أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الدين بن عبد الجليل - الأفكار و التفكير














المزيد.....

الأفكار و التفكير


جمال الدين بن عبد الجليل

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 10:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تتناول كتب تاريخ الفلسفة الأفكار و النظريات التي طوّرها فلاسفة و مفكرون عبر التاريخ بالعرض و التقديم. البعض من هذه الأفكار و النظريات كان لها جاذبيّة و تأثير و رواج لدى شرائح من القراء و المتلقّين. يحرص العديد من هؤلاء و من بينهم كذلك حتى دارسون في أقسام الفلسفة على الأخذ بهذه الأفكار أخذا يغلب عليه طابع الحفظ و التلقين ثمّ العرض و التقديم. قد ينسجم هذا الشكل المشار إليه من التعاطي مع الأفكار مع تقاليد تربوية و ربما منهجية معيّنة تحرص على ممارسة الاستنساخ الفكري و تكريس واقع هيمنة ذهنيّة فكرية ثقافية معيّنة إلاّ أنّه يتعارض حتما مع الممارسة الفلسفية في منطلقاتها و غاياتها. فالأفكار و النظريات ليست في آخر المطاف إلاّ أمثلة متشكّلة لأنماط التفكير المختلفة في مقدماتها و بُنى الاستدلال فيها، فالمهمّ في هذه الأفكار و المدارس الفكرية الفلسفية المختلفة هي كيفيات و طرائق التفكير التي ابتدعتها و طوّرتها و طبّقتها. إذن فالتفكير بما هو عملية مركّبة، تعتبر أحد أوجه تمظهراته طرق الاستدلال و بناء البرهان في تثبيت أو نفي قضية معيّنة، يحتلّ مكانة متقدّمة عن الأفكار بحدّ ذاتها. فالأفكار بما هي تجسّد و تمظهر للمُفكَّر فيه تكتسي أهمية إضافية إذا تعاطينا معها بالتزامن مع استحضار اللاّمفكَّر فيه الذي ربّما يكون حضوره المسكوت عنه أو الغير المنطوق ذا أثر بالغ. فالفلاسفة و المفكرون عبر التاريخ يحظون بالحضور و الاهتمام من خلال طرائق تفكيرهم و استدلالاتهم لتثبيت أفكارهم، فلا هؤلاء و لا أفكارهم و نظرياتهم لها قداسة في ذاتها و أهميتها مرتبطة بتماسك الاستدلال و عدم تهافته النظري و المنهجي. هنا يبدو التفلسف كممارسة فكرية مرتبطا بالتفكير في في عملية التفكير في ذاتها من حيث المنهج و الموضوع، و حدود المفكَّر فيه و بالأحرى اللّامفكَّر فيه ، أي أن أفكّر كيف أفكّر فيما أفكّر عندما أفكّر.
فالأخذ بأفكار ما دون تفكّر و تفكير فيها و السعي إلى منحها سُلْطة و مكانة أو قداسة و هيمنة معيّنة لا يجوز التفكير فيها هو سمة ممارسة الخطاب الديماغوجي الدوغمائي سواء كان إيديولوجيّا سياسيّا حزبيّا أو وعظيّا دينيّا أخلاقويّا. فالإنسان بما هو كائن مفكِّر ليس مجرد حامل لأفكار مهما كانت هذه الأفكار و إنّما هو في حالة صيرورة فكرية أو تفكيرية متواصلة تتحقّق من خلال التجاوز الذاتي المستمرّ و عدم الارتهان السّكوني لأيّ حال.
ربما يتجلّى بهذا المعنى السبب الخفي لغياب و منع تعليم و دراسة الفلسفة في بعض البلدان العربية أو تدريسها بشكل مناقض و مغيّب لدورها و غرضها المشار إليه. فالحرص على سيادة الأفكار مع تغييب التفكير أمر نعيش جميعنا تجلياته و تبعاته في الكثير من مناحي حياتنا الخاصة و العامة.



#جمال_الدين_بن_عبد_الجليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَقْل و عِقَالٌ


المزيد.....




- ماذا تملك المقاومة في غزة اليوم لردع الاحتلال؟
- السودان: -الدعم السريع- تسيطر على أكبر حقول النفط في البلاد ...
- ترامب يحذر أوروبا من -اتجاهات خطرة- وينتقد غرامة الاتحاد الأ ...
- مصرع 17 مهاجرا وفقدان 15 آخرين في حادث غرق قبالة جزيرة كريت ...
- أي تأثير لهجمات البحر الأسود على أمن الملاحة ومصالح تركيا ال ...
- ترتيبات لقمة بين بوتين وترامب.. والكرملين يحدد الأهداف
- سلوت يقول -أنا لست ضعيفاً- ويشير إلى إمكانية عودة محمد صلاح ...
- اتساع رقعة القتال بين تايلاند وكمبوديا.. وسقوط قتلى وجرحى
- رغم حظر التطبيق على أجهزة الحكومة.. ستارمر ينضم لـ-تيك توك- ...
- مسؤول أمريكي يكشف لـCNN عدد التأشيرات التي ألغتها إدارة ترام ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الدين بن عبد الجليل - الأفكار و التفكير