أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تقي الوزان - آمال لن تندثر














المزيد.....

آمال لن تندثر


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:11
المحور: حقوق الانسان
    


يردد البعض أن العراقيين أخذوا يرفضون الحياة تحت ظل الطائفية , وما تبعها من محاصصة حكومية فشلت في تنظيم حياتهم , وجلب الأمن لهم . ولو جرت انتخابات مبكرة لفشلت هذه الأحزاب في تحقيق النتائج التي وضعت كل هذه الساطة بيديها . والسؤال هو : من الذي سيفشل هذه الأحزاب ؟ ...الشعب . ومن هو البديل ؟ الجواب : لايوجد لحد الآن . والبديل ليس علبة طعام معلبة تفتحها متى تشاء . أنها عملية صراع قد تطول , وفي ثناياها سترتكب الجرائم – رغم موافقة الذين شاركوا في العملية السياسية على مبدء تداول السلطة سلمياً- كلنا نذكر الأنتخابات الأخيرة , وما رافقها من تزوير , والتي سقط فيها الشهداء , وحرقت المقرات للأطراف الأخرى . فالذين مسكوا بالسلطة لن يتركوها بسهولة .
ففي الدائرة السنية والتي حاولت أغلب أحزابها – وهي داخل العملية السياسية – أن تحصل على الصفة الطائفية , وتهدف جميعها للأنفراد بصوت تمثيل السنة , بعد أن يأست من عودة الوضع السابق , والأنفراد مرتاً أخرى بالسلطة . وهذا ما دفع " القاعدة" والقتلة من البعثيين للدخول في صراع دموي مع هذه الأطراف.
فالقتلة من البعثيين لايقبلون بأي مشاركة للسلطة من الآخرين مهما صغرت هذه المشاركة , لأنها ستعرضهم للمحاسبة عن جرائمهم التي أرتكبوها في العهد المقبور ولحد الآن . و "القاعدة" لن تتمكن أيضاً من العيش خارج تكفيرها للآخرين , وتمثل وجود أمارة سنية , والأدعاء ببناء هيكل تنظيمي لهذه الأمارة , والتصعيد لوحشية الجرائم التي ترتكبها بحق حلفاء الأمس وباقي المواطنين , مؤشرات حقيقية تؤكد سرعة أندفاع الصراع الى نهايته المحتومة . وهذا الشرخ هو الأهم للتعجيل بنهاية هؤلاء القتلة .
الشرخ الآخر في الجانب الشيعي , والذي تمثل بتفجير الصراع في وحدة الأنتماء الطائفي , كونه " لايمثل الطريق الصحيح للنهوض بالعراق " كما صرح الدكتور الجابري رئيس حزب "الفضيلة" عندما ترك حزبه قائمة "الائتلاف" قبل اسابيع . والأهم هو الأستدراك الذي يجري في ساحة أحزاب "الائتلاف" للتميز بين المصلحة الوطنية , ومصلحة النظام الايراني . الذي أغرق أغلب هذه التنظيمات ب" بركات معوناته" , وبات البعض منها أسير هذه "البركات" . ولاشك أن الضغوطات التي تمارس على حزب "الفضيلة" بسبب هذا الخروج , تؤكد ان الأنعتاق من الطائفية الايرانية – وليس المذهبية الشيعية - صراع قد يصل الى عتبات دموية .
وهذا الشرخ لايعني " ضعضعة" المشروع الايراني في العراق , أو التراجع عن أعتبار العراق الساحة الرئيسية بالنسبة للنظام الايراني في صراعه مع الامريكان . الا أنه يشكل أنعطافة جريئة وحقيقية لنهوض العراقيين بمشروعهم الوطني .
أن الأقتراب من المواجهة المفتوحة بين المشروعين الرئيسيين الايراني والامريكي يكثف الضغوط على كل الاطراف , وزيارة وزير الدفاع الامريكي يوم 20070419للعراق , وتأكيده بأن الدعم الامريكي للحكومة العراقية له نهاية , والأهم الضغط بأتجاه الأسراع بالمصالحة الوطنية – وبغض النظر عن كون هذا " الأسراع" سيترك بعض الألغام التي قد تنفجر في سير أعادة البناء - فأن الادارة الامريكية أمام ضغط الديمقراطيين في الكونكرس , وتوجهها لحسم الأشكالات العالقة بسياساتها في الشرق الاوسط , وبالذات الأنتهاء من المشروع النووي الايراني , بأعتباره رأس الحربة المضادة , يجعلها في عجلة من أمرها , وتستعجل أستخدامها لكل أدواتها قبل ان يتمكن النظام الايراني من فرض ارادته .
أن غياب تأثير المشروع الوطني العراقي , جعل من أدارة الصراع بين المشروعين هو العنوان الطاغي في الساحة العراقية . ومن المؤلم أن لاتتمكن القوى الوطنية من النهوض بمشروع موحد يضع مصلحة العراقيين بمواجهة المشروعين , ويمنع – قدر الأمكان – من أن تكون الساحة العراقية حلبة مستمرة للصراع الدموي بين الطرفين , والمتوقع أستمراره الى نهايته الكارثية .
ان الأرادات التي كسرت دوائر القرار الطائفي مثل حزب " الفضيلة " , والبعض من السنة الذين يقفون اليوم بالضد من "القاعدة" وعصابات البعث , لم يظهر زخم أراداتهم في وحدة المشروع الوطني لحد الآن . وقد يكون أحد الأسباب الرئيسية عدم الوضوح في توجهات البعض من العلمانيين , والمتمثلة بالمبادرة التي طرحها الدكتور اياد علاوي , والضبابية التي أكتنفتها من تداخل الرغبة الشخصية في الهيمنة مع ضرورات قيام المشروع الوطني . والمشروع الوطني لايحتاج الى ذكاء , وتكتيكات , وطرق ملتوية . أنه يحتاج فقط ان توضع مصلحة العراق في الأولوية, قبل الذاتية , والطائفية , والقومية , والمصالح الايرانية والامريكية .
الطرق التي تتفرع من ساحة المواجهة التي تلوح في الأفق توصل جميعها الى العراق . الايرانيون والامريكان – بما يملكون – يتنافسون في تعبيد طرقهم , وجعلها أكثر أغراء لراكبي مشاريعهم بالحصول على العراق , ويبقى طريق المشروع الوطني هو الأقصر , ولكنه غير معبد , وفيه الكثير من المطبات والحفر . واللوم , كل اللوم ليس على اصحاب الطرق المعبدة , بل على أسطوات وعمال هذا الطريق .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباق مع الزمن
- آمين يارب العالمين
- جيش الأحتلال العزيز
- طائفية بعض العلمانيين
- دوّامة الطريق
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- مشاريع الحلقة المفرغة
- الأنسحاب البريطاني والرؤيا الأمريكية
- لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!
- حتى لاتتكرر مصادرة القرار الوطني العراقي
- الفشل الايراني ومستقبل العراق
- لايزال الخيار الوطني بين اليدين
- عسى أن تتوحد الجهود
- بين الأنقاذ و-المنقذ-
- جيب الصاية الأمريكي
- حبل الأحتلال
- تناقض الدروب
- مشاريع في طريق التنفيذ
- بين الفيدرالية والتصويت في البرلمان
- بين الفيدرالية والحكومة المركزية


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تقي الوزان - آمال لن تندثر