أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسية لتجمع اليسار الماركسي في سورية - تيم















المزيد.....

حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسية لتجمع اليسار الماركسي في سورية - تيم


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:29
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


دوما المقدمات تفضح غايات النص وربما تعوضك عن الدخول إلى متنه , ولهذا سأبدأ من مقدمة الوثيقة . في البدء كانت كلمة الرأسمالية وقبل أية كلمة أخرى ,والتوصيف كان حادا وكأننا أمام حالة من اللفظية المخبوءة تحت ستار الخطاب التحريضي المقدس ضد الرأسمالية ـ حيث تزداد شراسة ووحشية ولا تجد رادعا كما تقول الوثيقة ـ والسؤال الذي يفرض نفسه : على أية معلومات تستند الوثيقة لكونها تأسيسية وليست منشور سياسي , في توصيفها لتطور الرأسمالية المعاصرة ولكي تطلق عليها حكم القيمة هذا ؟ الرأسمالية إذن هي السبب في كل ما يحدث في العالم وهي النتيجة لأنها هي التي تحكم كنمط إنتاج كوني . هذا ما يريد النص قوله . لكن المتتبع ببساطة يجد أن هذه الرأسمالية باتت أقل شراسة مما مضى وأقل وحشية بكثير وهذا نابع بالدرجة الأولى من التطور الموضوعي للعلاقة الرأسمالية نفسها وتوزع قواها على الصعيد الكوني هذه القوى التي ليست منسجمة تماما كما أنها لا تجلس على طاولة واحدة كي تجعل من سلوكها أكثر شراسة ووحشية . بل العكس تماما هي تجلس لكي تجعل من سلوكها أقل وحشية وشراسة وأقل عنفية . ولنتذكر فقط معلومة بسيطة :
بريطيانيا لم تكن بحاجة لأخذ الإذن من أية دولة أخرى كي تحتل أية بقيعة في العالم اللارأسمالي في فترة الاستعمار القديم . بينما نجد الآن أن الولايات المتحدة بكل ما يقال عن قوتها وعظمتها الأمبراطورية لاتستطيع أخذ مثل هذا القرار . والدليل الحالة العراقية . إن العنف الممارس في العراق ليس عنف رأسماليا أبدا ولو أننا نحاول أن نتحدث بلغة بسيطة . إن الرأسمالية الراهنة هي من جعلت ثلاثة أرباع البشرية تدخل عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون . ولم يبق خارج هذا الأمر سوى دول قليلة وسورية بلدنا واحد منها وهذا يعني شيئا في نص الوثيقة من خلال تغييبه عن التحليل الذي أرادته الوثيقة ولنتأكد من ذلك نجد أن الوثيقة تعمم الحالة العالم ثالثية وتعمم الحالة العربية بأنها حالة واحدة بنظم متشابه وكأننا أمام تعميم مقصود :
الوضع في مصر مثله في سورية ومثله في المغرب ومثله في جنوب أفريقيا !هل هذا خطأ غير مقصود أم أن الوعاء الضمني الأيديولوجي هو من يكون وراء مثل هذا التعيميم الذي يقسم العالم على الطريقة القديمة رأسمالية ـ كمحفل منسجم ـ وشعوب يعمها الفوضى أو الاستبداد وهذا غير صحيح إطلاقا . فهل دول النمور السبعة هي رأسمالية مثلا ؟
وهل جنوب أفريقيا مثلها مثل بوروندي أو رواندا ؟ ولنتأكد من هذا التعميم المضلل والمقصود نعود للوثيقة حيث تؤكد على فشل الإحزاب القومية والإشتراكية والديمقراطية ! والسؤال ما هي الأحزاب الديمقراطية التي فشلت في سورية ؟ والمقصود كخطأ متعمد وعن سبق الإصرار نجده في العبارة التالية ـ إن المنطقة العربية وقواها الوطنية والديمقراطية تواجه ثلاثة مخاطر داهمة تهدد حاضرها ومستقبلها هي أولا المخططات التي ترسم للمنطقة من قبل مراكز النفوذ الإمبريالية رعاة المشروع الصهيوني والتي تتعارض مع مصالح هذه الشعوب ـ هكذا تقول الوثيقة بالحرف . لم أجد هنا أننا أمام تحليل ماركسي حتى ولا أي تحليل آخر بل ما نجده هو عبارة عن إحياء لنظرية المؤامرة على الأمة العربية من جهة وأننا أمام محفل ماسوني يتآمر على هذه الأمة وحدها دون غيرها من أمم العالم !! فأية ماركسية تقول بهذا التحليل؟ وأي فكر سياسي يمكن له أن ينتج وفي هذا الزمن أو يعيد إنتاج نظرية المؤامرة في ظل توزع للقوى الرأسمالية نفسها سواء على مستوى الدول أو على مستوى الشركات والاحتكارات مافوق القومية والشركات القومية ..الخ أم أن الرفاق يقصدون منتدى دافوس السويسري والذي يعقد سنويا أم يقصدون منظمة التجارة العالمية ـ الغات ـ والتي لازالت النظم ذات الأشكال السياسية اللقيطة خارجها؟! أليس من الأجدى لكي لا نقع بالتضليل أن تحدد الوثيقة من هي مراكز القوى التي تتآمر على الأمة العربية ؟ هل هي روسيا أم الصين أم أمريكا أم فرنسا أم اليابان أم كوريا الجنوبية أم البرازيل أم الهند التي دخلت الآن عصر جديدا تقنيا ونوويا أم باكستان ؟ لا نعرف في الحقيقة ؟ ونصل إلى بيت القصيد من كل هذا الخطاب القديم جدا والمتجدد دوما بفعل عدة عوامل أهمها هي انسداد أفق التغيير بإرادة السلطة في سورية . وبيت القصيد هذا هو الذي تؤكد عليه الوثيقة وهو فشل الموجة الليبرالية ! أليس عجيبا غريبا هذا الحكم القيمي والذي يجعل النص الماركسي ! ينهار على مقدماته نفسها . وأية ليبرالية هي التي انهارت ؟ هل هي الليبرالية بمعناها الاقتصادي الضيق أم هي الليبرالية الجديدة بنسختها الأكثر ضحالة عند رؤية المثقفين العرب للجانب الذي يهمهم في الليبرالية الجديدة لتيار المحافظين الجدد في إدارة بوش ونتيجة لصراع سياسي راهن ؟ وهل لدى الرفاق فلسفة جديدة للحرية غير المتواجدة على أرض التاريخ الآن ؟ أم أنهم يقصدون ليبرالية دولة الحماية السويدية مثلا أو السويسرية ؟ أم أن دولة الحماية هي دولة غير ليبرالية كما يتوهم بعض المحللين ؟ ثم أليس لسان حال النظام في سورية وكوريا الشمالية وليبيا القذافي ومنظروهم من المؤتمر القومي العربي هو الحديث ليل نهار عن ضرر الليبرالية وفشلها في اقتحام خصوصيتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية ؟ والتي يعرفها الجميع أنها خصوصية القمع والنهب بلاحسيب ولا رقيب ؟ وسنبقى في المقدمة :
عن أية إمبريالية تتحدث الوثيقة ؟ هل هي إمبريالية سمير أمين أم بوخارين أم الشهيد مهدي عامل ؟ هل تم درس الواقع العالمي وخلصت الوثيقة إلى إعادة الاعتبار لهذا الوصف للعالم الراهن ؟
ومن خلال المقدمة هذه أيضا نجد أن الرفاق في ( تيم ) يطرحون أنفسهم تنظيما عالميا بمسحة قومية عالية النبرة تعد تراجعا ملحوظا جدا حتى عن طروحات حزب العمل الشيوعي في سبعينيات القرن الماضي في رؤيته ( للحواضر الإمبريالية والمسألة القومية ولطبيعة النظام السوري! ) ربما نحاول أضاءتها لاحقا .
ومع ذلك سننهي هذا الجزء بسؤال بسيط جدا : هل ماكابده ويكابده الشعب السوري الآن سببه هذه الإمبريالية ؟ أم أن الرفاق يريدون من الإمبريالية تغيير النظم حتى تستوى النظرة إليها ؟
الماركسية منذ زمن وجود السوفييت ونحن على الأقل كنا في حزب العمل الشيوعي نحاول إيجاد ماركسية أكثر تاريخية دون الانضواء في عباءة مسميات أيديولوجية ذات نسخ وحيدة . ما الذي يجري الآن بعدما يحاول العالم اكتشاف طرقه التاريخية والمباشرة في النضال من أجل العدالة الاجتماعية . هل الماركسية هي منهج ؟ أم هي غلاف لشكل العدالة المرجوة ؟ أم هي تعميم لاتاريخي في القضية السورية ينقذها من براثن تفاصيلها اليومية وإشكالياتها الخاصة من طائفية وإثنية وفساد معمم وأرض محتلة ..الخ
بل الأنكى من ذلك لم تتطرق الوثيقة إلى أن في سورية نظام لم يعد مثله في تاريخ البشرية سوى خمس أو ست نظم في هذا العالم . قبل أن نتجه إلى هذه التعميمية القاصرة منهجيا وعلميا والتي بات أقل تحليل في وضعية علمية للوضعية الاجتماعية للعلوم الإنسانية يرفضها لتبسيطيتها المفرطة وشعبويتها التي لا تغني ولا تسمن .
ومع ذلك من المهم للغاية ماجرى لأنه يرسم الحدود بشكل واضح وبين بين التيارات الديمقراطية في المعارضة السورية . فالديمقراطية ليس لها هوية ماركسية وإن كنا نحاول أن نقول ذلك بشيئ من التجني المنهجي . الديمقراطية هي للبرجوازيين قبل الماركسيين وللتيارات الليبرالية قبل التيارات الماركسية . الماركسية لم تعطي وصفة للديمقراطية وإنما أنتجت تجارب تاريخية بعينها :
غرامشي والشيوعية الأوروبية من بعدها . وماهي رؤية الماركسية للديمقراطية في بلد كسورية مثلا ؟ وهل المطلوب من أي ديمقراطي أن يكون ذو توجه أيديولوجي سياسي محدد ؟ ربما يكون ديمقراطيا ولا تعنيه السياسة بشيئ ! الديمقراطية هي رد أصيل على ديكتاتورية المعنى والتاريخ كما حاولت البشرية منذ بداية نضالها وحتى الآن في معركة الحرية . وسنكتفي الآن في هذا الجزء لكي نعود لاحقا لمناقشة بقية الوثيقة لكي لا نرهق القارئ العزيز الذي بات ميالا إلى قراءة ـ تيك أوي ـ
وهذا كله لا يجعلنا نبخس المحاولة حقها وجهد القائمين عليها طالما أنه جهدا غايته سورية حرة ديمقراطية .

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة
- ثقافتنا شفهية والمكتوب منها شمولي
- مؤتمر الأقليات في زيورخ خطوة نوعية ولكن؟
- الفساد في سورية نظام وليس ظاهرة
- الأشقاء العرب قبل القمة وبعدها رسالة من مواطن عربي
- إرهاب قطاع خاص وثقافة قطاع دولة
- الإسلام ليس حاكما ولن يكون
- المرجعية الكردية في سورية بين القومي والديمقراطي
- لبنان الشقيق والدولة الصديقة
- أمريكا عدوة نفسها
- الدرس الكوري الشمالي بعد ليبيا
- هل المشكلة في أن أمريكا تدعم الديمقراطية ؟ 2
- مجزرة حماة كيف نفكر..؟
- هل المشكلة في أن أمريكا تدعم الديمقراطية ؟
- الفساد المالي والثقافي الديمقراطية تبيض الأثنين معا !


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسية لتجمع اليسار الماركسي في سورية - تيم