أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل فؤاد عبيد - السياسي .. الايديولوجي .. الديني / علاقة اشتباك بين التوفيق والتوقيف















المزيد.....

السياسي .. الايديولوجي .. الديني / علاقة اشتباك بين التوفيق والتوقيف


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على مستوى آخر من الحديث يمكننا طرح مقابل تقريبي لما سوف اتحدث عنه .. وهو ماتم توظيفه سابقا من تعارض بين العلم والدين مثلا .. والتي نستطيع ان نقول كما قال طه حسين من قبل أن السياسة قد تدخلت بينهما فأفسدت ما يمكن ان يقام من تصالح بينهما على قاعدة من الفهم والتواصل والتفاعلية .. بالتأكيد هذا بلغة العصر الحالي .. ولكن بلغة طه حسين إذ قال : أن التعارض بين العلم والدين أو بين العقل والدين لم يتحول إلى خصومة إلا بسبب السياسة التي تدخلت بينهما فأفسدت الأمور وأخرجتها عن وجهها المعقول .. ويعرض لنا طه حسين في معرض مقالته التي نشرها عام 1935 لمظاهر هذه الخصومة عبر التاريخ منذ ارسطو .. ولولا استغلال السياسة لكل من العلم والدين على السواء ماكان هناك خصومات كثيرة .. وكوارث .. ولولا ذلك الاستغلال ماكان الأثينيون قتلوا سقراط مثلا .. ولما حاول اليهود صلب المسيح .. ولما سفك الرومان دماء اليهود والنصارى .. ولما اخرجت قريش محمدا وأصحابه من ديارهم .. هذه امثلة يقدمها طه حسين منذ اوائل القرن العشرين على أن السياسة دائما كانت تتخذ ما تستطيع من الممكنات والذرائع المتاحة في كل من العلم والدين و التي من خلالها يمكنها فرض سلطتها على الناس .. او الجماهير .. .. هو ذاته ما يمكن يقاس على الواقع الحالي من تداخل واشتباك سلطات ثلاث .. في النهاية يصب في صالح الفعل السياسي فقط على حساب كل من الديني والأيديولوجي على اعتبار ان الأيديولوجي يمكننا اعتباره تكنينك يتم من خلاله اختيار نسق من الافكار وتنحية أخرى يتحدد من خلالها طبيعة السلوك ووجهة انتمائه .. بخلاف أنه لا يمكننا ان نتغافل عما أصبح للعلم من وظيفة تصب في صالح السياسي ايضا .. في مجال الإعلام وفي مجال التصنيع .. وفي مجال الأدوية حتى .. وهذا ايضا يدفعنا الى تمثيل الموقف ما بين الديني والعلمي وبين الديني والأيديولوجي .. وكيف ان السياسة قد استغلت ايضا التناقضات او التعارضات بين الديني والايديولوجي لما يخدم مصالحها .. لنعود الى سؤالنا الأول .. علاقة اشتباك السياسي والديني والأيديولوجي والذي يظهر عكس ما هو واقع .. على أن ما يفرض سلطة للأيديولوجيا او الدين هو الخيار السياسي الذي يعتمد على استغلال مافي الاثنين من قوى دافعة للعمل السياسي .. وبالتالي لا يظهر استقطاب السياسة إنما تظهر سلطة كل من الدين والأيديولوجي ليبقى للسياسة فعلها المقنع أو الخفي وغير المحايد في الواقع .. من هنا كانت الدعوة الى فصل الدين عن الدولة / السياسة فاعل بقدر كبير في التمهيد لظهور المجتمع المدني الحر والقادر على التقليل من ظهور النزاعات او عدم استغلال ما يمكن في كل من الدين والأيديديولوجيا لخدمة السياسة على الرغم ان هذا لم يتم تطبيقه بالشكل الذي نستطيع ان نقول انه يمثل حقيقة ملموسة .. فلا زال هناك الكثير من الممارسات التي تنطلق من / الى الصيغة الدينية التي تمثل مرجعية لا غنى عنها في تحريك او استقطاب الجماهير نحو العمل السياسي او الخيار السياسي .. ورغم الكثير من صور استلاب الديني والايديولوجي من قبل السياسة والتي تحاصرنا في الحقيقة او صور الصراع التي تعمل على تفتيت البنى الرئيسية او مناطق التوازنات بين السياسي والديني عبر شبكة الأيديولوجية أو شبكة من الفهم الواعي والمنسجم مع منطق التفكير السليم .. إلا هناك نماذج تعبر عن مدى إمكان تحقيق العلاقة المنسجمة نسبيا بين الاثنين على مسرح الواقع من تلك التجارب ما حدث ويحدث في تركيا .. ذلك أن التجربة التركية بعد الأتاتوركية تثبت إمكان تحقيق واقع منسجم خال من الصراعات والتضاربات وذلك بالتوفيق بين ماهو متأسس في العقل الجمعي الديني .. والدور السياسي المطلوب دون الخروج / الدخول في سياق التعريفات الإسلامية التقليدية .. ودون تحقيق فكر على حساب فكر آخر ..
تختلف مجالات الدراسات الاجتماعية والإنسانية عنها في مجالات المعرفية و العلوم الاخرى الرياضية .. فيما يخص التحديدات .. ذلك أن التحديدات في مجال العلوم الرياضية تحديدات صورية مجردة .. لأنها لا تحمل او لا تفترض مضامين ومن ثم غير قابلة للتغيير أو محتاجة لإعادة تحديد .. أما في مجال العلوم الإنسانية فإن تحديداتها غير صورية بحتة إنما لها مضامين ومن ثم تصبح المعرفة على مستوى هذه العلوم رهنا لمضامينها التي تتغير وتتبدل حسبما يتيحه اشتراط الواقع وتبدلاته وتغيراته .. .. على أن هذه التحديدات قابلة للتعقيد والتداخل والاشتباك بما فيها الدين .. أو التحديدات الدينية .. وانطلاقا مما قاله المفكر التنويري كندورسيه .. مقارنا بين ما يتم الوصول اليه من تحديدات او أفكار قابلة للتحديد كما في مجال الرياضيات وبين ما يتم الوصول اليه في مجال الأخلاق التي هي محصلة لمنتوج العلوم الإنسانية .. أن إمكان العقل واشتغاله في هذا مجال العلوم الإنسانية هو ذاته في العلوم الصورية او يجب ان يكون كذلك.. بأن التحديدات الحقيقية او الصحيحة يمكن الوصول اليها في كلا المجالين إذا ما استخدم العقل استخداما صحيحا .. والمهم في هذا التحليل لكوندرسيه هو أنه لا اختلاف في استخدام العقل في اي مجال من مجالات التفكر والمعرفة والعلم والدين ايضا .. ذلك أن العقل البشري يستطيع الوصول إلى تحديدات مشتركة أي متفق عليها نسبيا .. وتكون صحيحة من حيث مضموناتها الرئيسية او الجوهرية .. على أن الحقيقة البشرية واحدة والعقل البشري واحد في تحصيل اوجه الحقيقة المتنوعة في شكلها و الواحدة في مضمونها .. وهذه الحقيقة ترتهن في تحصيلها لتحقيق غاية او غايات .. فما سبيل تحصيل المعرفة او العلم سوى لتحقيق غاية ما .. وغاية الغايات هو تحقيقي توازن نسبي وليس مطلق او تفاعل منسجم بين الإنسان ومفردات الكون بما يحكم هذا التفاعل من طبيعة بشرية تفرض نفسها .. وما العلم ووظيفته سوى تنظيم لهذا الطبيعة البشرية أو استغلال المضمر / الممكن وتحقيق توازنات نفسية تكون سبيلا لتفاعل بناء .. والعقل والدين متواليات للفهم والتقدير السليم .. على ان الدين جاء لخدمة الإنسان وليس مقيدا له .. بما لديه من وسيلة وهي العقل .. وعندما نوفق بين العلم والدين على اعتبار ان العلم هو الفعل العملي للعقل / الذهن نكون بهذا قد جعلنا العقل وسليتنا في فهم الدين ومن ثم فهم الغاية منه .. لابد ان يعني هذا ان يكون هناك غاية للدين ..وهو ما يخضع للمتوالية السببية .. والتي تمنح الفعل قيمة ما من خلال الغاية الموصل لها .. وإلا يصبح هناك لا غاية .. وما غاية الدين سياسية منها أكثر اجتماعية .. فكل امر من امور الدين يصب في النهاية الى تحديد مستويات الفعل الإنساني .. كما انه من ناحية ثانية .. لابد أن يخضع او يتأطر هذا الفعل ما بين قطبي الخاص / العام .. وهو مبدأ ينطلق من قيمة .. لا تستوي معها اي قيمة أخرى .. وهي الإنسان في منتهاه ومبتدا وجوده .. وعلاقته بالإنسان عبر جدلية كينونة الذات / الآخر .. وعندما يتلاشى او يصبح هناك لا غاية يصبح الإنسان منقسما على نفسه او على ذاتيته الإنسانية أو منشق على نفسه ومن ثم تحول الى جزيئات غير إنسانية .. من هنا كان الاستقطاب بما يمثله من استحواذ لتحقيق غايات فرعية او خاصة أو قريبة .. يمهد أو يأخذ الإنسان الى مرحلة سقوط لانه يسقط الغاية الحقيقية والتي نبعت في الأصل من التحديدات الكلية والتي تعمل على تذويب الفروقات بين البشر وتسعى بالبشرية لتحقيق غاية كلية .. كما يسقط العقل .. على أن العقل البشري كما سبق وأوضح كوندرسيه هو الذي يمكننا من الوصول إلى تلك التحديدات المشتركة أي المتفق عليها نسبيا وهو ما يحقق انسجام الذاتي في بوتقة الكلي .. الفردي مع الجماعي من خلال فعل مشترك له عموميته بقدر ما له خصوصيته .. ومن ثم كان الاستقطاب هو استبعاد في حقيقة الأمر لتلك التحديدات الكلية .. ومن ثم تقزيم / تشرذم الغاية الدينية او اسقاطها من خلال إيجاد او خلق غايات فرعية غير أصيلة او لا تنبع في أصلها من مضامين التحديدات المشتركة سابقا .. وأي غاية سياسية هي غاية عملية تتحدد في أصلها أو مجموعها في الوصول الى أهداف فرعية ومن ثم فإن في استخدام او توظيف الديني في الفعل السياسي المرهون بغاية لها خصوصيتها يعمل على إفراغ الدين ودافع وجوده في إمكان وجود تحديدات مشتركة بين البشر وهذه التحديدات المشتركة هي التي من خلال تحقيق وعي عام ومشترك ومن ثم من المفترض ان لا يتم توظيف الديني في المجال السياسي لان الفعل السياسي بالضرورة سوف ينحي شيء على حساب شيء .. أو يستبدل تحديدات مصطنعة مقابل التحديدات المعقولة والكلية التي سبق والدين عمل على توكيدها .. او يقيم جدلا بين العقل وتحكيمه كوسيلة مثلا ليصبح هو ذاته محل جدل وتضيع الوسيلة في مجريات تؤكد الجانب الا إنساني للإنسان على أن هذا يؤدي الى ترسيخ مفهوم التبعية دينية / عقائدية .. أو سياسية / مذهبية وهو ما يؤسس لفهم مبتسر إن كان للنص الديني أو للكون أو للغاية .. وتوظيف واستغلال الفهم المبتسر لتحقيق أهداف قومية مثلا قريبة .. دون الالتزام بالإطار المرجعي الأكثر احتواء واكثر استيعابا للاختلاف .. فعندما يتم توظيف الديني مثلا على مستوى السياسة يتم سرقة / اختزال مفهوم الدين الحقيقي او دوره الإيجابي الفعال من النفوس .. لينتقل الى منطقة إتجار ومن ثم يتم تداول وتفعيل السلطة الدينية كسلطة إدانة الى جانب سلطة ابادة على مستوى الفعل او التوظيف السياسي .. ومن ثم لا يعود النص الديني مجرد مرجعية اخلاقية بقدر ما هو نص تسلطي او باعث على تحقيق فرادانية متميزة أو مجال مطاط لاسقاطات رغبوية سابقة هي المتحكم في توظيف النص بما يخدم هدف هذا الفكر او غيره .. وهو ما يمثل الوعي المضاد للوعي الحقيقي .. وللحديث بقية .



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح .. قصة قصيرة
- عندما يغيب القمر .. قصة قصيرة
- السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - علاقة اشتباك بين التوفيق ...
- فلسفة جريمة المخدرات .. فلسفة الترويج والإدمان
- اجتراح ..
- السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - علاقة اشتباك بين التوفيق ...
- 2علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوف ...
- علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوفي ...
- رماديات ..
- قراءة في سلبيات العقل القديم .. الانتخابات بين النمذجة وضرور ...
- التعليم والتفكير الابتكاري
- هي .. قصة قصيرة
- حافلة .. سياحية .. قصة قصيرة
- أبيض .. وأسود .. قصة قصيرة
- 1 خواطر .. شعرية
- خواطر .. شعرية 2
- بكائية على صدى مشاهد منسية .. قصة قصيرة
- هوية .. من قلب الخراب .. قصة قصيرة
- منير شفيق وقراءة في الحداثة والخطاب الحداثي
- - رنين العزلة .. وتوق الذات - قراءة نقدية في ديوان الشاعرة ا ...


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل فؤاد عبيد - السياسي .. الايديولوجي .. الديني / علاقة اشتباك بين التوفيق والتوقيف