أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - من نهر البارد إلى دجلة ومن الدجيل إلى حماة














المزيد.....

من نهر البارد إلى دجلة ومن الدجيل إلى حماة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المتتبع لما يشهده مخيم نهر البارد من أحداث واشتباكات بين الجيش اللبناني وما يسمى تنظيم فتح الإسلام, يجد المرء نفسه أمام تساؤلات حزينة وسوداوية. حيث يقف المرء عاجزا أمام هذا الهول الذي يقف في طريق استقرار شعوب هذه المنطقة وليس هذا وحسب بل يقف أمام رخص الدم لدى النسق السياسي في هذه المنطقة, هذا النسق الذي تحتل السلطات السياسية فيه وجه الحدث وخلفيته بالآن معا. أما معارضتها فهي في خضم تلاطم تياراتها التي تجذرت عميقا في فضاء الفكر السلطوي العربي على مدار ستة عقود وأكثر, كما أنها اختلطت مع بئر النفط التي باتت تنز دما . استعراضا لما يجري دوما يذكر بما جرى لأن السلطة تعيد إنتاج نفسها بسياقات مختلفة ولكن بأساليب واحدة تقريبا . ففي العراق لا نجد حتى الآن نسقا سياسيا داخليا :
فإما المحسوب على الأميركيين وإما المحسوب على الإيرانيين وإما على السوريين وإما على أشكال الإقطاع السياسي والديني والطائفي المتهافت . إن هذا التعميم لا يطال كل الساسة العراقيين بالطبع بل يطال الفاعل منهم في هذه المرحلة, فروائح الفساد في كل أقاليم العراق باتت تزكم الأنوف, من دون أن يدرك هؤلاء السادة أن في زمن صدام هنالك احتكار لمشهد الفساد ورجاله ¯ لينظروا إلى أشقائهم في سورية ¯ أما الآن فالوضع العراقي لم يعد مختبئا تحت عباءة القمع الدموي والشرس لصدام حسين, باتت الآن الأوضاع مكشوفة تقريبا . ولن نعلق كثيرا الآن على هذا الأمر, إن الطبقة السياسية العراقية التي عانت كلها من النفي والتشرد والقمع كما تقول دوما نراها بشكل مفاجئ تدير ظهرها حتى لمن أوصلها إلى السلطة ونقصد الإدارة الأميركية, وتلجأ للنسق السياسي السلطوي في المنطقة من دون أن يرف لها جفن أن هنالك شعوبا لا نريد أن نقول شقيقة بل شعوب تحتل من الاستبداد بصمت مطبق ¯ المثال الإيراني السوري ¯ ومع ذلك نجد أن هذه الطبقة السياسية لو تسنى لها الآن إخراج الأميركان من دون أن تخسر مواقعها لما قصرت جهدا إلى هذا الهدف. فهم يريدون إعادة إنتاج الويل السلطوي الصدامي بواجهة جديدة, والأميركان في الحقيقة لا يريدون مواجهة حقيقية مع معضلتهم الأساس وهي حلفاؤهم في المنطقة أقصد إسرائيل والطبقة السياسية الحاكمة في العراق وبعض الدول الأخرى, فإيران وسورية كسلطتين من محور الشر كتصنيف أميركي معتمد رغم كل ما يشكلانه من تهديد عنفي وأمني على المنطقة إلا أن السلوك السياسي المواجه لها هو سلوك مبني على نفسها المعادلات السلطوية ولهذا نجد أن الأميركيين كل يوم يخرجون بترنيمة جديدة, كان منها لجنة بيكر هاملتون والآن الحوار الأميركي الإيراني . إن الحلفاء الأكثر قربا من الأميركيين هم في أجندتهم الخاصة ليسوا مع نجاح نموذج عراقي ديمقراطي مدني, ولكن الفارق بينهم وبين الحلف الإيراني السوري هو فارق راهن فلو استعرضنا اللوحة قليلا في إسرائيل نجد من هم مصرون على الاحتلال وعدم تشجيع تيار السلام الفلسطيني . وفي فلسطين نجد حركة حماس التي حملت إلى السلطة نتيجة لأمرين, الأول هو إرادة إسرائيلية غير مباشرة من خلال سعي بعض تياراتها الحاكمة إلى إدخال اتفاق أوسلو حيز الاستنقاع ليموت بالتقادم كما استشهد عرفات, والثاني استنقاع الفساد في رجالات السلطة الوطنية الفلسطينية, وتبعثر المرجعية الأساس لأجهزة القوة في غزة والضفة . الإسلاميون لكونهم خارج السلطة يترنحون بين الإمساك بالسلطة كما هم وبين الممانعات التاريخية والتي تتعلق بروحية العصر وتاريخيته وقيمه وثقافته, لهذا هم مؤسسون على روحية السلطة البائدة لذا هم اعتبروا صدام شهيدا وحلفاء لإيران وسورية, في لبنان الوضع يؤكد ما نقول لو نظرنا الآن إلى اللوحة الموالية لإيران وسورية سنجد زعران الحركة الإسلامية ( فلسطينيين ولبنانيين وخلافه ) التي تربت في كنف الاستخارات السورية, وسنجد أئمة الفساد في النظام الأمني السوري اللبناني, ومصر منذ خمسة عشر عاما وتقوم بدور الوسيط بين حركة فتح وبين حركة حماس, أليس شيئا يدعو للتساؤل عن الملفات التي كانت تبحث ومازالت تبحث حتى اللحظة وتحتاج إلى كل هذا الوقت من الزمن والدم الفلسطيني مدرارا إسرائيليا وبيد زعران الشارع السياسي العنفي . نخلص من هذه اللوحة من دون أن نكمل طرح الأسئلة المرة.
لو تعامل الأميركان كما تعامل صدام حسين مع الأكراد ومع المعارضة العراقية لكان الأمن الآن مستتبا في العراق .
ولو تعامل الجيش اللبناني كما كان يتعامل الرئيس الراحل حافظ الأسد مع حماة ومع لبنان لكانت الأمور الآن أمنيا أفضل من ذلك بكثير, لم يعد هنالك من داع لتكرار القول أن الفكرين القومي والإسلامي بشكل خاص هما جزء من نسق سياسي تهاوى إلى غير رجعة من جهة ومن جهة أخرى لم يعد يجد له من مسرب سوى تلك الأنظمة العاتية لكي تحتضنه وتحتضن برامجه كما احتضن صدام الأحداث التي شهدتها سورية في نهاية السبعينات من القرن العشرين ومازال هنالك من يريد التحقيق بقضية مجازر حماة.
الطرفان المتصارعان في سورية كانا يتصارعان على أجندات وأنساق سلطوية مريبة ودموية, لهذا يمكن لنا الحديث عن عنوان واحد هو من نهر البارد إلى دجلة ومن الدجيل إلى حماه ابحثوا عن سلطات المنطقة ! ورغم كل هذا الوضوح في المشهد يخرج علينا نحن السوريين من السوريين ليقول لنا أن النظام السوري لديه ستراتيجية جديدة وشرعية جديدة تجلت في كرنفال الاستفتاء الأخير, ويبشرنا بأن هنالك قانون أحزاب سيصدر قريبا, وعلى العالم في الداخل والخارج أن ينتظر ستراتيجية النظام الجديدة ! سنختم بلا تعليق لأن الكاتب هو من كبار دعاة العلمانية في سورية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 1757 المحكمة الدولية وانقاذ لبنان
- الاستفتاء والمسألة الطائفية في سورية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثالثة
- الوضع الشاذ لدينا جميعا
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثانية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة
- اللقاء في شرم الشيخ، مناورة أمريكية أم سورية؟
- كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا
- التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟
- وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة
- ثقافتنا شفهية والمكتوب منها شمولي
- مؤتمر الأقليات في زيورخ خطوة نوعية ولكن؟
- الفساد في سورية نظام وليس ظاهرة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - من نهر البارد إلى دجلة ومن الدجيل إلى حماة