أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مركز الدراسات الاشتراكية - المرأة في مصر ومعركة التغيير














المزيد.....

المرأة في مصر ومعركة التغيير


مركز الدراسات الاشتراكية

الحوار المتمدن-العدد: 1229 - 2005 / 6 / 15 - 13:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يوم الأربعاء 25/5/2005 كان الأربعاء الأسود في مصر، فقد قرر نظام مبارك التخلي عن قناع الديموقراطية الزائف وكشف وجهه القبيح. في هذا اليوم ظهرت بلطجة النظام واضحة للجميع بشكل لا يدع أي مجال للحديث عن الإصلاح الديمواقراطي المزعوم. في هذا اليوم كان للنساء نصيب الأسد من بلطجة النظام، حيث تعرضن للضرب والسحل وأيضاً للتحرشات الجنسية التي قاربت الاغتصاب. ما حدث يوم الأربعاء الأسود أصبح حديث الساعة، ولكن هل ما حدث في هذا اليوم أمر جديد؟!!!
في الحقيقة أن ما حدث في هذا اليوم هو مجرد حلقة من مسلسل الانتهاكات والبلطجة الذي يمارسه النظام ضد جماهير الشعب وليس فقط النشطين سياسياً. وما مرت به النساء في هذا اليوم أمر ليس بجديد وإلا بماذا نفسر ما حدث لنساء سراندو والعريش اللاتي تعرضن للضرب والتعذيب والانتهاك وأيضاً القتل على يد هذا النظام الوحشي. وبماذا نفسر ما حدث ويحدث يومياً لزوجات وأمهات المعتقلين من الإخوان المسلمين اللاتي يتعرضن للإهانة والانتهاك بدون ضابط أو رابط.
إن ما حدث في الأربعاء الأسود هو استمرار لممارسات هذا النظام ضد المرأة والتي لا تتمثل فقط في الانتهاكات الجسدية ولكنها تظهر في جميع نواحي الحياة، فالموظفات الأمهات اللاتي يحملن عبء مزدوج بدون أي دعم من الدولة في توفير حضانات لأولادهن هن في الحقيقة مضطهدات. والعاملات اللاتي يعملن 12 ساعة يومياً بدون أي ضمانات اجتماعية ليحصلن في النهاية على الفتات هن أيضاً مضطهدات. والفتيات اللاتي يتعلمن ويخرجن إلى الحياة بعد ذلك لينضموا إلى طابور البطالة هن أيضاً مضطهدات. والأمهات التي تعلن أسرهن وحدهن ويضطررن للعمل في أشق الأعمال لتوفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهن هن كذلك مضطهدات.

اضطهاد النساء وتدهور أوضاعهن في الحقيقة أمر مربوط بسياسات النظام الحالي الذي يعتمد الليبرالية الجديدة خطا له. هذه السياسات من أبرز نتائجها تدهور الأحوال المعيشية لأغلبية الأسر المصرية مما يجعل من خروج المرأة لسوق العمل أمر لا مفر منه حتى تستطيع هذه الأسر الحياة على حد الكفاف. وبما أن النساء خاصة الفقيرات منهن لا يمتلكن مهارات خاصة وغير متسلحات بالتعليم، فتكون النتيجة الطبيعية أنهن يعملن في أعمال تتناسب مع خبراتهن في الحياة كسيدات بيوت. فنجد أنهن يعملن كخادمات في المنازل، أو في البيع في الأسواق، أو في تنظيف الخضروات وبيعها، وغير ذلك من الأعمال في القطاع غير الرسمي ذات الدخول الضئيلة وظروف العمل السيئة، وبدون أي ضمانات أو حقوق.
من ناحية أخرى فتدهور الأوضاع الاقتصادية يضع على النساء، حتى العاملات في وظائف حكومية أو في المصانع، عبئاً إضافياً حيث تضطر النساء لأداء العديد من الأدوار الإضافية في منازلهن لتعويض النقص في السلع والخدمات التي لا يمكن لدخل الأسر الوفاء بها. فنجد أن الأم تتحول لمدرسة لأطفالها، ولممرضة لأفراد الأسرة. كذلك لا يصبح في إمكان الأم أن تستعين بأي من الأجهزة الحديثة التي تسهل عليها مهامها. باختصار فالمرأة تصبح مستنزفة على مستوى العمل في الخارج، والعمل في داخل المنزل.

الأربعاء الإسود ليس في الحقيقة إلا استمرار لسلسلة الأيام السوداء التي تعيشها النساء في مصر، فما الحل إذن؟

الحل كما هو واضح ينبغي أن يستهدف القضاء على جذور المشكلة، بصياغة أخرى ينبغي أن يكون بدخول النساء طرفاً أصيلاً في معركة التغيير لأن لهن مصلحة مباشرة في تغيير هذا النظام. من هذا المنطلق فنجاح معركة التغيير يجب أن يكون هدفاً مباشراً لكل النساء، وهذا النجاح لن يتأتى إلا بتوسيع المعركة وتوحيدها. فوحدة كل القوى السياسية يمكن أن تمثل نقلة نوعية في المعركة بالشكل الذي يزيد من فرص نجاحها. وأيضاً اجتذاب كل فئات النساء المتضررات من الوضع الحالي والمستفيدات من التغيير يجب أن يكون أحد أهداف حركة النساء الساعيات للتغيير لتكون المعركة معركة حقيقية وقوية. علينا أن نسعى لضم نساء الإخوان المسلمين اللاتي تلعبن بالفعل دوراً في معركة التغيير كجزء من أهم قوى سياسية في مصر دفعت ولازالت تدفع ثمناً غالياً في معركة الديموقراطية. علينا أن نسعى كذلك لأن تكون العاملات، والموظفات والطالبات، وغيرهن من النساء الفقيرات من المناطق الشعبية طرفاً أصيلاً في معركة التغيير الديموقراطي لأنها غير منفصلة عن معركتهن من أجل تحسين أحوالهن المعيشية. إجتذاب هذه الفئات يتطلب التركيز على الدعاية بينهن عن قضية النساء. لكن الأهم من هذا ألا تكون هذه الدعاية مجردة بل يجب أن يكون طرح مسألة تحرر المرأة نابعاً من قلب المعارك الجارية وعلى أساس من احتياجات تلك المعارك ذاتها. مثلا في أي نضال عمالي ضد شكل من أشكال الاستغلال، لو كان في المؤسسة الصناعية أو الخدمية نساء، فلابد من طرح مطالب عمالية نسوية ممكنة وملحة في سياق الصراع (حضانات .. الخ). لابد أيضا من نقد كل الأفكار التي تطرح تقسيم العمال بين نساء ورجال (النساء يعدن إلى المنازل أثناء الإضراب .. الخ). لابد أن نسعى لأن تكون النساء في موقع القيادة في كل المعارك الراهنة وعلى رأسها معركة التغيير.
علينا أن نكون واثقين من أن تحرر النساء لن يكون إلا بنضالهن من أجل مطالبهن من قلب معركة التغيير الأوسع التي تعد المعركة الأساسية في مصر الآن والتي يمكن في حالة كسبها أن تحقق النساء نجاحاً في معركتهن من أجل التخلص من الاضطهاد والاستغلال.

مركز الدراسات الاشتراكية
9 يونيو 2005



#مركز_الدراسات_الاشتراكية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاية ديكتاتورية
- مصر: -مش .. كفاية-
- أيام اشتراكية – 2005
- تسقط حكومة النهب ورفع الأسعار - الحكومة الإلكترونية وغضب الف ...
- حكومة جديدة .. ليبرالية جديدة
- بيان تضامن مع مركز -النديم- تسقط دولة الاستبداد
- دعوة لندوة العمال بعد الخصخصة
- لا يا شيخ الأزهر.. لا يا شيراك - لا لاضطهاد الأقليات في أي ب ...
- ندوة يتحدث فيها القياديين فى الحركة العالمية لمناهضة الحرب
- السبت القادم: قضية تنظيم الاشتراكيين الثوريين أمام محكمة أمن ...
- خطابات التضامن مع الاشتراكيين المصريين
- لقاء مع الروائي صنع الله إبراهيم والمزيد من التوقيعات تضامنا ...
- لا.. للحرب على الأرزاق
- الثورة على عالـم كريه
- أطلقوا سراح معارضى العدوان الأمريكى على شعب العراق .....وقائ ...
- اختطاف كمال خليل مدير مركز الدراسات الاشتراكية - القاهرة
- القبض على إبراهيم الصحاري فجر اليوم من منزله - القاهرة
- ندوات مركز الدراسات والبحوث الاشتراكية


المزيد.....




- بريق الذهب يُغري المُقبلات على الزواج في الأردن والشباب يستد ...
- حقوق المرأة المطلقة عربيا
- «لولو يالولو وينك يالولو».. تردد قناة وناسة Wanasah TV بجوده ...
- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف
- ” سجل الآن” الشروط  المطلوبة للتسجيل في منحة منفعة الأسرة بع ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل.. المستندات ا ...
- الكويت.. حجز مواطنات ارتكبن أعمال عنف على متن طائرة قادمة من ...
- ما هي خطوات التقديم على منحة الزواج 1445؟ المؤسسة العامة للت ...
- مراكش: جثة الفتاة القاصر طفت على سطح المسبح والمحكمة المغربي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مركز الدراسات الاشتراكية - المرأة في مصر ومعركة التغيير