أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرانسوا باسيلي - كفاية














المزيد.....

كفاية


فرانسوا باسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1858 - 2007 / 3 / 18 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


-1-
خمسة آلاف عام
وعصا فرعون
تُلوّح للشعبِ أن ينحني فيطيع
تسوقه للذبح مستسلما كالقطيع
وكلابُ الحراسة حوله من كل صوب
وحاشية القصر تغويه بالنار والأوهام
وتبني له مدنا من ظلام
تسكنها الموميات
مقمطة بكتابات الأموات
ومسكونة بالنصوص
الشوارع مزدانة بالأباطيل
والبلاد كهوفٌ .. ومغارات لصوص
يقبعُ في قاعها مُستباحا
مهترأ اللحم والروح
تدوسُه حاشية القصر بالأقدام
وتأمرُهُ بعبادتها
فيُصلًي لها ، ويُسبّح للأصنام
ويجوعُ ، فتُلقي له بفتاتِ الطعام

وأمّا مجاعة قلبه في الليل
فليس لها شبعٌ ، أو سلام

ينكسرُ النايُ في صدره
فيسكبُ منه دمَ الروح في الأنغام

لا يسمع الفرعونُ دمدمة القرى
ولا وجعَ الأرض تحبلُ بالآثام
يظلّ هو الفرعون شبيه الإله
المالك المتحكم
في الأرض والنهر والناس
وارثا للبلاد وما حولها من أبيه
إلى أن يموتَ على كرسيه
وفي يده الصولجان
وعلى رأسه الطيرُ
ومن حوله الكهّان
وعشرة آلاف من حرس السلطان
فيصعد إبنه للعرش
وتأتي إليه الجموع مبايعةً
تطلب منه الرضا و الأمان

-2-
هكذا كان حال الزمان
هكذا ظل حال الزمان
من الأسرة الرابعة
إلى الأسرة التاسعة
إلى الأسرة الألفين
إلى لا نهاية
..........................
وفي لحظة ساطعة
جاء جيل جديد
وقال : كفــــاية !

-3-
جاء جيل من الفقراء
من الشعراء
من الحالمين
جاء جيل من الأنقياء
من العاشقين
من الرافضين
وصاح : كفــــاية !

صبرنا طويلا
إلى لا نهاية
ونمنا طويلا .. إلى لا نهاية
ومُتنا طويلا لحدّ العفن
واليوم تكتملُ اللانهاية
فنصحو أخيرا
ويصحو الو طن

-4-
اليوم تنكسرُ اللا نهاية
فنخرج كالريح للطرقات
ونمرق كالنور في الظلمات
ونوقظ من نام من ألف عام
فينتفض الأموات
يسألنا الناس : ما الخطبُ ؟
ماذا جري .. ما الحكاية ؟
نقول : إقرأوا
إقرأوا ما سنكتبُ
فوق الحوائط والواجهات
فوق المآذن .. فوق المنارات
إقرأوا أجمل الكلمات :
"كاف" و "فاء " و "آية"
كفــــــــــاية !

-5-

اليوم نرفعُ أوجهنا للسماء
فتلفحنا شمسُها الذهبية
اليوم نخرجُ للحرّية
من كل فجّ عميق.. في موجة بشرية
نتجمّع في الحَرَم الجامعيّ
نسير لميدان طلعت حرب
نمرّ بتمثال نهضةِ مصر
نشدّ على يدها الحجرية
فتنهض مصرُ الجميلة
من غفوة أبدية
تحمل باقة وردٍ ، وراية
فتخفق أرواحنا حولها
هاتفين : كفـــاية !

- 6-
جيلنا
ليس يشبه ما فات من أجيال
إننا لا نمت لأيامكم
لا نطيق الحياة مع الزيف
والخوف والإغتيال
نقول : كفـاية
لكل الطغاة
وكل الغزاة
وكل احتلال
إننا ننتمي للحقول وللريح
إننا ننتمي للندى ، والمدى ، والجبال
إننا الطير لا نستطيب السكون
ولا نستقر بحال
إننا العاشقون على ضفة النهر
نسهر في الليل نرنو إلى السموات
ونقطف نجم المحال

-7-
إننا ثورة البرتقال
وطلائع معركة الورد ضد السيوف
ومعركة الريح
ضد السلاسل والإعتقال
جيلنا
ليس يشبه ما فات من أجيال
لا نحب النحيب
ولسنا نجيد البكاء على الأطلال
.......................
إننا ثورة البرتقال
هادرون كبحر من الحب ، كالشلاّل
لنسقط كل الحوائط حتما
كحائط برلين
وكل جدار يحيط بخصر فلسطين
لنبني بأحجاره مدنا
وملاعب للأطفال

-8-
إننا ثورة الياسمين
وانتفاضة ورد البساتين والغابات
إننا قادمون
كجيش فراشات
ندافع عن كبرياء النخيل
وعن ضفة النيل
وحق القرى في الهواء العليل
وحق المثول الطويل
أمام الجميلات
وحق المحبة
والعرس
والأغنيات

-9-
نعم قادمون
كجيش فراشات
فأعدّوا لنا
ما استطعتم من الخيل والطائرات
وأجيدوا الرماية
أجيدوا الرماية
لكي ينزف الورد في صدرنا
فنهوىِِ وفوق الشفاه رحيق الأغاني:
" قلبي .. يميني .. لساني
روحــي فـدا أوطـــاني"
فيردد من جاء من بعدنا
كلمات الحكاية
أجيدوا الرماية
ولكن بماذا يفيد الرصاص
إذا الشعب يوما أراد الخلاص
وصاح : كفـــاية !

-10-
عطشانُ للملتقى يا صبايا
عطشان للنور .. للزهر
عطشان للوطن الحر
والمنهل السلسبيل
عطشان يا ربّ
عطشان للنيل
يتدفق من راحتيكِ
ومن فمكِ العذب يا مصرُ
يروي غليلي
ويمسح حزني الطويل
عطشان للفجر يا مصرُ
يطلع من مقلتيكِ
ويشعل في وجنتيكِ القناديل

عطشان للغدِ يا مصرُ
للموعد المرتجى
واللقاء الجميل
حين تنهض مصر
لكي تتحدث عن نفسها
وتقول : اتبعوني
إلى الغد يلمع فوق التلال
صار أقرب من كل حلم
وكل خيال
ياله من طريق طويل
مشيناه من ألف جيل وجيل
ولكن أقول : أبشروا .. أبشروا
فات منه الكثير
ولم يبق إلا القليل
........................
وتنهض مصرُ الجميلة
من غفوة أبدية
تحمل باقة وردٍ ، وراية
فتخفق أرواحنا حولها
هاتفين : كفـــاية !



#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاة أم معتدون؟ من أسلمة العصر الى عصرنة الإسلام
- صلاح جاهين: شاعر الثورة وفيلسوف الفقراء
- فرضه الفكر الاخوانى- الوهابى: الحجاب فضيلة أم وسيلة؟
- استجواب
- افتحي يا مصر
- جسد المرأة وشرف الرجل: الحجاب فضيلة أم وسيلة؟
- الابعاد الدينية للخطيئة الامريكية في العراق
- بعد عامين من رحيله: سيظل عرفات هو مانديلا العرب
- ربع قرن على رحيله: السادات واغتيال النهضة المصرية الأخيرة
- في ذكري 6 اكتوبر: حرب العبور
- هل تعلّم أحد شيئاً من 11 سبتمبر؟
- حساب الربح والخسارة: من سقوط البرجين الي سقوط بغداد
- دعوة لتنصيب الرئيس مبارك ملكا على مصر
- في ذكري رحيل عبد الناصر: الملك المقامر والضابط الثائر
- بابا روما والإسلام: حوار الأديان أم حوار الطرشان؟
- هل تصبح إيران زعيمة العالم العربى؟
- حزب الله ضد شعب الله
- مزامير نجيب محفوظ
- التفسير النفسى للسحر الكروى: كأس العالم : دروس للحكومات والش ...
- طظ في مصر


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرانسوا باسيلي - كفاية