أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فؤاد سلامة - ليسارعصري في لبنان بعيداعن الشعبوية وحلف الأقليات














المزيد.....

ليسارعصري في لبنان بعيداعن الشعبوية وحلف الأقليات


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 00:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عند مراجعة تاريخ اﻷحزاب اليسارية التقليدية يلفت النظر التناقض الواضح بين أفكار اليسار وقيمه اﻷخلاقية التي تعلي من شأن اﻹنسان وحريته وكرامته، ورفض كافة أشكال الإستغلال والتمييز، وتأييد مبادئ العدالة وحرية الشعوب من جهة، وموقف اﻷحزاب اليسارية التقليدية المخزي بدفاعه عن الدكتاتوريات "الوطنية" والأوليغارشيات الحاكمة-المالكة في مواجهة الشعوب الثائرة المطالبة بحقها في العيش الحر الكريم والعدالة في توزيع الثروات الوطنية. هذا الموقف المعادي لحرية الشعوب عند أحزاب اليسار التقليدية يتغذى من اﻷيديولوجيا الشمولية، التي تعتبر الفرد رقما في خدمة "القضايا" الكبرى التي غالبا ما تتلخص بصراع الطبقات ومحاربة اﻹستعمار واﻷمبريالية بشكل إنشائي عمومي غير متصل بواقع غياب البرجوازيات الحقيقية وتبعية اﻷنظمة الوطنية لقوى السوق الخارجية. وهكذا يصبح شعار العدالة اﻹجتماعية أي المساواة في الفقر مبررا للقبول بمصادرة الحريات لمصلحة الخطاب القومي المعادي للأمبريالية وخطاب فلسطين كقضية قومية مجردة لا كحقيقة شعب يطمح لحياة حرة كريمة ومستقلة فوق أرضه وأرض أجداده.

بالأمس استطاع اليسار اللبناني، المستقل والحزبي، خوض معركة انتخابات بلدية في بعض المناطق يمكن اعتبارها ناجحة في الشكل وإن لم يكن في النتائج. وما كان لهذا النجاح النسبي أن يتحقق لولا سياسة تكتيل قوى الإعتراض المدني من اليسار واليمين والمستقلين في مواجهة تحالف السلطة والمال الذي يسعى لمصادرة إرادة الناس بإيهامهم بأن المعركة الإنتخابية هي لأهداف كبرى تتجاوز مصالحهم الحياتية وعيشهم الكريم. وما كان لليسار والمستقلين أن يحوزوا على نسبة تزيد عن ثلاثين بالمائة من الأصوات لولا تكتل المستقلين والديمقراطيين في مواجهة "محادل" السلطة والمال. في هذا التكتل لا يمثل اليساريون الحزبيون إلا نسبة ضئيلة وهامشية. النجاح إذن مرتبط بالإبتعاد عن الفوقية والهيمنة والتخلي عن الديماغوجية الشعاراتية بتبني برامج مدنية تنموية والتصدي للهدر والفساد. وهو لا يمكن أن يتحقق من دون تجنب كافة أشكال الإنتهازية والغوغائية التي لا تؤدي لغير تحجيم الحراكات المدنية وإضعافها بانفضاض القوى المستقة والليبرالية عنها.

لا يستطيع اليسار أن يتمدد شعبيا ونخبويا بعقلية وأساليب بيروقراطية وبالإرتباط بقوى طائفية معينة، ولا يستطيع مماشاة العصر بأيديولوجيا شمولية بائدة . كل ما يكسبه في العمل المدني يخسره في الصورة النمطية ليسار مؤيد للإستبداد ومرتكز على حلف الأقليات السيء الصيت. إذا لم تكن الأحزاب الشيوعية قادرة على القطع مع التاريخ المخزي للستالينية وإفرازاتها الدكتاتورية، فمن الأفضل للقوى الديمقراطية أن تأخذ مسافة من الأجهزة الحزبية التي تحاول ركوب موجات الإعتراض الشعبي في مسعى للهيمنة والإستثمار الفئوي. أن يبقى اليسار الشيوعي جزءا متواضعا من الحراكات المدنية هو أفضل بكثير من تصدرها الذي لا يؤدي لغيرالتفتيت والشرذمة. سياسيا ينبغي التوصل لقواسم مبدئية مشتركة بين قوى اليسار واليمين الليبرالي في لبنان تبدأ من إعتبار الإغتيال السياسي جريمة كبرى لا يجوز التورية عليها بأي شكل من الأشكال، واعتبار الإغتيالات التي حصلت بمثابة لحظة وطنية مفصلية مؤسسة لاستقلال لبنان الحديث مثلها مثل لحظة خروج العدو الإسرائيلي من لبنان تحت ضربات المقاومة الوطنية.

كما ينبغي الإنطلاق من فكرة أن التحالف المصلحي البرنامجي للطبقات الوسطى والشعبية لا الصراع الطبقي بمفهومه الشعبوي كصراع بين أغنياء وفقراء، وإصلاح النظام الطائفي القائم لا إسقاطه، هما الأسلوب الأمثل لتطوير الحراكات المدنية وإيصال ممثليها إلى البرلمان بهدف إصلاح نظام التحاصص الطائفي الذي يشل البلد وينتج دولة فاشلة. مطلوب من القوى الديمقراطية العمل على تطوير أشكال تنظيمية فعالة بهدف حشد قوى الإصلاح الديمقراطي، يمينا ويسارا، خلف أهداف واقعية، على رأسها استنهاض الجمهورية، واحترام دستورها وقوانينها، وتقوية مؤسساتها المدنية، واحتكار الدولة للقوة العسكرية، وتعزيز وتوسيع اللامركزية، والإصلاح القضائي بترسيخ استقلال القضاء عن السياسة، وبالأخص تشديد آليات الرقابة والمحاسبة المالية، وفي الأساس تداول السلطة عبر قانون انتخابي ديمقراطي عصري يسمح بالإنتخاب في مكان الإقامة، قانون قادر على ضخ دماء جديدة في المؤسسة التشريعية.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك المدني في لبنان: خطوتان إلى الأمام، خطوة إلى الوراء
- الحراك المدني اللبناني بين 8 و 14 آذار
- النخب السياسية الإسلامية مطالبة بثورة فكرية
- فدرالية الهلال الخصيب الديمقراطية, ضمانة للأقليات وللأكثريات
- اليسار والإسلام السياسي
- ياسين الحاج صالح, ومسألة القيادة الثورية في الداخل السوري..
- شيعية سياسية صاعدة في جمهورية طائفية منهارة
- في ضرورة نقد قبيلة المقاومة
- الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية
- تحالف الأقليات أم حكم الأكثرية؟
- اليسار العربي -الجديد-: رفض النمطية والديكتاتورية
- -الممانعة- أمام لحظة الحقيقة
- الرهان على سوريا, لبنانياً..
- الرهان على سوريا لبنانياً
- الربيع العربي ومعركة الأفكار
- النخب العلمانية على مفترق الربيع العربي
- الإنحيازات السياسية : أوهام ومصالح
- إيران وقطر والربيع العربي : الأدوار الملتبسة
- لبنان وسوريا: وحدة المصير والمسار في مواجهة الربيع العربي
- أي جيل , أي وطن ؟


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فؤاد سلامة - ليسارعصري في لبنان بعيداعن الشعبوية وحلف الأقليات