أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - هل سيلبي البرلمان تطلعات الشعب العراقي.؟















المزيد.....

هل سيلبي البرلمان تطلعات الشعب العراقي.؟


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مرت سفينة العراق على مدى ثلاثة عشر عاما من الصراعات السياسية العقيمة بأمواج عاتية كادت أن توصل العراق إلى قعر الهاوية بعد أن تراكمت المآسي فوق بعضها نتيجة تجنيات وتعنت الكثير من السياسيين الماسكين بزمام الأمور والذين تصوروا إن الإمساك بالسلطة والحصول على المكاسب والمغانم من خلالها هو غاية الغايات حتى إذا احترق الوطن برمته. وقادتهم تصوراتهم وأحلامهم المريضة بأن الشعب غافل عن كل لاأباليتهم وأباطيلهم وتجنياتهم وعقوقهم وسرقاتهم التي وصلت إلى حد باتت رائحتها تزكم الأنوف ولم يتصوره أحد . وتحول حكام هذا الوطن العريق والغني إلى مضرب للأمثال في الفشل وسوء الإدارة وانعدام الخدمات، ونهب المال العام، وإهمال الطبقات الفقيرة والمحرومة بعد أن وصلت موازنات العراق السابقة إلى 140 مليار دولار سنويا .ولم تترك هذه الموازنات الضخمة أي أثر إيجابي في حياة الشعب على صعيد الخدمات لابل زادت من معاناة الفقراء ومآسيهم وإحباطاتهم.وقد أستغل أعداء العراق من أيتام الدكتاتورية ومن يساندهم من حكام دول الجوار التي تعشعش الطائفية في عقولهم ودمائهم هذه الأوضاع المزرية وتذرعوا بأقوال بعض السياسيين الواهمين الكاذبة الذين تصوروا إن الإستقواء بهؤلاء الحكام يحقق مصالحهم الفردية الأنانية. وتعرض الوطن إلى المزيد من الطعنات الخارجية نتيجة لضعف الحكومات المتعاقبة التي تأسست على شفا جرف هار من المحاصصات الحزبية والطائفية والعشائرية والتي أدت إلى تفشي الضعف المستمر والفساد في أوصالها. ووجد الإرهابيون فرصتهم الذهبية لبث روح اليأس في نفوس العراقيين من خلال مفخخاتهم وأحزمتهم الناسفة التي يطوقون بها أجسادهم النتنة وقنابلهم الموقوتة لقتل أكبرعدد من الناس الأبرياء. فسفكوا أنهار من دماء الأبرياء، وانتشرت الفواجع في كل شبر من أرض العراق، وبات الوطن على شفير الهاوية. وثالثة الأثافي إحتلال الدواعش لأجزاء واسعة من أرض الوطن وارتكابهم أبشع الجرائم بحق الشعب وتشريدهم للملايين من أهل المناطق التي استولواعليها ، وتحول العراق إلى وطن تحدث فيه أكبر المآسي الإنسانية. وقد بُحت الأصوات المخلصة المحذرة من هذا الإنهيار الخطير وعلى رأس هذه الأصوات صوت المرجعية الرشيدة التي حذرت لمرات كثيرة، لكن أكثر السياسيين ركبوا رؤوسهم، وعزلوا أنفسهم عن الشعب. ولم يلمس المواطن العراقي من ( ممثليه) البالغ عددهم 328 نائبا والمتمتعين بامتيازات كثيرة لايستحقونها غير المماطلة والتسويف ،وهدر الوقت، والدخول في مجادلات عقيمة خاوية. وخطابات جوفاء واهية، وتناسوا قسم الحفاظ على تربة العراق ووحدة شعبه، ولن يتحملوا المسؤولية بشرف السياسي الصادق المؤمن بخدمة شعبه بعدم إصغائهم إلى النداءات والنصائح التي كان المخلصون يطلقونها. فعطلت القوانين، وتأزمت الأوضاع السياسية والإجتماعية ، وخاب أمل الشعب بعد أن بلغت القلوب الحناجر. فلجأ إلى المظاهرات التي نص عليها الدستور ومن ثم الإعتصامات للتعبير عن المرارة وخيبة الأمل التي تعاني منها الجماهير من هذه المجموعة السياسية التي أصرت على نهجها الخاطئ والمدمر للوطن. وتصاعدت هتافات الجماهير مع الأيام للمطالبة بالإصلاح الشامل الذي يجب أن يطال السلطات الثلاث التي لم تكن بمستوى المسؤولية أبدا. وكان الإنضباط العالي الذي أبدته الجماهير في ساحات الإعتصام يدلل على وعي الشعب العراقي بخطورة المرحلة. فخيبت آمال الذين تمنواأن تفضي هذه الإعتصامات إلى متاهات تضيف مآس أخرى إلى المآسي المتراكمة في العراق، وكانت الجماهير المعتصمة تدرك تماما إن الأعداء الدواعش ومن يؤيدهم في الداخل والخارج من الذين في قلوبهم مرض يذرفون دموع التماسيح على العراق، ويمنون أنفسهم أن يتم التصادم بين المعتصمين والقوات الأمنية حتى تسفك الدماء ويدخل العراق في دوامة جديدة من العنف والفوضى. ولكن خابت أحلامهم ورد العراقيون الأصلاء الشرفاء كيدهم إلى نحورهم بعد أن قدم السيد رئيس الوزراء تشكيلته الوزارية الجديدة المؤلفة من 16 وزيرا من التكنوقراط المستقلين عدا وزارة الدفاع والداخلية للظروف الأمنية الطارئة إلى مجلس النواب للمصادقة عليها ورد السيد مقتدى الصدر على تلك الخطوة وإن جاءت متأخرة بخطاب إيجابي ناضج، وعلى درجة عالية من المسؤولية، وطلب سماحته من المعتصمين أن يفضوا إعتصامهم بهدوء ودون أي احتكاك مع القوى الأمنية، ودون أن تسفك قطرة دم. وبذلك فوت الفرصة على أعداء العراق وتمنياتهم الخائبة. حيث قال في فقرة من خطابه الموجه للجماهير المحتشدة أمام بوابات المنطقة الخضراء ردا على خطوة العبادي الأولى في طريق الإصلاح الشامل:
(هذه واحدةٌ من ثمار اعتصامكم واحتجاجاتكم ليتم التصويت على أعضاء الحكومة الجديدة بعد التأكد من سلامة موقفهم من ناحية النزاهة والمسائلة والعدالة لتكون الموافقة عليها من قبل النواب خلال اسبوع أوعشرة ايام تقريباً لا أكثر وطلب الاستمرار بالتظاهرات السلمية الحاشدة بعد كل صلاة جمعة وفي كل محافظات العراق. وكلٌ في مكانه للضغط على البرلمانيين للتصويت على هذه التشكيلة الوزارية لتكون بعيدة عن سلطة الحزب وحزب السلطة.)
وتعتبر خطوة العبادي الأولى مشجعة وباعثة للأمل. ولابد أن تتبعها خطوات أخرى ليشمل الإصلاح الهيئات المستقلة بالوكالة والمدراء العامين والقادة العسكريين وغيرهم من كبار المسؤولين في الدولة، ومحاسبة المفسدين بإحالتهم للقضاء للخروج من دائرة المحاصصات الحزبية الضيقة التي دمرت الوطن وأوصلت العملية السياسية إلى حالة العقم.
واليوم باتت الكرة في ملعب مجلس النواب بعد أن وضعه رئيس الوزراء أمام مسؤوليته التأريخية والوطنية وبعد أن سمع المواطن العراقي الكثير من إدعاءات معظم أعضاء هذا المجلس في الفضائيات بأنهم مع الإصلاح، وإنهم يمثلون ضمير الشعب وينطقون باسمه، وإنهم يدافعون عن حقوقه ومصالحه وطموحاته وآلامه وآماله المشروعة.ولابد لمن يقول هذا الكلام أن يقرنه بالعمل. فهل سيكون هؤلاء النواب شجعانا؟وهل سينتصرون على أنفسهم هذه المرة بتلبية طموحات الشعب العراقي وتطلعاته في الموافقة على التشكيلة الوزارية المقترحة دون أي تسويف أو لف ودوران ليفتحوا صفحة جديدة ناصعة مع الشعب قبل فوات الأوان بعد تلك الصفحات السوداء والأعوام الطويلة من الإخفاقات والصراعات والنكسات والإحباطات الكبيرة التي أوصلت الوطن إلى وضع لايحسده عليه أحد.؟ وهل سيرى العراقيون لأول مرة في حياتهم حكومة نزيهة مخلصة تصل الليل بالنهار بكل جد وفعالية الرجال الشرفاء لشن حملة لاهوادة فيها على الإرهاب والفساد، وتعيد أموال العراق المنهوبة والمهربة إلى خارج العراق لكي يقف العراق على قدميه، ويتعافى من جراحاته الكثيرة ،وتعود إليه عافيته ويسير في المسار الصحيح لكي يعود الأمل للشعب بعد هذه المعاناة الطويلة القاسية.؟ وفي حال العكس فإن النواب الرافضين للإصلاح يعلمون تماما إن الشعب الذي هو سيد السلطات ومصدرها. ولن يسكت بعد اليوم. وسيكون هو الفيصل والحكم لمحاسبة من يجعل من نفسه عثرة في طريق الإصلاح،ولن يقبل بغير رحيل الحكومة ورئيسها،وحل مجلس النواب بعد أن فقد صبره وتحمل مالا تتحمله الجبال الرواسي من أوجاع وآلام وجراح. وقد مضى زمن المكر والخداع والتنظير العقيم، والجدل البيزنطي الذي أضاع الكثير من السنين في حياة العراقيين.وإن غدا لناظره قريب.
جعفر المهاجر.
1/4/2016م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر الإرهاب وازدواجية المعايير في مكافحته.
- سلاما نخيلات العراق الشامخات-2
- الردة السوداء.
- النائب ظافر العاني والضخ الطائفي المتهافت.
- ضحايا التطهير العرقي في العراق.-6
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-5
- ضحايا التطهير العرقي في العراق.-4
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-3
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-2
- ضحايا التطهير العرقي في العراق.-1
- بغداد ُ يادوحً الرجا
- كلما أوقدوا للحرب نارا أطفأها الله .
- رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الش ...
- طوفان الغضب المقدس.
- سلاما أيتها الشهباء.. ياتوأم الشمس.
- ماأبهى حكمتك ، وأنقى ضميرك ياسيد المقاومة.!
- الأديب الراحل جعفر سعدون لفته الجامعي وحديث عن الحياة والموت ...
- الأديب الراحل جعفرسعدون لفته الجامعي وحديث عن الحياة والموت ...
- وخير جليس في الزمان كتاب.
- إعدام الشيخ الشهيد النمر لن يمر بسلام على حكام الجريمة والغد ...


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - هل سيلبي البرلمان تطلعات الشعب العراقي.؟