أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - علبة الدوف - قصة قصيرة و خاطرة وضحك.















المزيد.....


علبة الدوف - قصة قصيرة و خاطرة وضحك.


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 16:03
المحور: الادب والفن
    


علبة دوف -- قصة و خاطرة و نوفيلا لم تكتمل
لم تكن الصين يوما بريئة في إنتاجها الرخيص وتقليدها الأعمى لكل منتجات اليابان وغيرها من الدول , فأسلاك USB و الشواحن الرديئة اصبحت بحاجة لمقابر لدفنها ولا يوجد أفضل من نوكيا المصباح أبو لمبة أو كما تسميه إيناس " الصرصور"
المهم فهذا الهاتف الذي يخلو من لمسة جمالية تجعل الجميع يعزف عن سرقته عوضا عن مدة الشحن التي تحتاج لإسبوع كامل لكي تشحنه من جديد وهذه ميزة تفتقر لها الهواتف التي تسمى ذكية إعتباطا , وهي تفقد شحنها وطاقتها في أقل من ساعات في حين أبو لمبة ييتم شحنه في مدة قياسية لا تضاهى .
لذلك فأنا أحتفظ به في حقيبتي واتحجج بإنه هدية من الشيخ زايد رحمه الله لكي أبرر وجوده معي وأتخلص من شهقة المفاجأة التي يرشقك بها السذج الذين يركضون وراء الآيفون , فكيف يمكن لسيدة عائدة من دبي ألا تمتلك جهاز ذكي على أقل تقدير , وأن كان لا يهمني ما يقوله الآخرون, فعلى عكس ما قاله سارتر يوما "الآخرون هم الجحيم "سأجعل من نفسي الآخرون و الجحيم نفسه الذي يخشاه الآخرون) ههههه( (
فمن مبادئي التي لا أتخلى عنها أن أقمع أي شيء يسلبني إرادتي . مهما غلا
فلو إفترضنا أن القهوة البنية السوداء المرة ستجعلني أضعف أمام أغراءات " الهو " فأني على استعداد لهجرها وتركها للأبد .المهم أن خلاصة القول تنحصر بأن الصينيين الأوغاد اغرقوا الأسواق بالهواتف الرديئة عوضا عن تخلفهم في مواصلة الحياة مع الآخرين فهم أكثر المجتمعات عزلة , ياكلون لحم الكلاب ولا يغنون على الشاطىء , وهذه أكبر مصائبهم على الإطلاق , هذا عوضا عن إتقانهم الخديعة في البيع والشراء , ففي كل مكان ستجد أن للصينيين سوقا تسمى باسمهم , ففي دبي اسموه سوق التنين وهو مشهور بالسوق الصيني فمن خلاطات البناء الضخمة حتى الإبرة السحرية التي لا يوجد بها ثقب.
وفي كوالمبور هناك سوق رخيصة مشهورة بتقليدها لكل أنواع الماركات المشهورة في العالم اسمه السوق الصيني ولا غرابة فجميع من يعمل به من أصحاب العيون الضيقة والبشرة الصفراء والخدود المطموسة و الشفاه الأرنبية .
كانت حقائب ديور و شانيل و لويس فيتون , تتألق فوق الحبال المعروضة للسياح الأجانب وكل سيدة تمر هناك لابد أن تردد نفس الكلمة "الأوغاد "
" نفس الخامة ونفس الشعار حتى اسم الماركة نفسه بدون خجل سيكون منقوشا في البطانة الداخلية مع شعار الماركة المتألق خارجا .
قلت للصيني الذي شجعني على شراء حقيبة شانيل بسعر 200 رينجنت
قلت له إنها مزورة , وأنها ليست جلدا حقيقيا فما كان منه وهو في الأعلى حيث يقف على طاولة منخفضة لرؤية الزبائن و منعهم من سرقة بضائعه المقلدة يخرج من جيب قميصه ولاعة و أشعل نارا ومررها على الحقيبة أمامي من بعيد.
فضحكت عيناي وبدون أدنى شك أنقدته المبلغ وأنا في كامل فرحي وسروري وكنت قد سقطت في فخ الماركات مؤخرا وصرت أتباهى بساعة أرماني وحقيبة شانيل وعطور ديور و غيرها .
" غدا سأرتدي حقيبة شانيل التي لا يقل سعرها في دبي عن ثلاث الآف درهم وأجعل عيون المعلمات الساذجات تفيض غيضا وقهرا ."هذا ما كنته "
ففي دبي تنتشر عادة التقليد ومتابعة الماركات في سبق لا يمكن إيجاده إلا في دبي ودول الخليج في ظاهرة مرضية تكاد تكون عامة وشاملة حتى وصلت الوافدين .
. في منزلي المطل على البحيرة أخرجت الغنيمة لكي تراها "عيوش" ولكي أزيد من افتتانها بعملية الشراء الموفّقة , أخرجت ولاعة وبدأت أمررها على الجلد المصنوع من جلد سحلية وإذا بالجلد يحترق و الرائحة تجعل السحلية تتبرأ من جلدها الثمين – المزيف .
شهقت , فما الذي رأيته في السوق الصيني التي تبعد عني 12 ساعة طيران من هنا إلى هناك .
ماذا كانت الولاعة تحرق هناك في السوق الصيني !
واكتشفنا أن هناك قداحات هي عبارة عن ضوء فقط على شكل نار
و هكذا خدعنا البائع الصيني - كالعادة .
معرض القول أن الخديعة شأن من شؤون الحياة اليومية , فالزوج يخدع زوجته
بأن يطمأنها إنها أجمل نساء الكون في حين أن محبوبته المغربية تجلس بجانبه منفوخة الصدر وتبرد أظافرها المصقولة بماء الفضة وتعلك.
والمرأة تخدع زوجها بأن تشتري أشياء بسعر أقل و تأخذ منه ثمنها مضاعفا
أو تشتري هدية خلاط من دراهم زوجها ثم تدعي كذبا أن والدها أو والدتها أحضروها هدية لها .
و الخديعة تحدث عندما يصدق رجلا أن الفتاة التي سوف يتزوجها ذات مؤخرة حقيقية ولا يعرف إنها ترتدي مساند قطنية لإضفاء خلفية تشبه خلفية جينيفر لوبيز السمراء الجذابة أو لإبراز خصر كاذب مثل كيم كردشيان المجنونة بأن تشد الحزام إلى درجة صفر اختناق .
فالخديعة مثل الشراب الصناعي تجده يغالي بلونه وملمسه وطعمه لكي يكون مقنعا, بأنه طبيعي وحقيقي أكثر من الحقيقي نفسه ..فتجده ذو لون فاقع و طعم مسكّر لأنه ببساطة مدعي و مخادع لذا لابد من تضخيم ادعاءه لكي يقنع الأخرين . مثل إمرأة تطرش وجهها بالأبيض وتنسى طلاء يديها السمراوات .
والخداع لم يعد يأتي من البسطاء والمجرمين فهناك خداع أصحاب بدلات السموكنج وربطات عنق "سان لوران" الأنيقة
فالخديعة منمقة وتحتاج لماركات وسيارات مستأجرة فخمة للإيقاع بالضحايا المغفلين الذي تبرق عيونهم من ملابس الماركات والسيارات الفخمة ..
والخداع يأتي بتزوير الحقائق والكذب المباشر وغير المباشر تقول نوال " عندما جائني خاطبا قالوا لي " عريس لقطة لديه بيت ملك وصاحب محل دجاج , ولم يخبروني أن لديه في البيت بقرة عجفاء وتيوس لا تنجب ونعجة صلعاء , وإذا بالرجل فوق ذلك كله لا يمتلك شروى نقير
وشروى نقير كلمة تعود لألف عام وأكثر حيث تشيع الكلمة للدلالة على الفقر
الفقر المزري بمعنى العدم ونقير - بالذات تعني المقدار البسيط الذي يأخذه الطير من الأرض بنقر منقاره فتخيّل كم هو معدم وفقير ولايملك هذا المقدار البسيط
احب أن أفيد قارئي دوما بمعاني وكلمات من أجل الإستزاده فمثل هكذا قصص وخواطر قد يخرج القارىء بدون نقير معرفة أو حتى إستمتاع أو قد يشتم ما أضاعه من وقت في سرد مسهب لا فائدة ترجى منه , لذا نحاول أن نعطيكم قدرا بسيطا من المعرفة ليفيدكم مستقبلا ,أما شروى فهي مثل شرواكم تستطيعون شراء المتعة والإستمتاع بدراهمكم
مادمتم قادرين على ترك النقير للطيور الفقيرة ويقولون إنك ستحاسب إن خدعت طيرا بوضع حبات القمح ثم اصطدته أو اوهمت قطة جائعة زارت مطبخك بقطعة دجاج ثم أغلقت الباب وراءها ولم تعطها الرقبة مثلا .. ومعرض القول أن الجميع بدون استثناء تعرض للخديعة بشتى اشكالها و ليس احد بمنأى عن الوقوع ببراثنها , وليس هناك من رجل من أبوين لم يتعرض للخداع , فالخديعة لها لون فاقع غير حقيقي ولها نفس الطعم الذي يشبه بول البعير (هل تذوقتم من قبل هذا الطعم , إن لم تتذوقوه, فتخيلوه , وإن لم تتخيلوه , اذهبوا لشراءه , فهو مقوي جنسيا كما يقول اخوتنا السعوديين في آخر إكتشاف عظيم إكتشفوه ) .
فالخديعة صك مكتوب بحبر الكذب و بقلم الشماتة و رائحة الضحك على اللحى كما يقال .
صدقا , هل تعرضت يوما للخداع ! وهل قمت بتوزيعه على الآخرين ليذوقوا طعمه!
كم مرة تم فيها خداعك وسرقتك ونجوت من القهر ضحكا .أحدهم يسمى ابو حمزة مخادع كبير أخذ مني خمسمائة درهم لإحضار مواد لديكور السقف منذ رمضان الفائت وذهب ولم يعد حتى الآن . ولم أمت قهرا ولا ندما ولا غيضا لأني ببساطة في حال التقيت فيه صدفة لكنت قد أوسعته ضربا على فكيه وريوله ولكني نسيت وجهه وأي شيء يخص ملامحه البشعة ولهذا فالله يحبه وما دام يحبه لذا فقد أفقدني القدرة على تمييز شكله, إذن الرجل معدنه طيب صحيح, إنه مخادع وحرامي ولكنه طيب مثل إكتشافك أن زوجتك التي تزوجتها تضع دعامات لكي تبدو كأنثى فإذا بك تتفاجأ إنك تزوجت عمود كهرباء يلسعك في كل الأوقات ومع تذكرك لفاتورة الزواج الباهضة وما سوف تدفعه فيما بعد لو فكرت برمي يمين الطلاق , فأنت ستسكت مرغما وستقول في سرك " يكفي إنها ابنة ناس طيبين , وبعد عمليات الإقناع المتوالية بأن البشر طيبين رغم كل مساوئهم سنضع رأسنا على المخدة وننام هادئين كالملائكة لايعكر صفو أيامنا ولا صوت أزيز ذبابة مشاغبة .
الخديعة في أبسط أبسط أشكالها أن تستبدل مادة بمادة أخرى فقط من أجل أن تذيق طعم بول البعير لفم لا يعرف الصمت و يكثر من الثرثرة .
أو تكون باستبدال مادة بمادة أخرى فقط من أجل الضحك و الإستمتاع بخديعة أحدهم قد يستحق تلك الخديعة .
هل تفاجأت يوما بأنك تشتري شيئا و تجد بداخله شيئا آخر .
هذا وارد
قبل شهر تقريبا اشترى أخي عطاء من المطار بثلاث الآف دينار- كما يدعي – ربما يكون كاذبا في هذا الرقم لأن حجم البضاعة لايساوي هذه القيمة , أما البضاعة المباعة فهي عبارة عما يحصله موظفي المطار من المسافرين غصبا أو كرها تاركين المسافرين أمام خيارين , كلاهما مر , فإما أن يتم جمركتهم لها بسعر مضاعف أو التخلي عنها لأرض المطار و كثيرا ما يتم التخلي عنها , فتباع بعطاءات للتجار وطبعا - بعد سرقة ما غلا ثمنه مثل الكاميرات و شاشات التلفاز وغيرها , و يترك للتجار- الغلابى - علب شامبو ناقصة – علب فازلين - كريمات وجه مدة صلاحيتها إنتهت
غازات كهرباء مستعملة- مكاوي بخار - مقصات - ألعاب أطفال – علب ويسكي وشامبانيا , غسول أيدي - وصلات كهرباء - بطاريات – غالات أبواب وملاقط غسيل مزيلات روائح –شموع - زيوت للشعر و علب زيت زيتون مسكوبة في علب البيبسي- البلاستيك الفارغة ,يحاول أصحابها إرسالها كهدايا للأقرباء حيث يقطنون وغيرها .
ومن بين ما وجدت , كانت علبة ماسك كراتين للشعر – ماركة موهير الأمريكية , فرمقتني زوجة أخي التي كانت تريد الاستحواذ على كل شيء بنظرة حسد و شعرت بحجم الغيظ في عينيها , و كم أنا محظوظة لأني حصلت عليها بسعر بخس فقط بدينارين .
ولم ينتهي الأمر بل بثت سرا - لأخي - أن سعرها - خمسين دينارا .لكي تثبت له إنه يبيعنا الأشياء بسعر بخس , مما جعل أخي تبرق عيناه من أجل هذه الخسارة الأليمة .. مما جعلني أرجعها لهم لأتخلص من قرف إلحاحها المرير . تباع بالسوق وهي مغلفة بعشر دنانير .
وفي المرة الثانية ,وفي غرفتي المكتضة بأوراق متروسة بقوانين الإحصاء مثل سيغما و بيتا و ألفا و مسنوى الدلالة .
أخبرت زوجة أخي - التي جاءت لزيارتي بعدما سمعت عن خبر مرضي
أن ألفا - مستوى الخطأ المسموح به , , وهو موجود في كل شؤون حياتنا وعليها أن لا تصدق ما يتركه المسافرين من مخلفات , فقد تجد في علبة بيبسى مادة سماد كيماوي أو مبيد حشري وقد تجد في علبة دوف سائل أصفر - قد يكون بول الناقة الذي حرصت نوف على إحضاره من السعودية لوالدتها –العجوز - الذي بات يتساقط شعرها بغزارة . وقد تجد في علبة كلور - شامبو للقمل أو قد تجد في علبة بلاستيك بدلا من زيت الطهي, زيت زيتون بكر مسحوب على البارد , فكل شيء وارد ,فلا تصدقي يا زوجة أخي العزيزة كل ما تشاهدينه ولكنها أصرت على رأيها أن علبة الموهير تساوي خمسين دينارا .
مما جعلني اشعر بالغيظ ورغبة عارمة في أن تغور عن وجهي ولكني بدلا من إظهار ضيقي وتذمري قلت في سري :هل لديك قصة لترويها ياصاحبة القصص !!!
قصصت عليها هذه القصة الحقيقية فقط لكي تصدق بأننا كبشر نستطيع أن نبلط البحر فهل سيثقل علينا أن نخدع الآخرين حتى لو لم يكن خداعا بالمعنى المؤلم بل هو استعارة حياتية لا تضر أحدا إلا تاجر. دفع نقوده لجمرك المطار ليحصل على مواد مغشوشة لم يكن واردا من أصحابها فكرة خيانة أحد لولا جمركتها والاستحواذ عليها بطريقة اللصوص – الكبار .

وبعناد البغال أصرت على أن سعرها خمسين دينارا , مما جعلني أردد كلمات فولتير المغناة " من السهل أن تكون شريرا " التي سمعتها مؤخرا وهي تمتاز بإيقاع جمالي أكثر من الكلمات الشريرة التي تحتويها .
تقول الأغنية ,وأنا مالي لكي اقول لكم ماتقوله
افتحوا محرك البحث واكتبوا "من السهل أن تكون شريرا" فقط سيظهر لكم رجل مغطى العينين ويردد الكلمات الشريرةالتي لن تعجبكم وسيعجبكم الإيقاع الموسيقى فقط . وهنا لاحظوا إني امنحكم ذائقة موسيقية لكي تستفيدوا . فليس هذا الكلام الذي لا ينفع ولا هذه القصص المكررة لكل من يعرفني
فأختي الصغيرة مثلا والتي أخشى من ترديد قصصي عليها لأنها تشير بأصابع يديها لعدد المرات التي سمعت فيه هذه القصة فأحاول تجنبها.
ورويت لهم قصة كريم الدوف - وهو غسول للأيدي وللوجه
وقصة كريم الغسول - قصة حقيقية ولولا ما قمت به من إصطحاب فريق النظافة معي في مشوار لدبي , لما إنكشف سر علبة الدوف - الذي أرق ليلى – المتهمة باستبداله لأشهر مريرة وهي لا تستطيع إثبات براءئتها من سرقة سائل غسيل الأيدي الذي اتهمتها فيه السيدة نونو – الكوكب الأحمر باستبدال السائل الطري الناعم بسائل رخيص أصفر لا يرغي ولا يترك أيدي السيدة - المديرة ناعما كما هن أيدي المدراء والوزراء .
فجأة توقفت ابنة أخي متسائلة بتعجب , أخذت عاملات النظافة معك في رحلة !!!
قلت نعم
اليسوا بشرا مثلنا
,غريب إنهن عاملات النظافة
وربما لهذا الاستغراب الذي رمتني به هذه المراهقة الصغيرة عرفت سر إجبار فريق النظافة - فيما بعد على ارتداء ملابس خاصة بالخدم . لكي يتم لفت نظري لتدني ذوقي في اختيار الصديقات , فكيف أتخلى عن صداقة الكوكب الأحمر – التافهة وأذهب لمصادقة خادمات سيرلانكيات بسيطات طيبات لا ناقة وراءهم تمشي ولا جمل .
فمن ستأخذ معها في رحلة أو مشوار ترفيهي عاملات قسم النظافة في رحلة إلى دبي يتخللها حفلة شواء وحضور فيلم سينما في جراند سينما .
وأقول إنه لولا قيامي بعمل لا تعمله المتعلمات ما كشفت سر علبة الدوف التي حيرت السيدة نونو – الكوكب الأحمر والسيدة المديرة واتهمت فيه العاملة ليلى بالخداع وسرقة سائل غسيل الأيدي اللّماع .
تتلخص القصة بأن السيدة - نونو - كما أحب أن اسميها أو الكوكب الأحمر نظرا للوهج الذي يخلفه شعرها للرائي والتي عيّنت نفسها في منصب رئيس الديوان الملكي
فقد كانت تهتم بتفاصيل السيدة المديرة في أدق تفاصيلها, وكان من بين وظائفها المدرجة العناية بأيدي السيدة المديرة التي لم تكن ترفض من يدللها كعادة البشر جميعا, لذا فقد أحضرت لها علبه دوف و وضعتها في الحمام الخاص بمكتبها وهي تبدي لها النعومة والطراوة التي يخلفها سائل الدوف الكريمي .
في صباح اليوم التالي , وبينما كانت الوزيرة تضغط على رأس علبة الدوف , خرج سائلا أصفر لا يشبه السائل الكريمي الأبيض اللطيف. فنادت على ليلى – العاملة الأندونيسية التي تهتم بغرفة الوزيرة و سألتها عن السائل الموجود في علبة الدوف فقالت أن السيدة نونو – مسؤولة العناية الشخصية أحضرته من حسابها الخاص. كهدية متواضعة لأيدي السيدة الوزيرة .
دخلت نونو غير مصدقة انه تم استبدال السائل الكريمي الأبيض بصابون رخيص لا يرغي ولا يعطي ذات الملمس اللطيف الذي يخلفه سائل الدوف الأصلي.
شعرت نونو بالخديعة وهزأت ليلى , وعنفتها بقسوة , فعندما تحضر السيدة نونو من بيتها علبة دوف للعناية بايدي السيدة المديرة ويتم استبداله , فهذا يعني ان ليلى امراة لا يثق بها أبدا وهي أمراة مخادعة ولئيمة .
بكت ليلى بحرقة وهي تحلف اليمين تلو اليمين إنها لم تغير السائل الموجود وأن ما أحضرته الكوكب الأحمر هو نفسه هذه المادة .
ومضت سنة بكاملها وليلى تشعر بالغصة الأليمة و تحقد على الكوكب الأحمر لاتهامها بتغيير السائل .
قبل مغادرتي الإمارات, استاجرت سيارة لوداع دبي و وجدت أن أكثر من تأثر بمغادرتي و بصدق و بدون إدعاء و لا تمثيل هم فريق التنظيف السريلانكيات مثل ليلى ورحمة و مريم.
فقررت مكافأتهم برحلة أو مشوار يوم كامل نلف به دبي كلها بمشوار ونشوي اللحم ونكمل رحلتنا بحضور فلم في السينما . وهكذا كان .
في الخيمة المنصوبة على شاطىء البحر , روت لي ليلى قصة علبة الدوف و تكاد عيناها تنزفان من القهر " ’ فما أصعب من يتهم وهو بريء "
وعندما إنتهت من قصتها , كنت قد انقلبت على قفاي من الضحك حتى أن موجات البحر شاركتني الحبور فاقتربت منا لتملأ ثيابنا بالماء
قلت لها : هل تصدقين من الذي إستبدل السائل.
فقالت : لا
قلت لها : أنا
فلم تصدق وأنا أروي لها كيف حدث ذلك , فقد كنت حينها قد غادرت منزل السيدة نونو إلى إستيديو خاص بي و لكن قبل مغادرتي تذكرت إني كنت قد ملأت علبة الدوف الفارغة بسائل صابوني أصفر اشتريته لأنه من ذلك النوع الإقتصادي - الذي يأتي بعبوات كبيرة الحجم . من أجل وضعه في حمام الطابق الثاني حيث توجد مكتبتي , و لإنه حمام خاص بالمعلمات فلا أحد يهتم بوضع صابون لغسل الأيدي لمعلمات غير لحوحات , فقررت إحضاره من منزلنا المشترك و وضعته على حافة المغسلة لأخذه صباحا معي ولكن يد السيدة نونو على ما يبدو أعادته إلى جارور المستحضرات العناية الشخصية ولأنه لم يعد أمام نظري - فقد نسيت أخذه وبعد أيام قليلة - كنت قد رحلت من بيتنا المشترك, وبعدها بأيام , كانت يد السيدة نونو - تضعه في حمام السيدة الوزيرة – كهدية بسيطة متواضعة ليدان ناعمتان لامعتان طريتان والتي ما أن وضعته السيدة المديرة و التي أرتشعت يدها من ملمس الصابون الرخيص واستدعت السيدة ليلى وجرى تحقيق معها , واتهمت على أثرها بالخيانة العظمى , وجاء في دعوى صحيفة الإتهام محاولة الضلوع في إفساد نعومة و طراوة أيدي السيدة الوزيرة و جسارة العبث بمحتويات حمام السيدة الوزيرة باستبدال سائل غالي الثمن بسائل رخيص , هذا عوضا عن جسامة فعل الإستبدال نفسه فمن يستبدل المادة الكريمي بالسائل الأصفر الرخيص يستطيع أن يفعل أي شيء .
شهقت ليلى من المفاجأة وخاصة أن موجة البحر تركتها ترتعش من هول المفاجأة فقد بللت موجة البحر خيمتنا بالماء , مما جعلنا نتقافز مثل جنادب خضراء خائفة .
ضحكت أبنة أخي التي كانت تستمع لهذا الحوار ضحكة بريئة و منعشة ولم يبدو على ملامح عيني والدتها أي نوع من التأثر . فالبلاد مليئة بالبغال العنيدة .
مما جعل أغنية فولتير تصدح في رأسي مجددا
" من السهل أن تكون شريرا "
وفجأة , كان صوت الفيل - في أعمق أعماقي يريد أن ينام , و تذكرت الفيلين الذين ينامون هناك في حديقة على أطراف مدينة أبو ظبي, وتخيلت كم ستكون رائحة فم الحيوان وهو لا يتوانى عن بلع كل شيء بفمه الوسيع و لاحت الموزة - التي التقطها بخرطومه ودسها في فمه بدون حتى أن يقشرها !!
ياللهول , كيف للفيل أن يأكل موزة بدون أن يقشرها !! كان على سائس الفيل أن يعلمه التقشير . وزيادة تعجبي إنه لم يوجد طالب واحد ذكي ممن اصطحبانهم الى الرحلة
تساءل لماذا نخدع الفيل بطعم لا يشبه الطعم الحقيقي ببساطة لماذا لا نقشر الموز الذي نقدمه للفيل حتى يستمتع بمذاقه.
أليس في هذا خداع للحيوان الضخم !!!
المنظر السابق الذي يذكرني بالفيل الذي يتم خداعه - بهذه المخلوقة النهمة التي أمامي فجأة شعرت بالنعاس – النعاس الجاف – المتقلب , ورمقتها بنظرة كسولة تشبه نظرة الفيل الذي بات يشعر بالملل من السّياح - لعلها تنهض وتغادر إلى بيتها ,فغادرت . بعد عدة أيام , زارتني الصبية الرقيقة وجلست بقربي وهي تستحثني لزيارة مركز جم قريب من بيتنا فيه ساونا و بخار وحمام مغربي .
فحملتها علبة moehair إلى والدتها بحجة أن ما فيه من مسنحضر بلا رائحة لا يلائم شعري الحريري الناعم ولأن ذلك سيسعد والدتها و يجعلها سعيدة لعشر سنوات قادمة .
الزوجة في الحمام , تضغط على أنبوبة علبة moehair – يخرج السائل الأبيض الحليبي, تتشممه , ثم تضعه على انفها الصغير مرة أخرى - لا رائحة تميّزه , تلمسه بيديها وتقلبه و تحاول معرفة المادة التي بداخله , ثم تمسح به شعرها ثم تضغط مرة أخرى و تتلمسه بحنو منقطع النظير .فكل قطرة منه تساوي دينارا ,و ها هي تمسح بقاياه على جذور شعرها , فلن تجعل قطرة منه تذهب عبثا , وكلما تتذكر إنها حصلت عليه بدون درهم واحد - كما حصلت على قاتلة الناموس قبله فقط بإبداء رغبتها بامتلاكه وبطيبة قلب تلك التي لا تريد إزعاج الآخرين فتمنحهم الأشياء بدون حب للتملك ولا مناكفة .
الماء يسيل من شعرها والمادة تنزل معه إلى المجاري الذاهبة في طريقها.
وليلى الأندونيسيّة لا تصدق تعنيف السيدة نونو – الكوكب الأحمر , و إتهامها بالخداع باستبدال السائل الكريمي بسائل أصفر رخيص ,لأن طرفا ثالثا لا يمكن توقع أن يكون هو السبب لأنه لم يخطر بباله أن يصل مستوى النفاق الى العناية بأيدي السيدة الوزيرة . وهاهي ليلى تحدث صديقاتها الأندونيسيات عما حدث عجبا فعلى الأقل لقد وجدت حلا للمعضلة التي مرت بها . وها هي براءتها تظهر للجميع
. وكالنساء الشعبيات :" ياسبحان الله (ما بضيع حق ووراءه مطالب)
تضع الزوجة البشكير على رأسها , وهي تحدث نفسها - بعد أن دست خصلة نافرة إلى داخل البشكير.
كيف يبيعون هذه المادة السيئة بخمسين دينارا !!!!
في المطار تضع نوف القادمة من السعودية بعد زيارة خاطفة لأختها المقيمة هناك . ,حقيبتها على الشريط المتحرك و الموظف الذي يراقب الشاشة يطالبها بفتح الحقيبة ويستولي على علبة الموهير التي عبأتها نوف ببول البعير الذي كانت ستستخدمه لإعادة إنبات ما سقط من شعر والدتها العزيزة . وتشرح له نوف ما فيه وما هي فائدته لعله يسمح لها بأخذ الدواء المعبأ بعلبة شامبو , ولكنه يصر إصرار البغال على قانون المنع بعدم إدراج أي مادة سائلة إلى الطائرة . ويتم رمي العبوة المليئة ببول البعير في المستودع لحين بيعها للتجار المغفلين كأحدث نوع من أنواع الشامبو العريقة الجديدة .
وفي الطابق الثاني - من الجهة الأخرى للمنزل , وفي الغرفة العلوية - كان فولتير ينشد بحماس منقطع النظير .
"من السهل أن تكون شريرا ". وتضحك .



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعارات الجوفاء - خواطر
- قصة قصيرة - طفلة وقحة
- الصوم في محراب الأديان
- موهبة الرب الأسطوري بكتابة الروايات , وصانع القبعات المجنون ...
- قصة قصيرة : قطعة لحم في الثلاجة
- قصة قصيرة : فأر - سكنر - الغاضب
- الإحتضان ,, لجوء عاطفي في كل الأوقات !!!
- صناعة النجوم
- الجوائز والسياسة
- هل تحلم بالثراء !!
- مبروك ,, لقد فزت بجائزة أدبية
- الأدب ومحاربة التطرف و الإرهاب
- مسلسل - باب الحارة في مخيم الزعتري للاجئين -
- مفاهيم علم النفس وإستخداماتها المفيدة في الحياة ‏
- ‏- أنا لا شئ إذا لم أكن نقاده -
- مسطرة النقد والمقاييس العالمية
- مسطرة النقد
- الأدب والكتابة ودموع قيصر
- مرآتي يا مرآتي , والحكايات الخرافية و تحرير النساء
- الكتابة بلا بوصلة و - بيدرو بارامو - مثالا


المزيد.....




- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - علبة الدوف - قصة قصيرة و خاطرة وضحك.