أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - غضب الملك يجب أن يندرج ضمن ثقافة المحاسبة والمساءلة والعقاب















المزيد.....

غضب الملك يجب أن يندرج ضمن ثقافة المحاسبة والمساءلة والعقاب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 10:59
المحور: مقابلات و حوارات
    


غضب الملك يجب أن يندرج ضمن ثقافة المحاسبة والمساءلة والعقاب

حوار أجراه إدريس ولد القابلة مع الباحث الجامعي و الصحفي مصطفى عنترة حول إشكالية غضب الملك محمد السادس.

- أمام تعثر الأداء الحكومي أصبح ملك البلاد يبادر على مجموعة من الواجهات، فهل يستطيع الملك أن يؤدي وظائف الحكومة؟

+ بداية يجب التأكيد على أن الملك هو من يحدد الاختيارات الكبرى للأمة ويعين الوزير الأول وباقي أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير الأول، كما أن الحكومة تسهر على تنفيـذ برنامج الملك وكل اختلاف داخل مكوناتها يكون حول سبل وكيفية تطبيق البرنامج المذكور، أيضا أن الملك هو من يرأس مجلس الوزراء الذي يصادق على كل القرارات التي تهم الشأن الحكومي.
ومن هذا المنطلق فالملك هو الرئيس الفعلي للحكومة، أي أنه المسؤول عن عمل الحكومة، فإذا فشلت أو نجحت الحكومة في مهامها فإن ذلك يعود إلى الملك.
أكثر من ذلك أن النسق السياسي المغربي يجعل الملك في مرتبة الفاعل السياسي المركزي، إذ يحتكر كل السلطات بما فيها السلطة الدينية من خلال الفصل التاسع من الدستور. في حين تقوم الحكومة بمساعدته على تدبير شؤون البلاد. أما الأحزاب السياسية فهامش حركتها جد ضيق، إضافة إلى أنها تقوم، هي الأخرى، بمساعدة الملك على توطيد سلطته وتعميق شرعيته من خلال احتكاره عملية تدبير كل القضايا الخلافية داخل المجتمع.
فلا يمكن فصل عمل الحكومة عن عمل الملك، إلا في نوع التقسيم الذي رسم للحكومة كجهاز تنفيذي يسهر على التطبيق اليومي للبرنامج الملكي، في حين يسهر الملك على إدارة القضايا الكبرى ذات البعد الإستراتيجي.
لكن الملاحظ أن إكراهـات اكتساب شرعية جديدة غير تلك التي ورثها على والده الراحل الحسن الثاني، أرغمت الملك محمد السادس على التحرك بسرعة قوية وعلى واجهات متعددة وبأشكال مختلفة، جعل الحكومة لا تسايره في وتيرة حركته التي أثارت، كما هو معلوم، إعجاب الملاحظين والمتتبعين للشأن السياسي بالمغرب.

- هناك، لوبيات تعرقل انجازات الحكومة والمبادرات الملكية؟

+ توجد اللوبيات في جميع القطاعات( الاقتصاد، التجارة، السياسة..)، فهي تشتغل كجماعات ضاغطة هدفها الدفاع وتأمين مصالحها الجوهرية، وتشتغل بشكل علني ظاهري أو خفي. فعمل اللوبيـات يكون مشروعا في حالة احترام الآليات والضوابط القانونية التي تؤطـر قواعد اللعبة السياسية أو اللعبة الاقتصادية.
وقد عرفت مرحلة حكومة "التناوب" بقيادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي بروز العديد من اللوبيات التي لجأ أقطابها إلى الإعلام من أجل حماية مصالحهم، ذلك أن بعضا من هذه اللوبيات اشتغل بشكل علني، ربما، يعود السبب في ذلك إلى وجود حكومة سياسية يقودها وزير أول ذو توجه اشتراكي يتمتع بثقل سياسي ورمزية تاريخية.. من جهة، ومن جهة أخرى إلى تخوف هذه الجماعات الضاغطة من أي تحول سياسي قد يضر بمصالحها الحيوية من جهة أخرى.
وقد تتبعنا كيف وجدت حكومة الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي متاعب من جراء تحركات هذه اللوبيـات التي كان يتحرك البعض منها بشكل تلقائي والبعض الآخر بتوجيه من القوى المحافظة داخل دوائر صنع القـرار السياسي وبدعم من وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التابعـة لها..، مما جعل محمد اليازغي يصرح في أكثر من مناسبة بوجود ما أسماه بـ"جيوب المقاومة"، أي مقاومة الإصلاح والتغيير كشعارات رفعتها حكومة عبد الرحمان اليوسفي التي وصفت نفسها بـ"حكومـة الأمل".
لكن ما نلاحظه، اليوم، أن هذه اللوبيـات عادت إلى الاشتغال في الخفاء، ربما، لوجود حكومة يقودها وزير أول تقنوقراطي يسهر على تطبيق برنامج الملك، كما أن أي تحرك في هذا الباب قد يصطدم بمصالح واختيارات الملك.
وقد تتبعنا رد الفعـل الذي قوبل به انتقاد حسن الشامي، الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب للحكومة في إحدى الأسبوعيات البيضاويـة (الناطقة باللغة الفرنسية) حول عدم امتلاكها رؤية اقتصادية..، مما يجعل رجال الأعمـال في موقع انتظاري..، الشيء الذي جعل وزير الداخلية آنذاك( مصطفى الساهل) يرد بقوة على الشامي وبطريقة ملؤها الاستفزاز...
ولا نعتقد أنه يمكن التخلص من اللوبيـات لأن مهمتها تكمن في الدفاع عن مصالحها، لكن يجب الحرص على أن تكون الآليات المعتمدة في هذا الباب قانونية صرفـة، وهذا الأمر لا يمكنه أن يتحقق إلا في ظل الانتقال من دولة الأشخاص إلى دولة القانون والمؤسسات.

- حيكت اللعبة الديمقراطية خارج الإرادة الشعبية، هل يمكن اعتبار هذا من العناصر الرئيسية فيما آلت إليه الأوضاع بالمغرب؟

+ إن النظام السياسي المغربي المعتمد على بعض النخب والعائلات.. التي تسود بينهـا علاقات المصاهرة وتربطها المصالح المشتركة لا يمكن أن ينتج إلا حكما تغيب عنه الشرعية الديمقراطية ويسوده الأشخاص بدل المؤسسات وتحكمه ثقافة الأهواء والمزاجية وعلاقات الزبونية والمحسوبيـة وما شابه ذلك. لهذا فكل إصلاح ديمقراطي حقيقي يجب أن ينطلق من هذا النظام السياسي الذي لا يمكن أن ننتظر منه أي شيء يذكر.
لقد بعث الملك محمد السادس نوعا من الأمل في نفوس الجماهير المغربية، حيث رفع شعارات كبرى تتوخى التغيير، وفتح أوراش البنـاء والإصلاح، كما اتخذ بعض القرارات السياسية التي وصفها المراقبون والمتتبعون للشأن السياسي ببلادنا بالتاريخيـة... وقد فتحت هذه الخطوات الملكية آمالا كبرى لدى السواد الأعظم من المجتمع الذي انتظر بلورة سياسة كفيلة بالنهوض بأوضاعها الاجتماعية المزرية وبناء مؤسسات حقيقية ووجود قضاء مستقل ونزيه...
فعلا، لقد ساد هذا الأمل واعتقد الجميع أن المغرب قطع مع بعض الممارسات التي سادت في الماضي، لدرجة أن بعض المراقبين السياسيين شرعوا يتحدثون عن دخول البـلاد إلى مرحلة الانتقال الديمقراطي، إلا أننا سرعان ما عدنا إلى الوراء، حيث سيادة المحسوبية والزبونية في التعيينات للمسؤوليات والمناصب وخاصة اللجن والمجالس الملكية ذات الطابع الاستشاري وتقوت سلطات الأشخاص وزاد نفود العائلات وما شابه ذلك من الممارسات التي تتعارض مع الشعارات المرفوعة.
والأخطر من هذا وذاك أن القلق الاجتماعي توسعت دائرته، حيث أصبح بعض المغاربة يسكنون في المراحيض.. كعنوان على شساعـة الفوارق الاجتماعية.. ويقدمون على تفجير ذواتهم بعد أن كفروا الدولة والمجتمع.. وقبلهم شبان معطلون يقدمون على مبادرة الانتحار الجماعي قبل أن تتدخل السلطات الأمنية وتوقف هذه المبادرة. نفس الأمر بالنسبة للأفق الاقتصادي الذي انعدمـت فيه الرؤية وتراجعت فيه الاستثمارات الداخلية وكثر فيه الحديث عن تهريب رؤوس الأموال إلى الخارج...
إن هذا الوضع يستلزم مراجعة جذرية للسياسة المتبعة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن الواضح أن نخبتنا لا يهمها سوى تأمين مصالحها وتحسين مواقعها الاجتماعية، بل الأكثر من ذلك هناك من يجتهد لصالح "الستاتيكـو" لكونه يخدم مصالحه.

- هل يمكن إرجاع غضب الملك إلى الأداء المتعثر للحكومة المغربية والأحزاب، في بلورة تصوراته ومبادراته الكبرى وترسيخها على أرض الواقع؟

+ إن غضب الملك يجب أن يندرج ضمن ثقافة المحاسبة والمساءلة والعقاب، بمعنى أن من أخطأ في أداء مهامه فيجب عليه أن يقال من منصبه، ومن نهب المال العام يجب عليه أن يحاكم.. كما هو سائد في البلدان الديمقراطية المتقدمة.
فغضب الملك يجب أن يكون مبنيا على قاعدة قانونية واضحة، وليس على أمور أخرى مرتبطة بما هو شخصي أو مزاجي.
صحيح، أن غضب الملك يفيد حسن النية أو الإرادة السياسية التي تسكن الجالس على العرش خاصة في بعض القضايا التي تتعارض مع المشروع الديمقراطي الحداثـي التنموي الذي ينادي به الملك محمد السادس، لكن هذا الأمر غير كاف بالنسبة للاختيار الديمقراطي المنشود.
حاوره إدريس ولد القابلة






#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولون فجروا غضب الملك محمد السادس
- لا يمكن الحديث عن غضب الملك ما دامت الحكومة ملتزمة بالخطة غي ...
- لا تكذبوا على الملك .. الواقع مر ومزري
- - المغرب إلى أين ؟ - زاوية مبادرات الملك-
- حاكمة وزراء الحسن الثاني
- الخط الأحمر بالنسبة للبوليساريو هو تقرير المصير
- الأسرار الصادمة لسيديات قضاة الخلاعة
- جماعة العدل والإحسان تستعد لإستراتيجية مرحلية جديدة
- تجاوزات‮ ‬الحرس‮ ‬الخاص‮ ̷ ...
- حكومتنا وثقافة النفي والتبرير
- -طز- ياديمقراطية و-طز- يا حقوق الإنسان و-طز- يا حرية الاحتجا ...
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الأولى
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الثالثة
- على عالي الهمة أن يستعد للمستقبل.. فإن التاريخ يعيد نفسه
- قانون الإرهاب السيئ الصيت مهندسه ومدبره فؤاد عالي الهمة
- منير محمد رشيد / التقدم والاشتراكية
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الثانية
- الشعب المغربي لا يملك القدرة على تغيير حكومته
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الأولى
- حسن أبوعقيل – صحفي


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - غضب الملك يجب أن يندرج ضمن ثقافة المحاسبة والمساءلة والعقاب