أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فرانسوا باسيلي - الابعاد الدينية للخطيئة الامريكية في العراق















المزيد.....



الابعاد الدينية للخطيئة الامريكية في العراق


فرانسوا باسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كيف أمكن لأقوى امبراطورية في التاريخ بكل ما تزدحم به من كبار المستشارين والخبراء والاداريين وترسانات مراكز العقول والتفكير والتخطيط الحاضنة لهم , وبكل ما تحتكم عليه من قوة عسكرية هائلة هي بلا شك أكبر قوة حربية مدمرة في التاريخ البشري , وما يساند هذا كله من اقتصاد هو الاضخم حجما في العالم اليوم , كيف أمكن لكل هذه القوى والموارد والثروات الفكرية والمادية ذات الابعاد الامبراطورية الفريدة الفائقة أن تحقق فشلا مدهشا في أبعاده وعلى كافة المستويات – عسكريا وسياسيا واستراتيجيا – في مواجهتها مع دولة من العالم الثالث يقل عدد سكانها عن عشر سكان الامبراطورية الامريكية , كانت تحت حصار صارم لعشر سنوات سابقة ولا تملك الا جيشا منهكا بلا عتاد ولا صيانة ولا تدريب ولا موارد ؟

هذا السؤال لم يتصدى لمحاولة الاجابة عنه الى الآن الكثيرون , وما يكتب عنه يقتصر عادة على وصف هذا الفشل وتعداد مظاهره وربما يعيده البعض الى أخطاء تكتيكية عديدة وقع فيها المسؤولون الامريكيون. ولكن يبقى السؤال– على المستوى الاستراتيجي العام –بلا اجابة مقنعة .
وحين أتحدث عن الفشل الامريكي في العراق , لا أقصد فقط تلك الاخطاء المذهلة التي ارتكبها المسؤولون الامريكيون عن تخطيط وادارة الحرب , بداية من اطلاق لقب ( الصدمة والترويع ) على الضربة العسكرية الاولى ضد بغداد , بكل ما في هذا اللقب من غطرسة واستعلاء وزهو صبياني لم يكن منتظرا من قوة كبرى قالت انها ما جاءت الا لتحرير العراقيين من الطغيان والتسلط ومنحهم الحياة الحرة الكريمة الآمنة .وهل حققت آلاف القنابل الملقاة فوق بغداد سوى صدمة السكان وترويعهم داخل بيوتهم لعدة ليال متواصلة ؟ كيف تكون الصدمة والترويع هي لغة من جاء بوعود الديمقراطية والحرية والربيع ؟

لقد كانت هذه اللغة العسكرية الفظة هي الكفر الذي بدأت به الادارة الامريكية قصيدتها التحريرية في العراق . ولم يكن هذا مجرد خطأ لغوي لا اهمية كبيرة له , ولكنه كان ( الكلمة ) التي كانت في البدء! والكلمة التي كانت تلخيصا وافيا لكل مظاهر القوة العسكرية الغاشمة التي راحت تتلاحق بعد ذلك في مداهمات فجة للمساكن بحثا عن ( الارهابيين ) والتي كانت أعظم وسيلة لزرع الكراهية في قلوب المواطنين العاديين الذين رأوا بيوتهم تقتحم عنوة في منتصف الليل في صخب وهياج وضجيج تدربت عليه القوات الامريكية لمواجهة الجنود الاعداء وما كان له ان يطبق على جموع المواطنين على الاطلاق , وفي النهاية أوصلهم هذا الطريق المتخبط بين العنف والخوف الى مهزلة سجون ابو غريب وجوانتانامو وممارسات دكتاتوريات الموز التي لم تكن منتظرة على الاطلاق من زعيمة الحرية الفردية والكرامة الانسانية في العالم الحر!

هذه الاخطاء الامريكية التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر ليست هي اساس التساؤل الذي اقصده في مقالي هذا, وانما أبحث هنا - اذا ما استخدمنا لغة لاهوتية مناسبة لأجواء الحرب الدينية التي ارادها كهنة وشيوخ هذه الحرب البائسة على الجانبين – عن ( الخطيئة الاصلية ) التي كانت هي البذرة الاولى لكل ما نبت بعد ذلك من أفرع واغصان وثمار لهذا الفشل المر الذي ذاقته الادارة الامريكية لمغامرتها في العراق والذي لم تكن الخسارة الكاسحة لزعامتها لمجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس الامريكي سوى اولى فواتيرها المستحقة الدفع .

لكي نعثر في مستنقع الخراب الدموي للمشهد العراقي عن بذرة الخطيئة الاصلية للفشل الامركيي علينا ان نفحص بامعان القوى التي تدافعت وراء شن هذه الحرب . والثابت الآن انه كانت وراء هذه الحرب ثلاث قوى رئيسية تجمعت كلها في النهاية لتصبح قوة واحدة دافعة في اتجاه المغامرة العسكرية غير المحسوبة.. ولنلقي بنظرة على تلك القوى :

-المحافظون الجدد

لعل الاسم الاكثر دقة لهؤلاء هو ( الصهيونيون الجدد ) وذلك لأن فلسفة هؤلاء تبعد في الواقع –ان لم تكن تعادي – الفلسفة المحافظة التقليدية التي تفضل الالتفاف باللذات وعدم التهور في مغامرات خارجية , ولذلك فليس عجيبا ان اختلف مع الجدد أقطاب المحافظين التقليديين القدامى مثل وليام باكلي وبات بيوكانان . ولذلك أفضل ان يوصفوا بالصفة الاكثر تعبيرا عن هويتهم وهواهم وهي صفة " الصهيونيون الجدد" وذلك لأنهم يشتركون ربما بلا استثناء في مساندتهم العمياء لإسرائيل وسياستها العدوانية العسكرية.

أما هؤلاء الصهيونيون الجدد فمنهم بول وولفوفيتز وريتشارد بيرل واليوت ابرامز ووليام كريستول وماكس بوت وغيرهم .. وقد اشتركوا جميعا – بالاضافة الى التأييد الاعمى لسياسة اسرائيل دون مراعاة لمدى مشروعية هذه السياسة - في الايمان بضرورة التدخل العسكري في اي مكان في العالم لنشر الديمقراطية وتأكيد حقوق الامبراطورية الامريكية .
بل ان مصطلح الامبراطورية الامريكية جاء في كتابات احدهم وهو ماكس بوت في مقال بالويكلي ستاندارد الصوت الصارخ للمحافظين الجدد , فهم ينادون علنا بدور امبراطوري استعماري للولايات المتحدة ! ويشتركون ايضا في الايمان المطلق بأن الحق في الجانب الامريكي ولذلك فمن المشروع تعزيزه بالقوة المطلقة .. وفي خطابهم خيط شبه لاهوتي غيبي يمنحهم نوعا من الثقة الايمانية المطلقة ( بمعتقداتهم) وبان الحق – والله – في جانبهم حتى ولو كان بعضهم ليس مؤمنا أو متدينا بالضرورة , فقد جمعهم ايمان عقائدي لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي جمع غلاة الشيوعيين في الماضي قبل ان تنهار الشيوعية على من بها , وهو مصير كل المفرطين في اي ايمان أو دعوة لأن الافراط – والتطرف – ليس من طبيعة الاشياء ولا الانسان السوي الناضج.

-المسيحيون الصهاينة

يمثل هؤلاء جزءا محددا من جموع المسيحيين الامركيين وليس كلهم , فالمسيحيون في امريكا ينقسمون الى عدة طوائف منها الانجيليون والمعمدانيون والكاريزميون والبريسبتاريان – وكلهم يتبعون المذهب البروتستانتي, كما ان هناك الكاثوليك التابعين للفاتيكان وهناك الارثوذكس مثل الجريك( اليونان) والروس والاقباط .. وكل من هؤلاء يتبع كنيسته الارثوذوكسية في شرق اوروبا او في مصر , ومن المهم التأكيد على ان ظاهرة المسيحية الصهيونية ( وهي ظاهرة وليست طائفة او مذهبا ) لا توجد في الكنيسة الشرقية سواء القبطية في مصر أو العربية في لبنان او الاردن او فلسطين .
فهي ظاهرة منحصرة بين بعض الانجيليين الامريكيين المهتمين اهتماما بالغا بالعهد القديم من الكتاب المقدس الذي يضم تاريخ اليهود وقصصهم وأنبيائهم , بشكل مبالغ فيه يكاد يفوق اهتمامهم بالعهد الجديد – اي عهد السيد المسيح- رغم عدم اقرارهم بذلك , لكن الملاحظ ان معظم عظاتهم تجيء من قصص العهد القديم فهم مرتبطون به ارتباطا عاطفيا لا نجده لدى بقية المسيحيين الكاثوليك والارثوذكس. ويجيء هذا من اهتمامهم المبالغ بالنبوءات , اي كل ما جاء في العهد القديم من رموز وقصص وشخصيات يعتبرونها ترمز الى العهد الجديد والى مجيء المسيح وايضا الى مجيئه الثاني والذي يعتقدون انه سيحدث بعد ان يعود اليهود الى ارض الموعد وينتهي شتاتهم معلنين بذلك نهاية الايام حيث يجيء المسيح مرة اخرى ليحكم على الارض فيؤمن به الجميع ومنهم كل اليهود وتقوم القيامة ويذهب المؤمنون الى ملكوت السموات لينعموا بالحياة الابدية . من هذا الاعتقاد يأتي تأييد هؤلاء لقيام دولة اسرائيل ودعمها حتى يرجع اليها جميع اليهود . حتى ان احد أقطاب هؤلاء وهو بات رابرتسون استهجن انسحاب شارون من قطاع غزة وقال ان مرض شارون كان عقابا من الله له لأنه ترك قطاع غزة , فانسحابه من قطعة من ارض الموعد يعني تعطيل مجيء المسيح الثاني في نظره , ولا تؤمن الكنيسة الشرقية بهذا التفسير , وفي هذا يقول قداسة بابا الاقباط الانبا شنودة : (لقد جاء اليهود الى فلسطين بوعد من بلفور وليس بوعد من الله ).

وقد ايد المسيحيون الصهاينة هؤلاء حرب العراق بحرارة وحماس شديدين لأنهم نظروا اليها بمنظور ديني أوحد , وهو منظورهم الى كل شيء آخر في الحياة مثلهم مثل منظور المتشددين الاصوليين في اليهودية والاسلام. فهؤلاء كلهم يشتركون في اسلوب الغلو الديني وفي اختصار كافة مناحي الحياة في الجانب الديني وحده. ويشتركون في الغلو العاطفي والتمسك بالنص الديني الحرفي دون إعمال العقل.. وتقديس الماضي والفرح بالانتقال للعالم الاخر الافضل , وهكذا هلل هؤلاء المتشددون لبوادر الحرب " الدينية " كما رأوها وراحوا يدقون طبولها ويرفعون راياتها الحمراء المثيرة ورأوا في كل كلمة وكل حركة من الطرف الآخر اشارة دينية تدفع نحو محاربة الآخرين ( الكفار ). ورغم ان الرئيس جورج بوش ليس معروفا عنه التدين الشديد الا انه قد وجد في موجة التهليل من قبل المسيحيين الصهاينة سندا مشجعا له فرحب به وراح يستخدم بين الحين والآخر عبارات دينية مثل ان الله يرشده ويوحي له وراح اتباعه ينظرون اليه باعتباره ( رجل الله ) الملهم , والذي بهذا لا تصح مسائلته أو الشك في حكمته وانما الواجب هو اتباعه.

-التحالف العسكري –الصناعي- الشوفاني

ظهر مصطلح ( التحالف –العسكري –الصناعي) في الستينات من القرن الماضي واتهم البعض هذا التحالف باغتيال الرئيس الامريكي المتحرر كيندي وذلك انحيازا لنظرية المؤامرة في تفسير التاريخ وهي نظرية خيالية يلجأ اليها المزاج الغيبي السحري لقطاع من الناس موجودون في كل مجتمع بشري , ويشير هذا المصطلح الى قوى الشركات الامريكية الجبارة ومصالحها التجارية والاقتصادية والتي تتلاقى مع المصالح العسكرية لمؤسسة البنتاجون الجبارة في مشروعات تصنيع الاسلحة الهائلة الحجم والكلفة , ويضاف الى هؤلاء شركات تكرير وتوزيع البترول. وقد رأت هذه كلها في غزو واحتلال العراق فرصة للسيطرة على أبار النفط العراقية بالاضافة الى مشاريع اعمار على مستوى مدن كاملة ستدمرها الحرب مما يضمن عملا مستديما للشركات الهندسية الانشائية لعشرين عاما قادمة , فالاغراء الاقتصادي اذن كان هائلا وقد اصاب من قالوا انه لو كان العراق خاليا من النفط لما ارسلت اليه الادارة الامريكية جيشها الجرار لإحتلاله.

والى ذلك التحالف العسكري – الصناعي التقليدي اضيف عنصرا ثالثا هو القوى الشوفانية التي تنجرف وراء عاطفة قومية امريكية متؤججة بشكل فيه افراط وتطرف يجعل هذه القوى تندفع لتأييد كل حرب امريكية خارجية وتسارع لدق طبول الحرب ورفع الاعلام الامريكية تأييدا لها في كل مكان ومطاردة واخراس كل صوت يرتفع ضد هذه الحرب كما فعلوا مع الثلاثي الغنائي الشجاع المسمى بالــ ( دكسي تشيكس) اي فتيات ديكسي. ودكسي ترمز الى ولايات الجنوب المحافظة في الولايات المتحدة , وكانت المغنية الاولى لهذا الفريق الغنائي قد اعترضت على الغزو قبل وقوعه بايام فثارعليها اليمين الامريكي الشوفاني وضغطوا على المئات من محطات الاذاعة لمنع اذاعة اغانيهم ونجحوا في ذلك في بلد الحرية الفكرية وحرية التعبير وكأننا قد أصبحنا في جمهورية موز في العالم الثالث .

ومن اقطاب هذا القطاع اليميني القومي الشوفاني معظم مقدمي برامج الاذاعات الامريكية ( الراديو ) وهم بالمئات , ففي كل مدينة امريكية محطة اذاعة محلية خاصة بها وعلى رأس هؤلاء راش لمبو الذي يستمع اليه عشرون مليونا من الامريكيين اليمينيين. ويقابله في التلفزيون بل اورايلي مقدم برنامج اورايلي فاكتور , وشين هانتي وكلاهما في محطة فوكس المحافظة التي روجت للحرب بشكل فعال , ومع هؤلاء آخرون مثل اوليفر نورث الذي كان ضالعا في فضيحة الايران – كونترا في عهد الرئيس ريجان. وهؤلاء وغيرهم بالمئات قاموا بلعب دور هياجي على مستوى الشارع الامريكي .

وليست هذه القوى الثلاث منفصلة عن بعضها , فالكثيرون ينتمون لأكثر من فصيل منها في نفس الوقت. وتعاونت كلها لتشكل في النهاية قوة يمينية محافظة شوفانية دينية مسيحية صهيونية واحدة تدفع نحو الحرب وتخلق حالة الهياج العاطفي السياسي القومي الديني الضرورية لها , و في هذا الجو الهستيري رأينا حملة ضد فرنسا لانها وقفت ضد الحرب وانهال المعلقون والكتاب على كل ما هو فرنسي بالشتائم والنكات اللاذعة ودعوات مقاطعة النبيذ الفرنسي ( والفرنش فرايد ) اي البطاطا المقلية على الطريقة الفرنسية , كما رأينا الكثيرين من الليبراليين الامريكيين –اليهود يتساهلون مع هذه الحرب بل ويهللون لها وعلى رأسهم سياسيا السناتور جوزيف ليبرمان الذي وصل به تأييده للحرب الى حد الخروج على موقف حزبه الديمقراطي ومبايعة بوش وقت اعادة انتخابه للفترة الثانية . وعلى رأسهم فكريا رأينا كاتب النيويورك تايمز توماس فريدمان يفلسف وينظر للحرب ويتحمس لها بشدة في احاديثه التلفزيونية وفي احداها كان عائدا من زيارته السادسة للعراق خلال عام واحد !! وسمعته يقول لمحدثه تشارلي روز في برنامجه بمحطة (بي-بي- اس ) ان على الامريكيين منح كل ضابط عراقي سابق بضعة مئات من الدولارات وبهذا تنتهي المقاومة !! وكان يلوم الادارة الامريكية لتباطئها في القاء الدولارات في الشارع الامريكي ( لشراء) المقاومين والمعارضين العراقيين ! هكذا كان يفكر اقطاب المناصرين للحرب في جو مرعب من الجهل التام بسيكولوجية الشعوب بل وبإنسانية الانسان بوجه عام .

ولا يجب أن ننسى ان امام هذه القوى اليمينية الدينية الشوفينية وقف عدد كبير من الامريكيين يعارضون ويتظاهرون ويهاجمون بوش وبطانته بعنف في الصحف والميديا الليبرالية والديمقراطية واليسارية . كما لم تكن كل الكنائس والطوائف المسيحية مع الحرب , وقد وقف الكثيرون من الكاثوليك ضدها ومنهم بابا روما نفسه البابا الراحل يوحنا بولس , كما وقف ضدها الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر وهو رجل متدين من المعمدانيين الجنوبيين , ولكن تدينه معتدل عميق وانساني وليس كتدين الاكثرية اليمينية التي كانت تطبل للحرب في تناقض واضح مع التعاليم المسيحية .

يبقى الآن السؤال عن ماهية الخطيئة الاصلية التي ارتكبها تحالف هذه القوى للتيارات الثلاث الرئيسية مما أدى الى الفشل الاستراتيجي لحرب العراق , وتبدأ الاجابة على هذا السؤال بفحص الابعاد الدينية وراء عدد من الخطايا تضافرت في فكر وثقافة ونوازع هذه التيارات وأدت الى تلك المجموعة المدهشة من الاخطاء العميقة على الساحة العراقية .

1-الانفصال عن الواقع
يتميز المزاج الديني المتشدد بشكل عام باقحام الغيبيات في الممارسات الحياتية بشكل يجعل العقل يكف عن اعمال الفكر الناقد الواعي مستسلما ومنقادا الى الايمان الاعمى برؤية تكاد ان تبدو رسولية مقدسة لدى الناظرين اليها المبشرين بها ويؤدي هذا الى عدم القدرة على تحسس ومعايشة الواقع الحي اذ ينفصل المزاج الديني عن الواقع في حمى تعلقه بالسماء ووحيها وارشاداتها له في مهمته التي يراها في ضوء ديني عالمي تاريخي أوحد .

وقد حدث هذا - على مستويات مختلفة الحدة – للاقطاب السياسيين والمفكرين ونشطاء الحزب الجمهوري بشكل عام الذين رأوا في الحرب على العراق ابعادا تفوق واقعها ولا تمت لللحظة المعاصرة بصلة , ومنذ البداية راحوا يتوهمون ويتخيلون وبعضهم يلفقون اسبابا خرافية بل اسطورية تبرر شنهم هذه الحرب. فقد تخيلوا خطرا عظيما لما سموه أسلحة الدمار الشامل وحاولوا ان يحولوا وهمهم هذا الى حقيقة بشتى الطرق رغم سنوات من الفحص والتفتيش التي لم تعثر على شيء على الاطلاق ولكن انفصالهم النفسي الكامل عن الواقع جعلهم ينحازون للوهم وضرب الغيب على حساب المحسوس والمنظور أمام اعينهم. ومع الانتصار السريع في غزو العراق وتحطيم تمثال صدام حسين أدى انفصالهم عن الواقع الى تصور هذا الحدث على انه انتصار هائل كاد ان يعادل الانتصار على جيوش هتلر وحلفائه من دول المحور في الحرب العالمية الثانية .

ومع بداية المقاومة واستمرارها راحوا يتوهمون ان مقتل قصي وعدي ولدي صدام حسين ستكون فيه نهاية المقاومة وقالوا هذا فعلا وآمنوا به وانتظروه , حتى تحقق القتل وازدادت بعده المقاومة. فقالوا ان الامر سينتهي بالقبض على صدام حسين نفسه وتصويره خارجا من حفرته..
ولكن المقاومة استمرت في تصاعدها ، فقالوا ان محاكمته علنا ستكون هي القاضية على صورته وبالتالي على المقاومة ، ولم يحدث . ثم قالوا ان القضاء على الزرقاوي هو مفتاح الخلاص، وتم القضاء عليه واستمرت المقاومة في التصاعد. وخلال كل هذا كانت هناك اوهام عظيمة أخرى ينتظرها "المؤمنون" بفارغ الصبر ويتوهمون في كل منها الخلاص الأخير، فعملية صياغة دستور جديد للعراق قد صورت على انها انجاز هائل ، وكأن العراق كان ينقصه الدستور من قبل، وكأن العراق -أو غيره من الدول العربية- تحكمها الدساتير! بل تصوروا ان ابتكار علم جديد للعراق سيكون انجازا باهرا هو الآخر ! ثم راحوا يتوهمون ان كل عملية تصويت في انتخابات عامة ستكون انجازا بحد ذاتها ، ثم قالوا ان تشكيل الحكومة هو أعظم الانجازات وأهمها، وكانوا في هذا كله يعيشون في عالم منفصل تماما ، وبشكل شيزوفراني مرضي بالغ الانفصال عن الواقع اليومي البائس المفجع للشارع العراقي.

وبلغ الانفصال عن الواقع والالتصاق بالوهم مداه لدى القيادة الثلاثية العليا للقرار السياسي والعسكري في الادار ةالامريكية، فرأينا الرئيس بوش نفسه، ونائبه تشيني ووزير دفاعه رامسفلد يعيش كل منهم في عالم خاص به يخلقه بنفسه، عالم من الوهم الذي يرى انتصارات وتقدما حثيثا في ما يجري بالعراق، وكانوا يؤكدون هذا في كل حديث لهم، بل مازالوا يؤكدون هذا الى اليوم، وحتى بعد هزيمة الجمهوريين وعزل رامسفلد! وفيما يزداد الخراب والدمار وانهار الدماء في العراق يوما بعد يوم، كان بوش يصر عل سياسة " الاستمرار قدما" و" الحفاظ على المسيرة" و" التقدم حتى تحقيق النصر" و"استمرار الانجازات حتى النصر" في انفصال مخيف حقا عن الواقع اليومي الذي بات يعرفه الشعب الأمريكي كله تقريبا.

2- سذاجة الخلاص والتغيير اللحظى

الذين يستغربون ذلك الاعتقاد الرومانسي للرئيس بوش والمحافظين الجدد بإمكانية زرع الديمقراطية في أرض العراق فجأة وتحويل شعب ضارب في التاريخ له ثقافته المختلفة وعاداته ومزاجه النفسي المتأصل الى شعب يمارس الديمقراطية الغربية بكل طقوسها من انتخابات ومرشحين واحزاب ومعارضة وكراسي ونواب وتغيير ربما يزول عنهم استغرابهم عندما يدركون ان فكرة تغيير الانسان تغييرا سحريا في لحظة واحدة فكرة موجودة ومتأصلة في ادبيات وممارسات المذهب البروتستانتي بشكل عام. فالخلاص لديهم يحدث في لحظة واحدة "يتجدد" بعدها الانسان تماما و"يولد من جديد" فيتحول الشرير الضالع في الشر إلى بار بالغ التقوى والورع، وليس المطلوب منه سوى تسليم نفسه تسليما كاملا -في لحظة التجدد هذه – للمسيح مخلصه، وإذا به يتغير و" يتجدد" تماما. وهذه الفكرة التي ينفرد بها البروتستانت ولا توجد لدى الكاثوليك والارثوذكس بهذا الشكل – هي ما سهلت على اقطاب الجمهوريين – ومعظمهم من البروتستانت- قبول فكرة تحويل الشعب العراقي الى شعب ديمقراطي حديث يؤمن بالديمقراطية ويمارسها في جمال ووداعة راقية كما يمارسها الأمريكيون بشكل تلقائي وطبيعي كل يوم ليس فقط أمام صناديق الانتخابات ولكن ايضا في مكاتب العمل بين الرئيس ومرؤسيه وفي البيت بين الوالدين والابناء!

اننا نخطأ حين نتجاهل تأثير البعد الديني على فكرة ورؤية ومزاج وتصرف المتشددين دينيا في كافة مناحي الحياة. وهذا ينطبق على البروتستانت الامريكيين بنفس درجة انطباقه على الاخوان المسلمين، وبالطبع تختلف الطقوس والرؤى الدينية بين هؤلاء ولكن يبقى تأثير الرؤية الدينية للحياة هائلا في الحالتين.

3- الله معنا، ومعهم الشيطان:

يستخدم المحافظون والمتشددون دينيا لغة مشبعة بالاسقاطات الدينية لتوصيف مواقفهم، ومواقف خصومهم، السياسية، وقد راينا في البلاد العربية والإسلامية (إيران) زعماء وشيوخ يصفون الغرب وقادته بل وكافة المسيحيين واليهود بالكفار وأعداء الله وغيرها ، وراينا رونالد ريجان يصف الاتحاد السوفيتي بالامبراطورية الشريرة Evil Empire بينما وصف الخميني الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر، ومؤخرا تحدث جورج بوش عن محور الشر Axis of Evil، وكلها عبارات دينية تكفيرية تضع الآخر في معسكر الشيطان بينما تضع المتحدث بها وبلده وشعبه في معسكر الله (حزب الله !)، ولا يمكن ان يؤدي استخدام هذه العبارات المشحونة الملغمة بالدين الا الى تأجيج مشاعر العداوة التي تسهل بعد ذلك جر الجماهير المتحمسة الى حروب مقدسة ليس فيها من القداسة شيء، ومن هنا تأتي خطورة مزج الدين بالسياسة وضروة الحذر ممن يفعلون ذلك.

وفي تحضير وتهييح الجماهير لمساندة غزو العراق قام القياديون في الادارة الامريكية والاعلام الامريكي بشيطنة صدام حسين حتى يصبح من المقدس ان تشن ضده حرب ذات رسالة زاهية. وبعد خلع صدام واحتلال العراق قاموا بشيطنة حزب البعث وكامل اعضائه وحولوهم جميعا الى اسفل مخلوقات الارض – دون تفرقة بين من كانوا مسيطرين متجبرين ومن كانوا اعضاء مخدوعين او مضطرين أو مسايرين، فالكل سواء في معسكر الشيطان. وماداموا ليسوا معنا فهم علينا! وهل هنالك خيار آخر بين الله والشيطان؟! ان المزاح الديني المتشدد يدفع بصاحبه الى الشطط في احكامه وعداواته فيقع في اخطاء مدمرة للآخرين وللنفس معا. انظر كيف تسببت رغبة آيات الله في إيران في تصدير ثورتهم الاسلامية-في ايامها الأولى وقبل ان تحقق اي انجاز داخلي – الى جيرانهم من الدول العربية وخاصة العراق في اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية التي راح ضحيتها مليون من البشر!!

4- الزهو بالذات والجهل بالآخر:

تزهو النفس الأصولية بذاتها وتكتفي بها وتلخص العالم كله في دينها وحده وبه ترى وتفسر كل شيء حولها ولا ترى حاجة لأن تعرف ما يقع خارج دينها من أديان اخرى. فمعرفتها بأديان الاخرين تنحصر فيما يقوله عنهم دينها ولا تبحث بنفسها ولا تفكر بنفسها وانما تفكر بدينها ومن داخله وبلغته واسلوبه وهي عاجزة عن الخلاص من أسره لرؤية العالم والآخرين رؤية موضوعية. وهي لهذا تظل جاهلة بالآخر جهلا مطبقا حتى لو كان هذا الآخر يعيش بين ظهرانيها كما يعيش اقباط مصر مع المسلمين دون ان يعرف المسلمون شيئا عن حقيقة معتقدات الاقباط ولا كيف يؤمنون ويفكرون ويحيون حياتهم ( فنرى نموذجا غريبا حقا لشخصيتين قبطيتين في رواية علاء الاسواني الجميلة "عمارة يعقوبيان" ولكن لا يمتان للأقباط عامة بصلة رغم ان الاسواني مبدع ومثقف مميز).

وتسأل معظم الذين يهاجمون الكفار من اليهود والنصارى ان كانوا قد قرأوا كتب هؤلاء واستنتجوا منها انهم كفار فيقولون لا لم نقرأها ولا حاجة لنا بذلك فكتابنا قال لنا عنهم كل ما نحتاج لمعرفته .
هذا المنطق نفسه موجود لدى الاصولي المسيحي – الصهيوني فهو لا يعرف الآخر الذي يقع خارج دينه وتراثه سواء كان مسلما أو بوذيا ولا يرى حاجة لأن يعرف عنهم شيئا. وحين قررت الادارة الامريكية غزو العراق رأيناها تقع في اخطاء مذهلة ما كان لها ان تسقط فيها لو كان لديها معرفة ولو بسيطة بالعراقيين والعرب عموما ثقافة ودينا وتاريخا وطبيعة وما كان لها مثلا ان تتخيل ان العرب سيستقبلون الجنود الامريكيين بالزهور والحلوى !

ان هذا الخطأ الفادح في رؤية ومعرفة الآخر لا يقع فيه سوى انسان منغلق على ذاته لا يكاد يرى ان حوله في العالم اناس وثقافات جد مختلفة عنه وعن ثقافته. ويصل حد الجهل بالآخر والغرق في عالم الذات أن يتوهم البعض من المبشرين الانجيليين ان بإمكانهم تحويل الآلاف – بل الملايين – من العراقيين الى المسيحية بمجرد ان تسنح لهم الفرصة للتحدث اليهم واطلاعهم على محبة المسيح لهم ! وقد وقع بعض هؤلاء الغارقين في براءة الاطفال ضحية سذاجتهم هذه وذبح منهم من ذبح على أيدي الارهابيين الاسلاميين الذين أدمنوا ذبح البشر الابرياء أمام عدسات الكاميرا باعتبار هذا أعلى درجات الجهاد في سبيل الله !

لقد جاءت كل الاخطاء الامريكية المتعددة في العراق منذ سقوط بغداد وحتى اليوم، من الامتناع عن التدخل لمنع نهب آثار العراق من متحفه القومي مما اثار ريبة وكراهية كل عراقي يعتز بتراثه الى قرارات تسريح الجيش العراقي ثم حل ومعاقبة حزب البعث، ثم معاداة السنة كلهم بشكل غير منطقي وغير مبرر وغير عملي على الاطلاق، ومحاباة الاكراد والشيعة بشكل مبالغ فيه وايضا غير مبرر، الى حد منح رئاسة الجمهورية الى كردي، ثم منح مهمة كتابة الدستور العراقي الجديد الى يهودي امريكي من نيويورك! الى محاولة ادخال علم جديد للعراق! الى سياسة التفرقة الطائفية الفاضحة الى اساليب التهجم على المنازل ثم تدمير مدن بأكملها كالفلوجة ورمادي، والاهتمام الساذج بشكليات وطقوس الديمقراطية الغربية من كتابة الدستور الى الانتخابات العامة للمجالس النيابية وتشكيل الحكومات، الى القبض على عشرات الالاف بمجرد الشبهة الى حفلات التعذيب واساليبه الغريبة في سجون العراق والتي طبقوا فيها وصايا كاتب اسرائيلي ! كل هذا بينما لم يستطيعوا إعادة الكهرباء والمياه والطرق التي دمرتها قنابلهم بدون داع .

وكانت هذه الاخطاء كلها ذات النتائج الوخيمة على العراقيين والامريكيين على السواء، نتيجة واضحة لدرجة عالية من الجهل بالثقافة العراقية العربية الاسلامية. وهو جهل لا نجده بهذا الشمول والافتضاح سوى في ذهنية منغلقة على ذاتها مزهوة بنفسها تحتقر الاخر وتستعلى عليه ولذلك لا ترى حاجة لمعرفته ومعرفة ثقافتة، وهو ما يحدث عندما يستولي اليمينيون والاصوليون والمتشددون في الدين على مقاليد الحكم ومفاتيح الثقافة في مجتمع حتى ولو كان متقدما كالمجتمع الامريكي.. مما يوضح مرة اخرى مدى خطورة تأثير البعد الديني المتشدد على السياسة في عالمنا المعاصر.

ما العمل الان؟ هذا هو السؤال المطروح على الساحة الامريكية اليوم.

لا شك ان السقوط المدوى للحزب الجمهوري في انتخابات الكونجرس وفقدانه السيطرة على جناحيه معا قد حسم بالضربة القاضية مهزلة هذه الحرب المدمرة للجميع، ومهما كان شكل الخطة والحلول الامريكية التالية، فلا شك انها ستصب كلها في مجرى واحد يتجه نحو الخروج من المستنقع العراقي . وسينتهي الامر بخروج الجنود الامريكيين من العراق ونهاية المأساة بالنسبة لامريكا. فميزة النظام الديمقراطي الامريكي المتوثب انه سريع المحاسبة السياسية وسريع التغيير والتصحيح للحركة والمسار. وهكذا لم تمر على الحرب المأساوية سوى ثلاث سنوات ونصف حتى قرر الشعب الامريكي وضع حد لها. وهكذا يحدث التصحيح السريع في الديمقراطيات الغربية، بينما تظل اخطاء السياسات والانظمة العربية قابعة على صدور الشعوب لاجيال واجيال. فحالة الطوارىء ما تزال قائمة في مصر لمدة ربع قرن!ّ والخراب الثقافي والاجتماعي الذي بدأ مع عصر السادات مازال كما هو بعد ثلث قرن كامل .

اما المستقبل العراقي فلا يبشر بخير. فقد تحول العراق الى مجتمع يحكمه ايات الله والشيوخ فعليا لانهم يحكمون الشارع والناس، بينما هناك حكومة شكلية غير فاعلة ستسقط بمجرد خروج الامريكيين. وقد تظل الحرب الدينية الطائفية قائمة في العراق لعشرات السنين القادمة، وقد تطفح على الدول العربية المجاورة فتغرقها في حروب اين منها حروب الطوائف التي اندلعت في الاندلس في نهاية العهد العربي .

الهزيمة الامريكية في العراق اذن- رغم فداحتها المعنوية والسياسية- ستكون قصيرة المدى لان الحيوية الديمقراطية الداخلية تسارع بازاحة المسئولين عنها ومنح مقاليد الحكم للاخرين المعتدلين العلمانيين. بينما المأساة هي ان الانتصار العراقي الذي سيأخذ شكلا دينيا ستعقبه حروب وصراعات دينية طائفية وردّة اصولية تعود بالعراق قرونا للوراء وقد تتطلب قرونا اخرى للتخلص من اثارها.



#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عامين من رحيله: سيظل عرفات هو مانديلا العرب
- ربع قرن على رحيله: السادات واغتيال النهضة المصرية الأخيرة
- في ذكري 6 اكتوبر: حرب العبور
- هل تعلّم أحد شيئاً من 11 سبتمبر؟
- حساب الربح والخسارة: من سقوط البرجين الي سقوط بغداد
- دعوة لتنصيب الرئيس مبارك ملكا على مصر
- في ذكري رحيل عبد الناصر: الملك المقامر والضابط الثائر
- بابا روما والإسلام: حوار الأديان أم حوار الطرشان؟
- هل تصبح إيران زعيمة العالم العربى؟
- حزب الله ضد شعب الله
- مزامير نجيب محفوظ
- التفسير النفسى للسحر الكروى: كأس العالم : دروس للحكومات والش ...
- طظ في مصر
- كلما رأيت امرأة
- المساحة الزمنية بين الاسلام والمسيحية: لماذا تقدم الغرب وتخل ...
- الكاتب العربي بين السيف والكلمة
- الصدمة والترويع المصرية
- ماذا نفعل بالاخوان المسملين ؟
- أربع سنوات على الحدث الزلزال: هل تعلّم أحد شيئاً من 11 سبتمب ...
- حوار الاديان ام حوار الطرشان


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فرانسوا باسيلي - الابعاد الدينية للخطيئة الامريكية في العراق