كانت هذه عقلية دكتورها... فما بال عقلية جاهلها!!
- من كتاب الاساطير (1)... خرافة النسور الجائعة
- عُبادَ القبور والمقبور... ومهزلة دعاء أهل الثغور
- هذا الدعاء... هل فعلا تتقبله يا الله..؟
- ليس بصاحب كلمة... يكذب... يموت... ومتهم باشياء اخرى
- وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا.... لِيَعْبُدُونِ
- خفافيش الظلام... وفوبيا الابتعاد عن الاسلام
- اصحاب الگشيدة والعمامة... وهلوسات خلف گُرسي الزعامة
- مقتطفات من ... مخاطر الاسلام على اعوانه قبل أعداءه
- ألإسلام والاغتصاب
- أينَ يَكمُن الخَلَل... في الطُلابِ أم المِنهاج
- العَرَبْ والتأرِيخ... تَزوير... تَأليه...مُبالغة
- داعش والاسلام ...عملة واحدة ذات وجهان
- مَنطِق جُحا ... بين محمد صلعم والكفار
- المدرسة المحمدية...وميزان دخول الجنة الوهمية


المزيد.....




- عدد يهود العالم أقل مما كان عليه عشية الحرب العالمية الثانية ...
- كاتب يهودي يسخر من تصوير ترامب ولايته الرئاسية المقبلة بأنها ...
- المقاومة الإسلامية: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات وهدفا حيويا ...
- “ثبتها فورًا للعيال” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لمتابعة ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - من كتاب الاساطير(2)... من القصص القرآنية- اسطورة عصا سليمان الخشبية