أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - العراق فی تقرير للمخابرات العسكرية الدنماركية !















المزيد.....

العراق فی تقرير للمخابرات العسكرية الدنماركية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 06:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الحالة المأساوية التي يعيشها العراق الساعة بخافية على المراقب الفطن الذي يتابع ما يجري فيه من أحداث ووقائع يومية متصلة ، وبمساهمة من جماعات تدعي أنها تحكم العراق من خلال حكومة مفككة الأوصال ، تنتظر من يشير عليها من قادة قوات الاحتلال ، أو من خلال برلمان يثق رئيسه الملاكم ، محمود المشهداني ، بأن ثلاثة أرباع أعضائه هم من أولئك الذين يمارسون القتل اليومي المتواصل في مدن العراق المنكوبة .
لقد عادت جروح العراق غائرة بعمق سحيق ، وبطرق يُراد منها عدم جمع العراقيين على كلمة واحدة ، وهذا المخطط الجهنمي الذي أخذ يتكشف للعراقيين يوما عن يوم قد تعاونت على تنفيذه في العراق قوى أجنبية يأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك عن طريق قواتها الجاثمة على صدر العراق ، وعن طريق عملائها من بعض قادة الأحزاب العراقية التي انساقت ، ولا زالت ، وراء ما يريده الأمريكان للعراق والعراقيين بعد أن ارتضى هؤلاء القادة لأنفسهم أن يكونوا بيادق في ساحة الصراع الذي تديره أمريكا في الشرق الأوسط .
كما تم تنفيذ المخطط هذا على يد قوى إقليمية تتصدرها جمهورية إيران الإسلامية ! وذلك عن طريق عملائها من العراقيين أو من هم من أصول إيرانية ، وبهدف منع العراق من أن يصبح قوة فعالة تقف بوجه أطماعها في الوطن العربي ، وخاصة في منطقة الخليج العربي .
والملفت في هذا الصدد أن قيادات الأحزاب تلك ، سواء أكانت أمريكية الهوى أو إيرانية الغرام تنافق في برامجها السياسية ، وفيما يصدر من أدبياتها اليومية من أنها ستعمل على انتزاع استقلال تام غير منقوص للعراق ، هذا في الوقت الذي يعلم به هؤلاء القادة المنافقون أن الأمريكان لن يخرجوا من العراق عن طوع أبدا ، وهاهم يبنون في العراق أكبر سفارة لهم في العالم ، ستكون في القريب العاجل دولة داخل دولة ، ومن دون أذن بذلك من أي عراقي كان ، والى الحد الذي لا تعرف فيه الحكومة في بغداد شيئا عن ذلك ، مثلما لا يعرف فيه ممثلو الشعب! في برلمان محمود المشهداني ما نوع الحجارة التي ستبنى بها أركان السفارة تلك ، وما مقدار المساحة التي تقام عليها ، ومن أين لهم أن يعرفوا ذلك ، وهم الذين قدم لهم نائب الرئيس الأمريكي ، ديك تشيني ، في زيارته الأخيرة للعراق ، إجازة صفية مداها أسبوع واحد ، بدلا من شهرين مثلما جرت عليه العادة ، لأن أمريكا على عجلة من أمرها ، فهي تريد من هؤلاء الموظفين أن يقروا شكليا قانون نهب النفط والغاز العراقي الذي أعلن عن إقراره مستشار الأمن القومي الأمريكي في العراق ، محمد الربيعي أو ( كريم شهبوري ) على رواية أخرى ، وذلك حين أعلن من واشنطن ، وهو في زيارة لها ، وقبل ساعات من كتابة الأسطر هذه ، أن قانون النفط والغاز ، الذي كتبه الأمريكان باللغة الإنجليزية ، ثم تُرجم الى اللغة العربية من أجل أن يقرأه جند المشهداني في البرلمان ، سيتم تطبيقه في شهر أيلول/سبتمبر القادم .
يضاف الى ما تقدم أن قادة تلك الأحزاب هم الذين تعاونوا مع المحتلين الأمريكان ، وهم أول من رحب باحتلال العراق ، وقبل أن يشرع الأمريكان بحربهم عليه ، تلك الحرب التي يعيش الشعب العراقي نتائجها المدمرة اليوم على مختلف الصعد ، وهي تلك النتائج التي يستعرضها تقرير صادر من المخابرات العسكرية الدنماركية باعتبار أن الدنمارك هي واحدة من تلك الدول التي اشتركت في التحالف الذي قادته أمريكا في تلك الحرب التي لا تزال مستعرة الأوار للحظة.
تقول الفقرة الأولى من هذا التقرير أن العراق يشهد حربا أهلية فعلية ، مثلما يعيش في وضع تفتت وانهيار كامل ، وفوضى عارمة ، هذا في الوقت الذي يرفض فيه الأمريكان وحكامهم في العراق إطلاق هذا الوصف على الأوضاع المتردية فيه .
ويواصل التقرير القول في أن ( الحركات السياسية التي تمثل التوجهات السياسية والعرقية بالبلد لا توجد لديها أية رغبات للتوصل لحلول سياسية تفيد البلد ، بل أن أكثر هذه الحركات متورط بالعنف المسلح بشكل مباشر أو غير مباشر.) كما أن الحكومة تعاني من انشقاق عرقي وطائفي حادين ، تلك الحكومة التي( تتعرض لضغوط قوات التحالف للبدء بمشروع مصالحة وطنية لوقف هذا التطور الخطير , ولكن الحكومة اتخذت بعض الإجراءات الشكلية وليست الحقيقة . ولحد الآن لا توجد أية علامة بان المجموعات العراقية المتقاتلة مستعدة للتوصل الى مصالحة حقيقية ، بل بالعكس فإن الشيعة والكرد مستمرين بتقوية نفوذهم في دوائر الدولة على حساب السنة العرب . )
ويضيف التقرير الى أن هناك الكثير من المناطق في العراق لا تخضع الى الحكومة المركزية ، فهي واقعة تحت سيطر الأكراد أو المتمردين السنة أو المليشيات الشيعية ، وهذه المجموعات تظهر سيطرتها وقوتها من خلال الإعدامات والتعذيب والعنف الذي تمارسه هي ، وقد حاولت تلك الحكومة مع قوات الاحتلال بوضع خطة أمنية مشتركة في بغداد أعطت بعض المؤشرات على انخفاض نسبة العنف ، ولكن المليشيات التي غادرت بغداد بالاتفاق مع الحكومة عادت من جديد ، فتصاعد العنف من جديد.
ثم ينتقل التقرير بعد ذلك الى وصف حالة الشرطة والجيش في العراق فيرى أن ( الشرطة هي اضعف جهاز بالبناء الأمني العراقي ، والميلشيات لها نفوذ واسع جدا داخلها.)، وعن هذه الحالة روى ضباط لي ، أنا كاتب هذه الحروف ، من ضباط وزارة الداخلية قائلا : أحيانا ، وحين نكون في دورية ، يهاجمنا رجال الميليشيات ، طالبين منا خلع ملابسنا العسكرية ، وتسليمهم سياراتنا ، وذلك من أجل أن يقوموا هم بتنفيذ عملياتهم الإجرامية ، ونحن لا حول لنا ولا قوة .
( أما الجيش العراقي فيعتمد على قوات التحالف بشكل كبير جدا ، وهو لا يستطيع على المدى القريب تسلم المهام الأمنية بالعراق .وخاصة في وسط العراق فذلك مستحيل ، كما أنه لا يستطيع على المدى القصير تسلم المهام اللوجستية ، وان اي تسليم مبكر لهذه المهام للجيش العراقي سيجعل المتمردين والإرهابيين والميلشيات تسيطر على المناطق الساخنة وتعزز من سلطتها وبالتالي ستصبح هذه الجهات صاحبة السلطة الحقيقية في تلك المناطق.)
ويرى التقرير أن تواجد قوات الاحتلال في العراق يحد من حالة الاحتقان الطائفي والعرقي ، ذلك الاحتقان الذي سيتفجر في حالة انسحاب تلك القوات من العراق من دون إيجاد حل سياسي بين مكونات الشعب العراقي ، كما أن انسحابها السريع سيؤدي الى تدخل دول الجوار في العراق ، تلك الدول التي تتدخل الآن فيه بمستويات مختلفة ، خاصة إيران التي تتدخل بشكل كبير ، مثلما تتدخل السعودية بشكل مباشر ، كما أن تركيا قلقة من تطور الأوضاع في العراق.
ويضيف التقرير القول أن العنف يكون واضحا في المناطق المختلطة في الوسط ، ولكن هذا العنف يظهر كذلك بين الجماعات المعتدلة والمتطرفة الشيعية في الجنوب خاصة بين قوات بدر وجيش المهدي ، ولهذا لا يتوقع أن تقوم الحكومة خلال القادم من السنوات ببناء دولة عراقية ذات جهاز مدني فعال وقوات مسلحة مقتدرة ، وليس من الوارد أن توافق دول الجوار وقوات التحالف على تقسيم العراق لدولتين أو أكثر .
ويخلص التقرير الى هذه الحقيقة المرة المحزنة في آن واحد ، فيقول : ( الاستخبارات العسكرية الدنماركية ترى بان الحكومة المركزية بالعراق خلال السنين القادمة ستكون لها تأثير محدود " لا سلطة ولا شرعية ولا اي نفوذ حقيقي " والأجهزة المركزية ، الدولة ، القوات المسلحة ، والإدارات الحكومية ، ستكون غير فعالة بسبب الفساد وعدم الولاء للدولة )



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلب المسعور يطوف في المنطقة العربية !
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد 14
- عرب الأهوار الضيف والشاهد 13
- الفشل يلاحق المشروع الأمريكي في العراق!
- الغزال 3
- العلم العراقي وهج الوطنية ، وجامع القلوب !
- غوار الطوشي في النجف !
- الشيوعية: تلكم الكلمة ، وذلك الآمل !
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد 12
- حزب الفضيلة والخطوة الاستباقية !
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد 11
- الحقيقة التي يجب أن لا تغيب !
- الغزال 2
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد 10
- الهلع يستولي على عملاء إيران في العراق!
- الدب القطبي يسبح في مياه الخليج الدافئة !
- المتعة ومرض الأيدز يجتاحان المدن العراقية !
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد . 9
- تفاقم الصراع الأمريكي - الإيراني على العراق !
- دولة تعشق الفساد !


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - العراق فی تقرير للمخابرات العسكرية الدنماركية !