أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه المغرب - سر صمود النظم القبلية التقليدية في الحدود المغربية الجزائرية















المزيد.....

سر صمود النظم القبلية التقليدية في الحدود المغربية الجزائرية


لحسن ايت الفقيه المغرب

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 10:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ساهمت النظم العرفية في الأوساط القبيلة بالأراضي المحاذية للحدود المغربية الجزائرية في تشكيل جبهة قبلية عرقلت, إلى حد كبير, التوسع الاستعماري بالشرق المغربي والجنوب الشرقي,أي في تلك الأراضي التي أضحت , ,بعد معاهدة لالة مغنية سنة 1845,ميدانا حيويا استهدفه المشروع الاستعماري الفرنسي بشمال أفريقيا وغربها.و لا مجال لاستحضار فصول تلك المعاهدة, التي أمليت على المغرب, والوقوف عندها بالتحليل والنقد لبيان ما تضمنته من نقائص ونقط الضعف و شروط قاسية ,كما لا يفيد التتبع الكرونولوجي لتلك النظم التي تعود إلى العصر التاريخي القديم ,حسب زعم المؤرخ الفرنسي جوهان ديزانج الذي نعتها بالكونفدراليات القبيلية لما تحويه من خصوصيات اتحادية بالفعل, لأن المهم هنا,أن قوة المد الاستعماري في القرن التاسع عشر اصطدم بحاجز من المقاومة العنيفة امتدت, عبر المكان, من أرض بني يزناسن بالمغرب الشرقي إلى مراعي ايت خباش بتافيلالت, وصمد في الزمان من احتلال الجزائر سنة 1830إلى معركة مسكي سنة 1916.إنه من الصعب الفصل بين الصمود القبلي وطبيعة النظام العرفي السائد بواحة فيجيج ولدى قبائل بني يزناسن وبني كيل وأولاد جرير و ايت عطا.فالنظم العرفية كلها تستمد قوتها من التماسك والتعاضد والتآزر وتعتمد على دقة التنظيم العشائري والتمثيل في مجالس تحمل أسماء مختلفة حسب الوسط القبلي وتقوم على قاعدة عددية ذات حمولة سحرية تعود للماضي التاريخي البعيد.لقد حان الوقت للاعتناء بتلك النظم ومراجعتها و دراستها . و لا يختلف النظام العرفي بالصحراء كثيرا في الأساس السحري العددي الذي يقوم عليه- كما سيأتي- وفي دقة التنظيم العشائري والتمثيل عن الأنظمة المعروفة في هوامش المغرب أي المغرب الشرقي والجنوب الشرقي المغربي و لدى قبيلة قلعية في شمال المغرب في القرن التاسع عشر. فالهجوم الاستعماري متناسب في درجة قوته وشدته و درجة التماسك القبلي. لقد حاولت بعض المصادر الفرنسية أن تجعل من التنظيمات القبلية شعوبا نوعية مستقلة في القرن التاسع عشر, أو على الأقل و حدات عمرانية تخدم مصلحة المستعمر وهو تقدير خاطيء. فالقبائل تشكل صورة مجتمع له خصائص مشتركة مع البنية الكلية أي التنظيم الكونفدرالي كما هو الحال لدى ايت ياف المان بالأطلس الكبير الشرقي و أيت عطا بالأطلس الصغير, وقبل ذلك ايت إدراسن وايت أومالو. ولكل قبيلة أو اتحادية قبلية خصائص تميزها عن القبيلة المجاورة ورثتها عن الإثنية (العنصرية) والجغرافيا والتاريخ. والقبيلة وحدة سياسية مؤهلة للانخراط في الاتحاد القبلي الذي ينقطع للدفاع عن المجال الوظيفي الذي يحوي المراعي والمحاطب وموارد الماء والمجالات الصالحة للزراعة والممرات الاستراتيجية والطرق والمسالك.إنها بمعنى آخر وحدة وظيفية غير عنصرية ,لذلك تجد قبائل عربية في الاتحادات الأمازيغية كما هو حال عرب الصباح المنضوية في كنفدرالية ايت ياف المان وهناك قبائل عربية تمزغت فوجدت مكانها في اتحاد ايت عطا ولا يمنع الاختلاف اللغوي في الانخراط في الاتحاد القبلي إن كانت الوظيفة تسمح بذلك. وللتهديد الفرنسي في القرن التاسع عشر دوره في تعميق التكتل القبلي في الأراضي المحاذية للحدود المغربية الجزائية و مراجعة أسس التحالف. وعلى شاكلة الأنظمة القبلية المغربية حافظت اتحاديات القبائل بالجنوب الشرقي المغربي بعلاقة الولاء مع السلطة المركزية,تدفع الضرائب وتعبر عن الولاء للسلطان في كل مناسبة وتدعو له بالخير في الخطب المنبرية في أيام الجمعة والأعياد. ولا مبالغة في القول إن القبائل الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي بالجزائر,من شرق فيجيج إلى شط الجريد ظلت إلى حدود سنة 1961 تذكر السلطان المغربي في الخطب المنبرية ولم يختف دلك حتى حصلت الجزائر على الاستقلال و ظهر مفهوم آخر للوطنية. ونُذكر فقط, أن مشكل الإمامة والخلافة والبيعة طرح كفتوى وإن شئت موضوعا للنقاش بين الأمير عبد القادر الجزائري وعلماء القرويين بفاس, فانتصر موقف الأمير عبد القادر القائم على اعتماد انحطاط الخلافة العثمانية بالجزائر,أي عدم قدرتها على الدفاع عن دار الإسلام لإزاحة الموقف المغربي المؤسس على الحديث (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما) . فكانت بلاد الجزائر تابعة على مستوى الولاء الديني للمغرب بعد معركة إسلي سنة 1844,أعني بعد سقوط الخلافة العثمانية بالمغرب الأوسط ولم يعد يربطها بالخلافة الإسلامية في المشرق أي رابط, وبا ختصار لا خلاف بين المغاربة والجزائريين في الحقبة الاستعمارية وما قبلها في الدفاع عن المجال الوظيفي وفي الولاء الديني للسلطة القائمة أنذاك وفي النظم القبلية.حافظت الأنظمة القبلية المغربية العتيقة على تواجدها وصمودها أمام المؤثرات التاريخية واستغلت بعض اللحظات من التعايش في تثبيت دعائمها, وكان عبد المومن بن على الكومي أول من ناصرها حيث أعطى الجماعات السلالية حقوقها في أراضي الخراج التي أضحت ,الآن, أراضي الجموع, وانقطعت لحراسة مجالاتها الوظيفية إلى حدود فرض السيطرة الاستعمارية الفرنسية عليها في وقت متأخر. وتتكون الجماعات السلالية من شيوخ العشائر المسنين وتقوم باختيار شيخ عاقل (أمغار بالأمازيغية ) يتولى أمورها وينفذ قراراتها ويكون الشيوخ مجلسا أعلى (مجلس الاتحاد القبلي ) الذي ينظر في قضايا القبائل المتحدة في المجال الوظيفي و يضمن أمن الاتحاد. وإلى جانب سلطة المجلس ظهرت سلطة الزوايا مع انتشار التصوف الطرقي وسلطة القائد التي تسود في فترات الاستقرار السياسي المغربي. وفي كل أحوال الانهيار الأمني يظل المجلس القبلي سيد الموقف في الأوساط القبلية. وتختلف النظم من منطقة إلى أخرى, حيث تسمي بني يزناسن مجلسها الجماعي بمجلس (ميعاد)كما ورد في متن أحد المصادر الفرنسية. وللكلمة دلالة عربية وربما يهودية أيضا ,ولا أحد ينكر تأثير اليهود في الثقافة المغربية. ويغلب على الظن أن للكلمة علاقة بقبيلة بني يزناسن لأن كلمة يزناسن الأمازيغية تعني (أرسل إليهم), أرسل إليهم المؤونة والجنود. ولكل الرسل موعد في المكان والزمان ساحة القتال.فمجلس (ميعاد) مجلس الحرب والدفاع عن المجال الوظيفي ولاغرو,فالطقوس الحربية الأمازيغية المغلفة بقيم الشجاعة كانت تقصي أن تحدد مع العدو موعد القتال وساحة الحرب ومن خالف الموعد فقد عبر عن استسلامه. ولقبيلة بني يزناسن الأمازيغية ذكريات في المقاومة والدفاع .ولم يكن الأمازيغ وحدهم يدبرون أنفسهم بأنفسهم بواسطة المجالس فقد عرف الفينيقيون مجالس الشيوخ وعرفها العبرانيون كما هو مضمن في التوراة وفي العصر الجمهوري الرومان مجلس الشيوخ. وفي المغرب الشرقي مجالس على شاكلة مجلس (ميعاد) لدى ذوي منيع وأولاد جرير. وفي واحة فيجيج نجد مجلس الجماعة وهو أكثر رقيا وتنظيما من مجلس ميعاد يقوم على القاعدة العددية 4 (أربعة) تراعي عدد سكان القصر (الدوار).فالقصر مقسم إلى أربعة أجزاء لكل جزء أربعة ممثلين يعينون من بينهم منسقا.و يبلغ عدد ممثلي القصر 16 أما مجلس الواحة الذي يشرف على ست وحدات عمرانية, فكان يضم قبل دخول المستعمر الفرنسي المنطقة 96 ممثلا. وكانت ايت عطا تؤسس تنظيمها على القاعدة العددية 5(خمسة) أي خمسة فروع ,كل فرع يضم ما تيسر من العشائر, فهناك خمس ايت ولال وايت أونيروخمس ايت واحليم, وهناك خمس ايت إسفول وايت علوان وخمس ايت يعزة وايت الفرسي. وتشكل ايت خباش وحدها الخمس الخامس في اتحادية ايت عطا.وفي الصحراء المغربية مجلس (ايت أربعين) السلطة القبلية العليا التي تضم في تشكيلها شيوخ القبائل,يقوم على الأساس العددي السحري الأمازيغي40( أربعين), ويسهر على سن الأعراف والدفاع عن المجال القبلي, ولا يختلف كثيرا عن المجالس العرفية المغربية الأخرى.ويظهر أن إهمال النظم القبلية المغربية التي حافظت على التماسك القبلي المغربي في القرن التاسع عشر خطأ في حق الثقافة المغربية غير العالمة. ولقد حان الوقت لإحياء تلك الأعراف القبلية وتحقيقها ومراجعتها لتأسيس مقاربات سوسيوثقافية للتنظيم الإداري والتسيير في الكثير من الأوساط القبلية التقليدية.



#لحسن_ايت_الفقيه__المغرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه المغرب - سر صمود النظم القبلية التقليدية في الحدود المغربية الجزائرية