أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - الحقد المسعور على الشعب العراقي














المزيد.....

الحقد المسعور على الشعب العراقي


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 570 - 2003 / 8 / 21 - 05:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أي حقد مسعور يغلي في النفوس الشريرة لهؤلاء البرابرة القاعديين والصداميين، هذه الوحوش المتعطشة لتخريب العراق وإعادة شعبنا لجحيم صدام؟! ماذا يقصدون غير تجويع الشعب وتعطيشه، وغير تدمير الأمن، ومنع العون الإنساني الدولي عنه؟ زعموا أن الهدف جلاء الأمريكان، ولكن أيديهم القذرة الملطخة بالدم راحت تمتد لوسائل معيشة العراقيين كالماء والكهرباء وأنابيب النفط وها هم يغتالون بكل خسة وجبن ونذالة الشهيد دي ميلو وبقية الضحايا الأبرار من أعضاء بعثات الأمم المتحدة ووكالاتها، التي جاءت لمعونتنا، وللمساهمة في لأم جراحنا. أي نوع من المجرمين المحترفين غزوا أراضينا من دول الجوار لممارسة "الجهاد" ضد شعبنا ومن أعانوه ويعينونه على علاج عواقب ثلاثين عاما من حكم الطاغية، الذي زرع العراق بمقابره الجماعية؟ إن بسطال أي جندي من قوات التحالف وحذاء كل عامل وعاملة مع بعثة الأمم المتحدة تشرف جميع هذه الوحوش القذرة وأسيادها ومشجعيها من العروبة الخائبة، والمتطرفين الإسلاميين الذين ينتهكون كل يوم المبادئ الإنسانية والقيم الروحانية، و تشرف جميع أئمة الجوامع الداعين للعنف وسفك الدم والكراهية، تحت ستار الإسلام، ونصفهم من أعوان صدام. أي عراق يريدون غير عراق الخراب والمقابر الجماعية والمثارم البشرية؟؟

 لا يمر يوم غير أن يقترف فيه هؤلاء الوحوش الغازية جرائم كبرى، لا ضد قوات التحالف وحدها، بل وكذلك  ضد منشآت الماء والكهرباء وأنابيب النفط التي يعتمد العراقيون على عائداتها للعيش والتصليح، وأخيرا ضد نساء ورجال الأمم المتحدة.

 لا داعي لتكرار مدى الأخطاء الأمنية الفادحة للتحالف عند دخول البلاد وعدم استعداهم لما بعد سقوط صدام، وقلة ثقتهم في الأسابيع الأولى بالعراقيين وقياداتهم المجربة. ومع تزايد الجرائم الإرهابية وارتفاع درجة شناعتها وخطرها، فقد بات ملحا جدا أن يشارك مجلس الحكم مشاركة فعالة وفورية في حفظ الأمن وغلق الحدود، والمطالبة بعدم التساهل أبدا مع العصابات الدموية، وعدم إطلاق سراح من يعتقل منهم حتى إن ارتفع صراخ منظمة العفو والصليب الأحمر و"الصحفيين بلا حدود"؛ هذه المنظمات التي تسلط الضوء على بعض الحالات الخاصة بالمعتقلين والأسرى، بدلا من المطالبة بتشديد العقاب وتقديمهم فورا للقضاء العراقي وبلا رحمة. كما لا بد لإدارة بريمر أن تكف عن التساهل مع بعض كبار رموز النظام من شركاء صدام يجب التعامل معهم جميعا كمتهين بجرائم ضد الإنسانية واعتبارهم مطلوبين للقضاء العراق. فقد أخطأ الأمريكان بإطلاق سراح أمثال هدى عماش والصحاف، و إعطاء الضوء الأخضر لاستقبال بنات صدام كأميرات ملكيات! كما لابد لمجلس الحكم أن يعالج فورا انتهاكات بعض الفضائيات العربية لأمن العراقيين من خلال التحريض على العنف وتمجيد عمليات الإرهاب، وإذاعة الشرئط المنسوبة للطاغية، والتي تحرض على القتل والنهب. وإذا كان مجلس الحكم وبريمر محرجين لغلق مقرات هذه المنابر الإرهابية في بغداد خشية احتجاجات بعض أدعياء حرية الصحافة، فإن من الواجب أن ينبري رجال القضاء والوطنيون العراقيون في كل مكان لرفع الدعاوى القضائية على هذه الأدوات التي تدعو للإرهاب وتبث رسائل مجرم كبير مطلوب للعراقيين. وهذه الدعاوى المطلوبة هي أضعف الأيمان، وإلا فإن الحل الوحيد هو طرد مراسلات ومراسلي هذه الفضائيات وبلا عودة.

 إن أنباء الجرائم الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية بمقدار ما تغضب العراقي وتحزنه، فإنها تزيده في الداخل شعورا بالقلق وبعدم الأمان، وهذا مناخ نفسي وفكري مناسب لنشر دعايات أعوان النظام المنهار والفضائيات العربية وبعض حكومات المنطقة ونخبها. ونعرف أن سنوات عهد الطاغية قد دمرت الكثير من حصانة الشخصية العراقية تجاه الشائعات والدعايات الغوغائية وقلة الحرص على الممتلكات العامة والخاصة، وهذه حالة مأساوية أصابت العديد من المثقفين العراقيين العائدين من الخارج بصدمة وهزة كبيرتين. ولعل الأمريكان قد أصيبوا بالدهشة والمرارة لمدى تخريب صدام للعقلية والنفسية العراقيتين.

إن المطلوب هو الضرب بيد من حديد على المجرمين في حدود سيادة القانون. وتتحمل اللجنة الأمنية العراقية مسؤولية كبرى، لأن ضمان الأمن هو مطلب العراقيين أولا وثانيا وعاشرا! ولعل مجلس الحكم قد أخطأ كثيرا في تباطؤ تعيين الوزراء وفي الاهتمام الخاص بزيارات وجولات رئيسه الحالي وبعض أعضائه لبلدان عربية، بينما الوضع الأمني المتدهور والمعالجة العاجلة لمشاكل الناس يتطلبان  بقاءهم جميعا في بغداد وجعل اجتماعاتهم دائمة.

 



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول رئيس وزراء في العهد الجمهوري.. كان وسطياً دفعه الشارع وا ...
- أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!
- أمريكا والعراق بعد صدام
- هل يريدونها طالبان عراقية؟
- العراق بين التدخل الإيراني ومخاطر التخريب الصدامي
- وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة
- لقاء الأضداد حول العداء لأمريكا بحجة العراق!! لا للحرب.. أجل ...
- شباط 1963 : دم وعبر!
- الإسلام و العلمانية
- الدولة الديموقراطية علمانية..
- النفط والأزمة العراقية
- مواقف مؤسفة لمثقفين عرب
- قراءة استشفافية لمؤتمر المعارضة في لندن
- سقطة مثقف عربي
- جناية الشعب العراقي على العرب والمسلمين
- قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي
- القضية العراقية واليسار الأوروبي
- عراق التعايش
- في مأزق الفكر العربي
- النظام العراقي وعبث المراوغة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - الحقد المسعور على الشعب العراقي