أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)
الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 14:59
المحور:
الادب والفن
كلّ حرْبٍ،
و أنتم و نحن جميعاً بخيرٍ،
نعدُّ التوابيت منقوشةً بكوابيس أطفالنا،
و نضمِّخ أكفاننا بالنبيذ الفرنسيِّ،
و الذكريات السعيدةْ
نرسل الأمنيات إلى العائدين من الحربِ،
و الذاهبين إليها بنصف فؤادٍ،
و ربع خيالٍ،
وفيض حنينٍ،
و أطنان ذعْرٍ،
سيخفونهُ بالرقى،
و الأناشيدِ،
و التمتماتِ،
الأسيرات يكتبن تلك الرسائل ممهورةً بالحنين المخاتلِ،
تلك التي لن يردّ عليها أحدْ
تُحمَل الآلهات على صهوات ا لجيادِ،
السعادة من خلفنا،
و القيامة قدّامنا،
فيخطُّ الجدود كتابَ وصاياهم العشْرِ،
قبْل انتصاف نهار هزائمهم،
و يدسّونهُ في خوابي الرثاء المعتَّقِ،
ثمّ تلوذ السلالة بالصمتِ،
تبحث عن هدنةٍ لالتقاط الخيالِ،
لكي تضع الحرب أوزارها،
و نقول لأعدائنا:
كلَ سلْمٍ،
و أنتم و نحن جميعاً بخيرٍ،
دعونا نحكِّم ما قد تبقى لنا من فهومٍ،
و نبحث عن صيغةٍ لاقتسام الوئامِ،
فتسقط من شجر الدمْعِ :
"ضادٌ"،
و
"ميمٌ"،
و
"ياءٌ"،
و
"راءٌ"،
ننيخ المراثي على عتبات البيوتِ،
نقيم متاحف للهولوكست بقلب فراديسنا،
و نؤجَر ندّابةً لضحايا الحروب التي لم تزلْ بعْد طازجةً،
في مخيّلة القادة "الوطنيِّينَ"،
و العسكرتاريا،
و نُلجم ما قد يزيّنه القلْبُ للناسِ،
في لحْظة الزهْوِ،
من شغفٍ بالمطامعِ،
عبر مرايا الوساوسِ،
نصطحب المرمدات* إلى فسحةٍ في شعاب الغيابْ
__________________
*المرمدة: هي المكان الذي يُحفظ فيه رماد الموتى بعد حرقهم.
_________________
مونتري،كاليفورنيا-17 نوفمير 2013-14 يونيو 2014.
#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)
Osama_Elkhawad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟