أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - اسرائيل في مشهد عنصري














المزيد.....

اسرائيل في مشهد عنصري


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 12:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرة هي جوانب العنصرية تجاه الفلسطينيين في اسرائيل، الى درجة أنه لا يمكن استثناء أي جانب من جوانب الحياة، منذ ولادة المولود وحتى وفاته تلازمه سياسة تمييز عنصري، لا تجد لها مثيلا في العالم.
وبين الحين والآخر تظهر حالات هي نموذج صارخ لهذه السياسة العنصرية، وهذا ما يحدث في هذه الايام.
ففي الشهر الماضي قتل يهودي يمتلك مزرعة في جنوب البلاد، شابا عربيا وأصاب زميله، بزعم انهما جاءا لسرقة المزرعة، وقالت الشرطة أن الشاب القتيل كان قد خرج قبل تلك الحادثة ببضعة ايام من السجن بعد إن أمضى عقوبة سجن بتهمة سلسلة من السرقات.
ولم تمض بضعة ساعات قليلة جدا على اعتقال صاحب المزرعة، حتى بدأت الحلبة السياسية في اسرائيل تنشط بصورة غريبة، فقبل أن ينطق أي قاض بمصير المتهم، أو حتى النظر بتمديد الاعتقال، أعلن عدد من أعضاء الكنيست اليهود، وبشكل خاص من قوى اليمين، أنهم سيطرحون مشروع قانون يسمح عمليا لكل شخص أن يقتل من جاء لسرقته، دون أن تسجل ضد القاتل أية جريمة جنائية، وبالفعل فقد نظر الكنيست بسلسلة من مشاريع القوانين لنفس الغرض وأقرها كلها بالقراءة التمهيدية في الأسبوع الماضي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اندفعت وسائل الإعلام الاسرائيلية بحملة "تضامنية"، مع المزارع القاتل، ليتحدث عن انسانيته، وعن أنه عانى في الماضي من سرقات، وتم تغييب الكثير من الحقائق، ومن أهمها أن الشاب القتيل وزميله لم يكونا مسلحين حينما اقتحما المزرعة، والأهم في الأمر أن الشاب القتيل أصيب في ظهره، بمعنى انه تم قتله وهو في حالة هرب.
وقد يعتقد البعض أن هذا حادثا عابرا وأن ردود الفعل قد تكون طبيعية، ولكن ما يكشف الحقيقة الماثلة من وراء هذا التوجه هو حالة أخرى مختلفة كليا، ولكن القوميات فيها تتبدل، وقد طرحناها هنا قبل عدة اشهر.
فقبل عام ونصف العام نفذ يهودي ارهابي مجزرة في مدينة شفاعمرو، وهي من ابرز مدن فلسطينيي 48، فقد صعد ذلك الارهابي ببزته العسكرية وبسلاحه الى حافلة متجهة الى المدينة، وحينما اصبحت الحافلة في حي سكني مكتظ شرع باطلاق النار فقتل أربعة على الفور وأصاب عددا كبيرا من المواطنين.
وحين كان الارهابي في أوج تنفيذ جريمته، ويحاول استبدال مخزن الذخيرة في بندقيته، انقض عليه بعض الشبان لمنعه من مواصلة الجريمة، ومن بينهم معارف الشهداء الذين سقطوا لتوهم، وخلال التدافع مات الارهابي وهو في الحافلة.
وبدلا من أن تقوم أجهزة الأمن بالبحث عمن يقف فعلا وراء الجريمة، فقد راحت تعتقل شبان المدينة، بتهمة قتل الارهابي، وهناك الآن 15 شخصا من ابناء المدينة ينتظرون تقديم لوائح اتهام ضدهم، ومن بينهم من تنوي الشرطة اتهامه "بالقتل المتعمد مع سبق الاصرار والترصد"، كما قال مندوب الشرطة في احدى جلسات المحكمة، كما لو أنهم هم الذين أحضروا الارهابي وامروه بتنفيذ المجزرة.
وليس صدفة، أن مجموعة النواب التي هبت للدفاع عن للمزارع اليهودي، هي نفسها التي تطالب بمعاقبة ابناء المدينة الذين حموا انفسهم واهل مدينتهم من مواصلة المجزرة، وهذا ما يؤكد ان الدافع في الحالتين هو دافع عنصري وليس غير ذلك.
إن الخطورة الأكبر أن هذا لا يجري في الشارع الاسرائيلي بل بالأساس في البرلمان، وبدعم أعمى من حكومة اسرائيل الحالية، التي أعربت عن دعمها للقوانين السابق ذكرها.
وهذا جزء من أجواء عامة تتصاعد يوما بعد يوم، وبمبادرة الحكومة الاسرائيلية نفسها، التي عززت هذا الاسبوع شراكتها مع أكثر الأحزاب عنصرية وحقدا على العرب، "يسرائيل بيتينو" بزعامة العنصري أفيغدور ليبرمان.
كذلك فإن هذا يعزز أجواء العنصرية التي تسود جهاز القضاء الاسرائيلي، كما أكدت ذلك دراسة أكاديمية، أجراها أحد أقسام الابحاث في جامعة حيفا الاسرائيلية قبل نحو عامين، وأكدت الدراسة أن القضاة في اسرائيل يصدرون أحكاما على العرب أضعاف ما يصدرونها على اليهود في نفس الجنح ونفس الظروف.
في كل عام تصدر تقارير دولية كثيرة حول حقوق الانسان، وحقوق الاقليات في العالم، والمأساة التي يعيشها فلسطينيو 48 تبقى غائبة كليا عن هذه التقارير، وإن تعرّض بعضها لحالنا فإن هذا يتم بشكل جزئي وخجول ولا يعكس الحقيقة.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة القيادة في إسرائيل
- السباق على الرئاسة الإسرائيلية
- مشهد جانبي في إسرائيل
- شعبية الحكومة الإسرائيلية مرهونة بثلاث قضايا مركزية
- هل هُزمت إسرائيل في الحرب؟
- إسرائيل: التضخم للفقراء والنمو للأغنياء
- مركبات الحكومة الأساسية ليست معنية بحلها
- حسابات بيرتس واستقالة حلوتس
- تباين التقارير العسكرية الإسرائيلية
- عربٌ في حكومة إسرائيل!
- فساد السلطة الإسرائيلية يشلها سياسيا
- نسب الفقر في اسرائيل تتأثر من السياسة الاقتصادية أكثر من الح ...
- لجنة خبراء رئاسية توصي بتعزيز النظام البرلماني في إسرائيل
- إسرائيل 2006: قيادة اللا قيادة.. سياسة اللا سياسية.. والحرب ...
- ستة أشهر مصيرية أمام حزب -العمل- الإسرائيلي
- -هجوم السلام السوري-.. ولكن
- العقلية العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- 92% من أصحاب العمل يخرقون حقوق العمال
- 450 الف عاطل عن العمل كامل وجزئي في إسرائيل في العام الماضي
- من 9 ديسمير إلى 9 ديسمبر


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - اسرائيل في مشهد عنصري