أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية














المزيد.....

وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ أن انهار السوفييت ونحن المتربعون على عرش المعارضة السورية وواجهتها الهشة ونحن نجر أذيال خيبتنا القومجية واليسروية والإسلاموية وقد تحولنا إلى واجهة ديمقراطية !! أو لبيرالية ! كانت أنساقنا الشمولية تغطي أمراضنا الاجتماعية والتي تفاقت بفعل ماحدث في نهاية سبعينيات القرن الماضي عندما نشب في سورية مايشبه الحرب الأهلية وبات القتل على الهوية في بعض المدن من الطرفين المتحاربين السلطة وماسمي آنذاك التحالف لتحرير سورية بقيادة بعث العراق والأخوان المسلمين . والذي تم على قاعدة الصراع الدموي المستتر والعلني بين الصنوين حافظ الأسد وصدام حسين . ولم تكن مادة الصراع سوى جماهير الشعب السوري بكل ألوانه وأطيافه . بحيث بدأنا بمجزرة المدفعية التي قامت بها الطليعة المقاتلة وانتهينا بمجزرة حماه . ولازلنا نعيش ذيول ذاك التاريخ . وانقسمت بعض الطلائع اليسروية والقومجية طائفيا وهذه حقيقة لا بد لنا من الاعتراف بها لكي نتجاوزها لأننا مازلنا مقسومين طائفيا ونلف وندور ونناور على هذا الانقسام ونبتسم لبعضنا ونتبادل الرسائل في الشان السوري وفي الخفاء وأحيانا قليلة في العلن نتهم بعضنا بالطائفية أو بالعمالة لهذا الطرف أو ذاك . هذا وإن كان مرضا فإنه ليس عيبا الاعتراف به .والاعتراف بالمشكلة هو لتسليط الضوء عليها . وعلى هذا الانقسام وغيره من الانقسامات والتي هي من بقايانا الأيديولوجية السابقة نقوم كمعارضة بؤاد ممنهج لأي أفق ديمقراطي . هذا إذا أضفنا إلى هذه العوامل ما تقوم به السلطة من أجل قتل أي عمل ديمقراطي أيضا سواء بالإفساد أم بالاعتقال . ما يشدني في الحقيقة دوما لهذا الموضوع هو هذ السيل الجارف من البقايا الأيديولوجية في تعاملها مع الديمقراطية . وبالتالي في تعاملها مع قضية التغيير الديمقراطي . وإذا كان خيار العنف هو خيارا يدمر الأخضر واليابس فإنه خيارا مستبعدا من قبل الجميع منها لأسباب موضوعية ومنها لقناعة ببشاعة هذا الخيار سياسيا وأخلاقيا .ولهذا تصب المناقشة في الخيار السلمي في التغيير . وأول ما يتطلبه التغيير السلمي هو معرفة حقيقية بالبنية المراد تغييرها . دون أن نوزع تقييمات أخلاقية وقيمية تعيق عملية المعرفة وتنتج نصوصا تحركها غرائزنا القبلية . وأيضا بمناسبة الحراك اليساري الآن في سورية لا بد لنا من أن نتوقف عند الآلية التي يقترحها الكثيرون وهي إلغاء احتكار السلطة . وإن كنت في الحقيقة أجد أن هذا الشعار يمكن له أن يرى النور ويبصر ولو أنه لم يكن هنالك مشكلة عميقة في المجتمع السوري وهي :
أنه مجتمع متذرر طائفيا وإثنيا ودينيا . ومرة تلو المرة سنقارن ببساطة بين تجربة اليمن وتجربة سورية :
سؤالي بسيط : هل لوكان السيد الرئيس بشار الأسد سنيا هل كانت ستشكل له إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري التي تقول بأن البعث قائدا للدولة والمجتمع . هل ستشكل له حرجا ؟
ولن أجيب لأن هذا الموضوع هو مثار نقاش . ونقاشه يأتي من الكذبة الكبرى التي نعيشها في سورية من أن النظام السوري هو نظام علماني ! وهذه نقطة تواطؤ أخرى يغزوها وجداننا الطائفي . ونحاول حتى تصديرها للعالم بأن النظام علماني لكنه ديكتاتوري ويساعد في ذلك بعض منظري الغرب . وهذه تساهم أيضا بمرونة الخيارات التي يحاول النظام اللعب عليها وهي أنه علماني وبديله سيكون لاعلمانيا . أليس في هذا التصدير مساهمة في وأد الديمقراطية ؟
ثم نأتي لجماعة الأخوان المسلمين والتيارات السلفية الأخرى : فهم أيضا وتبعا لما ذكرناه أمام مأزق حقيقي والذي يفترض سؤالا بديهيا :
هل نحن في سورية الحالية ووفق وقائع تكونها وتكويناتها المذررة بحاجة لحزب ديني سياسي أو سياسي ديني ؟ ولم يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل : لماذا النظام يعطي الحرية لكل الحركات السلفية في سورية شريطة ألا تقترب من المجال السياسي المعارض ؟ لماذا يشجع هذا النظام هذه القوى السلفية ؟ سؤال على جماعة الأخوان المسلمين وجماعة حزب التحرر الإسلامي ومتفرعات الحركة الإسلامية المعارضة أن تجيب عليه . لأن الوضع السوري في مأزق حقيقي . وبقاء هذه الأشكال التي أصبحت مقدسة وأهم من الغاية ! مع العلم أن كل الأشكال السياسية والحزبية من المفترض أن تكون وسيلة ليس أكثر لغايات اجتماعية . أحيانا يقبلها تطور المجتمع وأحيانا يتطلب هذا التطور وسائل جديدة . أما ما نحن فيه إسلامويا ويسرويا وقومجيا :
فإن الأشكال أكثر قداسة من الغايات والغاية هنا هي قيام سورية حرة ديمقراطية ودولة قانون ومؤسسات وحقوق إنسان .
أليس في كل هذا وأد للديمقراطية التي نتغنى بها ليل نهار ؟
بقي نقطة أخيرة في هذه المقالة القصيرة : الديمقراطية هي نمط حياة لكل البشر بمعزل عن أيديولوجياتهم وطوائفهم وقومياتهم وأحزابهم . والديمقراطية هي لقيام ناخب حر وليس لقيام ديمقراطية إسلامية أو ماركسية أو قومية ..الخ بل لقيام نمط من الحياة جديد يعني البشر غير المسيسين أكثر مما يعني بقايانا .



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة
- ثقافتنا شفهية والمكتوب منها شمولي
- مؤتمر الأقليات في زيورخ خطوة نوعية ولكن؟
- الفساد في سورية نظام وليس ظاهرة
- الأشقاء العرب قبل القمة وبعدها رسالة من مواطن عربي
- إرهاب قطاع خاص وثقافة قطاع دولة
- الإسلام ليس حاكما ولن يكون
- المرجعية الكردية في سورية بين القومي والديمقراطي
- لبنان الشقيق والدولة الصديقة
- أمريكا عدوة نفسها
- الدرس الكوري الشمالي بعد ليبيا
- هل المشكلة في أن أمريكا تدعم الديمقراطية ؟ 2
- مجزرة حماة كيف نفكر..؟
- هل المشكلة في أن أمريكا تدعم الديمقراطية ؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية