أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - النظام العراقي وعبث المراوغة














المزيد.....

النظام العراقي وعبث المراوغة


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 216 - 2002 / 8 / 11 - 00:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الشرق الأوسط 10/8/2002

إن الدعوة الرسمية العراقية لرئيس المفتشين الدوليين الى بغداد للتباحث في امكان عودة المفتشين الدوليين، هي مناورة أخرى لا يمكن تفسيرها بغير محاولة كسب الوقت، وتحييد بعض الدول. إنها كقائمة المطالب التي حملها وزير
الخارجية العراقي لكوفي عنان في فيينا، والتي افشلت المقابلة.
إن من المطلوب التذكير ببنود القرار الدولي الاكبر حول العراق بعد انتهاء الحرب والهزيمة العراقية المروعة، أعني القرار رقم 687، وهو «أم القرارات» (أو ربما أبوها!).
صدر القرار المذكور، ذو الشروط والمطالب الثقيلة الوطأة، في 3 ابريل عام 1991، اي بعد الهزيمة وبعد الانتفاضة الشعبية العامة في آذار منه، وقمعها بضوء امريكي أخضر أعطي للنظام المهزوم. وإذن كان النظام في موقع ضعف تجاه الامريكان ومجلس الأمن رغم تمكنه من قمع ثورة 14 محافظة عراقية من مجموع 18.
لقد تمركز القرار حول موضوع اسلحة الدمار الشامل ووجوب تدميرها برقابة وتفتيش لجنة دولية مختصة ترفع تقاريرها للأمين العام ولمجلس الامن. فالفقرات 8 و9 و10 و11 و12 و13(من مجموع 34 فقرة) تطلب من الحكم العراقي السماح بالتفتيش والمراقبة دون قيد أو شرط. وقد نص القرار، مرارا وتكرارا، على كلمات بلا شروط. وتنص الفقرة 22 من القرار على رفع الحظر الاقتصادي والعقوبات المالية عندما يتأكد مجلس الأمن (على اساس تقارير اللجنة والامين العام) من تنفيذ العراق لجميع ما هو مطلوب منه حول اسلحة الدمار الشامل. وعندما صار النظام العراقي يناور ويراوغ بعد شهور، اصدر مجلس الامن قرارات أكثر صرامة وأكثر تأكيدا على وجوب التنفيذ غير المشروط من الجانب العراقي. فمثلا يطلب القرار رقم 707 المتخذ في 15 آب 1991 منه:
«أن يُسمح للجنة الخاصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية وفرقهما التفتيشية بالوصول الفوري، غير المشروط وغير المقيد، الى أي و/كافة المناطق، والمنشآت والسجلات، والمعدات، ووسائل النقل التي يرغبون في تفتيشها». (الفقرة الاجرائية الثالثة من القرار ـ نصا).
وخلال السنوات التالية مارست السلطة العراقية نهج المماطلة والتلاعب ومحاولة الالتفاف على القرارات، في الوقت الذي لم تخف فيه القيادة الحاكمة يوما ان الاولوية الاولى هي للتسلح.
واصبحت «هيئة التصنيع العسكري» الجهاز الاكثر تدليلا وهدرا للاموال، بجانب الاجهزة المخابراتية المتعددة الفروع.
إن القرارات المذكورة وغيرها صادرة عن مجلس الامن الدولي لا عن الادارة الامريكية، وبالتالي فإن التعامل معها هو مع المجلس والامين العام واللجنة الخاصة، فلا منطق غير العبث المقصود في مطالبة كوفي عنان بربط التنفيذ بضمانة تجاه الموقف الامريكي المعلن من النظام العراقي، ولا مصلحة للعراق والمنطقة بتشجيع بعض الاعلاميين والمثقفين والساسة
العرب للنظام بمواصلة «التحدي» و«الصمود» ـ اي اللعب والمراوغة. وسواء كان ما يفعله هؤلاء العرب ناتجاً عن سوء تقدير وحسن نية، أو عن دغدغة لمشاعر قطاعات مضللة من الشارع العربي، أو عن حسابات نفعية (؟) ـ فإن دعواتهم و«نصائحهم» تغذي عبثية النظام وتخبطه ونهج الاصرار على الخطيئة والمكابرة.
ومهما يكن، فإن ردود الفعل الدولية على الخطوة العراقية الجديدة جاءت تشكك بها وبنواياها ودوافعها. واذا كانت روسيا وحدها قد اعلنت الترحيب فليس هناك ما يدعو للوهم عن حقيقة ما سيكون عليه الموقف الروسي عندما «يجد الجد»! ـ وهو لن يكون كثير الابتعاد عن الموقف الامريكي!
لقد برهن النظام العراقي على كونه العقبة الحقيقية أمام رفع معاناة شعبنا، وأمام الغاء العقوبات الناجمة عن غزو الكويت وسياسات العبث والمغامرة، وأمام اعادة البناء، واسترجاع السيادة الوطنية المتصدعة، وممارسة الشعب لحقوقه الديمقراطية..
* كاتب عراقي




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - النظام العراقي وعبث المراوغة