أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عربي الخميسي - يا اهل اوكلاند ماتت كاشين ....؟















المزيد.....

يا اهل اوكلاند ماتت كاشين ....؟


عربي الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 08:28
المحور: حقوق الانسان
    


مسكينة كاشين ماتت وهي لم تبلغ من العمر سوى سبع وثلاثون سنة ، وقد وجهت جريدة
.. ( مشهد اوكلاند ) ليوم 30 من آب سنة 2009(City Scene)
الدعوه لأهالي مدينة اوكلاند لحضور تشييع جثمان المتوفاة الى مثواها الاخير

كاشين هذه مغلوب على امرها ، جرى تهجيرها وربما بٍِيعت وهي لا تدري .. وسُفِرّت من مسقط رأسها في تايلاند الى بلدها الجديد نيوزيلاند دون ارادتها ، وهي لم تزل صبية فتية لا يتجاوز عمرها الاربع سنوات ، هكذا ورد بهذه الدعوة . ومما يلفت النظر الصيغة التي كَتِبت بها هذه الدعوه ، فقد جاءت بمانشيت عريض خَََط بأحرفِ كبيره تصدرت الصفحة الاولى من الجريده وفي الاعلى منها ، حيث تقول كلماتها ( الجمهور في اوكلاند وعموم نيوزيلانده مدعون لحضور حديقة الحيوانات هذا الاسبوع ، للمشاركة بتشييع وتوديع احدى الأناث المسماة كاشين التي رحلت عنا يوم الاثنين الماضي، والدعوة قائمة لكل هؤلاء وإؤلئك الذين يضمرون لها في قلوبهم حبا وتربطهم واياها ذكريات موثيره طيبة )- الترجمة بتصرف –

أتدرون من هي السيده كاشين الراحله عنا والتي جرى نعيها في هذه الدعوه ؟ هي احدى اناث الفيلة ذات التاريخ الحافل .!
هذا ما صرحت به رئيسة الهيئه الاداريه لحديقة الحيوانات في اوكلاند ، واضافت مشيده باوصاف وصفات السيده كاشين قائلة ( انها ايقونة الحديقه ورمز حيواناتها تستحق الاحتفاء بها وتمجيدها في يومها الخالد هذا ) وان السيد اندرو رئيس الفريق المسؤول عنها في الحديقه ، ايدها في نعوتها لها ، وعدد هو الاخر مواهبها وثر عطائها ، قائلا ( كانت تبدو ملكة فوق عرشها بل عملاقا شاخصا وعظيما بين رفاقها تستحق الاحترام والتبجيل ) واستمر بطرح محاسن هذه الفقيده ، ولكي لا اطيل عليكم سابين المقصود ، رغم استمرار الحديث عنها ، وسرد الذكريات والافعال المميزه للفقيده كاشين بهذه الصحيفة المحليه وبصحف اخرى تصدر في اوكلاند على توالي الايام والاسابيع ولا تزال و حتى هذه اللحظة ...!

نحن بمجتمعنا العراقي ومنطقة الشرق الاوسط عامة ، ننعت نهاية حياة الحيوان ، فنقول نفق ذلك الحيوان ولم نقل مات لا اعرف السبب ، وربما لكي نعلو بالانسان منزلة ورقيا ، وقد يكون الامر صحيحا ، لأن الانسان يقع في قمة هرم المخلوقات ، لتمتعه بصفات وممارسات تختلف جوهريا عن غيرها مما يقوم بها خلق اخر ، وهذه الامور يعرفها العلماء والاختصاصيون وغيرهم ..
الا ان من المؤلم حقا اننا عكس ذلك تماما ، ففي هذه الايام نحن معشر العراقيين ، لا نقيم وزنا ليس للحيوان فقط بل للانسان وقيمته وحقوقه باعتباره اغلى كائنات هذا الكوكب ، بل هو اثمن الموجودات كافة ، وقد سخرت له الطبيعه كل مصادرها ، ومنحته الحرية المطلقه بالتمتع بمعطيات الكره الارضيه على وفرتها واتساعها بما تحتويه من مأكل ومشرب وملذات هذه الدنيا ، وقضى بتسخير الكائنات والموجودات كلها لخدمته وتحت تصرفه ، والمهم ان الطبيعه ذاتها زودته بالعقل والفكر والادراك ، وهو وحده على الاطلاق منحته موهبة النطق والتفاهم ، فما عليه الا حسن التصرف والممارسة اتجاه نفسه وضمن الجمع وما يحيط به من كائنات ومكنونات كثيرة

نحن من تقاليدنا الباليه نمقت الحيوانات والطيور والزواحف ، وقياسنا لهذا الفهم ودرجة هذا المقت يتحدد بمقدار الفائده التي نجنيها منه طعاما ، او عطاء ، او خدمة ،واستخدامنا اواستئناسا ، وعلى العموم ، تعودنا او هكذا كانت ثقافتنا ، ان نحمل لها في قلوبنا كرها وتحريما واقصاء إلا ما ندر منها رغم فوائدها الكثيره ، فنحن مع الاسف بشر تغلبت علينا الانانيه وحب الذات ، وزرعت في قلوبنا الضغينه والحقد ، وربما ممارسة جبلنا عليها او معتقدا دينيا إتمرنا به ..! وقياسا للتعامل مع انثى الفيله كاشن موضوع حديثنا هذا وحضور جمهورها ، نطرح السؤال الأتي .. اين نحن منها يا ترى ؟ اين الخطأ ؟
هل ان كياننا البنيوي ودرجة وعينا الثقافي وتقاليد وعادات مجتمعاتنا ومن ثم قوانينا الوضعيه كانت هي السبب ؟ ام هي انعكاسا لقهر وظلم السلطة والتسلط وانظمة الحكم التي زرعت الخوف والكره بقلوب مريديها ؟
لا اعرف لماذا يحدث الان بالعراق ؟ وقد اباح الانسان لنفسه قتل اخيه الانسان الاخر ؟ وهل هو طبع ام تطبع ؟ ومن الغريب حقا ترى ان هذا الكائن العراقي هو نفسه ومن قديم الزمان شرع القوانين واوجد قواعد احترام بني البشر واسس للحياة قيمتها وحرم الاعتداء عليها لأنهائها والتجاوز عليها ..! واكرر السؤال ..كيف حدث العكس بعراقنا الحبيب ؟ اسئلة كثيرة واردة وهي بحاجه الى دراسة ميدانية من قبل العلماء وذوي الاختصاص ، كظاهرة اجتماعيه سلبيه حلت بالشعب العراقي في ظروف قد تبدو جديده وغير مسبقه وبالتأكيد لها اسبابها ومسبباتها سابقا ولاحقا ؟

وخلاصة القول ارى ان العراق يجب عليه ان ينهض من هذه الكبوه، ويؤسس مجددا للتربيه والاخلاق ، ويرتفع بالوعي الفردي والجماعي ، لتوطيد مفاهيم المحبه والتآخي بين بني الانسان كافة ، ويقر الحقوق الشخصيه للفرد والجماعه ، وان نتعلم مما وصلت اليه الامم والشعوب في هذا المجال ، وهي تحترم الخلق من بشر وحيوان على حد سواء ، وحتى النباتات يجب ان تشرع لها قوانينها وكيفية الحفاظ عليها وتطوير زراعتها وتحسين جماليتها ..! امور كثيره تنقصنا فهما وممارسة قياسا لما وصلت اليه باقي الأمم المتحضره ...!

رحلت عنا كاشين الى الابد ، ونََثِرت على جثمانها الزهور والرياحين ، وغنى لها عشرات الاطفال اناشيد الحب والوداع ، وحيّاها الكبار ساعة توديعها الوداع الاخير، وخلدت ذكراها كل وسائل الاعلام المرئية والسمعية والمقرؤه ، وما علينا نحن معشر العرب والشرقيين ، ان نتعلم كيف ان نتعايش مع بعضنا ، ونستوحي العبر من هذه الواقعه ، وليكن حبنا لبعضنا البعض حميميا ، ولنوطد شعور السلام بيننا وبين البشر كافة ، ومع كل ما حولنا من كائانات ومكنونات ، والتي اصبحت من اساسيات الحياة وجوهرها ومقومات الانسانية الناهضه ، داعين للسلام والمحبه ، ولتسود اواصر الاخوة والمشاركة ، وليعش الجميع بوئام على هذا الكوكب وبسلام

عربي الخميسي





#عربي_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم عبد الجبار عبد الله يوم التقيته
- العراق خسر الصابئه المندائيين ، ولكن الصابئه المندائيين لم ي ...
- المراة المندائيه حررها الدين المندائي وظلمها المجنمع
- أنا شاهد عَيّان على ثورة 14 / تموز
- القسم الثاني والاخير - كاظم فرهود ابو قاعدة ذلك الشيوعي المن ...
- كاظم فرهود ابو قاعدة ذلك الشيوعي المناضل يوم عرفته
- هذا هو موقف الاخيار والشرفاء
- جريمة الطوبجي ضد الصابئه المندائيين وموقف الشرفاء المطلوب لل ...
- القسم الثالث - يوم تأسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من ...
- يوم تاسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من حرب الاحتلال
- يوم تأسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من حرب الاحتلال
- من مذكرات الراحل طيب الذكر المحامي داوود حبيب يلدو سيبا
- ابناء الاقليات الدينية في العراق واشكاليات ممارسة حلف اليمين ...
- تحركات القنصليه الامريكيه بالبصره بعد ثورة 14 / تموز مباشرة ...
- القسم الثاني ....... تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ...
- تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14 / تموز مباشر ...
- العراقيون المندائيون بخير ! بس عايزهم الحام والطعام
- الى / الكاتب السيد مصطفى القره داغي وعلى هامش مقالته ( مجزرة ...
- وقائع قصر الرحاب يوم 14 / تموز
- ليلة القبض على العقيد الركن عبد الغني الراوي


المزيد.....




- الانتفاضة الطلابية.. حرية التعبير تدعس في حرم أرقى جامعات ال ...
- الغذاء العالمي: المجاعة واسعة في شمال غزة وتتجه نحو الجنوب
- تونس.. إجلاء قسري لمئات المهاجرين ونقلهم للحدود الجزائرية
- تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و ...
- إسرائيل تبلغ منظمات الإغاثة بخطط إجلاء رفح وواشنطن تؤكد: لم ...
- وفد قطري يتوجه للقاهرة للمشاركة بمباحثات صفقة الأسرى بين حما ...
- مصدر لـCNN: إسرائيل تطلع منظمات الإغاثة على خطط لإجلاء المدن ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين الأفارقة من مخيمات في العاصمة الت ...
- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عربي الخميسي - يا اهل اوكلاند ماتت كاشين ....؟