أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهروز الجاف - خميس داعش وكردستان واسكتلندا وأوكرانيا















المزيد.....

خميس داعش وكردستان واسكتلندا وأوكرانيا


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم أمس، الخميس، 18 ايلول " سبتمبر" من عام 2014، كان بالنسبة لي، رحلة لم تخطط لها افتراضات المخ، ولا هي انعكاس لآمال الناس الحقيقية، ولم تُبنَ على القيم، ولا هي لي في شئ، بل بدت خليطا من أفلام الاكشن والخيال والتنبؤات الباطلة والاحلام التي تفسَّر على عكس مجراها، اذ زارني، في السليمانية، صديق لي كان زميلا أيام الدراسة، لم أره منذ ثلاثة وثلاثين عاما, وجائني وهو استاذ جامعي, بمعية طالب له يدرس للماجستير, كانا ملتحيين وغارقين في التمتمةِ، والتسبيح, ولمّا سألته هل أنت لاجئ هنا؟ أم سائح للنزهة؟
- ايه يا أخي.. أية نزهة يا أخي؟ نحن جئناكم هاربَيْن من تكريت.
كيف!؟
- يا اخي، لم تبق لنا جامعة، ولا مختبرات.
لماذا؟
- يا أخي قصفتها الطائرات العراقية, وهدمتها!
وداعش؟
- يا أخي داعش احتلت تكريت على حين غرة، ولكن الطائرات لم تمهلنا أخذ متاعنا، أو كُتبنا، والهرب.
عليك بالله، يامولانا، دعك من (يا أخي) هذه وقل لي: علامَ أنت ناوٍ؟
- هذا طالبي أريده أن يكمل بحثه للماجستير في جامعتكم، فلم تبق لنا هناك جامعة، وسأكون ممتناً لو شارَكْتني اِكمال الاشراف على رسالته.
"ألم تعرفوا أن اليوم سيكون تأريخيا" قالها بقوة، وبشكل مفاجئ، صديقنا الكردي مما جعل اللقمة تغص في أفواهنا، فأصابنا الوجوم، وكأن داعش هبطت علينا بغتة، ونحن على مائدة الغداء.
سألته: ماذا حصل؟
- ألم تعرفوا بأن الاسكتلنديين، اليومَ، يُستَفتَون على الاستقلال؟
بلى، نعرف، وماذا في ذلك؟
- لا... انه يوم تأريخي لنا نحن الكرد، أيضا.
كيف ذلك، أنا سمعت مثل هذا الكلام في الاعلام الفلسطيني أيضا؟
- سينعمون بحق تقرير المصير و سيكون الدور لنا من بعدهم.
أتعرفُ لماذا هم يريدون الانفصال عن المملكة المتحدة؟
- لأنهم يريدون الاستقلال.
وماذا بعد؟
- حريتهم.
الم يكونوا أحرارا من قبل؟
- نعم هم احرار, ولكن يريدون الاستقلال.
لماذا؟ هل هم شعب غير انجليزي؟ أم لغتهم مختلفة؟ أم دينهم مختلف؟ أم طائفتهم مختلفة؟
- ليس شيئا من ذلك، ليس هنالك اختلاف.
اذن، فلماذا أنت "فرحان قوي"!؟
- لا اعرف، ولكن ربما سيكون انفصالهم جزءً من النظام الدولي الجديد الذي تسعى الولايات المتحدة الى تحقيقه.
آه يا صديقي، يبدو أن الولايات المتحدة تؤمن بمقولة أن الأقربين أولى بالمعروف، ولكن انفصال اسكتلندا يضر بمصالح الولايات المتحدة، وهي تعارض ذلك؟
- لاأعرف ولكن اذا اضرّ الاستقلال في اقتصاد اسكتلندا، كما يزعم المعارضون للانفصال، فيمكننا نحن مساعدتهم.
كيف؟
- لدينا نفط، ووسائل أخرى يمكننا بها دعم استقلالهم، ألم تعرف بأننا عملنا، بجد، على أن يصوت الكرد الاسكتلنديون، وكذلك المغتربون الآخرون، بنَعَم للاستقلال؟ ألم ترَ "روداو"؟
رحمك الله ياقذافي ورحم الله أيام الشين فين، قلتها بصوت خافت.
- ماذا؟
لاشئ لاشئ، ولكن قل لي: كيف تساعدونهم؟
- مثلما ساعدنا تركيا، ألم نساعدها حيث جعلناها تتناسى الاتحاد الاوربي، وتتفوق في اقتصادها؟
وما جنيتم من تركيا؟ داعش!؟
- داعش لم تكن لتعتدي علينا، بل على بغداد.
بل هي كانت قاب قوسين أو أدنى من مطار أربيل!
تدخل الاستاذ، واللقمة تملأ فمه، وقال: يا اخي داعش من صنع امريكا واسرائيل وجاءت لاضعاف العرب والكرد على السواء.
والأتراك؟
- والأتراك، أيضا، فهم مسلمون.
ولماذا اذن تُشكل الولايات المتحدة تحالفا من أربعين دولة لأنهاء داعش؟
تنحنح صاحبنا الكردي، وتململَ، وقال: هذا التحالف تَشَكّل لنصرة الأكراد, جزاءَ على تجرؤ داعش على الاقتراب من أربيل، وان امريكا وفرنسا مصرتان على دعم الأكراد، عسكريا، لهذا الغرض.
وهنا طلبت منهم الصمت، والانصات، الى مؤتمر صحفي للرئيس الفرنسي منقول على الهواء مباشرة، يعِد فيه بما لم تعد به امريكا، فقد وعد بضرب أوكار "تنظيم الدولة" في سوريا، كما في العراق، عن طريق الجو، وبمساعدة الجيش العراقي، والبيشمركة.
تمتمتُ مع نفسي وقلت: هاهي داعش تنسحب من كل الأماكن لكي تتجمع قرب قصبة كوباني الكردية، والتي تصر الحكومة السورية على تسميتها ب "عين العرب"، في أقصى الشمال السوري لكي تحصل على تماس مباشر مع الحدود التركية، تركيا التي لم تشترك في التحالف مع امريكا ضد داعش! ثم سألت صاحبي: ألم تساعدوا اخوانكم الكرد في كوباني، بل ألم تساعدهم فرنسا؟ أو امريكا؟
- لا اعرف، ولكن ال PKK والاكراد السوريين يقاتلون تركيا، أما فرنسا فهي لاتقاتل داعش حبا فينا، بل هي تريد اضعاف تركيا التي حاولت مرارا الانضمام الى الاتحاد الاوربي ولكن فرنسا كانت الوحيدة التي وقفت في وجه طموحاتها، ولذلك فان فرنسا تريد الانتقام من تركيا، بكسر ظهر داعش، وتنتقم من الزيادة المطردة في معدل النمو الاقتصادي فيها، وتريدها ضعيفة، تتوسل بأوربا، مثلما تريد لنفطنا أن يكون لها هي، المنهكة اقتصاديا، وليس لتركيا، جارتنا وصديقتنا.
صديقتكم؟
- نعم.
وماذا عن أخوانكم الاكراد في روجافا "أكراد سوريا" الذين يدافعون عن عينكم "عين الأكراد"؟ ماذا انتم لهم فاعلون؟
- انك تحرجني.
كلا، لا احرجك، ولكن نفطكم صار لتركيا, أو صار بضاعة لسندباد البحري، يُروَّجُ لها في المحيطات, ولا من مشترٍ، ولم تحصلوا على فلس واحد من تركيا, أين تذهب الأموال؟ تركيا لم ترسل منها دولارا واحدا الى بغداد، أيضا، وبالنتجة انقطعت عنكم الميزانية، من بغداد، وحُرم الموظفون من رواتبهم، وزادت الاسعار في السوق، وأرسلت عليكم داعش لتفضح حجم قوتكم، ولتضعفوا أمام بغداد، وأمام تركيا، أيضا، ولتشتركوا في حكومة بغداد، صاغرين، مرغمين، دون شروط، ولتنسوا التهديدات بالأنفصال المدعوم من تركيا! وتلعنون رؤوف دنكتاش، وتأتينا أنت اليومَ، فَرِحا، تتأمل الفنجان المقلوب، وانفصال اسكتلندا؟ وتعد بمساعتدها، أيضا؟
تركتُ، أنا، الجميع يمضغ "القوزي" وراح خيالي يقرأ في مروج الذهب للمسعودي، لأني حين لمست صديقي، ابن جلدتي، لم أحسس بمادة في جسمه، الا ان التلفزيون قطع علينا صمتنا، مرة اخرى، وأخذَنا اليه ليجبرنا على متابعة خطاب طويل، جدا، للرئيس الاوكراني، في الكونغرس الامريكي، منقول على الهواء مباشرة، حتى لرأينا الهواء يترنح من حمل الخطاب. كان الرئيس الاوكراني يطالب، بطراناً، بدعم عسكري دولي وبتحالف، شبيه بذلك الذي شُكل بالضد من داعش، للوقوف بوجه الاحتلال الروسي, وبدا جون كيري، المسكين، يقف على ساقيه التعبتين، حاله حال الحضور من أعضاء الكونغرس، لكي يصفق تصفيقا طويلا بعد كل مقطع لخطبة الرئيس بترو بوروشنكو، وهو يعرف بأنه لاحول له ولا قوة، ولا لرئيسه أبو سمرة، على ذلك, فلم يأت تحالفهم ضد داعش أُكُله بعد, بل ولم تفِدْهم داعش، ولا فيروس ايبولا، ولا الأيدز، ولاانفلونزا الطيور، ولا الخنازير، من قبل، على تفوق حضارتهم في صراعها مع حضارات العالم الأخرى، ولَكأني رأيت كيري يطرب على زنبور "عبد رويِّح" تهكما، ويقول تارة: "اشجايبك على المُرّ غير الأمَر منة" ولاطماً تارة أخرى: "حيل اوياه كل اللي جرى من ايده".
ماذا عساكِ يا أمريكا أن تصنعي؟ واِلامَ سيؤول الأمر، في نهاية المطاف؟ لدولة عراقية مستقرة؟ أم مقسمة؟ الى تغيير النظام السوري لصالح (المعارضة المعتدلة) التي بدأت تبيع أسلحتها لداعش، لكي تسد رمقها؟ أم الى تقسيم سوريا أيضا؟ والأهم من كل ذلك هل سيحصل الاقليم الكردستاني على مستحقاته من الميزانية السنوية العراقية؟ أم سينتظر ثورة جياع يقودها الموظفون المحرومون من رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، وعيد الأضحى على الأبواب؟



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء القلق
- كلمة في الثورة.. والزعيم
- تصريح رئاسة اقليم كردستان جعل من المالكي وليا لدم الأكراد
- هلاوس كاذبة
- لعنة الله على البرميل
- يا فاسداً
- أين المروءة يا أسنانَ المشطِ؟
- سألوني, من أنت؟
- من يقيني؟
- غدّارٌ غبيّ
- حَيْرة
- ماوراء حيْرة رزكار عقراوي في منح صوته في الانتخابات البرلمان ...
- الشهيد جاسم
- عندما يهين الجيش المصري علم بلاده!
- الخيارات السياسية في مصر بمعادلات رياضية
- أنفالْ! يا وِلدَ الكلبِ
- من الشعر الكردي المعاصر: اللآلئ الملونة
- الزمن الجميل: عام 1978 كان الاكثر رفاهية في العالم
- أسطورة الشهيد في عقول الانتحاريين
- أيوه ام الدنيا...


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهروز الجاف - خميس داعش وكردستان واسكتلندا وأوكرانيا