أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال بركات - مؤتمر بغداد والاستجداء الامريكي للخروج من المأزق















المزيد.....

مؤتمر بغداد والاستجداء الامريكي للخروج من المأزق


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 05:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحكى في الاساطير القديمة ان ملكا كان يريد التخلص من رئيس وزراءة فطلب منة ان يعمل مشروعا ترفيهيا للشعب بانشاء حديقة حيوان فيها كل الانواع والاصناف من الحيوانات الموجودة على وجهة الخليقة وعلى ان يتم انجاز هذة الحديقة خلال مدة لا تتجاوز العشرة ايام وفي حال تعذر ذلك ستتم اقالتة امام مجلس الشعب ومجلس الشيوخ ومجلس الاعيان وبعد انقضاء المدة صدرت ارادة ملكية بانعقاد المؤتمر الدولي الذي حضرة رؤساء الاقطار والامصار القريبة والبعيدة وممثلين الشعب والاعيان والشيوخ لمشاهدة الانجاز العظيم وقد طلب من رئيس الوزراء الاعتلاء الى المنصة للاعلان عن انجاز المشروع فأذا بة يخرج من جيبة قطعة قماش بيضاء طولها متر وعرضها نصف متر وبدا يعرضها على ممثلي الامة والضيوف والاشقاء والاصدقاء ويقول لهم هذة هي حديقة الحيوان العجيبة والفريدة والتي تحوي على كل اصناف الحيوانات في العالم ولكن المشكلة لا احد يستطيع ان يرى الحيوانات في هذة الحديقة مالم يكون عرضة اي شرفة سليم ونقي منذ ثمانين سنة مضت ولحد الان ، وبدا الجميع في حالة ذهول، من منهم يستطيع ان يقول انها خركة بيضاء!!! معنى ذلك ان عرضة وشرفة غير سليم فتعالت الاصوات من كل حدب وصوب هذا يصرخ باعلى صوتة انظرو الى الاسد وهو يطارد فريستة وذاك يقول انظرو الى الفيلة وهي تهرب من النمور والقردة تتسلق الاشجار والطيور تغرد وهناك من يصيح انظروا الى التماسيح وهي تسبح في النهر وانظروا الى الغزلان وهي تسرح وتمرح في البراري وكل يريد ان يثبت نقاء شرفة واذا بين الحاضرين شيخ جليل قام وهو يصرخ باعلى صوتة انا عرضي سكط اي انا شرفي غير نقي وغير سليم هذة لا تعدو سوى خركة قماش بيضاء ليس فيها اي شيئ كل ماتقولونة كذب في كذب ودجل ونفاق وخداع لا دببة ولا فيلة ولا اسود هذة هي الحقيقة . نعم نريد من يقول الحقيقة نريد رجلا جليل يظهر ليقول الحقيقة ليقول ان عشرات المؤتمرات التي عقدت تحت مسميات مؤتمر دول الجوار والمؤتمر الاقليمي والمؤتمر الدولي ومؤتمر عمان ومؤتمر طهران ومؤتمر اسطنبول ومؤتمر دمشق ومؤتمر القاهرة والحبل على الجرار كلها خداع في خداع وتسويف وتزمير وتطبيل متى سيظهر الشيخ الجليل ليقول ان هذة المؤتمرات ليست لخدمة العراق وانما لخدمة امريكا ومصالحها الاقليمية والدولية وكذلك مصالح اجندات حزبية وفئوية وطائفية ضيقة كل يغني على ليلاة ايران تريد تكريس وجودها في العراق لتتخذ منة وسيلة ضغط على دول المنطقة وسلاح تناور بة في موضوع المفاعل النووي الايراني ، والسعودية ومصر نظرة استراتيجية لوقف التوسع الايراني في المنطقة والاردن وسوريا نفاق سياسي ومصالح ذاتية وتركيا مراقبة النشاط الكردي في شمال العراق الكل يشارك بذبح الشعب العراقي ويدعي انة جاء من اجل ايجاد مخرجا لحل الازمة العراقية، الازمة العراقية معروفة ومخرجها معروف ولكن لا احد يريد ان يبحث عن الحقيقة ان المشكلة العراقية في الداخل والحل من الداخل وليس من الخارج كل مشاكل العراق داخلية وعلى امريكا التي تريد حل خارجي للازمة العراقية نجدها مرة تتهم ايران ومرة تتهم سوريا كل يوم سيل من الاتهامات على دولة ما وفي اليوم التالي سيل من المديح على نفس الدولة كل حسب التوازنات الدولية تحت مسميات ازمة العراق ، على امريكا لو كانت جادة في حل الازمة العراقية عليها ان تنظر الى ما فعلتة في العراق منذ البداية اي منذ تاسيس مجلس الحكم على اسس طائفية وما بنى علية من تشكيلات لمؤسسات الدولة ، عليها ان تحل معضلة المعادلة السياسية التي تخص تركيبة اقطاب العملية السياسية في العراق ان من يحكم العراق اليوم هم حلفاء الولايات المتحدة وممن جاءوا بها الى العراق وممن يحثونها على البقاء وهم في نفس الوقت ليس حلفاء لايران فقط وانما هم من ساعد ايران على احتواء العراق وجعلوها مهيمنة على كل مفاصل ومرافق الدولة العراقية ومكنوها من ان يكون لها دور في السياسة العراقية اكبر من الدور الامريكي استنادا الى تقدم الولاء المذهبي على الولاء السياسي وفي المقابل لا تكف امريكا من اتهام ايران على تقويض العملية السياسية في العراق بل ومن الغباء في كل يوم تقدم الدليل على التدخل الايراني في العراق وهي تعلم جيدا ان اغلب المؤسسات الحكومية وخصوصا الامنية منها مخترقة من قبل الاجهزة الاستخبارية الايرانية وان اغلب المليشيات التابعة للاحزاب المشاركة في العملية السياسية هي صناعة وتسليح ايراني وان اغلب قادة الدولة هم من اصول ايرانية في الوقت الذي تستعرض امريكا عضلاتها وتعلن عن ملاحقة واعتقال كل من يثبت تورط ارتباطة بايران فان عليها ان تعتقل كل اركان الحكومة العراقية هذة الحقيقة لو طرحتها امريكا في مؤتمراتها المتتالية وتشخيص من جاء بايران الى العراق لكان قد اختصرت الطريق بدلا من ان ترمى حملها مرة على دول الجوار ومرة تستجدي دول الجوار لايجاد مخرج يرد ماء الوجة ، هذة الحقيقة التي يريد ان يقولها الشيخ الجليل المواطن العراقي الاصيل لقد مضت اربع سنوات وامريكا لا زالت تسوق لنا مهاترات تحت تسميات فضفاضة كالحرية والديمقراطية والعملية السياسية كلها مسميات لا تغني ولا تشبع من جوع اربع سنوات وهي عاجزة عن حل مشكلة الكهرباء والغاز والطاقة وكل يوم مؤتمر جديد لة تسمية جديدة والعراقيون ينظرون الى هذا المؤتمر وما سيتمخظ عنة من مقررات تثلج قلوبهم واذا بالمؤتمر الاخير ينفض في غضون ساعات هربا من قذائف الكاتيوشا التي باتت تنهال على المؤتمرين هل يعقل ان تكون مشاكل العراق الكبرى التي دوخت المنطقة والعالم باسرة ان تحل في مؤتمر انفض بساعات وكل مقرراتة تشكيل لجان متابعة لمقررات سابقة لمؤتمرات سبق فشلها قبل انعقادها وكل ما تمخض عن مهام هذة اللجان ترديد اسطوانة حث دول الجوار على ضبط الحدود في الوقت الذي هو معلوم لدى الجميع ان كل دولة هي المعنية في ضبط حدودها وليس استجداء امنها الداخلي من دول الجوار لان في ذلك يعتبر بمثابة دعوة لدول الجوار التدخل في شؤون العراق الداخلية. اما تشكل لجان لاستيراد النفط والغاز من الدول المجاورة الى دولة تعد من اوائل الدول المنتجة للنفط والغاز في العالم فهذا امر مخجل اكبر من ما هو مؤسف لان هذا دليل اثبات على انحسار توفير هذة المادة للشعب بسبب مافيات التهريب والسرقات التابعة للقوى والاحزاب السياسية المهيمنة على الدولة، معنى ذلك ان اغلب مشاكل العراق هي مشاكل داخلية يجب ان تحل من الداخل والذي اجج هذة المشاكل هو المسوول عن حلها ونعني بذلك الاحتلال الذي عمل على اذكاء الروح الطائفية بتشكيل مجلس الحكم على اسس طائفية واثنية وعرقية وكذلك الانتخابات والدستور كل هذة المشاكل لا تحل بمؤتمرات خارجية ولا باعتراف امريكا الذي لا ينفع ولا بضر بالاخطاء التكتيكية ومن ثم تزيد عليها مئات الاخطاء الاستراتيجية التي اوصلت البلد على شفا حفرة الحرب الاهلية فضلا عن حل الجيش العراقي الذي يعتبر رمز للوطن والامة وتاسيس مؤسسات عسكرية على اساس اثني وعرقي وطائفي ساهمت في اشعال الفتنة والقتال الطائفي بالاضافة الى دورها في مساعدة المحتل على تكريس الاحتلال هذة هي المشاكل الاساسية في العراق وحلها يتطلب شأن داخلي اكبر من ما يتطلب شأن خارجي صحيح ان اغلب تلك المشاكل لها عمق استراتيجي خارجي لكن الاطراف الداخلية لهم التأثير الاقوى على مسارالاحداث لو غلب العامل الوطني على العامل المذهبي وخصوصا الاعتراف بالمقاومة الوطنية والتعامل معها كقوة سياسية وعسكرية لان الموقف الامريكي منها كالنعامة لا تريد امريكا ان تعترف بقدراتها كقوة فرضت وجودها على ارض الواقع بالرغم من محاولات انكارها وتشوية فعلها بعد ان لعبت اطراف سياسية دورا كبيرا قي قتل الابرياء حتى باتت فرق الموت والميليشيات الطائفية والقوى السياسية المعروفة باحتضانها لفرق الموساد تكشر عن انيابها بغدر المواطنين وقتلهم على الهوية فضلا عن قتل العلماء والاطباء والاساتذة والاكادميين والقادة العسكريين والطيارين بالاضافة الى السيارات المفخخة التي تحصد كل يوم مئات العراقيين من اجل اتهام المقاومة لتشوية سمعتها علاوة على الفساد الاداري والوظيفي الذي وصل الى حد فقدان المليارات ، واما السطو الفاضح بوضح النهار على البنوك واختطاف المواطنين والموظفين من دوائرهم كلها جرائم منظمة تقوم بها بالدرجة الاولى الدولة والاحزاب السياسية والمليشيات التابعة لها فالحل الامثل هو حل العملية السياسية وحل الدستور وحل الاحزاب واليليشيات التابعة لها وتشكيل حكومة تكنوقراط وبدء العمل بتشكيل مؤسسات وطنية مدنية وعسكرية بعيدة عن المحاصصات الطائفية تعمل على فرض النظام وجدولة الانسحاب باسرع وقت من اجل ان ترحل الطفيليات العالقة بالاحتلال ، وبدلا من ان تقوم امريكا في كل يوم بمؤتمر جديد تستجدي فية من حلفائها الاقزام ايجاد مخرج من المستنقع التي هي فية عليها ان ترضخ لصوت العقل وتؤمن بالامر الواقع لا احتلال مع الشعوب الحرة لابد لامريكا وان ترضخ لصوت هذا الشيخ الجليل لانة صوت الشعب العراقي الحر وتترك المنافقين يمرحون في حديقة الحيوان يعقدون المؤتمرات التي لا تقدم ولا تؤخر من شيئ لان يوم الرحيل قد بات قريب بفعل المقاومة الوطنية من العراقيين الاصلاء الرافضين للاحتلال الذين فرضوا وجودهم بصمت افواههم وقوة افعالهم.



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء الدمى .. الهاشمي وامير الكويت
- هل تمكنت السيدة رايز بعصاها السحرية ان تمحو الاخطاء التكتيكي ...
- ليس كل الرجال رجال
- اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم
- نظرية الأمن القومي للكويت
- وزارة الخارجية العراقية.. والأداء المطلوب
- ازدواج الجنسية.. والمواقع السيادية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال بركات - مؤتمر بغداد والاستجداء الامريكي للخروج من المأزق