أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - الورطة الديموغرافية لإسرائيل-في القدس















المزيد.....

الورطة الديموغرافية لإسرائيل-في القدس


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفلت إسرائيل بالذكرى السنوية الأربعين لحرب حزيران 1967 التي احتلت خلالها الضفة الغربية وقطاع غزة، وهضبة الجولان السورية.بالإضافة طبعاً لكل شبه جزيرة سيناء.
لم تكن إسرائيل تدرك، عندما احتفلت احتفالاً دينياً وهستيرياً باحتلال القدس العربية الشرقية، بعد الاحتلال مباشرة، أنه ينطبق عليها المثل الشعبي الفلسطيني القديم: "واوي بلع منجل..عند خراه نسمع عواه".
لقد انبعثت، في إسرائيل حركة دينية قومية احتلالية شرسة جداً. وهذه الحركة وجدت تعبيراً عنها في بدايات الاستيطان الكولونيالي في الضفة الغربية وأيضاً في التصميم الهستيري على "توحيد" القدس، أي تحويل القدس الغربية والقدس الشرقية الفلسطينية المحتلة إلى "مدينة واحدة موحدة".
إن القيادة الإسرائيلية التي اندفعت في هذا الاتجاه "الديني" و"القومي" المجنون، تحت ضغط المتدينين واليمين المتطرف، تناست موقف القيادة الصهيونية من اقتراح لجنة، بيل(1937) التي اقترحت تقسيم فلسطين وأيضاً تقسيم القدس، بحيث تكون القدس الغربية إسرائيلية والقدس الشرقية فلسطينية.
يومئذ كانت القيادة المتنفذة في الحركة الصهيونية علمانية تماماً وبراغماطية إلى حد بعيد، ولم يكن جنون العظمة الامبراطورية قد لوَّث التفكير الرسمي اليهودي.
ليس صدفة أنه بعد احتلالات حزيران 1967 ازدهرت في إسرائيل أيديولوجية دينية أصولية وانتشر التفكير الديني الذي يتكلم عن قرب القيامة. ويبدو أن القيادة السياسية الصهيونية أيضاً، بزعامة حزب المباي (العمل فيما بعد) أصيبت هي أيضاً بالهَوَس الرهيب، وحلمت بتوطين كتل يهودية كبيرة في الضفة الغربية مما سيمنع إقامة كيان فلسطيني، ومع الوقت تتكون أكثرية يهودية في الضفة، ولذلك "من الطبيعي" أن تتحول القدس والخليل وبيت لحم إلى مدن يهودية إسرائيلية.
خلال الأربعين سنة الماضية، مع أن إسرائيل تصول وتجول في المنطقة، فقد حدثت تطورات بالغة الأهمية أبرزها انبعاث الحركة القومية الفلسطينية واشتعال المقاومة مما حطّم الوهم باستيطان الضفة وعمَّق مشاكل إسرائيل المصيرية، بدل أن يجلب لها الإنقاذ.
لقد "وحدوا" القدس رسمياً، ووزعوا الهويات الإسرائيلية على مَن يريد من سكان القدس الشرقية المحتلة. ومع الأكل زادت الشهية فضموا إلى منطقة نفوذ القدس الموحدة عدداً كبيراً من القرى الفلسطينية التي كانت دائماً زناراً حول القدس، ولم تكن جزءاً من القدس.
في الذكرى العشرين لاحتلال القدس اعترف تيدي كولك رئيس بلدية القدس آنذاك، أن القدس "ليست موحدة" وعشرين سنة ليست كافية لتوحيد حقيقي للقدس.
الآن، في الذكرى السنوية الأربعين لاحتلال القدس (ضمن الاحتلال الشامل) دار نقاش حاد في الأوساط السياسية اليهودية وفي الصحافة العبرية حول الوضع في القدس. فقد دل بحث ديموغرافي رسمي أن في الجانب العربي الفلسطيني من القدس "الموحدة" هناك 280 ألف فلسطيني لم يعترفوا يوماً بالاحتلال ويشاركون في التصويت للبرلمان الفلسطيني وينتمون سياسياً إلى مختلف الفصائل الوطنية الفلسطينية.
والأخطر من ذلك، صهيونياً، هو التقدير بأنه حتّى سنة 2020 سوف يصبح عدد العرب الفلسطينيين في القدس "الموحدة" أكثر من اليهود.
كما أشارت الصحف إلى حالة خاصة في القطاع اليهودي في القدس، فالعلمانيون والشباب والمثقفون، بشكل عام، يرحلون إلى الساحل، إلى تل أبيب بالأساس، لأنهم يريدون حياة عصرية مدنية وحياة ثقافية واجتماعية ويريدون الانخراط في التطور الاقتصادي العاصف الذي تمثله تل أبيب وبأية حال لا تمثله القدس.
العلمانيون والشباب يرحلون من القدس الوحدة ويتركونها أساساً للقوى الدينية اليهودية، الأصولية والتوراتية التي قطاعات واسعة منها لا تعمل، لأنها "متفرغة" كلياً لدراسة التوراة. وفوق كل هذا فهناك قطاع من المتدينين اليهود الأصوليين معادٍ للصهيونية السياسية، وهناك قسم متطرف أكثر لا يعترف بدولة إسرائيل ويعتقد أن المطلوب هو قيام مملكة الله لا دولة الصهيونية.
كتب أحد الصحفيين في يديعوت أحرونوت: عندما يصل اليهودي إلى شارع صلاح الدين في القدس العربية الشرقية فأنه يحس أنه خارج القدس، وأيضاً خارج إسرائيل.
الدكتور موشيه عميراف المحاضر في الجامعة العبرية في القدس، كان سنوات طويلة عضواً في مجلس بلدية القدس. وقد كتب مقالاً في جريدة "هآرتس" قال فيه إن ما يسمى "توحيد القدس" كان نتاج غطرسة وغباء معاً. وقال إن مناطق واسعة لم تكن قبل ال67 وحتّى قبل 48 جزءاً من القدس جرى ضمها للقدس. ولذلك الآن العرب الفلسطينيون هم 40 بالمائة من السكان الرسميين للقدس الموحدة. وخلال عشرين سنة-قال- يصبح أكثرية سكان "عاصمة إسرائيل الأبدية"، "القدس الموحدة" عرب فلسطينيون لا يدينون بالولاء لدولة إسرائيل بل لدولة فلسطين العتيدة.
ويقترح الدكتور عميراف "تصحيح الخطأ الفاحش": يطالب بفك كل المناطق العربية الشرقية في القدس (ربما في ما عدا حائط المبكى) عن القدس، لتعود القدس الغربية عاصمة إسرائيل.
هناك جانب آخر للمشكلة فبينما "القدس الغربية" هي مدينة عصرية، بمقاييس أوروبية، فإن المنطقة العربية في القدس مهملة بشكل إجرامي، البنى التحتية فيها متخلفة جداً والمضايقات السياسية والاقتصادية عنيفة وحادة، حتّى أن هناك أساتذة يهود يقارنون وضع القدس العربية-الشرقية- بأحياء الزنوج، على هوامش المدن الأمريكية.
إن القدس بشقيها، الغربي والشرقي ليست موحدة، بل هي بؤرة حادة للصراع القومي بين اليهود الإسرائيليين وبين الفلسطينيين والقدس العربية ليست أكثر من أداة في نظر المؤسسة الإسرائيلية-لجلب السياح المسيحيين والغربيين عموماً إلى القدس لزيارة الأماكن المقدسة المسيحية، كما تستغل إسرائيل الأماكن الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى الشريف، للعلاقات مع مصر والأردن وتركيا والدول الإسلامية الأخرى، إذا أمكن.
الكاتب والصحفي يهودا ليطاني الخبير حقاً في اللغة العربية والتاريخ الفلسطيني عموماً ومن مواليد القدس كتب مقالاً في يديعوت أحرونوت (16/5/2007) قال فيه إنه كإنسان علماني يحس انه ينتسب إلى الأقلية في القدس الغربية، ويقصد الأقلية العلمانية، الديمقراطية، الطامحة إلى السلام مع الفلسطينيين.
لقد وعد رئيس الحكومة الإسرائيلية إهود أولمرت في الاحتفال الحكومي بأربعين سنة على "توحيد" القدس بتخصيص خمسة مليارات شاقل (مليار ونصف دولار) لدعم "العاصمة الأبدية الموحدة". وقد كتب الدكتور موطي غولاني المحاضر في جامعة حيفا: "إن الاحتفال بتحرير وتوحيد القدس كان جنائزياً أكثر منه احتفالاً حقيقياً." وقال الدكتور غولاني إنه مع أن الفلسطينيين في مأزق حقيقي صعب ومعقد، إلاّ أن إسرائيل أيضاً في مأزق يصل إلى مستوى "التراوما" (الكابوس) يمكن أن نسميه المأزق الديموغرافي.
سألني هذا الأسبوع صحفي يهودي : ما هو شعورك في يوم "توحيد القدس" فأجبته: إذا اعترفت فيروز صاحبة أغنية زهرة المدائن بتوحيد القدس، فأنا مستعد أن اعترف. ولكن التاريخ والجغرافيا والمشاعر وفيروز وكل الشعب الفلسطيني يرون أن القدس العربية الشرقية كانت وتبقى مهد الحلم الفلسطيني بالاستقلال.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة الحزب الواحد والحاكم الأوحد حوَّلت شعوبنا إلى أسرى وأو ...
- متى تحاسب الشعوب العربية حكامها كما يحاسب الشعب الإسرائيلي ح ...
- كتاب ضخم، لائحة اتهام ضد النظام السياسي-الاجتماعي الإسرائيلي
- إسرائيل: من الحلم القومي إلى عبادة البورصة والدولار!
- الأخطار الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل
- الوطني الحقيقي- إنساني بالضرورة
- هل نأخذ مصيرنا بأيادينا ونصنع مستقبلنا أم نواصل رقصة العجز و ...
- هل دم العربي أقل قيمة؟
- دولة عندها مخابرات أم مخابرات عندها دولة؟!
- النظام العربي المهتريء والفاسد لن يسقط من تلقاء نفس
- طلاب كلية الطب
- أية دولة يريد شعبنا الفلسطيني
- -وادي الصليب-في حيفا-الحاضر.. والغائب الحاضر
- قضية المرأة قضية المجتمع كله
- طاعون الفساد والرشوات يأكل جسد النظام الإسرائيلي!
- نوال السعداوي-مناضلة
- المواطنون العرب داخل إسرائيل
- - -دولة ضحايا النازية- تُمجِّد- اليهودي النازي- مئير كهاناّ
- نتنياهو وبراك- قديمان.. جديدان؟
- روسيا تقود المجهود العالمي لإسقاط نظام القطب الواحد الأمريكي


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - الورطة الديموغرافية لإسرائيل-في القدس