أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مركز الدراسات الاشتراكية - مصر: -مش .. كفاية-














المزيد.....

مصر: -مش .. كفاية-


مركز الدراسات الاشتراكية

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 11:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جاء اليوم الذي نشهد فيه حسني مبارك يعلن على الملأ أنه يطلب تغيير الدستور ليسمح بانتخاب رئيس الجمهورية انتخابا مباشرا بين أكثر من مرشح! جاء اليوم الذي ينزل فيه الديكتاتور عن خيلاءه وعنجهيته ليقر بأن تعديل الدستور ضرورة وأن الانتخابات التنافسية تطور مطلوب!

ما هذا الذي يحدث؟ هل انتهت معركة التغيير الديمقراطي في مصر؟ هل استسلم العدو قبل أن يبدأ القتال الحقيقي؟ هل كسبنا المباراة من جولتها الأولى؟

الحقيقة أن ما حدث بالأمس في المنوفية له دلالة وله مضمون لابد أن نعيهما جيدا قبل أن نشرب أنخاب النصر ونضع السيوف في الأغماد.

دلالة ما حدث هي أن السلطة الحاكمة في مصر في وضع مهترئ ومأزوم. أن يصرح رئيس الجمهورية في صبيحة أحد الأيام أن من يريد تغيير الدستور يعادي الاستقرار ويعبث بأمن البلاد .. ثم أن يصرح بعد ذلك بأسابيع قليلة بكلام يناقض تصريحاته السابقة مائة في المائة .. هذا هو بالضبط الوقت الذي تكون فيه السلطات الحاكمة في قمة تخبطها وتناقضها .. حتى مع نفسها.

المهم هنا أن ندرك أن أزمة النظام الحاكم مرتبطة ارتباطا وثيقا بأزمة الطبقة الحاكمة في مجملها. من يملكون الثروة في مصر – من يملكون خيرات هذا البلد وموارده – وصلوا إلى درجة من الاختناق ومن الإحساس بانسداد الآفاق إلى الحد الذي دفعهم إلى تبني نهائي وشامل لسياسات الليبرالية الجديدة في أردأ صورها. الأزمة الاقتصادية دفعت الطبقة الحاكمة إلى هجوم شامل على كل الفقراء. ومن ثم انقطع آخر خيط من الأكاذيب التي كان يتم تصديرها إلى الجماهير .. ولم يتبق سوى فساد النخبة الحاكمة وإفسادها.

وعلى مستوى آخر أدت أزمة السياسية الخارجية المصرية – أزمة عملية السلام الأمريكي الصهيوني – إلى استسلام نهائي للنظام المصري. السلام البارد أصبح ساخنا إلى درجة لا تحتمل، وشارون الذي لا يمكن صناعة السلام معه أصبح الشريك الوحيد في عملية السلام!!

في ظل الأزمة الداخلية والخارجية .. وفي ظل إحساس الرأسماليين بفشل النظام على كل الأصعدة .. ارتفعت الأصوات المطالبة بالتغيير .. حتى من داخل الطبقة الحاكمة ذاتها. الرأسماليون يشعرون بأن الديكتاتور المريض لم يعد قادرا على توفية طلباتهم أو حماية مصالحهم. وكل خيار يتبناه النظام السياسي يؤدي إلى مردود عكسي. في الصباح يكون القرار هو القمع حتى نحمي أنفسنا من غضب الجماهير .. وفي المساء (عندما ينقلب السحر على الساحر) يكون القرار هو أننا نحتاج إلى انفتاح ديمقراطي!

كثير منا ربما قد سمعوا مقولة (الكسي دي توكفيل) أن النظام السيء والمتسبد يبدأ مسيرة انهياره بالضبط عندما يقرر إصلاح نفسه. يبدو أن توكفيل كان يقرأ حاضرنا. نظامنا – تحت ضغوط خارجية وداخلية – قرر إصلاح نفسه. كلنا يعلم أن إصلاح النظام لن يكون له مضمون حقيقي. سيتغير الدستور لتكون انتخابات الرئاسة تنافسية .. ولكن سيقذف في السجن بالمتنافسين، وسيطاح بكل قوة سياسية حقيقية لديها قدرة على دخول المنافسة. سيتغير الدستور لتكون الانتخابات تنافسية .. لكن ستظل كل السلطات في يد رئيس الجمهورية وستظل قوانين الطوارئ وستظل الصحافة مقيدة والإعلام في يد الدولة. باختصار: سيفتح النظام شهيتنا وشهية الجماهير للتغيير، ولكنه لن يفعل شيئا حقيقيا ..

أمامنا خياران اليوم. إما أن نشرب الأنخاب ونعتبر أن المعركة قد انتهت .. أو أن تصلنا الرسالة ونفهم أن النظام يتخبط في احتضاره .. ومن ثم نشدد هجومنا وحصارنا ونضالنا في وسط الجماهير لتعبئتها لدق المسمار الأخير في نعش سلطة فقدت مبرر وجودها وفاحت رائحة تعفنها في الآفاق.

من ينظر بدقة يمكنه أن يرى الضوء في نهاية النفق. يمكنه أن يرى الديمقراطية تلوح في الأفق. فقط نحتاج إلى توسيع النضال وجمهرة الكادحين حتى نسقط من يترنحون في عروشهم. فقط نحتاج إلى تحويل المعركة الديمقراطية إلى معركة من أجل "ديمقراطية الجماهير" .. ديمقراطية توفير رغيف الخبز لكل الفقير .. لا ديمقراطية حكم الرأسماليين والأثرياء.

الضوء ظهر في نهاية النفق .. فلنسير بصلابة وقوة وبلا تردد حتى نكسب المستقبل.

مركز الدراسات الاشتراكية 27 فبراير 2005



#مركز_الدراسات_الاشتراكية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام اشتراكية – 2005
- تسقط حكومة النهب ورفع الأسعار - الحكومة الإلكترونية وغضب الف ...
- حكومة جديدة .. ليبرالية جديدة
- بيان تضامن مع مركز -النديم- تسقط دولة الاستبداد
- دعوة لندوة العمال بعد الخصخصة
- لا يا شيخ الأزهر.. لا يا شيراك - لا لاضطهاد الأقليات في أي ب ...
- ندوة يتحدث فيها القياديين فى الحركة العالمية لمناهضة الحرب
- السبت القادم: قضية تنظيم الاشتراكيين الثوريين أمام محكمة أمن ...
- خطابات التضامن مع الاشتراكيين المصريين
- لقاء مع الروائي صنع الله إبراهيم والمزيد من التوقيعات تضامنا ...
- لا.. للحرب على الأرزاق
- الثورة على عالـم كريه
- أطلقوا سراح معارضى العدوان الأمريكى على شعب العراق .....وقائ ...
- اختطاف كمال خليل مدير مركز الدراسات الاشتراكية - القاهرة
- القبض على إبراهيم الصحاري فجر اليوم من منزله - القاهرة
- ندوات مركز الدراسات والبحوث الاشتراكية


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مركز الدراسات الاشتراكية - مصر: -مش .. كفاية-