أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - ضحكات لم تكتمل/قصة قصيرة














المزيد.....

ضحكات لم تكتمل/قصة قصيرة


محمد عبد الله دالي

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 12:46
المحور: الادب والفن
    



قد امتلكت جمالاً رائعاً ، احتار العشاق بوصفها ، حتى استحوذت على قلوب الكثيرين من زملائه ، والكل يريد أن يكسب مودتها .. وهي في الحقيقة تملك قلباً بسيطاً وشفا فاً ، الضحكة لا تفارقها ، خفيفة الظل ، تدخل إلى القلب بدون استئذان ، صاحبنا ،كان يرفض أي تعليق ، ولا يسمح لغيره ، بوصفها أو حتى التمتع بالنظر إليها ، لا أدري هو الحب أو الغيرة ، لكنه يقف بعيدا ، يسترق النظر ، ثم يتنهد ، ولا شيء سوى ذلك ، ليس لديه الجرأة للتقرب منها ، شاءت الظروف ، أن يلتقيا ، في أحدى حفلات التعارف التي أقامتها عمادة الكلية ، هي استقرت في قلبه ، ولا يدري هل شغل أحدٌ قلبها ، كان قلقاً من ردة فعلها ، التقت عيناهما مباشرةً استمرت لبرهة من الزمن ، شعر هو برجفة هزة كيانه ، فقدَ القدرة على النطقِ ، ولم يتمكن على ردِ تحيتها ، أما هي التفتت على استحياء ،مع نظرت غنج ودلال ..
استمرت اللقاءات واستمرت السنون تطوي أيامها ، ولم يسلما من حسد الحساد ، ،.. ما عاد حبهما سرا حتى بدأ يُعِدُ نفسهُ لحياة جديدة .. حاصرهما شظف العيش ،أثناء الحصار المفروض على البلد من كل مكان ، عاش مع أهلهِ، وبعد التغيير، جاء يوم من الأيام يزفٌ لها خبر تعينهما .. هي في احد الوزارات ، وهو على ملاك إحدى الدوائر القريبة .
كانت فرحتهما بالوظيفة كفرحتهما بالوليد القادم ... حبهما ينمو وطفلهما ينمو كانت الأيام تتسابق بإضافة خطوة على خطوات الطفل ، ليصبحا طفلين، الغرفة ضاقت بأثاثها، وساكنيها.. تناغمت الحياة معهما.. ضحكات وأنغام تتراقص على كفين صغيرين ، وفرحة الأبوين الفرحين بهما.. أخذ الحصار منهما أجمل أيام المتعة ، هو يرافقها صباحاً إلى عملها ، الطفلة برفقة الأم تسلمها لدار الحضانة في الوزارة ، وهو يصطحب الطفل إلى روضة قريبة لعمله ... هكذا كانت خطة حياتهما اليومية بعد تغيير النظام ، حياة تمتاز بالهدوء ، والأمل لبناء مستقبل جديد .
وفي غفلة من الزمن ، حدث انفجار مروع ، هزً المدينة ،اندفع عليه زجاج النافذة كالرصاص التصق بوجهه ويديه ، لقرب الانفجار من الدائرة ،هرع مرعوباً ، رغم جراحه نسي حالته ، تخلص من أيدي المسعفين بصعوبة .. صاح أنا ولا هم ، انتصب واقفاً في وسط الشارع رأى نفسه ، أمام كارثة حقيقية ، كان هذا المكان على الخارطة منذ دقائق ، وبأجمل حلة ،اندفع بدون وعي رغم تحذير رجال الأمن .. ناداه احد إفراد رجال الإسعاف
ـــ أخي أنت مصاب .. انتظر ؟
فلم يلتفت لندائه ، ودخل الوزارة ، كان الدخان يحجب المكان وصراخ النساء والرجال ،كأنهم في ساحة قتال ، أحدهما يحمل الآخر .. السليم يحمل طفل أو طفلين ، وجرحى وشهداء .. أطفال كالزهور لا زالت رائحتهم تعبق في المكان ، كل مشغول بنفسه وبغيره ، دخل مسرعاً ، رأى زوجته تزحف وهي تحمل آلامها وجراحها ، تبحث أيضا بين ركام الروضة عن طفلتها .. إحتظنها وهما يبكيان...شاركها البحث بين مقاعد الدراسة ..صراخ الأطفال تحت الأنقاض .
صاح على زوجته ، هذه .. لآلا.. هذه وأخيراً صرخت .. ما ما .. سحبتها من تحت مقعد الدراسة،بصعوبة وهي تشارك ابنتها بالبكاء ، تفحصتها ، يدُ مكسورة وجروح في الرأس والدماء تسيل منها ، لفتها رغم ألآمها وجراحها .. احتضن الاثنين، حمل الطفلة ، وتعلقت هي بكتفه وَهَمًا بالخروج ،وهما في اسؤ حال ، وهو يقول (حسبي الله)هل هذا جهاد ... ! أدركهما المسعفون، التفت لزوجته قائلا :ــ
ــــ الولد انتهى دوامه ، سأذهب وأعود به ، خوفا من مجاهد آخر .. كرر عليه رجل الإسعاف ..
ـــ يا أخي أنت مصاب انتظر .. إصابتك بليغة وتحتاج إلى علاج ..
ـــ سأعود .. سأعود، والدموع تأخذ طريقها على خديه وتحجب عنه الرؤيا .. وهو يهرول مسرعا بغير اتزان ، نظر إلى المكان .. إلى الخراب الذي خلفه الانفجار ، لم يقوى على الوقوف .. جثا على ركبتيه .. انتبه وهو على سرير سيارة الإسعاف ،ونظره مثبت في السماء، وقد فارقت الضحكة فمه...!! .

محمد عبد الله دالي الرفاعي



#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين نقطتين قصة قصيرة
- قصةقصيره
- قصة فصيرة
- مجرد امنيات /قصة قصيرة
- قصة قصيرة/العودة الى الضفة


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - ضحكات لم تكتمل/قصة قصيرة