أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من ثقة قائمة بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية؟














المزيد.....

هل من ثقة قائمة بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الأحداث والدلائل تشير بما لا يقبل الشك إلى واقع انعدام الثقة بالكامل بين الدولة والحكومة الإسرائيلية من جهة, وبين الدول والحكومات العربية من جهة أخرى, إضافة إلى الخشية وعدم الثقة المتبادلة بين الشعوب العربية وشعب إسرائيل. وهي حقيقة لا تخفى على أحد, وليس هناك من جهد يبذل لتغيير واقع الحال. ورغم وجود جملة من الأسباب لانعدام الثقة المتبادلة, فأن السبب المركزي والرئيسي يكمن في جانبين من مسألة واحدة, وهما:
1. واقع السياسة التوسعية واليمينية التي مارستها ولا تزال تمارسها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة طيلة العقود المنصرمة حتى الوقت الحاضر واحتلالها للأراضي الفلسطينية منذ حرب العام 1967, وكذلك احتلال مرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية, ثم سياساتها القمعية العدوانية التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني والعقوبات الجماعية المخالفة لكل القيم والمعايير والقوانين الدولية وعدم صدق نواياها وجديتها حتى الآن في الموقف من الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة وإقرار مبدأ "الأرض مقابل السلام".
2. ضعف استعداد غالبية الدول العربية وحكوماتها على الاعتراف الكامل بوجود إسرائيل وحقها في البقاء والاتفاق على جعل المفاوضات السلمية طريقاً لحل المشكلات القائمة بين الطرف الإسرائيلي والأطراف العربية.
ومما يزيد من عدم الثقة والمصاعب في طريق الحل السلمي تلك المواقف التي تتخذها القوى الشوفينية اليمينية والدينية الصهيونية المتطرفة في الجانب الإسرائيلي, والقوى القومية الشوفينية والإسلامية السياسية المتطرفة في الجانب العربي, التي تلعب دوراً كبيراً في الساحة السياسية وفي الشارع الإسرائيلي والعربي وتضغط باتجاه استمرار التوتر في المنطقة والعجز عن إيجاد الحل العملي للمشكلات القائمة.
ومن هنا ينشأ الشك المتبادل إزاء الآخر وانعدام الثقة. وإذا كان هذا هو الحال الراهن, فكيف يمكن حلحلة الوضع القائم للخروج من الحلقة المفرغة التي تدور فيها القضية الفلسطينية ودفع الأمور صوب الحل العملي لهذا الصراع الذي شهد حتى الآن خمس حروب مدمرة في منطقة الشرق الأوسط, كان أخرها الحرب الإسرائيلية - اللبنانية؟
تعتبر المبادرة السعودية التي قدمها الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود منذ سنوات وأكدها مؤتمر القمة العربي التاسع عشر الطريق السلمي والديمقراطي الصحيح لمعالجة المشكلات القائمة بين إسرائيل والدول العربية. وهي مبادرة ناضجة في مضمونها ومتوازنة في الدفاع عن مصالح الدول العربية, كما أنها تأخذ بنظر الاعتبار مصلحة إسرائيل, إذ أنها في مقابل الأرض تمنح إسرائيل الاعتراف بالوجود والعلاقات الطبيعية معها والسلام مع الدول العربية التي كلها أقرت هذه المبادرة وتعمل على أساسها لضمان السلام العادل والدائم بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية. ومع أن هذه المبادرة الجيدة المطروحة على بساط البحث منذ سنوات, فأن الحكومة الإسرائيلية لم تبد أي تجاوب إيجابي معها, وكأن الأمر لا يعنيها, ولم تتخذ أي خطوة مناسبة, رغم أن الكرة أصبحت منذ فترة في ملعبها. وفي مقابل هذه المبادرة واصلت إسرائيل سياستها العدوانية المتطرفة وبناء الجدار العازل وشن الهجمات العسكرية على المواقع الفلسطينية وحملات المداهمة والتفتيش والاعتقال والقتل وفرض الحصار الاقتصادي ...الخ, وكأنها كانت الرد على المبادرة العربية.
دعونا نقول بكل صراحة ما يلي: إذا كانت إسرائيل لا تريد التوسع على حساب الأرض العربية, وإذا كانت تريد الخروج من الأراضي العربية المحتلة في الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حرب العام 1967, فأن عليها قبل أن تقترح إقامة مفاوضات مباشرة مع الدول العربية أن تبادر إلى اتخاذ المواقف التالية:
• الموافقة على الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة منذ العام 1967.
• الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية وفق حدود قبل حرب حزيران من العام 1967.
• الاتفاق على سبل عودة المهجرين الراغبين في العودة منذ العام 1948 عبر المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
• عقد معاهدة صلح وسلام دائمين بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية وإقامة علاقات دبلوماسية متبادلة وعلاقات حسن جوار وتعاون.
إن الإقرار بهذه المواقف سيجعل من مقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية السيد أولمرت الداعي إلى مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية أمراً عملياً ومقبولاً من جانب غالبية الدول العربية. إذ أن تقديم هذا المقترح دون أن يكون هناك أي موقف واضح ومقبول من جانب الدولة الإسرائيلية لا يعني سوى التهرب من المفاوضات والمماطلة لتأمين غطاء دولي مهلهل لمواصلة سياستها المرفوضة دولياً.
إن الطريق إلى السلام العادل والدائم سهل جداً ومفتوح على مصراعيه لكل من يريد السلام فعلاً, لكل من لا يريد الحرب والاحتلال والتوسع, لكل من لا يريد أن يرمي الآخر بالبحر. والكرة الآن في ملعب إسرائيل لا غير!
نيسان/أبريل 2007 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السلطات الثلاث في العراق في غيبوبة تامة؟
- لقاء صحفي بين صحيفة آلاي آزادي الأسبوعية والدكتور كاظم حبيب
- حول مشروع القانون الجديد لحقوق وامتيازات مجلس النواب!
- !مشروع قانون اجتثاث البعث والعملية السياسية في العراق
- هل من قرع متواصل لطبول الحرب في منطقة الشرق الأوسط؟
- القمة العربية ومشكلات المنطقة؟
- ندوة لندن ومشروع قانون النفط العراقي الجديد؟
- هل مجازر الأنفال ضد الشعب الكردي تشكل جزءاً من جرائم الإبادة ...
- هل بدأ الإرهابيون القتلة يستخدمون خزينهم الاحتياطي في القتل؟
- نحو معالجة جادة ومدنية للمشكلة الأمازيغية في الدول المغاربية
- هل يمكن اعتبار مؤتمر بغداد خطوة إيجابية على الطريق الصحيح؟
- واقع المرأة في المجتمع العراقي وضرورات التغيير
- هل يتعلم المستبدون من دروس من سبقهم في الاستبداد؟ السودان نم ...
- ما الجديد في الدبلوماسية الأمريكية حول العراق؟
- هل من علاقة بين قناة الجزيرة والقاعدة؟
- هل المظاهرات هي الطريق لتصحيح خطأ ما في العراق؟
- هل من تنسيق بين الخطة الأمنية وعملية المصالحة الوطنية؟
- من المستفيد من فشل الخطة الأمنية والمصالحة السياسية في العرا ...
- كلمة إنصاف مطلوبة بحق الأستاذ الدكتور سّيار الجميل
- رسالة الدكتور أكرم الحكيم إلى الدكتور كاظم حبيب وجواب الأخير ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من ثقة قائمة بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية؟